الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

نسخة معدلة من اطلالة على الاصلاح

إطلالة على التجمع اليمني للإصلاح
لمّا كانت اللبنات المتناثرة لا تصنع شيئاً ذا بال في دنيا الناس مهما أوتيت من صلابة وبلغت من كثرة ، ولمّا كان التنظيم والجماعية احد سنن الله الكونية ، ولما تواضع عليه الناس واتفقت عليه العقول ان الناجح من المشاريع لا يكون إلا بجهد جماعي منظم ، ولا تفوق مشاريع بناء الأوطان وإصلاحها مشاريع ، ولمّا جاءت التعددية السياسية وتربها وقرينها مبدأ التداول السلمي للسلطة كأحد المتغيرات التي رافقت تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م فاتجه كل تيار فكري سياسي يؤسس حزباً ينضوي إليه حملة ذلك الفكر و أنصاره وبدا نوع من الاستقطاب الفكري في الساحة اليمنية ، لكل ذلك كان لابد للإسلاميين ـ و اقصد بهم فئة من المسلمين حملت بين جوانحها هم العمل بالإسلام وللإسلام وتحكيمه في حياة المسلمين باعتباره المنهج الأقوم لإحراز سعادة الدارين : الدنيا والآخرة ـ لكل هذا و ذاك جاء الإعلان عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر 1990م تنظيماً شعبياً سياسياً مفتوحاً يسعى للإصلاح في جميع جوانب الحياة على أساس مبادئ الإسلام و أحكامه ويأخذ بكل الوسائل المشروعة لتحقيق أهدافه ، متخذاً قول الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) شعاراً عملياً له ، آخذاً بسنة التدرج في الخطوات ، مراعياً عوامل الزمن في خطة الإصلاح والتغيير المنشود ، مرتكزاً على الحقائق والوقائع التي يعيشها المجتمع اليمني لا الأحلام والأوهام ، مستوعباً لشبكة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في مجريات الأمور ..
هكذا مضت ، وهكذا تمضي ، قافلة ( الإصلاح ) مستمدة العون والتوفيق من الله ذي الجلال والإكرام ، وقد مر عليها في سيرها المبصر من السنين عشروناً حافلة بالعطاء على كل الصُعد: التنظيمية ، الدعوية ، التربوية ، السياسية ، الاجتماعية ، الخيرية ، رغم التحديات الجسام والخصوم المتكاثرون و الإمكانيات المحدودة ، وهذه وقفات عجلى لاستعراض ما تحقق خلال تلك السنون .
أولاً: الحفاظ على الهوية الإسلامية وترسيخها :
تتحدد قيمة الإنسان زيادة ونقصاناً بدرجة أساسية بقدر اهتدائه بهدي خالقه و مالك أمره ، وعبوديته له جل جلاله ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ، و ما وجود الإنسان في هذه الدنيا الفانية إلا للقيام بالخلافة فيها عن الله وفق شرعه وحكمه ((هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا )) ، ولم يخلق الله تعالى الإنسان إلا لعبادته ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ، و لدلالة الثقلان : الإنس والجان ، أرسل الله تعالى الرسل وانزل الشرائع وجعل أحسن الأعمال والأقوال الدعوة إليه ، لذا فان التجمع اليمني للإصلاح في الوقت الذي ينطلق في أعماله من الإسلام فانه جعل في بؤرة اهتمامه الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب اليمني من التشويه والانحراف ، عاملاً ، قدر ما أتيحت له من إمكانيات ،من اجل ترسيخ معالمها في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة وذلك على عدة خطوط ومجالات عمل أبرزها :
1ـ الدستور والقانون : بذل التجمع اليمني للإصلاح جهود مضنية لتعديل دستور الدولة اليمنية الواحدة الوليدة يوم 22 مايو بحيث تصبح الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات وتم التعديل بعد حرب 1994 وبالتحديد يوم 29 سبتمبر1994 ، وبهذا التعديل كل أمر مخالف للشريعة الإسلامية ـ ولو مورس فعلياً ـ فانه غير دستوري ، كما حرص التجمع اليمني للإصلاح على ان تتوافق جميع القوانين الصادرة في البلاد متوافقة مع الشريعة الإسلامية وكان لبرلمانيي الإصلاح دور محوري في ذلك .
2ـ التعليم الحكومي : يمتاز المنهج التعليمي الحكومي بصبغة إسلامية واضحة ، مما جعل البعض يحاول النيل منها و خفض نسبتها وقد تصدى الاصلاحيون ومعهم كل الخيرين في البلاد لتلك المحاولات المستمرة حتى اليوم .. ، وتصدى الإصلاح بشدة لمحاولات إلغاء المعاهد العلمية .. المؤسسة التعليمية الحكومية الناجحة .. الصرح العلمي الذي تحظى فيه مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية .. لغة القران .. باهتماماً وتوسعاً إضافة إلى التربية الإسلامية المكثفة المستهدفة طلاب وطالبات المعاهد العلمية ، و التجمع اليمني للإصلاح باعتباره تنظيم إسلامي يقف مع كل ما من شأنه ترسيخ وتعزيز الهوية والممارسة الإسلامية ـ بما في ذلك تعليم شرائع الإسلام ـ قد وقف ضد كل تلك المحاولات وقد كسب الإصلاح والخيرين كل الجولات حتى جاء عام 2001 حيث أصرت السلطة وبضغوط أمريكية على إلغاء المعاهد العلمية وهذا ما تم رغم جهود الإصلاح للحيلولة دون ذلك حتى اللحظة الأخيرة .
3ـ التعليم غير الحكومي : بعد إلغاء المعاهد العلمية اتجه العديد من رموز الإصلاح إلى تأسيس مدارس خصوصية ترفد المجتمع بجيل يتحلى بصلة امتن مع جوهر الأمة اليمنية الإسلام : محبة وعملاً ، جيل متكامل الشخصية نافع لوطنه حريص على قيم مجتمعه ، واليوم ومنذ سنوات خلت يقف عدد من رموز الإصلاح على رأس عدد من الصروح التعليمية أبرزها جامعة الإيمان التي يرئسها مؤسسها فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني القيادي البارز في التجمع اليمني للإصلاح ، ومن تلك الصروح العلمية الجمعية الخيرية لتعليم القران وتتبعها الكلية العليا للقران الكريم بالعاصمة وفروعها ، وهذه الصروح العلمية وغيرها تسهم وبفاعلية في تعليم العلوم الشرعية وتخريج الدعاة والداعيات ومشايخ العلم .
4 ـ العلماء والدعاة : يسهم العلماء والدعاة والداعيات المنتمين للإصلاح بدور بارز في مجال تعليم العلم الشرعي ودعوة الناس رجالاً ونساءً للمزيد من الاستمساك بهدي الله وشرعه والمسارعة في الخيرات .
5ـ بناء وعمارة وخدمة المساجد وإحياء رسالة المسجد الدعوية و والتعليمية والاجتماعية
6ـ الكتاب والمجلة والصحيفة والشريط الكاسيت تأليفاً و إنتاجا وتوزيعاً .
7ـ المراكز والدورات والمخيمات الصيفية العلمية والتربوية و المهارية .
ثانياً : جهود الإصلاح للحفاظ على وطنية و إسلامية الدستور :
في كل المنعطفات المتصلة بوضع و تعديل الدستور كان للإصلاح دوراً مقدراً في سبيل الحفاظ على الجوهر الوطني والإسلامي للدستور وعدم النيل من الحقوق العامة للمواطنين وبما يرسخ حق الشعب في امتلاك السلطة والثروة ، ويمكن استخلاص ذلك من المحطات الدستورية الآتية :
المحطة الأولى : مشروع دستور دولة الوحدة : قاطع الإصلاح الاستفتاء العام بعد جهود مضنية لإدخال تعديلات عليه وخصوصاً على المادة الثالثة منه المتعلقة بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع أو مصدراً وحيداً للتشريع .
المحطة الثانية : تعديلات 1994 : و قد عدلت في مشروعها المادة الثالثة لتنص على أنّ الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات و قد صوت نواب الإصلاح لصالح التعديلات
المحطة الثالثة : تعديلات 2001 عارضها الإصلاح بشدة ، حتى كتبت صحيفة الميثاق لسان المؤتمر الشعبي العام في عدد يوم 26 / 2 / 2001 م و بالبنط العريض في ترويسة صفحتها الأولى وباللون الأحمر (( الإصلاح يصوت ضد التعديلات و يعزز تحالفه مع العناصر الإصلاحية ))
المحطة الرابعة : تعديلات 2008 : بدأ الحديث عنها عام 2006 وبلغ ذروته عام 2007 و لا زال الحديث يتردد عنها بين وقت وآخر و الإصلاح يعارضها وبشدة وقد اصدر اللقاء المشترك ـ وبضمنه الإصلاح ـ بيان حدد فيه موقفه منها في 27 نوفمبر 2007 و اعتبرها محاولة لتكريس حكم الفرد .

ثالثاً : المعارضة البناءة :
تأسس الإصلاح ليحقق تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والحياة الآمنة الكريمة و يرحب الإصلاح بتحقيق تطلعات الشعب اليمني تلك على أي يد كانت ، وهو يمد يده لكل من يتفق معه ويسعى من اجل انجاز تلك التطلعات ، وفي ذات الوقت فان الإصلاح يعارض أي مساس بمصلحة الوطن والمواطن من أي جهة كانت ، كما أن الإصلاح ينتقد التقاعس عن تقديم النفع الممكن تحقيقه لصالح الوطن من أي طرف كان ذلك التقاعس ، وذلك منهج الإصلاح سواء كان في المعرضة أو كان في السلطة ، والمعارضة عند الإصلاح لا تعني إطلاقاً معرضة الايجابيات والسلبيات طالما صدرت من الحكم ، وإنما هي معرضة السلبيات من أي مصدر كانت وكما عبر عن ذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني (( يشرفنا أن نكون مع الحق وندور معه حيث دار )) وقد وصف منهج الإصلاح في المعارضة الدكتور منصور الزنداني عميد كلية التجارة بجامعة صنعاء بقوله (( مفهوم الإصلاح للمعرضة يجسد مبدأ جديداً للعمل السياسي وهو مبدأ سليم نعتبره قمة الرقي في العمل الحرص على المصلحة الوطنية )) .
وقد كان التجمع اليمني للإصلاح يعارض التجاوزات و الاخلالات والتفريط في المصلحة العامة من خلال
1ـ بيانات هيئاته القيادية بدءاً من المؤتمر العام ومروراً بالهيئة العليا ومجلس الشورى والأمانة العامة وصولاً إلى اطر الإصلاح المحلية في المحافظات .
2ـ أحاديث وتصريحات ومحاضرات وخطب قيادات ورموز الإصلاح على المستوى المركزي والمستوى المحلي .
3ـ الكتلة النيابية للتجمع اليمني للإصلاح في مجلس النواب .
4 ـ كتل الإصلاح في المجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات
5ـ المنابر الصحفية الإصلاحية وفي الطليعة منها صحيفة الصحوة الأسبوعية
6ـ الأناشيد والمسرحيات الفنية للفرق الفنية التابعة للإصلاح ويبرز هنا اسم الفنان الكوميدي فهد القرني الذي طالما تعرض للاعتقال والملاحقة بسبب ذلك .
7ـ وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة والمرئية وتحسب قناة سهيل لقيادات في الإصلاح وغدت رأس حربة في الإعلام الإصلاحي في اليمن .
8ـ النقابات المهنية و الاتحادات الطلابية
ومثلما استخدم الإصلاح القنوات العلنية في معارضته المبصرة فقد استخدم القنوات الخاصة عن طريق التواصل المباشر مع المسئولين المعنيين في الدولة وفي المقدمة منهم رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح .
وبحسب الصحفي والكاتب نصر طه مصطفى فقد مارس الإصلاح المعارضة برصانة تتناسب مع طبيعة الظروف التي يمر بها اليمن ، حيث أبدى رأيه فيها من خلال المنابر المشروعة ديمقراطياً كالبرلمان والصحافة و المسجد والنقابات والقنوات والوسائل الإعلامية المتاحة )) .
رابعاً : المشاركة في السلطة :
مثلما قدم التجمع اليمني للإصلاح برنامج عمل للإصلاح والبناء منطلقاً من الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة من أول يوم لإعلانه ، فقد سعى للوصول إلى السلطة من اجل تنفيذ ذلك البرنامج على الصعيد العام ، والسلطة عند الإصلاح هي وسيلة وليست غاية ، وسيلة يتم الوصول إليها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات عامة حرة ونزيهة .
وخلال العشرين سنة الماضية تسنت للإصلاح أول مشاركة حكومية وذلك عقب أول انتخابات نيابية بعد إعادة الوحدة اليمنية وقد جرت في 27 ابريل 1993م وحصل فيها الإصلاح على الترتيب الثاني بعد المؤتمر الشعبي العام وقبل الحزب الاشتراكي اليمني ( المؤتمر 122 ، الإصلاح 63 ، الاشتراكي 56 ) وقد كانت أول مشاركة حكومية للإصلاح في حكومة الائتلاف الثلاثي بين الأحزاب الثلاثة فقد كانت الوزارات التالية من نصيب وزراء إصلاحيين : الصحة ، الإدارة المحلية ، الشئون القانونية وشئون مجلس النواب ، التجارة والتموين ، الأوقاف والإرشاد . وبعد حرب صيف 1994 خرج الحزب الاشتراكي من السلطة فتم إدخال تعديل على الحكومة أضيفت فيه للإصلاح نيابة رئيس الوزراء وزارات : العدل ، الكهرباء والمياه ، الثروة السمكية ، التربية والتعليم وتخلى الإصلاح عن وزارة الشئون القانونية وشئون مجلس النواب ، ويلاحظ أنّ كل الوزارات ذات طبيعة خدمية ولا توجد بينها أي وزارة سيادية ، كما عين خمسة محافظين من الإصلاح لمحافظات : صنعاء ، لحج ، الجوف ، المهرة ، صعدة ، وخمسة وكلاء لمحافظات : عدن ، حضرموت ، شبوة ، أبين ، ذمار ، حجة ، واستمرت هذه المشاركة حتى ابريل 1997 حيث خرج الإصلاح من الحكومة وانفرد بها المؤتمر الشعبي العام حتى اليوم . وبقدر الفرصة التي أتيحت للإصلاح وبقدر السلطات التي منحت لوزرائه ومسئوليه فقد تحمل المسئولية بكل جدارة على حد تعبير الأستاذ محمد عبدالله اليدومي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح حينها ، وبحسب المرحوم الدكتور عبدالعزيز السقاف أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء ومؤسس صحيفة يمن تايمز فان الإصلاح وان كان شريكاً في الحكم إلا انه لم يكن صاحب القرار ، ورغم هذا فان الإصلاح من خلال مسئوليه في الحكومة لم يدخر جهداً في سبيل إصلاح هذه الوزارات ، وفي تطوير خدماتها لصالح الجمهور وتمت سلسلة من الإصلاحات المالية و الإدارية والفنية في تلك الوزارات عكست أداءً مضطرداً ومتنامياً إذا قيست نسبياً بمستوى الأداء قبل أن يتولاها وزراء الإصلاح ، وكذلك الحال بالنسبة للمحافظين والوكلاء فلم يدخروا جهداً في سبيل توفير اكبر قدر ممكن من الخدمات لأبناء محافظاتهم ، وكانت معركة مواجهة الفساد المالي والإداري في الأجهزة الحكومية من أهم أسباب الخلاف بين الإصلاح والمؤتمر كما قال المرحوم الصحفي حميد شحرة رئيس تحرير صحيفة الناس ، و وصف الدكتور عبدالرحمن بافضل احد وزراء الإصلاح ورئيس كتلته البرلماني حالياً وصف مشاركة الإصلاح بقوله : (( في الواقع ما كانت تعطى الصلاحيات لوزراء الإصلاح من اجل النهوض بوزاراتهم كما ينبغي بل كان هناك حصار وتجريد من الصلاحيات يهدف إلى إحراق وزراء الإصلاح ولكنهم رغم ذلك صمدوا وأنجزوا الكثير بالرغم من العوائق ))
كما شارك الإصلاح في مجلس الرئاسة حيث انتخب الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضواً في هيئة الرئاسة من قبل مجلس النواب بعد انتخابات ابريل 1993 ، وقد وصف مشاركته بقوله : (( مدة عضويتي في مجلس الرئاسة اقل من عام .. وللأسف جئت في خضم الأزمة ... فهي فترة محدودة في خضم هذه الأزمة ـ يقصد الأزمة السياسية ثم الحرب 1994 ـ وما كنا نركز عليه في هذه الفترة هو إخراج البلاد من الأزمة ثم بعد الحرب إنجاح هذه المعركة والحفاظ على وحدة البلاد والانتصار ضد هذه المؤامرة )).
خامساً : الاصلاحيون والعمل الخيري :
أسست الكثير من العناصر الإصلاحية هيئات خيرية إنسانية على مستوى البلد بشكل عام وعلى مستوى المحافظات والمديريات والمناطق ، ولهذه الهيئات الخيرية جهود كبيرة اقتصادية وتعليمية ودعوية وصحية و إغاثية ككفالة الأيتام وتوزيع المعونات النقدية والعينية للأسر المحتاجة وبناء المساجد وتحفيظ القران الكريم والقوافل الدعوية والقوافل الصحية وإغاثة المتضررين من السيول في عدد من المحافظات وتنفيذ المشاريع التنموية كمشاريع المياه والمراكز الصحية في عدد من المناطق النائية وقد قامت عناصر الإصلاح في تلك الهيئات بدور الوسيط الأمين الساعي للخير بين المتصدقين والمحتاجين .
سادساً : محطات في مسيرة راشدة
الأولى : الإصلاح و الرئيس :
ارتبطت الحركة الإسلامية في اليمن ( الإخوان المسلمين ) بالرئيس علي عبدالله صالح منذ عام 1979 تحديداً برباط عنوانه الهوية و المصلحة الوطنية ، علاقات لأجل سواد عيون اليمن وليس لأجل سواد عيون الرئيس ، وعمّرت تلك العلاقة فترة طويلة من زمن الرئيس حتى بدأ طابع الاستبداد يسيطر على سلوكياته فبدأت العلاقات في التراجع فتعرضت هذه العلاقة لأول الضربات في انتخابات ابريل 1997 النيابية التي سمح فيها الرئيس بتسخير مقدرات الدولة لصالح حزبه وضد الإصلاح ، ثم جاء إغلاق المعاهد العلمية عام 2001 وهي المكسب الوطني الفذ الذي تأسس زمن الرئيس إبراهيم الحمدي ـ ليؤدي إلى تراجع كبير في العلاقة ومما افقد الرئيس عصا المعاهد الغليظة التي يرفعها في وجه الإصلاح حين يلزم الأمر . وجاءت انتخابات 2006 الرئاسية لتنهي دفء العلاقة لاسيما وان الإصلاح ومعه المشترك قد خرج إلى الشارع وجهاً لوجه ضد الرئيس ومع مرشح المشترك المناضل فيصل بن شملان وحل محل الدفء الجليد ، والمتبقي اليوم من تلك العلاقة هو فقط شعرة معاوية ، و مع ذلك يبقى الإصلاح والرئيس في مركب الوطن الواحد الذي ينبغي الحفاظ عليه من الغرق .
الثانية : الإصلاح والسلطة :
السلطة من وجهة نظر الإصلاح هي وسيلة فقط للتغيير الذي تأسس التجمع اليمني للإصلاح من اجل انجازه ، وليست السلطة عند الإصلاح غاية بأي حال من الأحوال ، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو مخطئ في اعتقاده وآن له ان يغادر ذلك الاعتقاد ان كان يريد الحقيقة ، ومن يروج خلاف ذلك فإنما يحاول تضليل الجماهير أو أن يُسقط ما يسعى إليه من استمساك بالسلطة على الإصلاح ، إنّ الإصلاح وهو يسعى إلى السلطة فإنما رائده قول عثمان بن عفان رضي الله عنه (( ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )) . إنّ السلطة عند الإصلاح هي قيام بوظيفة عمارة الأرض والخلافة فيها التي أراد الله تعالى من الإنسان القيام بها والنهوض بها في ظلال الاستمساك المتين بنور الوحي والمنهج الذي اختاره للإنسان الله رب العالمين ، وللإنسان إن قام بتلك الوظيفة واسهم فيها ما يفوق هذه الدنيا بحذافيرها من الأجر والثواب في الدار الآخرة . ان الإصلاح و رموزه لو كانوا طلاب مناصب وكراسي وتسلط لكان حظهم منه وافر وعروض الرئيس بذلك لم تتوقف منذ ابريل 1997.
الثالثة : الإصلاح في السلطة !!
لا زال البعض يعتقد أنّ الإصلاح جزء من السلطة ، ويروج البعض لهذا الأمر لكي يُشرك الإصلاح في أوزار السلطة ، وقد تحجج البعض في غابر الأيام بوجود الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في رئاسة مجلس النواب سابقاً ، ورئاسة المجلس لا تعني مشاركة في السلطة لان القرار في المجلس لا يملكه رئيس المجلس بتاتاً إنما يملكه الحزب صاحب الأغلبية وهو في بلادنا ومنذ ابريل 1997 المؤتمر الشعبي الحزب الحاكم وبالتالي فالسلطة كاملة في يد المؤتمر ، حتى موقف الشيخ عبدالله رحمه الله المعارض وبشدة لإلغاء المعاهد العلمية لم يحل دون إلغائها ، ذلك كان في حياة الشيخ عبدالله أما اليوم فيتحجج البعض لذلك بوجود أغلبية للإصلاح في بعض المجالس المحلية ، والمجالس المحلية في الواقع أولاً معظم صلاحياتها في يد رئيسها الذي اختاره المؤتمر ورئيس المجلس إما مدير عام المديرية أو محافظ المحافظة في حال كونه مجلس محافظة ، وثانياً المجالس المحلية هي سلطة محلية وليست مركزية و اليمن اليوم لا تديره سلطة محلية و إنما سلطة مركزية مُغرقة تتدخل في كل التفاصيل حتى على مستوى المديريات .
الرابعة : الإصلاح والشيخ :
رحم الله الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتقبل منه ما قدم من اجل نما وطنه وسعادة بني وطنه ومن اجل إنجاح المشروع الإسلامي التي تبنته مدرسة الإخوان المسلمين في اليمن وكان الشيخ في صفة منذ شبابه الباكر، مُرجحاً كفة الخير في يمن الإيمان والحكمة ، ورغم العلاقة المتينة غير المنفكة بين الشيخ والحركة ثم الشيخ والإصلاح إلا أنّ الخلاف في بعض وجهات النظر وارد ، ولكل مجتهد نصيب ، ولا يوجد احد في الإصلاح مهما علت مكانته وارتقت مكانته يعتبر رأيه الشخصي هو رأي الإصلاح ، فرأي الإصلاح هو الصادر عن هيئاته التنظيمية : المؤتمر العام ، مجلس الشورى ، الهيئة العليا ، الأمانة العامة ، المكاتب التنفيذية في المحافظات ، وما عدا ذلك هو رأي شخصي لا يلزم الإصلاح في شي ، قد يقترب ويتطابق مع رأي الإصلاح وقد يبتعد ، ومع هذا فان قيادات الإصلاح لا تتخذ موقفاً جزافاً إنما هو مبني على تجربة وممارسة ومعرفة واجتهاد سواء كان هذا الموقف جماعي أو فردي ، والفرق أنّ رأي الجماعة يُلزمها وهو الأصوب من رأي الفرد .
الخامسة : الإصلاح و (( القضية الجنوبية )) :
التجمع اليمني للإصلاح هو تنظيم سياسي يقف ضد الظلم والفساد من أي كان وعلى أي كان من فرد أو جماعة وضد فرد أو جماعة ، إنّ الإصلاح ضد الظلم دائماً وأبداً ..انه مع العدل والعدل فقط .. مع الرحمة والمرحمة ..انه دعوة خير وخيرية لا يقف مع ظالم في ظلمه ولامع ظلمة في ظلمهم ، انه حزب إسلامي يدور مع الإسلام حيث دار ويوجد في صفوفه العشرات من العلماء الثقات المتبحرين في علوم الشريعة والى جانبهم عشرات المتمكنين في الفقه السياسي النظري والميداني المدركين لإبعاد العملية السياسية المعقدة على المستوى المحلي والدولي وهذا من فضل الله على هذا التنظيم الرائد . ومن هذا المنطلق فان الإصلاح ضد الظلم أن يقع على فرد من أفراد المجتمع فكيف بكامل أبناء الوطن أو فئة منهم : جغرافية أو مهنية أو اجتماعية ، أما ان يعمل الإصلاح من اجل رفع ذلك الظلم ودفعه فهذا منهج الإصلاح العملي وبقدر ما يستطيع وحدائه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) ونصره ظالماً بان نبين له خطئه وندعوه لإقامة العدل والكف عن ظلمه وفساده ان كان فرداً ، أو ظلمهم وفسادهم ان كانوا جماعة .
إنّ التجمع اليمني للإصلاح لا يفرّق في تعامله ولا في دعواته لتحقيق التنمية ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر والمرض والأمية بين شمال الوطن و جنوبه بل هما عند الإصلاح عينان في وجه ، و لم يتأخر الإصلاح عن بيان موقفه من مجريات وتطورات الأحداث وذلك منذ أوّل يوم بل يستبق الإصلاح الأحداث أحياناً برؤية مبصرة تستشرف المستقبل ، فقد جاء في مشروع الأهداف العامة للإصلاح (( يعمل التجمع اليمني للإصلاح على تحقيق الأهداف التالية ـ ومنها ـ (( العمل على تعميق وترسيخ الوحدة اليمنية وحمايتها وضمان استمرارها )) صحيفة الصحوة عدد 13 سبتمبر 1990 العدد 233
و في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام الأول ( الدورة الأولى ) سبتمبر 1994 جاء في البند رقم ستة من ( قرارات وتوصيات ) : (( إعطاء أولوية لنشاط الإصلاح في محافظات : عدن ، لحج ، أبين ، شبوة ، المهرة ، ودعم العاملين فيها وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك ))
وفي ذات البيان (قرارات وتوصيات ) وبرقم 14 جاء ما يلي : (( يدعو المؤتمر الحكومة لمعالجة آثار الحرب وإزالة مخلفاته وتعمير المناطق المتضررة ويدعو الجميع للإسهام في عملية البناء والنظرة إلى المستقبل بكل تفاؤل )) ونصت الفقرة التي قبلها مباشرة ـ وكأنها تنطق بلغة اليوم ـ على : ((يدين المؤتمر التآمر المستمر ، ...، على الوحدة اليمنية التي عُمدت بالدماء وتجاوزت الأطروحات المريضة ، التي تُعبّرُ عن الانفصام النكد الذي يعاني منه أصحابها الذين يحاولون بطريقة رخيصة وأسلوب مفضوح ألقاء ما يعانيه شعبنا من تخلّف على الوحدة )) لا بل جاءت الفقرة رقم ( 16 ) على : (( يدعو المؤتمر إلى الاهتمام بمحافظات : عدن ، لحج ، أبين ، شبوة ، حضرموت ، المهرة وإعطائها الأولوية في المشاريع والخدمات لتحسين أوضاعها .. كما يؤكد على أهمية حسن اختيار الكوادر التي تدير مرافق الدولة في تلك المحافظات وضرورة معالجة مخلفات الحكم الشمولي والثقافة الاشتراكية فيها )) وجاء في الفقرة التي تليها مباشرة (( يؤكد المؤتمر على ضرورة الإسراع في معالجة موضوع الأملاك المؤممة بما يكفل إعادة الحق إلى أهله بصورة عادلة بعيدة عن الكيد السياسي ))
وفي زمن احتدام الأزمة السياسية بين المؤتمر والاشتراكي عام 1993 جاء في افتتاحية صحيفة الصحوة لعدد 7 /10 / 1993 والافتتاحية يكتبها عادة الأستاذ محمد اليدومي ، و صحيفة الصحوة هي لسان حال الإصلاح : (( ان استشعار نعمة الله في توحيد اليمنيين توجب على الجميع الإصرار على المحافظة على وحدة الكلمة وتجاوز الخلافات والمنازعات بروح المسؤولية وتقديم مصلحة الوطن والشعب على المصالح الفردية و الأنانية ))
رموز الإصلاح وقياداته كان ترسيخ الوحدة وإزالة كل ما يسيء لها من اهتماماتهم ، كتب الأستاذ زيد الشامي في النشرة الداخلية للمؤتمر العام الأول ـ الدورة الثانية ـ العدد الأول 20 نوفمبر 19996 تحت عنوان [ الإصلاح والوحدة ] : (( ينظر التجمع اليمني للإصلاح إلى الوحدة كأصل من أصول الدين الإسلامي ، و واجب شرعي على الأمة ان تقوم به (( وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) ويعتبر ان الوحدة اليمنية خطوة ايجابية في طريق وحدة العرب والمسلمين، الذين أضعفهم الخلاف )) ثم يقول : (( وهكذا ثُبتت الوحدة و ترسخت بدماء الشهداء ، ولكنها اليوم تحتاج إلى حراسة ويقظة دائمة من أولئك الذين يمارسون أعمالاً تُسيء إلى الوحدة وتتنافى مع مضمونها و أهدافها ، فهؤلاء وأولئك لا ينبغي ان تتاح لهم الفرصة ، ولا يسمح لهم بإعادة بذور الخلاف والفتنة أو إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء )) .
في الرابع عشر من مايو 1998 كتبت الصحوة [ العدد 625 ] على صدر صفحتها الأولى : (( إنّ علينا أن ندرك أنّ محاصرة الدعوات والنزعات التي تضر بالوحدة الوطنية لن تتأتى إلا من خلال إشاعة العدل ، ومكافحة عناصر ومراكز الفساد ، وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع وبناء مؤسسات الحكم على أسس وطنية تتجاوز كل أشكال التعصب المقيت !. و أ ن تكون الكفاءة والنزاهة والأمانة هي المقياس في إسناد المسؤولية ، مع التخلّص من المركزية الإدارية العقيمة وإعطاء الصلاحيات الواسعة للسلطة المحلية .وأما الوسائل غير الحضارية فلن تكون ذات جدوى بل ستزيد الطين بلة وفي مجريات أحداث المكلا عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . إنّ السلطة ترتكب أخطاء مؤسفة عندما تختار موظفين ليسوا على مستوى تحمّل المسئولية فيتعاملون مع المواطنين بعقلية متسلطة متعجرفة ويرتكبون حماقات فردية تتحمل البلاد نتائجها الوخيمة على الوحدة الوطنية )) وقد جاء هذا في ظل تصاعد الجدل في مجلس النواب حول تقصي حقائق ما جرى في مظاهرة يوم 27 ابريل 1998 بالمكلا والتي قُتل فيها اثنين من المواطنين وجرح آخرين .
في التاسع من يوليو 1998 كتبت الصحوة على صدر صفحتها الأولى (( و يجدر بنا ، ...، ان نتذكر نعمة الوحدة التي انعم الله بها على شعبنا في زمن التشتت والفرقة ، وان نعمل على للحفاظ عليها من عوامل التآكل والفساد والخراب ، التي تهدد المجتمعات الإنسانية كلما غفل أبناؤها عن مواجهة الفساد والمفسدين والظالمين ، واعرضوا عن إنصاف المظلومين ، وإعانة الضعفاء ، وإقامة العدل ، وتحقيق المساواة ))
يقول الدكتور عبدالله القيه (( اختيار الإصلاح في انتخابات سبتمبر 2006 ومن خلال اللقاء المشترك مستقلاً من مواليد حضرموت كمرشح لرئاسة الجمهورية اليمنية وفي خطوة أكدت التوجهات الوطنية والوحدوية للإصلاح ونبذ التعصب الحزبي )) الصحوة 1066
السادسة : الإصلاح و الحزب الاشتراكي :
لازال البعض يستغرب وجود الإصلاح والحزب الاشتراكي في تكتل اللقاء المشترك ، والبعض يحاول ان يثير البلبلة حول هذا الالتقاء بين الحزبين ، و إمكانية أن يلتقي الإصلاح والاشتراكي هذا معناه من ناحية أخرى إمكانية أن يفترق الإصلاح والمؤتمر والبعض لازال لا يصدق هذا الافتراق ، إنّ الإصلاح يقترب من أي مكوّن سياسي في اليمن ويبتعد بقدر قرب وبعد ذلك المكون من هوية ومصلحة الوطن حرصاً على الحفاظ عليها وتنميتها لا تبديدها ،إنّ الإصلاح يدور مع هوية ومصلحة الوطن اليمني أينما دارت أدرك ذلك من أدرك وجهله وحاول تجاهله من جهل وحاول . كان الحزب الاشتراكي مؤمناً بالفكر الاشتراكي العلمي المناقض للأديان كلها فكيف الإسلام فكان الفراق بين التنظيمين حتماً لازماً، ولمّا اقر الاشتراكي تبديل منهجه الفكري ذاك بفكرة العدالة الاجتماعية في مؤتمره العام الرابع ( 1998 ) كان اقتراب التنظيمين من بعضهما من مقتضيات المصلحة الوطنية ، و زال سد كان يحول دون ذلك ، ولما وقف الحزب الاشتراكي ضد مصلحة الوطن في الوحدة والتوحد عام 1994 وقف الإصلاح ضده في خندق واحد مع المؤتمر الشعبي الذي وقف مع مصلحة الوطن في الوحدة والتوحد .
السابعة : الإصلاح وفتوى حرب 1994:
إنها اكبر فرية راجت ويحاول ان يجددها البعض ضد الإصلاح ، إنّ الفتوى التي صدرت حينها لم تُكفر أبناء الجنوب ولم تهدر دمائهم ولا ممتلكاتهم ولاشي من ذلك ، إنّ خلاصة تلك الفتوى التي استخدمت ولا تزال كحرب نفسية ضد أبناء شمال الوطن ، خلاصتها أنّ من يخرج على الحاكم في البلد المسلم ويتحصّن .. و يتترس بأبرياء فان من يُقتل منهم كأمر حتمي للوصول إلى الخارج واستئصال خروجه فهو شهيد ، هذه خلاصة الفتوى وهي مأخوذة من صميم الفقه الإسلامي وليست مجاملة لسلطة أو قياماً ضد فئة . هذا لمن أراد الحقيقة .
الثامنة : الإصلاح والمرأة :
يضع الإصلاح المرأة ـ فكراً وممارسة ـ في المكان الذي وضعها فيه الإسلام ، إنه غاية الاحترام والتشريف والصيانة والمروءة ، لقد نالت المرأة الإصلاحية ما لم تنله امرأة من تنظيمها المنضوية فيه ، إنّ المرأة الإصلاحية ليست ضيف على الإصلاح إنها لبنة من لبناته ، مدماك من مداميكه ، إنها شريكة في الإصلاح المشروع الإسلامي الوطني تماماً مثل شقيقها الرجل ، لها حقوقها وعليها واجباتها كعضوة مثلما هو للأعضاء .. لا فرق ، لها حلقاتها التربوية الخاصة وأنشطتها التنظيمية والعامة في الوسط النسوي مثلما للرجل وفي وسط الرجال وبما يتناغم وقيم وثقافة المجتمع اليمني ، عليها كشقيقها الرجل ان تبذل وسعها في سبيل التمكين لمشروع الإصلاح ألتغييري الذي يسعى إلى أن يصبح يوم اليمنيين خير من أمسهم وغدهم خير من يومهم ، وسواء كان ذلك من خلال العمل الدعوي أم التنظيمي أم الاجتماعي أم السياسي ، والإصلاح مشروع يستغرق من المرأة كالرجل كامل وقته وهمه واهتمامه ويستوعب كامل قدراته وإمكاناته وطاقاته ويطلب منهما فعل ذلك باستمرار طالما ارتضيا وجودهما في صفوف الإصلاح ، واهتمام الإصلاح بشريحة النساء في المجتمع اليمني لا يقل عن اهتمامه بشريحة الرجال إنّ الإصلاح ينشد للجميع الحياة السعيدة الآمنة المطمئنة الكريمة ويبذل كامل جهده في سبيل تحقيق هذه الغاية الكبرى ولا صحة إطلاقاً لما يحاول أن يروج له بعض قادة المؤتمر الشعبي ومنهم رئيسة في مناسبات مختلفة أنّ الإصلاح لا يهمه من المرأة إلا صوتها زمن الانتخابات ، ولو كان الإصلاح كذلك لاستراحت السلطة واستراح دعاة التبرج والسفور ونشر الفاحشة بين المسلمين ، و هذا الطرح يأتي لتخذيل النساء عن مؤازرة الإصلاح دائماً ، إنه يهدف إلى بث كراهية الإصلاح في الوسط النسوي الذي فشل المؤتمر في كسبه لمناصرته ، ولو نظر قادة المؤتمر قليلاً لا نفسهم ولحزبهم لأدركوا أنّ مسألة الصوت زمن الانتخابات ليس ما يهم المؤتمر من النساء ولكن ما يهم متنفذو المؤتمر كله من الوطن كله رجاله ونسائه .
التاسعة : الإصلاح ومحاولات التشويه :
تعرض الإصلاح ولا زال يتعرض لمحاولات تشويه سمعته الحسنة وسجله النظيف فكراً و ممارسة ممن يعتقدون أنّ بقاء صفحة الإصلاح بيضاء ناصعة نقية يهدد وجودهم في مراكزهم وأبراجهم العاجية كونهم لم يترددوا لحظة في ان يقترفوا الخطايا والسياسات والممارسات العقيمة من مواقعهم تجاه الشعب الذي يخشون سطوته زمن المواسم الانتخابية بشكل خاص ، وما يتعرض له الإصلاح من محاولات تشويه هو ثمن لمبدئيته واختياره الفكري ورفعه للمصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية ، الإصلاح ينظر إلى نفسه كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن وليس فوقه بل انه خادماً للوطن ، ويؤمن الإصلاح بأنّ مصلحة الوطن هي مصلحة الإصلاح ، كان بإمكان الإصلاح ان يتجنب حملات التشويه لو داهن وجامل وصمت على حساب مصلحة الشعب والوطن ولكن الإصلاح لم يفعل ذلك ، ورغم حملات التشويه التي تعرض لها الإصلاح ويتعرض لها كحزب بشكل عام وكرموز له وقيادات أو مواقف معينة إلا أنّ نقاء ملف الإصلاح النظري على صعيد الفكر والممارسة عصيان على التشويه ، قد يُصدّق البعض بعض ما يقال عن الإصلاح بسبب اطلاعهم المحدود وأحيانا المفقود أصلاً ، أو جهلهم بحقيقة الأمور، والمعرفة الجزئية المبتورة لا تحول دون وقوع صاحبها في مصيدة التشكيك في مصداقية الآخرين ومبدئيتهم ونقاء سلوكهم ، والشجرة المثمرة يرشقها الناس بالحجارة . وللأسف فان محاولات التشويه تلك لم تقتصر على الخصوم السياسيين بل تعدتهم لتشمل العديد من العاملين في حقل الدعوة الإسلامية ، وكان لسان حال الإصلاح وقياداته و رموزه وهي تسمع لمحاولات التشويه تلك : (( إذا لم يتقوا الله فينا فلنتقي الله نحن فيهم )) .
العاشرة : الإصلاح .. ماذا عمل ؟؟
يتساءل البعض : ماذا عمل الإصلاح نحو الغلاء وانهيار العملة و.. و.. و باختلاف مواسم الأزمات .
و إجابة عن هذا التساؤل نقول : إنّ التجمع اليمني للإصلاح يعارض ولا يحكم وذلك منذ مايو 1997 ، يعارض فقط ولا يستطيع التصرف في مجريات الأمور العامة الخاضعة للدولة ، فكل السلطات الثلاث بيد المؤتمر الشعبي العام [ السلطة التشريعية ( مجلس النواب ) والسلطة التنفيذية ( رئيس الدولة + الحكومة ) ، والسلطة القضائية ( المحاكم + النيابات ) ] فأي سلطة بقيت للإصلاح ليعمل من خلالها على إصلاح الأوضاع المتردية ؟ لا شي .
لقد أعطت أغلبية الشعب المؤتمر الشعبي الأغلبية والسلطات الثلاث في انتخابات شابها من التزوير واستخدام المال العام لصالح المؤتمر الشي الكثير فأصبحت كل السلطة وإمكانياتها في يد المؤتمر يُحسن إدارتها أو يُسيء ، وحرم التجمع اليمني للإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك منها في المواسم الانتخابية منذ ابريل 1997، وأن يفوز واحد و إلا عشرة و إلا مئة في مجلس النواب من المشترك لا يعني انه أصبح في السلطة ، وأن يفوز المشترك بأغلبية مجلس محلي لا يعني انه خلاص وصل إلى السلطة و القدرة على التغيير . إنّ المجالس المحلية سلطتها محدودة و أكثرها مركّزة في يد رئيس المجلس المحلي الذي هو كذلك على مستوى المديرية مدير عام المديرية وعلى مستوى المحافظة محافظ المحافظة والاثنين ، المدير العام والمحافظ ، معينان من قبل المؤتمر الشعبي، و المجالس المحلية جزء من كل ولا يصلح الجزء ما دام أنّ الكل غير صالح ، وبالتالي اللوم ، كل اللوم هو على المؤتمر الشعبي الذي بيده كل السلطات المركزية والمحلية ولا ذرة لوم للتجمع اليمني للإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك الذي ليس بيده حيلة إلا ان يتظاهر ويحتج ويرتج ويرفض ويعارض وفي الحقيقة المطلوب من المعارضة أن تعارض وأن توفر البديل للجماهير من حزب السلطة الحاكمة وهذا دورها بحيث تستطيع الجماهير انتخاب المعارضة لتصل إلى السلطة في حال قصّر الحزب الحاكم أو أساء التصرّف ولكن ديمقراطية العالم الثالث غالباً ديمقراطية منقوصة مهندسة بحيث يفوز الحزب الحاكم في كل المواسم الانتخابية ولو كان فاقد النزاهة والجماهيرية، إنّ الزعيم وحزبه في كل دول العالم يتحمّلان المسؤولية عن حسنات النظام وسيئاته ولا ينفك ذلك عنهما البتة ، والغريب ان البعض يحاول ان يزحزح المسؤولية عن كاهل الزعيم وحزبه إلى من هم دونه في سُلّم السلطة بل ويصل الجهل أحياناً والتجهيل ومحاولة تزييف الوعي بالبعض لإشراك أحزاب اللقاء المشترك في المسؤولية ويصدّق البعض ذلك ، إنّ هذا دليل ان الوعي العام لا زال بحاجة إلى عناية وتطوير، بل ان هذا النوع من التفكير هو عقبة في طريق التغيير المنشود لأنه يُخطئ ويتعمد الخطاء في تشخيص أسباب المرض الحقيقية وبالتالي يُخطئ في تحديد العلاج وهذا يعني استمرار الداء في الجسد بجهله أو تجهيله .
لقد رفع التجمع اليمني للإصلاح من أول يوم الآية الكريمة الواردة على لسان شعيب عليه السلام : (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) شعاراً عملياً له ، ويقول الله تعالى بعد ذلك : ((وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) فليس المطلوب من المسلم كفرد ومن الجماعة المسلمة سوى بذل ما تستطيع من جهود ، وهذا ما يقوم به التجمع اليمني للإصلاح طيلة العشرين عاماً التي خلت .

الحادية عشرة : الإصلاح و ( الإرهاب ):
حاول بعض المتنفذين في السلطة ـ بشكل خاص ـ إلصاق تهمة (الإرهاب) بالتجمع اليمني للإصلاح وبعض رموزه وذلك من اجل تشويه سمعة الإصلاح لدى الداخل ولدى الغربيين الذين انفتح عليهم الإصلاح في علاقاته العامة لتأثيرهم على القرار وصانعيه داخل اليمن ، وهدفت تلك المحاولات تحريض الغربيين وبالذات الولايات المتحدة ضد الإصلاح ورموزه في إطار مسعى السلطة ـ المترنح في بيدأ الفشل على كل الأصعدة ما خلا تنمية وتعزيز الفساد المالي والإداري ـ لإضعاف الإصلاح كحزب معارض له ثقله الكبير في الساحة الوطنية ، ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل الذريع لافتقارها إلى الحجج التي تسندها فالإصلاح في كل ممارساته ومواقفه ينطلق من الوسطية الإسلامية التي ترفض لغة العنف مع المخالف في الفكر والتوجه إنما هو سلاح الإقناع والاقتناع والمحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن وقد أثبتت الأيام أنّ لغة الإرهاب غير المبرر والتعرض للأبرياء لم تجر على الإسلام والمسلمين سوى الأذى و الاستعداء والتشويه لولا رجال يُعلون الإسلام كدعوة للتسامح وللوسطية وللتعايش بين الشعوب والأمم وتبادل المصالح المشتركة وعدم الاعتداء وإزالة الضرر بما لا يضاعفه ولا يفاقمه ، رجال يُحكمون الشريعة لا الأهوى والأمزجة في الأشخاص والمواقف والهيئات .
الثانية عشرة : الإصلاح و ثقته الداخلية :
من مكامن القوة و مواطن التميّز في التجمع اليمني للإصلاح كتنظيم هو تلك الثقة الراسخة المتبادلة بين قيادات الإصلاح وقواعده ، وهي مصدر أساسي للحضور الدائم و للفاعلية والحيوية المستمرة التي يحضا بها الإصلاح على الساحة الحزبية في بلادنا ، ولما كان كل ذي نعمة محسود فقد حاولت العديد من القوى السياسية والتيارات الإسلامية النيل من تلك الثقة وهز ثقة الأعضاء في القيادة وهز ثقة قيادات الإصلاح في بعضها البعض وبمختلف الوسائل والأساليب وأبرزها الكتابات الصحفية والحديث الفردي والتأليف ممثلاً في كتاب( النصيحة ) لمؤلف باسم مستعار يدّعي الصدق والأمانة ، و بفضل الله عز وجل لم يحالف تلك المحاولات النجاح (( والله لا يصلح عمل المفسدين ))
الثالثة عشرة : الإصلاح و الإخوان المسلمين :
التجمع اليمني للإصلاح كما أسلفت هو قبس من أقباس مدرسة الإخوان المسلمين العالمية التي انطلقت من مصر على يد الإمام الشهيد حسن البنا وبتوفيق كبير من الله عز وجل الفتاح العليم وذلك عام 1928 ، و يحب الرئيس علي عبدالله صالح وصحف السلطة أن يسموا الإصلاح بغير اسمه فيطلقون عليه ( الإخوان المسلمين ) وكأن هذه التسمية البديلة سبة ومنقصة للإصلاح وهي في الواقع فخر للإصلاح أن تنطبق عليه .

إنّ منهج الإخوان المسلمين في الفكر والعمل اتسم بنظرته الشمولية للإسلام والأخذ به بشموله ، كما اتصف الإخوان المسلمين بالتنظيم الدقيق والأخذ بناصية المؤسساتية والتراتبية التنظيمية المحكمة التي هي من أسباب النجاح والتوفيق في سائر الأعمال والوظائف الجماعية ، ومما استفادة الإصلاح من مدرسة الإخوان التي هو وريثها على الساحة اليمنية تلك الميزتين : الأخذ بالإسلام بشموله فكراً و ممارسة والتنظيم والتكوين الدقيق ، ولذا نجد حضور الإصلاح القوي والفاعل على الساحات الدعوية والتعليمية والسياسية والخيرية وهذا فضل من الله و توفيق .
الرابعة عشرة : الإصلاح و مصادر التمويل
( تمويل الإصلاح ) يكشف سر من أسرار ريادة التجمع اليمني للإصلاح وحجم الثقة فيه والمحبة له و التعاطي مع متطلباته من قبل المئات من الموسرين بشكل خاص والمناصرين بشكل عام !! ، بل و يكشف الحجاب عن ربانية الإصلاح وانه مختلف تماماً عن كل الأحزاب السياسية على الساحة اليمنية ، مع احترامي لمن يستحق ذلك وتقديري ، ويزيح ( التمويل ) اللثام عن الجوهر الفذ والنقي للتجمع اليمني للإصلاح .
والتجمع اليمني للإصلاح يفخر بكوادره وشبابه الذين يرون سعادتهم في ان يكون الإصلاح كتنظيم دليلاً وعوناً لهم في ما يرفع مكانتهم و درجتهم عند ذي الجلال والإكرام .. اللهم استعملنا في طاعتك ...ونتيجة لوجود هؤلاء في صفوف الإصلاح فان أموالاً طائلة الإصلاح غني عن دفعها في الوقت الذي ينفق أضعافها الآخرون لكسب الأنصار والمناصرين أموال يضخونها للأفراد لكي يعملوا ويتحركوا خاصة في المواسم الانتخابية .
وحينما ندرك فهم الآلاف للإصلاح باعتباره تنظيم إسلامي وسطي يدعو إلى إقامة اكبر المعروف وهو تحكيم شرع الله في خلقه ، ويسعى بأبراره و أنقياءه و أتقياءه إلى تقديم الخير للمجتمع والعمل من اجل تغيير المجتمع بما يعود عليه بخير الدنيا والآخرة ، حينما ندرك ذلك يُصبح فهم طريقة تمويل أعمال الإصلاح سهلاً ميسوراً، فمع هذا الفهم يُصبح الإنفاق على أعمال الإصلاح وأنشطته يأتي في سياق الإنفاق في سبيل الله تمكيناً للدعوة والدعاة فالصدقة والزكاة مثلما تُخرج على الفقراء واليتامى والمساكين فإنها تُخرج أيضاً للعمل الإسلامي الذي يسعى بمختلف الوسائل المشروعة إلى تحكيم الشريعة الذي من شانه ان يحل كل المشاكل والمعضلات بما في ذلك حل جذري لقضايا الفقر والعوز والحاجة .
لذا لا نستغرب وجود الآلاف من الناس المستعدين للبذل للإصلاح من حر مالهم محتسبين الأجر والثواب من الله فعلى الأقل حتى الآن الإصلاح ليس في السلطة وبالتالي لا يرجو احد من الباذلين مصلحة من الإصلاح يقضيها له ، وهم وآخرين مستعدين لصرف ساعات من أوقاتهم من اجل العمل الإصلاحي ومنهم من يتحمّل الأذى الذي يلحق به بسبب انتمائهم للإصلاح و وقوفهم معه ومساندتهم له ـ وهم منه وهو منهم ـ لأنهم يدركون أنهم إنما يدفعون ثمن مبدأ آمنوا به وناصروه .
ويُضاف إلى هذا فان الحرص على مال وممتلكات الإصلاح والتعامل الأمين معه ومعها يوفر الكثير من المال ويمنع بعزقتها وسؤ التصرف فيها بل انه يدفع إلى تنمية أموال الإصلاح وتعمير ممتلكاته ، والآلف من أنصار و كوادر الإصلاح لا يترددون في تسخير ممتلكاتهم و مركباتهم من اجل الإصلاح دون أي مقابل يستلمونه أو يتطلعون إليه وإنما ابتغاء الأجر والمثوبة من الله وتدعيماً للمشروع الإسلامي الوطني الرائد الذي يعمل الإصلاح من اجله .
وبالاستناد إلى ما سبق فان مصادر تمويل أعمال الإصلاح ، وأبرزها إيجار المقرات ورواتب العاملين بها في ذلك أعمال الحراسة والسكرتارية ، فهي :
1ـ اشتراكات أعضاء الإصلاح
2 ـ تبرعات أعضاء الإصلاح
3ـ تبرعات محبي الإصلاح ومناصريه من غير الأعضاء .
4 ـ الهبات غير المشروطة التي لا تتعارض مع أحكام قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية لعام 2004 في مادته رقم 17 الفقرة (د).
5ـ الإعانة السنوية المخصصة من الدولة للإصلاح وغيره من الأحزاب والتنظيمات السياسية بموجب المواد 17 و 18 و 19 و 20 و 21 من قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية لعام 2004 والمواد من 33 إلى 38 من لائحته الداخلية .
6 ـ هناك مخصص للمرشحين في الانتخابات الرئاسية خلال موسمها تدعيماً لخيار المواطن وتوفيراً لفرص كل مرشح ان يقدم نفسه للمواطن الذي يقوم بالاختيار لنفسه ولوطنه من بين المترشحين .
ويضاف إلى ذلك ما قد يكون للإصلاح من استثمارات تُدر عليه بعض المال ، و قد أجازت هذا الأمر الفقرة (ج ) من المادة رقم 17 من قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية ، والفقرة رقم (3) من المادة 33 من لائحته التنفيذية .

الخامسة عشرة : الإصلاح و المتخلفون عن المسير :
خلال السنوات العشرين من عمره حرص الإصلاح على التوسع الكمي والنوعي في صفوفه . وحرص الإصلاح ، وهو حريص ، على أن لا يفقد احد ممن ينتسب إليه ومع هذا تخلف عن ركب مسيرة الإصلاح البعض وهم قليل و من بين أسباب ذلك النفس الإستعجالية التي تعتقد ببطء مسيرة الإصلاح وكأن الإصلاح قد آن له قطاف ثمرة حان قطافها ولم يفعل ، ومن أسباب ذلك التخلف الحزازات الشخصية وهي واردة باستمرار وأن يستعصم العضو بما قاله احد المربين (( كدر الجماعة خير من صفو الفرد )) ، خير له في عاجل أمره و آجله، إنّ الصبر على ذلك الكدر خير له من الانسياق خلف العاطفة التي تحرمه الكثير من الأجور من الله تعالى خاصة ان العمل المتعدي أكثر أجراً من العمل غير المتعدي ما كانت النية الصالحة وافرة في الحالتين ، والعمل في صفوف الإصلاح هو عمل تعبدي يُرجى به مرضاة الله والفوز بموعوده لعباده الصالحين وذلك ما كانت النية سابقة لذلك العمل التعبدي و مواكبة و لاحقة ، وقليل من المتخلفين تخلفوا لأسباب مادية دنيوية أو فكرية ، وفي الوقت الذي يغادر القليل الإصلاح فان المئات يلتحقون بركب الإصلاح كل عام وتتواصل مسيرة التوسع الكمي والنوعي ، ومع ذلك فان الإصلاح يرحب بمن يود العودة و اللحاق بالقافلة ممن تخلف عنها .
إنّ سياسة حرق المراحل لم تُثبت الأيام والسنون إلا فشلها ولنا في تجربة جبهة الإنقاذ الجزائرية خير مثال ، فرغم فوزهم بالأغلبية في الانتخابات النيابية إلا أنّ الفترة الزمنية التي خاضت جبهة الإنقاذ فيها تجربتها في العمل الإسلامي لم تكن كافية لإنضاج الظروف اللازمة لنجاح تجربة خوض تلك الانتخابات بتلك الكثافة في ظل تلك الشعبية التي كانت تتمتع بها ، ولم تكن قيادة الجبهة حتى بالنضج السياسي المكافئ للشعبية الكبيرة للجبهة ، كما إنّ من شأن التأني دائماً بلوغ الأهداف والغايات ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يصبر ويصبر ألصحابه معه على أذى قريش وصلفها وغرورها طوال الفترة المكية ( 13 عاماً ) حتى أذن الله له بالانسحاب من مكة وليس مجابهة قريش ، ولما نضجت القاعدة المؤمنة بفعل سنوات الصبر و المصابرة والتربية كان للمسلمين بزعامة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين المستكبرين شان آخر ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، ولنا في التجربة التركية خير درس ومثال معاصر فهناك تم مراراً حل الحزب الإسلامي تماماً ومصادرة ممتلكاته في بعض الأحيان ولكن هذا لم يدفع بالإسلاميين إلى الشارع التركي وإنما إلى ضبط الأعصاب والتحلي برباطة الجأش وتأسيس حزب بديل وهكذا حتى نضجت الثمرة لقد أقر نظام التعددية الحزبية عام 1938 وتأخر تأسيس أول حزب إسلامي تركي إلى عام 1970 ليصل إلى المشاركة في الحكم أوقات غير طويلة بدءاً من عام 1974 حتى وصلها منفرداً 2002 وحافظ على هذا النجاح حتى الآن بل وبصورة يحقق فيها الإسلاميون نجاحات متتالية على كافة الأصعدة الدستورية والسياسية والاقتصادية وغيرها .

السادسة عشرة : الإصلاح ومصداقيته :
منذ أن تأسس الإصلاح وهو ثابت على مصداقيته و مبدئيته مع بني وطنه جميعاً ، وسواء كانوا في السلطة أو في المعارضة ، إنّ الإصلاح يؤمن أنّ العمل السياسي يسبقه في الأولوية الخلق النبيل والكريم ، إنّ الإصلاح يؤمن بانّ العمل السياسي الإسلامي لايجوز له ألبته التخلي عن الصدق في التعامل فلا غدر ولا تآمر ولا دسائس وسواء كان ذلك على المستوى الداخلي للتنظيم أو على مستوى التعامل مع الآخرين مادمنا في ساحات العمل السلمي فالصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور كما ورد في الحديث ، والصدق هنا صدق القول وصدق الإرادة والكذب كذب القول وكذب الإرادة ، قط لم يُظهر الإصلاح شيء و أبطن شيئاً آخر مخالف له ومناقض ، وهو عند وعوده وعهوده واتفاقاته وقد منحه هذا ثقة القوى السياسية التي تعامل معها سواء في السلطة أو في المعارضة ، انه وخلال مسيرته المباركة لم يعد بشي في وقت معين سينجزه وهو غير قادر على فعله ، لم يدغدغ عواطف الجماهير في المواسم الانتخابية ليحظى بثقتهم وثم يتنصل عن كل وعوده كما يفعل الآخرون ويحاولون التستر على ذلك بالادعاءات العريضة واللجان التي تُكلف بتنفيذ ما وعد به الآخرين ليحملوها وزر عدم الإيفاء بالوعود الهلامية الزائفة ، والإصلاح حزب منذ التأسيس يمضي ثابتاً على مبادئه وقيمه لا يتنازل عنها ولا يأكل بها ، جاهداً لتحقيق الأهداف التي تأسس لأجلها ، متوكلاً على الله ، مستمداً منه العون والتوفيق ، وكان نصيب الإصلاح من التوفيق كبيراً على الأصعدة السياسية والدعوية والخيرية والتنظيمية والتعليمية .
السابعة عشرة : الإصلاح وحصاده الانتخابي :
آمن الإصلاح بالتغيير السلمي والنضال السلمي منذ أن تأسس ، وفي مقدمة أشكال ذلك النضال المشاركة في الانتخابات بأنواعها والعمل من اجل تثبيت الخيار الديمقراطي وتطويره ، وقد خاض الإصلاح كل المواسم الانتخابية رغم ما اكتنفها من تزوير وتسخير الشقائق الخمس [ المال العام ، الإعلام الرسمي ، اللجنة العليا للانتخابات ، الوظيفة العامة ، الجيش والأمن ] لصالح المؤتمر الشعبي العام باستثناء الانتخابات النيابية الأولى التي كانت على قدر من النزاهة . وفي كل المواسم الانتخابية كان ما يحصل عليه الإصلاح من مقاعد في مجلس النواب أو المجالس المحلية لا يُعبر حقيقة عن شعبية الإصلاح وحضوره الميداني الواسع فرغم أنّ عدد المصوتين للإصلاح يتزايدون موسم بعد آخر إلا أنّ نصيبه من المقاعد في مجلس النواب يتناقص ، ففي أول انتخابات نيابية في ابريل 1997 حصل الإصلاح على 461,141 صوتاً وكانت مقاعده 66 مقعد بنسبة 21% [ من مجموع 301 ] ، وفي ثاني انتخابات نيابية في ابريل 1997 حصل على 809,530 صوت و 64 مقعد بزيادة 348,389 صوت عن عام 1993 وقد علق الشيخ عبدالله على هذه المقاعد التي حصل عليها الإصلاح بقوله الشهير (( انتزعناها من بين مخالب وحوش )) ، وفي ثالث موسم انتخابي نيابي في ابريل 2003 حصل الإصلاح على مليون و 372 ألف صوت بزيادة 850 ألف صوت عن عام 1997 إضافة إلى 350 ألف صوت للمرشحين المستقلين الذين دعمهم الإصلاح و من المقاعد حصل على 46 مقعد ، وفي الانتخابات المحلية الأولى في 21 فبراير 2001 حصل الإصلاح على 25% من مقاعد المجالس المحلية في المحافظات وعلى 30 % من مقاعد المجالس المحلية في المديريات ، والملاحظ أنّ شعبية الإصلاح تتضاعف ولكن مقاعده تتراجع لذا نجد الإصلاح اليوم في طليعة المنادين باعتماد نظام القائمة النسبية الذي يضمن عدم ضياع أصوات الناخبين إضافة إلى مزاياه العديدة الأخرى ، وفي ذات الوقت يُصر الإصلاح إلى جانب بقية أحزاب اللقاء المشترك على إدخال تعديلات على قانون الانتخابات العامة والاستفتاء تضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وقد تم تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في ابريل 2009 لاعتراض المشترك على إجرائها بدون تلك التعديلات مع حياد بقية الشقائق الخمس وبالتالي عزمه على المقاطعة ولازال متنفذو السلطة الحاكمة يتلكئون في قبول مطالب المشترك والتي أقرها المراقبون الدوليون بُعيد انتخابات 2006 الرئاسة ، ويقرها كل صاحب عقل سوي .
الثامنة عشرة : الإصلاح والوحدة :
الوحدة مبدأ إسلامي أصيل يقره ويسعى إليه صاحب كل عقل سليم ورؤية ناضجة ، فتلك ألمانيا استعادت وحدتها ، وهذه أوروبا تبني اتحاداً أوربياً متيناً ، والإصلاح كان واحد من ابرز نتاجات الوحدة المباركة فلولا الوحدة لما تأسس الإصلاح أو لتأخر تأسيسه أعوام غير قليلة ، وكان التيار العريض الذي أسس الإصلاح يسعى لأن يتوحد اليمن ويتمنى ذلك ولكن دون ان يعني ذلك تمدد سرطان الفكر الاشتراكي العلمي إلى باقي الجسد اليمني ، فالحفاظ على الهوية الإسلامية سابق لغيره من الغايات والأهداف والأمنيات ولذا اتسم موقف التيار الذي تمخض عنه الإصلاح بشيء من التردد قبيل إعلان الوحدة ، واتضح موقف ذلك التيار من الوحدة اليمنية حينما تعرضت للتآمر عام 1994وكان للإصلاح دور كبير جداً وفاعل في الحفاظ على الوحدة بالرغم من أنّ البعض أصبحت عندهم الوحدة التي زايدوا بها على الإصلاح فترة من الزمن وللأسف أصبح عندهم الحفاظ على الوحدة عام 1994 احتلالاً شمالياً للجنوب وهو كلام عار من الحقيقة دفعهم إليه خسارتهم المكانة السياسية التي كانوا ينعمون بها ويرفلون في حللها قبل حرب صيف ذلك العام ، أما معاناة أبناء الجنوب ان كانت تهم أولئك المنادون بالانفصال ، فإنها فعلاً تُهم كل صاحب ضمير وحدوي يمني حي ، ومن صنع ويصنع معاناة الجنوب هم فئة من المرتزقة الجدد ومصاصي دماء أبناء وطنهم لتنتفخ أوداجهم وتزيد أرصدتهم في بنوك الدم ، عفواً المال ، في الغرب .
التاسعة عشرة : الإصلاح والعلاقة مع الآخر :
إنّ الإصلاح يؤمن بالمصالح المشتركة والقواسم المشتركة والتحالف على أساسها مالم يكن على حساب مبدأ من مبادئ الإصلاح ومصلحة مؤكدة من مصالح الوطن ، إنّ الإصلاح يرحب بكل طرف في الداخل والخارج يشترك مع الإصلاح في مسعاه لتحقيق مصلحة أو مصالح من مصالح الشعب اليمني ، ومن هذا المنطلق جاء إسهام الإصلاح الفاعل في تأسيس اللقاء المشترك ـ القوة السياسية التي تعبر عن الوحدة الوطنية وتشكل الوريث الأمين لحركة التحرر والتطور الوطني اليمنية ، ومن هذا المنطلق كذلك فإنّ الإصلاح يرحب بالعلاقة مع الدول الأجنبية والمؤسسات والمنظمات الدولية على أساس تبادل المصالح الاقتصادية والتنموية على الصعيد السياسي والبناء الديمقراطي الناضج والسليم الذي يضمن تحقيق الإرادة الشعبية الحرة .
العشرون : الإصلاح وأجنحته المتخيلة :
توهم البعض ـ ولا يزال ـ الإصلاح أجنحة وتيارات متصارعة ، ويذهب البعض في تحليله وكتاباته عن الإصلاح هذا المذهب ، وهذا في الواقع أمنية لهم لم تُسعدهم الأيام بتحقيقها ، ولم تسعفهم القدرة المالية والفطنة السياسية التمزيقية والنفوذ العريض بانجازها لتخريب الإصلاح وتفجيره من داخله .
التجمع اليمني للإصلاح تيار واحد وموحد وهو عصي بفضل الله على التمزق و التشظي مهما ارجف المرجفون وحاول المتنفذون ، قد يختلف رجال الإصلاح ولكنه الخلاف المحتكم إلى الشريعة الغراء والعقل الراجح والحكمة اليمانية والرُشد البالغ ، قد يختلف رجال الإصلاح على الوسائل ولكنهم قط لم يختلفوا على الغايات ، وكان اختلاف رجال الإصلاح إن حصل هو من باب الحرص على التمام وبلوغ اكبر قدر ممكن من الكمال ، انه الخلاف الذي يبني ولا يهدم ، يُجمّع ولا يُشتت ولا يكوّن الجيوب التنظيمية ، اختلاف يسفر في الأخير عن نهوض جديد بالتنظيم ليبلغ به آفاق جديدة على صعيد العمل والدعوة ، وأمر الاختلاف أمر طبيعي قد يحدث على مستوى الأسرة الواحدة المتحابة المتوادة ، وهذه هي أسرة التجمع اليمني للإصلاح : محبة ومودة .
إنّ من أسباب التصارع والتناحر وتكوين التيارات المتجابهة داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية والفكرية على المستوى المحلي والخارجي هو الخلاف حول الزعامة والرياسة داخل الحزب أو التنظيم، ومن مزايا تنظيم الإخوان المسلمين ـ والإصلاح قبس من أقباسه ـ هو الانعدام التام لأي نوع من أنواع هذا الصراع ، بل أنهم يعتقدون الرياسة تكليف ثقيل وحمل شاق يُسر احدهم أن يكون متخففاً من أعبائه وأثقاله وتبعاته الجسام ، ولكن حين يختاره إخوانه وأحبابه لحمل هذا العبء فانه لا يتردد متوكلاً على الله مستمداً منه العون والتوفيق سائلاً أحبابه وإخوانه الدعاء والمعونة والمؤازرة والمناصحة ، وهذا المرشد العام السابق للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف يقرر ترك الرياسة بعد إتمام فترته الأولى في منصب الإرشاد العام بالرغم من انه يجوز له الترشح لفترة ثانية ضارباً مثلاً كبيراً على الزهد في الرياسة .
وختاماً ... مع مسيرة حافلة بالخيرات يحفها التوفيق ، محروسة بعين الله التي لا تنام ، لا يسع كل إصلاحي وكل إصلاحية وكل حريص على مصلحة اليمن إلا أن يقول : الحمد لله ، وان يسأل الله المزيد من التوفيق لهذه المسيرة الربانية الوطنية التي يصب كل خيرها وكل نتاجها الحسن لصالح هذا الوطن وبنيه الذين يستحقون أوضاعاً أفضل و أحولاً أهنأ وعيش أصفا ، معه يكون اليمن حقاً سعيداً .
الواحد والعشرون : الإصلاح و التحديات :
واجهت وتواجه التجمع اليمني للإصلاح خلال مسيرته المباركة التي انطلقت يوم الثالث عشر من سبتمبر 1990 العديد من التحديات نوجزها من خلال المجالات الآتية :
تحديات ترسيخ ونشر الممارسات الإسلامية :
1 ـ مساعي التيار العلماني التفسخي لنشر قيم التغريب والسفور والتبرج ومقاومة توجهات الإصلاح المعاكسة ، ساعده في ذلك تواجد عناصره في السلطة أو على مقربة منها مع اعتقاد السلطة ان ترسيخ ونشر الممارسات الإسلامية من شأنه في الأخير ان يصب لصالح الإصلاح .
2 ـ المنافسين في الحقل الإسلامي والمدعومين من السلطة في أحيان كثيرة الذين يخصصون جزء من جهدهم الدعوي لتشويه الإصلاح والتنفير والتحذير منه وتضييع فرص التربية على شمولية الإسلام للعديد من الأفراد .
3 ـ الإعلام المسف القادم من خارج الحدود عبر القنوات التلفزيونية العربية والغربية والانترنت الذي يفت في الهوية الإسلامية ويدعو إلى ما ينافيها من انحلال أخلاقي وتفلت من قيم العفة والصدق والوفاء والنزاهة وكل المعالم الأخلاقية التي تضعها الشريعة الإسلامية وهي الركيزة الأساسية للبناء المجتمعي الصحيح في الإسلام والأساس المكين للفرد الصالح كما تضع معالم شخصيته الشريعة السمحاء .
تحديات المساهمة في البناء الوطني :
1ـ الإصلاح السياسي هو مقدمة للإصلاح على كل الأصعدة الوطنية ، واستبداد السلطة المؤتمرية ومساعيها للاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن أدى إلى تفويت فرص الإصلاح السياسي عبر ضرب خيار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر الديمقراطية في مقتل أدى إلى تعطيل الإرادة الشعبية وبالتالي تأجيل الإصلاح السياسي واستمرار التدهور في كل المجالات بما فيها السياسي نفسه.
2ـ انتشار عقلية الفساد المالي والإداري في البلاد مما أدى إلى :
أ‌- فشل مشاريع الإصلاح المالي : وبالتالي استمرار هدر المال العام عبر عقلية ( الثلث والثلث قليل ) وتراجع الاقتصاد وتنفير الاستثمار المحلي والخارجي والعمل بنظام أذونات الخزانة
ب ـ فشل مشاريع الإصلاح الإداري : وهذا أورث مفاصل السلطة الحساسة لأشخاص لا يهمهم سوى أن يثروا ويثرى غيرهم عملاً بقاعدة (( عش وعيش )) ، وانسحب هذا إلى الجهاز القضائي الذي أصبح ينؤ بغير الأكفاء والمستعدين لأخذ الرشا وإصدار الأحكام غير العادلة أو المدفوعة الثمن وبالتالي نزع الثقة من القضاء واثر هذا سلباً على الاستثمار بدرجة أساسية .
ب‌- إنهاك وتآكل المقدرات الوطنية
ت‌- إيجاد فئة من الناس ترى مصالحها في استمرار السلطة الراهنة في الحكم التي توفر لها القدرة على الإثراء غير المشروع وبالتالي العمل بكل ما تستطيع لتدعيم السلطة وحزبها ومقاومة التغيير الذي يحمل مشعله التجمع اليمني للإصلاح .
3ـ فتح الخزانة العامة لصالح لمؤتمر الشعبي في المواسم الانتخابية مما يلغي عملية استقلال السلطة تجاه الأحزاب ويعطل ميزان القدرات لصالح طرف بعينه .
تحديات تعزيز الحضور التنظيمي والشعبي :
1. الإعلام المضاد من الحزب الحاكم وأطراف سياسية داخلية أخرى .
2. الأمية بنوعيها الأبجدية والثقافية .
3. انخفاض الإمكانيات المادية دون تلبية مطلب الانتشار الإعلامي الواسع عبر الصحف والمجلات و التلفزة .
4. المنافسين في الحقل الإسلامي والمدعومين من السلطة في أحيان كثيرة الذين يخصصون جزء من جهدهم الدعوي لتشويه الإصلاح والتنفير والتحذير منه وتضييع فرص التربية على شمولية الإسلام النظرية والعملية للعديد من أفراد المجتمع وتحويلهم إلى عمل في الاتجاه المعاكس .
الثانية والعشرين : تواريخ و أحداث في مسيرة ماضية :
o 13سبتمبر 1990 الإعلان عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح
o 12 مايو 1991 ـ 27 شوال 1411هـ المسيرة المليونية المطالبة بتعديل الدستور قبل الاستفتاء عليه
o قاطع الإصلاح الاستفتاء على الدستور والذي تم يومي 15 و 16 مايو 1991.

• 27 ـ 30 ديسمبر 1992 ـ 7 رجب 1413هـ انعقاد مؤتمر الوحدة والسلام في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء وبحضور مابين 7 و 10 مندوبين من كل مديرية إضافة إلى المختصين في شتى المجالات وكان من أهدافه الحفاظ على الوحدة اليمنية وصيانتها من التمزق والشتات والتصدي للفساد في شتى المجالات وجمع كلمة الشعب بكل فئاته تحت راية القران والسنة وتثبيتهما فوق الدستور والقانون
o في 27 ابريل 1993 خاض الإصلاح أول انتخابات نيابية وحصل فيها على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي وجاء ثالثاً الحزب الاشتراكي وقد حصل الإصلاح على 62 مقعداً و وفق نتائجها تم الإعلان عن أول حكومة يشارك فيها وزراء من التجمع اليمني للإصلاح .

o في أواخر 1993 تفاقمت الأزمة السياسية بين المؤتمر والحزب الاشتراكي وكان موقف الإصلاح بذل المحاولات تلو المحاولات للصلح بين الطرفين الأقوى في الائتلاف الحكومي الثلاثي المشارك فيه الإصلاح .
o خلال الفترة من 20 الى22 / 9/1994 انعقد المؤتمر العام الأول للإصلاح .
o في 11 أكتوبر 1994 انتخب مجلس النواب الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضواً في هيئة الرئاسة إلى جانب علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض و عبدالعزيز عبدالغني وسالم صالح محمد
o حين اندلعت الحرب على الوحدة في مايو 1994 وقف الإصلاح إلى جانب الرئيس ، والشعب معهما ، في خندق الدفاع عن الوحدة الحلم اليماني التليد وانتهت الحرب بالحسم لصالح حلم الشعب الوحدة .
o في 30 أكتوبر 1994 وقّع الإصلاح والمؤتمر وثيقة الائتلاف الحكومي الثنائي

• ـ خلال الفترة من 20 الى21 / 11/1996 انعقد المؤتمر العام الأول للإصلاح ـ الدورة الثانية .

• ـ في 27 ابريل 1997 خاض الإصلاح ثاني انتخابات نيابية وحصل فيها على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي وقاطعها الحزب الاشتراكي وقد حصل الإصلاح بنزاهته على 62 مقعداً فيما حصل المؤتمر بأساليبه غير النزيهة على 221 مقعداً وبهذه النتيجة وللسلبيات الكبيرة في تجربة المشاركة في الحكومة إلى جانب المؤتمر الشعبي قرر الإصلاح عدم خوض تجربة الائتلاف مع المؤتمر مرة ثانية وانفرد المؤتمر بالسلطة ولا يزال حتى اليوم . عن اختيار الإصلاح لكوادره في الحكومة يقول الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية (( ((اختيار الإصلاح للأكفاء والمشهود لهم لشغل المواقع في الدولة في أول حكومة ائتلافية شكلت بعد انتخابات 1993 وبطريقة أكدت على حرص الإصلاح على الوحدة الوطنية وعلى مصالح الشعب اليمني )) الصحوة 1066 ـ 22 / 2 /2007

o خلال الفترة من 6 الى8 / 10/1998 انعقد المؤتمر العام الثاني ـ الدورة الأولى.
o في 23 سبتمبر 1999 تم إجراء أوّل انتخابات رئاسية يمنية وتزامنت مع الاستفتاء على تعديلات دستورية وقد كان مرشح الإصلاح فيها الأخ علي عبدالله صالح وقد كانت خطوة هامة للحفاظ على التحالف بين الإصلاح والرئيس مما يعزز فرص الإصلاح في مواصلة برامجه الإصلاحية التغييرية ولان فوز الرئيس في تلك التجربة الأولى محسوماً ، ولتشجيع الرئيس لاجتراح ذلك الخيار الديمقراطي .
• في الثالث من يناير 2001 م انعقد المؤتمر العام الثاني ـ الدورة الاستثنائية .
• ـ في فبراير 2001 خاض الإصلاح أول انتخابات محلية وحصل على ثلث مقاعد المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات .
• ـ في 2001 و2002 تأسس اللقاء المشترك وكان الإصلاح ابرز وجوهه ، وقد تأسس من اجل تعزيز التجربة الديمقراطية في بلادنا وضمان إجراء الانتخابات بحرية ونزاهة لتتحقق الإرادة الشعبية في اختيار من تثق فيه في أي موسم انتخابي .
• ـ خلال الفترة من 28الى30 / 12/2002 انعقد المؤتمر العام الثالث ـ الدورة الأولى ـ دورة الشهيد جارالله عمر .
• ـ في 27 ابريل 2003 خاض الإصلاح ثالث انتخابات نيابية وحصل بنزاهته على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي حيث حصل على 54 مقعداً

• ـ خلال الفترة 12 و 13 / 2 / 2005 انعقد المؤتمر العام الثالث ـ الدورة الثانية تحت شعار (( النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات ))
• ـ في عام 2006 خاض الإصلاح ضمن اللقاء المشترك الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد هو المهندس القدير المناضل فيصل بن شملان ـ رحمه الله ـ و وظف المؤتمر لصالح مرشحه ـ رئيسه علي عبدالله صالح ـ كل مقدرات الدولة وانتهت الانتخابات بمرشح المؤتمر رئيساً من جديد للجمهورية .
o ـ في أغسطس من عام 2005عرض الرئيس على الإصلاح ممثلاً في أمينه العام حينها الأستاذ محمد اليدومي المشاركة في ائتلاف ثنائي مع المؤتمر .
o خلال الفترة من 24 إلى 26 / 2 / 2007 انعقد المؤتمر العام الرابع ـ الدورة الأولى .
o في 29 ديسمبر 2007 توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للإصلاح منذ تأسيسه .

o خلال الفترة 11 و 12 / 3 / 2009 انعقد المؤتمر العام الرابع الدورة الثانية [ دورة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ] .

الثالثة والعشرين : حين تحدثوا عن الإصلاح :
 الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) : الأخوة في الإصلاح يديرون شانهم السياسي المحلي مع الحكومة والقوى الحزبية الأخرى بروح ديمقراطية في ظل الحكمة اليمنية المعروفة .. وهذه ميزة مهمة لتجربة الإصلاح . إنّ تجربة الإصلاح متميّزة على مستوى الحركات الإسلامية في الانفتاح سواءً في العلاقات أو الفكر والسياسة وهي ايجابية وضرورية للعمل الحزبي السياسي بشكل عام وللعمل الإسلامي بشكل خاص . الإصلاح مهتم بترسيخ الأسلوب السلمي في العمل السياسي وهذه سمة مهمة خصوصاً أنها تأتي في ظل ما اتسمت به بعض التجارب الإسلامية وغير الإسلامية من ميل للعنف و إلى السلاح في حسم الخلافات السياسية والفكرية ، ...، كما أنّ الإصلاح قريب من هموم المواطن والوطن وهذه اعتقد أنها سمة ينبغي ان ينطلق منها كل حزب لان الأحزاب الحقيقية هي التي تعيش وسط شعبها وتتبنى همومه في برامجها ولا تعيش في أبراج عاجية واعتقد ان الإصلاح يعيش في قلب مصالح بلده وشعبه . صحيفة الصحوة العدد 851 / 26 ديسمبر 2002
 الشيخ والمفكر الإسلامي الكبير راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية :
والحقيقة أن كل متابع منصف لمسار الحركة الإسلامية "التجمع اليمني للإصلاح" لا يمكن له إلا أن يشهد أولا على اعتدال تصورها الإسلامي الوسطي الذي صان شبابها وهم بمئات الألوف، من التورط في محرقة العنف، ومحاصرته في أضيق نطاق ودفعه إلى هامش المجتمع، وهو ما يستحق من الشباب اليمني والمجتمع اليمني والدولة في اليمن كل تقدير للتجمع اليمني للإصلاح وللحركات الإسلامية الوسطية المماثلة في أرجاء العالم التي أسست في مجال الفكر والممارسة للالتزام بمنهج التغيير الديمقراطي المتدرج ورفض كل أساليب العنف فعلا أو رد فعل، وذلك بالرغم مما تعرضت له من استفزازات ومظالم تبلغ أحيانا درجة الاستهداف بالاستئصال كما حصل في عدة أقطار مثل تونس.
كما أن مسيرة قرابة نصف قرن من تاريخ الحركة الإسلامية اليمنية تشهد ثانيا على وطنية هذه الحركة، بما أسهمت به من تضحيات جسام ودماء غزيرة دفاعا عن هوية اليمن العربية الإسلامية وعن وحدته في مواجهة فتنة التشقق. وتشهد ثالثا على عمق المنزع العملي الواقعي للتجمع وعمق قراءته لطبيعة التركيب المجتمعي اليمني وحسن تفاعله معه، وذلك عبر تعامله مع التركيب القبلي والسعي إلى دفعه في اتجاه الديمقراطية بدل تفجير ما يتوفر عليه هذا التركيب من تناقضات قابلة للتفجير وضرب بعضه ببعض. وذلك على الضد من القراءات الحداثوية ونظرتها السلبية لهذا التركيب واستهدافه بالتفكيك على اعتبار أنه تكوين ماضوي متخلف لن تقوم الديمقراطية إلا على أنقاضه. بينما تشهد التجارب الحداثوية في العالم العربي حيث تم تفكيك البُنى القبلية أن الذي خلف الوضع القبلي هو حالة تفكك مجتمعي ووهن يكاد يكون كاملا في مواجهة دكتاتورية الزعيم المطلق والحزب الواحد أو شبه الواحد القائد، وذلك بسبب اختلال توازن القوة بين الدولة والمجتمع. ولا ديمقراطية كما هو معلوم من دون وجود قوى متوازنة وسلطة مجتمعية مضادة لسلطة الدولة. يقول أبو القاسم الشابي: "لا عدل إلا إذا تعادلت القوى". والحقيقة أن التقاء الحركة الإسلامية مع الوضع القبلي مثّل في اليمن حالة فريدة في الوطن العربي أعطى للتجربة اليمنية الديمقراطية خصوصيتها وحال دون تغوّل الدولة وانفرادها بالمجتمع، إذ الملك كما يقول علامتنا عبد الرحمن ابن خلدون أي ملك أو حكم يميل إلى الانفراد ما لم يعترضه مانع.
ولقد أمكن للقاء البديع المخصب في اليمن بين الحركة الإسلامية والوضع القبيلي أن يعيد إنتاج المعادلة التاريخية التي قامت عليها الدولة في تاريخ الإسلام التحالف بين القبيلة والدعوة، وهو لقاء يحسب له بعد الله الفضل على اليمن واستقراره وتجربته الديمقراطية المتميزة يحسب لحكمة كل من القيادتين قيادة الحركة الإسلامية ممثلة برموز كثيرين أبرزهم الشيخان ياسين عبد العزيز والشيخ الزنداني، ومن الطرف القبلي يحسب ذلك الفضل لأهم رمز قبلي الشيخ المبجل شيخ قبائل حاشد الشيخ عبد الله الأحمر حفظهم الله جميعا. عن الموقع الالكتروني للشيخ راشد الغنوشي .

 الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء : الإصلاح يمثل رقماً صعباً في الحياة السياسية اليمنية وليس من السهل في الداخل أو الخارج تجاوزه . و وصف الفقيه الإصلاح بأنه (( بمثابة القوة التي يجد فيها اليمانيون باختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية عامل طمأنينة وباعث على الأمل في المستقبل وضمانة هامة للنظام الجمهوري ولخط الثورة اليمنية المباركة في ندوة بصنعاء مجلة النور العدد 190 3 و 4 2007
 الدكتور عيدروس النقيب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب : الإصلاح قوة سياسية فاعلة في الحياة السياسية ومنذ قيامه عام 1990 اثبت حضوراً فاعلاً في جميع التفاعلات السياسية على الساحة اليمنية ، كما انه يتميز بديناميكية فريدة من حيث القدرة على التطور والتعامل بروح جديدة مع كل جديد ، وقد استطاع الإصلاح ان يدحض كثيراً من التصورات أو الافتراءات التي يحاول البعض تسويقها عنه ، ...، كما اثبت الإصلاح انه حزب يقبل بالآخر ، بل و يتعاطى ويتقاسم معه الهم الديمقراطي ، كما اثبت انه حزب يحترم حقوق المرأة )) مجلة النور العدد 196 9 و 10 2007
 الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء : ان التجمع اليمني للإصلاح غدا بمثابة الموازن السياسي ، و مدماك الحياة السياسية في اليمن ، والعمود الفقري للمعارضة )) النور العدد 208 9 / 2008
 الدكتور عبد الملك منصور : لقد كان التجمع اليمني للإصلاح منذ ولادته عملاقاً ، وتجربة الإصلاح في الحياة السياسية منذ ولادتها أثرت الحياة السياسية بعطاءات وسلوكيات جعلت الحياة السياسية اليمنية أكثر حراكاً وأعمق دلالة وأبرك عاقبة )) النور 89 سبتمبر 1998
 الأستاذ صالح عباد مقبل الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني : إننا ننظر بتقدير و إعجاب إلى التطورات السياسية والتنظيمية التي استطاع التجمع اليمني للإصلاح أن يحرزها في السنوات الأخيرة )) من كلمته أمام الدورة الثانية للمؤتمر العام الثاني للإصلاح ـ الصحوة 23 نوفمبر العدد 750
 الدكتور عبدالوهاب محمود أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي ـ قطر اليمن : نشعر بالفخر لتجربة إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح ، وهي تجربة سياسية اعتبرها من التجارب الناجحة والممتازة جداً )) النور 89 سبتمبر 1998
 الأستاذ نصر طه مصطفى : في الحقيقة فان (الإصلاح ) قد أنجز خطوات هامة وملموسة على صعيد بنائه المؤسسي ، فهو أكثر الأحزاب السياسية اليمنية انضباطاً في عمله المؤسسي وفي انعقاد الدورات الاعتيادية لهيئاته التنظيمية ( الهيئة العليا ـ مجلس الشورى ـ الأمانة العامة ) ، ...، وذلك ـ في حد ذاته ـ يُعد مكسباً للحياة السياسية وللديمقراطية وعاملاً مشجعاً لبقية الأحزاب لتحذو حذوه ، خاصة إذا أدركت أنّ المؤسسية هي عامل حفاظ على وحدة أي حزب ودليل على حسه الحضاري )) جريدة المستقلة اللندنية العدد 230 5 أكتوبر 1998
 الكاتب احمد صالح الفقيه : يتمتع التجمع اليمني للإصلاح بجماهيرية كبيرة وفاعلية تنظيمية عالية المستوى تشهد عليها مظاهر نشاطه المختلفة ، ولعل أشدها وضوحاً المهرجانات الكبرى للانتخابات الرئاسية الماضية )) الثوري العدد 1948 ـ 1/ 3 / 2007
إطلالة على التجمع اليمني للإصلاح
لما كانت اللبنات المتناثرة لا تصنع شيئاً ذا بال في دنيا الناس مهما أوتيت من صلابة وبلغت من كثرة ، ولما كان التنظيم والجماعية احد سنن الله الكونية ، ولما تواضع عليه الناس واتفقت عليه العقول ان الناجح من المشاريع لا يكون إلا بجهد جماعي منظم ، ولا تفوق مشاريع بناء الأوطان وإصلاحها مشاريع ، ولمّا جاءت التعددية السياسية وتربها وقرينها مبدأ التداول السلمي للسلطة كأحد المتغيرات التي رافقت تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م فاتجه كل تيار فكري سياسي يؤسس حزباً ينضوي إليه حملة ذلك الفكر و أنصاره وبدا نوع من الاستقطاب الفكري في الساحة اليمنية ، لكل ذلك كان لابد للإسلاميين ـ و اقصد بهم فئة من المسلمين حملت بين جوانحها هم العمل بالإسلام وللإسلام وتحكيمه في حياة المسلمين باعتباره المنهج الأقوم لإحراز سعادة الدارين : الدنيا والآخرة ـ لكل هذا و ذاك جاء الإعلان عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح في الثالث عشر من سبتمبر 1990م تنظيماً شعبياً سياسياً مفتوحاً يسعى للإصلاح في جميع جوانب الحياة على أساس مبادئ الإسلام و أحكامه ويأخذ بكل الوسائل المشروعة لتحقيق أهدافه ، متخذاً قول الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) شعاراً عملياً له ، آخذاً بسنة التدرج في الخطوات ، مراعياً عوامل الزمن في خطة الإصلاح والتغيير المنشود ، مرتكزاً على الحقائق والوقائع التي يعيشها المجتمع اليمني لا الأحلام والأوهام ، مستوعباً لشبكة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في مجريات الأمور ..
هكذا مضت ، وهكذا تمضي ، قافلة ( الإصلاح ) مستمدة العون والتوفيق من الله ذي الجلال والإكرام ، وقد مر عليها في سيرها المبصر من السنين عشروناً حافلة بالعطاء على كل الصُعد: التنظيمية ، الدعوية ، التربوية ، السياسية ، الاجتماعية ، الخيرية ، رغم التحديات الجسام والخصوم المتكاثرون و الإمكانيات المحدودة ، وهذه وقفات عجلى لاستعراض ما تحقق خلال تلك السنون .
أولاً: الحفاظ على الهوية الإسلامية وترسيخها :
تتحدد قيمة الإنسان زيادة ونقصاناً بدرجة أساسية بقدر اهتدائه بهدي خالقه و مالك أمره ، وعبوديته له جل جلاله ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) ، و ما وجود الإنسان في هذه الدنيا الفانية إلا للقيام بالخلافة فيها عن الله وفق شرعه وحكمه ((هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا )) ، ولم يخلق الله تعالى الإنسان إلا لعبادته ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ، و لدلالة الثقلان : الإنس والجان ، أرسل الله تعالى الرسل وانزل الشرائع وجعل أحسن الأعمال والأقوال الدعوة إليه ، لذا فان التجمع اليمني للإصلاح في الوقت الذي ينطلق في أعماله من الإسلام فانه جعل في بؤرة اهتمامه الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب اليمني من التشويه والانحراف ، عاملاً ، قدر ما أتيحت له من إمكانيات ،من اجل ترسيخ معالمها في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة وذلك على عدة خطوط ومجالات عمل أبرزها :
1ـ الدستور والقانون : بذل التجمع اليمني للإصلاح جهود مضنية لتعديل دستور الدولة اليمنية الواحدة الوليدة يوم 22 مايو بحيث تصبح الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات وتم التعديل بعد حرب 1994 وبالتحديد يوم 29 سبتمبر1994 ، وبهذا التعديل كل أمر مخالف للشريعة الإسلامية ـ ولو مورس فعلياً ـ فانه غير دستوري ، كما حرص التجمع اليمني للإصلاح على ان تتوافق جميع القوانين الصادرة في البلاد متوافقة مع الشريعة الإسلامية وكان لبرلمانيي الإصلاح دور محوري في ذلك .
2ـ التعليم الحكومي : يمتاز المنهج التعليمي الحكومي بصبغة إسلامية واضحة ، مما جعل البعض يحاول النيل منها و خفض نسبتها وقد تصدى الاصلاحيون ومعهم كل الخيرين في البلاد لتلك المحاولات المستمرة حتى اليوم .. ، وتصدى الإصلاح بشدة لمحاولات إلغاء المعاهد العلمية .. المؤسسة التعليمية الحكومية الناجحة .. الصرح العلمي الذي تحظى فيه مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية .. لغة القران .. باهتماماً وتوسعاً إضافة إلى التربية الإسلامية المكثفة المستهدفة طلاب وطالبات المعاهد العلمية ، و التجمع اليمني للإصلاح باعتباره تنظيم إسلامي يقف مع كل ما من شأنه ترسيخ وتعزيز الهوية والممارسة الإسلامية ـ بما في ذلك تعليم شرائع الإسلام ـ قد وقف ضد كل تلك المحاولات وقد كسب الإصلاح والخيرين كل الجولات حتى جاء عام 2001 حيث أصرت السلطة وبضغوط أمريكية على إلغاء المعاهد العلمية وهذا ما تم رغم جهود الإصلاح للحيلولة دون ذلك حتى اللحظة الأخيرة .
3ـ التعليم غير الحكومي : بعد إلغاء المعاهد العلمية اتجه العديد من رموز الإصلاح إلى تأسيس مدارس خصوصية ترفد المجتمع بجيل يتحلى بصلة امتن مع جوهر الأمة اليمنية الإسلام : محبة وعملاً ، جيل متكامل الشخصية نافع لوطنه حريص على قيم مجتمعه ، واليوم ومنذ سنوات خلت يقف عدد من رموز الإصلاح على رأس عدد من الصروح التعليمية أبرزها جامعة الإيمان التي يرئسها مؤسسها فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني القيادي البارز في التجمع اليمني للإصلاح ، ومن تلك الصروح العلمية الجمعية الخيرية لتعليم القران وتتبعها الكلية العليا للقران الكريم بالعاصمة وفروعها ، وهذه الصروح العلمية وغيرها تسهم وبفاعلية في تعليم العلوم الشرعية وتخريج الدعاة والداعيات ومشايخ العلم .
4 ـ العلماء والدعاة : يسهم العلماء والدعاة والداعيات المنتمين للإصلاح بدور بارز في مجال تعليم العلم الشرعي ودعوة الناس رجالاً ونساءً للمزيد من الاستمساك بهدي الله وشرعه والمسارعة في الخيرات .
5ـ بناء وعمارة وخدمة المساجد وإحياء رسالة المسجد الدعوية و والتعليمية والاجتماعية
6ـ الكتاب والمجلة والصحيفة والشريط الكاسيت تأليفاً و إنتاجا وتوزيعاً .
7ـ المراكز والدورات والمخيمات الصيفية العلمية والتربوية و المهارية .
ثانياً : جهود الإصلاح للحفاظ على وطنية و إسلامية الدستور :
في كل المنعطفات المتصلة بوضع و تعديل الدستور كان للإصلاح دوراً مقدراً في سبيل الحفاظ على الجوهر الوطني والإسلامي للدستور وعدم النيل من الحقوق العامة للمواطنين وبما يرسخ حق الشعب في امتلاك السلطة والثروة ، ويمكن استخلاص ذلك من المحطات الدستورية الآتية :
المحطة الأولى : مشروع دستور دولة الوحدة : قاطع الإصلاح الاستفتاء العام بعد جهود مضنية لإدخال تعديلات عليه وخصوصاً على المادة الثالثة منه المتعلقة بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع أو مصدراً وحيداً للتشريع .
المحطة الثانية : تعديلات 1994 : و قد عدلت في مشروعها المادة الثالثة لتنص على أنّ الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات و قد صوت نواب الإصلاح لصالح التعديلات
المحطة الثالثة : تعديلات 2001 عارضها الإصلاح بشدة ، حتى كتبت صحيفة الميثاق لسان المؤتمر الشعبي العام في عدد يوم 26 / 2 / 2001 م و بالبنط العريض في ترويسة صفحتها الأولى وباللون الأحمر (( الإصلاح يصوت ضد التعديلات و يعزز تحالفه مع العناصر الإصلاحية ))
المحطة الرابعة : تعديلات 2008 : بدأ الحديث عنها عام 2006 وبلغ ذروته عام 2007 و لا زال الحديث يتردد عنها بين وقت وآخر و الإصلاح يعارضها وبشدة وقد اصدر اللقاء المشترك ـ وبضمنه الإصلاح ـ بيان حدد فيه موقفه منها في 27 نوفمبر 2007 و اعتبرها محاولة لتكريس حكم الفرد .

ثالثاً : المعارضة البناءة :
تأسس الإصلاح ليحقق تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والحياة الآمنة الكريمة و يرحب الإصلاح بتحقيق تطلعات الشعب اليمني تلك على أي يد كانت ، وهو يمد يده لكل من يتفق معه ويسعى من اجل انجاز تلك التطلعات ، وفي ذات الوقت فان الإصلاح يعارض أي مساس بمصلحة الوطن والمواطن من أي جهة كانت ، كما أن الإصلاح ينتقد التقاعس عن تقديم النفع الممكن تحقيقه لصالح الوطن من أي طرف كان ذلك التقاعس ، وذلك منهج الإصلاح سواء كان في المعرضة أو كان في السلطة ، والمعارضة عند الإصلاح لا تعني إطلاقاً معرضة الايجابيات والسلبيات طالما صدرت من الحكم ، وإنما هي معرضة السلبيات من أي مصدر كانت وكما عبر عن ذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني (( يشرفنا أن نكون مع الحق وندور معه حيث دار )) وقد وصف منهج الإصلاح في المعارضة الدكتور منصور الزنداني عميد كلية التجارة بجامعة صنعاء بقوله (( مفهوم الإصلاح للمعرضة يجسد مبدأ جديداً للعمل السياسي وهو مبدأ سليم نعتبره قمة الرقي في العمل الحرص على المصلحة الوطنية )) .
وقد كان التجمع اليمني للإصلاح يعارض التجاوزات و الاخلالات والتفريط في المصلحة العامة من خلال
1ـ بيانات هيئاته القيادية بدءاً من المؤتمر العام ومروراً بالهيئة العليا ومجلس الشورى والأمانة العامة وصولاً إلى اطر الإصلاح المحلية في المحافظات .
2ـ أحاديث وتصريحات ومحاضرات وخطب قيادات ورموز الإصلاح على المستوى المركزي والمستوى المحلي .
3ـ الكتلة النيابية للتجمع اليمني للإصلاح في مجلس النواب .
4 ـ كتل الإصلاح في المجالس المحلية على مستوى المحافظات والمديريات
5ـ المنابر الصحفية الإصلاحية وفي الطليعة منها صحيفة الصحوة الأسبوعية
6ـ الأناشيد والمسرحيات الفنية للفرق الفنية التابعة للإصلاح ويبرز هنا اسم الفنان الكوميدي فهد القرني الذي طالما تعرض للاعتقال والملاحقة بسبب ذلك .
7ـ وسائل الإعلام المختلفة المكتوبة والمرئية وتحسب قناة سهيل لقيادات في الإصلاح وغدت رأس حربة في الإعلام الإصلاحي في اليمن .
8ـ النقابات المهنية و الاتحادات الطلابية
ومثلما استخدم الإصلاح القنوات العلنية في معارضته المبصرة فقد استخدم القنوات الخاصة عن طريق التواصل المباشر مع المسئولين المعنيين في الدولة وفي المقدمة منهم رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح .
وبحسب الصحفي والكاتب نصر طه مصطفى فقد مارس الإصلاح المعارضة برصانة تتناسب مع طبيعة الظروف التي يمر بها اليمن ، حيث أبدى رأيه فيها من خلال المنابر المشروعة ديمقراطياً كالبرلمان والصحافة و المسجد والنقابات والقنوات والوسائل الإعلامية المتاحة )) .
رابعاً : المشاركة في السلطة :
مثلما قدم التجمع اليمني للإصلاح برنامج عمل للإصلاح والبناء منطلقاً من الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة من أول يوم لإعلانه ، فقد سعى للوصول إلى السلطة من اجل تنفيذ ذلك البرنامج على الصعيد العام ، والسلطة عند الإصلاح هي وسيلة وليست غاية ، وسيلة يتم الوصول إليها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات عامة حرة ونزيهة .
وخلال العشرين سنة الماضية تسنت للإصلاح أول مشاركة حكومية وذلك عقب أول انتخابات نيابية بعد إعادة الوحدة اليمنية وقد جرت في 27 ابريل 1993م وحصل فيها الإصلاح على الترتيب الثاني بعد المؤتمر الشعبي العام وقبل الحزب الاشتراكي اليمني ( المؤتمر 122 ، الإصلاح 63 ، الاشتراكي 56 ) وقد كانت أول مشاركة حكومية للإصلاح في حكومة الائتلاف الثلاثي بين الأحزاب الثلاثة فقد كانت الوزارات التالية من نصيب وزراء إصلاحيين : الصحة ، الإدارة المحلية ، الشئون القانونية وشئون مجلس النواب ، التجارة والتموين ، الأوقاف والإرشاد . وبعد حرب صيف 1994 خرج الحزب الاشتراكي من السلطة فتم إدخال تعديل على الحكومة أضيفت فيه للإصلاح نيابة رئيس الوزراء وزارات : العدل ، الكهرباء والمياه ، الثروة السمكية ، التربية والتعليم وتخلى الإصلاح عن وزارة الشئون القانونية وشئون مجلس النواب ، ويلاحظ أنّ كل الوزارات ذات طبيعة خدمية ولا توجد بينها أي وزارة سيادية ، كما عين خمسة محافظين من الإصلاح لمحافظات : صنعاء ، لحج ، الجوف ، المهرة ، صعدة ، وخمسة وكلاء لمحافظات : عدن ، حضرموت ، شبوة ، أبين ، ذمار ، حجة ، واستمرت هذه المشاركة حتى ابريل 1997 حيث خرج الإصلاح من الحكومة وانفرد بها المؤتمر الشعبي العام حتى اليوم . وبقدر الفرصة التي أتيحت للإصلاح وبقدر السلطات التي منحت لوزرائه ومسئوليه فقد تحمل المسئولية بكل جدارة على حد تعبير الأستاذ محمد عبدالله اليدومي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح حينها ، وبحسب المرحوم الدكتور عبدالعزيز السقاف أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء ومؤسس صحيفة يمن تايمز فان الإصلاح وان كان شريكاً في الحكم إلا انه لم يكن صاحب القرار ، ورغم هذا فان الإصلاح من خلال مسئوليه في الحكومة لم يدخر جهداً في سبيل إصلاح هذه الوزارات ، وفي تطوير خدماتها لصالح الجمهور وتمت سلسلة من الإصلاحات المالية و الإدارية والفنية في تلك الوزارات عكست أداءً مضطرداً ومتنامياً إذا قيست نسبياً بمستوى الأداء قبل أن يتولاها وزراء الإصلاح ، وكذلك الحال بالنسبة للمحافظين والوكلاء فلم يدخروا جهداً في سبيل توفير اكبر قدر ممكن من الخدمات لأبناء محافظاتهم ، وكانت معركة مواجهة الفساد المالي والإداري في الأجهزة الحكومية من أهم أسباب الخلاف بين الإصلاح والمؤتمر كما قال المرحوم الصحفي حميد شحرة رئيس تحرير صحيفة الناس ، و وصف الدكتور عبدالرحمن بافضل احد وزراء الإصلاح ورئيس كتلته البرلماني حالياً وصف مشاركة الإصلاح بقوله : (( في الواقع ما كانت تعطى الصلاحيات لوزراء الإصلاح من اجل النهوض بوزاراتهم كما ينبغي بل كان هناك حصار وتجريد من الصلاحيات يهدف إلى إحراق وزراء الإصلاح ولكنهم رغم ذلك صمدوا وأنجزوا الكثير بالرغم من العوائق ))
كما شارك الإصلاح في مجلس الرئاسة حيث انتخب الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضواً في هيئة الرئاسة من قبل مجلس النواب بعد انتخابات ابريل 1993 ، وقد وصف مشاركته بقوله : (( مدة عضويتي في مجلس الرئاسة اقل من عام .. وللأسف جئت في خضم الأزمة ... فهي فترة محدودة في خضم هذه الأزمة ـ يقصد الأزمة السياسية ثم الحرب 1994 ـ وما كنا نركز عليه في هذه الفترة هو إخراج البلاد من الأزمة ثم بعد الحرب إنجاح هذه المعركة والحفاظ على وحدة البلاد والانتصار ضد هذه المؤامرة )).
خامساً : الاصلاحيون والعمل الخيري :
أسست الكثير من العناصر الإصلاحية هيئات خيرية إنسانية على مستوى البلد بشكل عام وعلى مستوى المحافظات والمديريات والمناطق ، ولهذه الهيئات الخيرية جهود كبيرة اقتصادية وتعليمية ودعوية وصحية و إغاثية ككفالة الأيتام وتوزيع المعونات النقدية والعينية للأسر المحتاجة وبناء المساجد وتحفيظ القران الكريم والقوافل الدعوية والقوافل الصحية وإغاثة المتضررين من السيول في عدد من المحافظات وتنفيذ المشاريع التنموية كمشاريع المياه والمراكز الصحية في عدد من المناطق النائية وقد قامت عناصر الإصلاح في تلك الهيئات بدور الوسيط الأمين الساعي للخير بين المتصدقين والمحتاجين .
سادساً : محطات في مسيرة راشدة
الأولى : الإصلاح و الرئيس :
ارتبطت الحركة الإسلامية في اليمن ( الإخوان المسلمين ) بالرئيس علي عبدالله صالح منذ عام 1979 تحديداً برباط عنوانه الهوية و المصلحة الوطنية ، علاقات لأجل سواد عيون اليمن وليس لأجل سواد عيون الرئيس ، وعمّرت تلك العلاقة فترة طويلة من زمن الرئيس حتى بدأ طابع الاستبداد يسيطر على سلوكياته فبدأت العلاقات في التراجع فتعرضت هذه العلاقة لأول الضربات في انتخابات ابريل 1997 النيابية التي سمح فيها الرئيس بتسخير مقدرات الدولة لصالح حزبه وضد الإصلاح ، ثم جاء إغلاق المعاهد العلمية عام 2001 وهي المكسب الوطني الفذ الذي تأسس زمن الرئيس إبراهيم الحمدي ـ ليؤدي إلى تراجع كبير في العلاقة ومما افقد الرئيس عصا المعاهد الغليظة التي يرفعها في وجه الإصلاح حين يلزم الأمر . وجاءت انتخابات 2006 الرئاسية لتنهي دفء العلاقة لاسيما وان الإصلاح ومعه المشترك قد خرج إلى الشارع وجهاً لوجه ضد الرئيس ومع مرشح المشترك المناضل فيصل بن شملان وحل محل الدفء الجليد ، والمتبقي اليوم من تلك العلاقة هو فقط شعرة معاوية ، و مع ذلك يبقى الإصلاح والرئيس في مركب الوطن الواحد الذي ينبغي الحفاظ عليه من الغرق .
الثانية : الإصلاح والسلطة :
السلطة من وجهة نظر الإصلاح هي وسيلة فقط للتغيير الذي تأسس التجمع اليمني للإصلاح من اجل انجازه ، وليست السلطة عند الإصلاح غاية بأي حال من الأحوال ، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو مخطئ في اعتقاده وآن له ان يغادر ذلك الاعتقاد ان كان يريد الحقيقة ، ومن يروج خلاف ذلك فإنما يحاول تضليل الجماهير أو أن يُسقط ما يسعى إليه من استمساك بالسلطة على الإصلاح ، إنّ الإصلاح وهو يسعى إلى السلطة فإنما رائده قول عثمان بن عفان رضي الله عنه (( ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )) . إنّ السلطة عند الإصلاح هي قيام بوظيفة عمارة الأرض والخلافة فيها التي أراد الله تعالى من الإنسان القيام بها والنهوض بها في ظلال الاستمساك المتين بنور الوحي والمنهج الذي اختاره للإنسان الله رب العالمين ، وللإنسان إن قام بتلك الوظيفة واسهم فيها ما يفوق هذه الدنيا بحذافيرها من الأجر والثواب في الدار الآخرة . ان الإصلاح و رموزه لو كانوا طلاب مناصب وكراسي وتسلط لكان حظهم منه وافر وعروض الرئيس بذلك لم تتوقف منذ ابريل 1997.
الثالثة : الإصلاح في السلطة !!
لا زال البعض يعتقد أنّ الإصلاح جزء من السلطة ، ويروج البعض لهذا الأمر لكي يُشرك الإصلاح في أوزار السلطة ، وقد تحجج البعض في غابر الأيام بوجود الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في رئاسة مجلس النواب سابقاً ، ورئاسة المجلس لا تعني مشاركة في السلطة لان القرار في المجلس لا يملكه رئيس المجلس بتاتاً إنما يملكه الحزب صاحب الأغلبية وهو في بلادنا ومنذ ابريل 1997 المؤتمر الشعبي الحزب الحاكم وبالتالي فالسلطة كاملة في يد المؤتمر ، حتى موقف الشيخ عبدالله رحمه الله المعارض وبشدة لإلغاء المعاهد العلمية لم يحل دون إلغائها ، ذلك كان في حياة الشيخ عبدالله أما اليوم فيتحجج البعض لذلك بوجود أغلبية للإصلاح في بعض المجالس المحلية ، والمجالس المحلية في الواقع أولاً معظم صلاحياتها في يد رئيسها الذي اختاره المؤتمر ورئيس المجلس إما مدير عام المديرية أو محافظ المحافظة في حال كونه مجلس محافظة ، وثانياً المجالس المحلية هي سلطة محلية وليست مركزية و اليمن اليوم لا تديره سلطة محلية و إنما سلطة مركزية مُغرقة تتدخل في كل التفاصيل حتى على مستوى المديريات .
الرابعة : الإصلاح والشيخ :
رحم الله الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وتقبل منه ما قدم من اجل نما وطنه وسعادة بني وطنه ومن اجل إنجاح المشروع الإسلامي التي تبنته مدرسة الإخوان المسلمين في اليمن وكان الشيخ في صفة منذ شبابه الباكر، مُرجحاً كفة الخير في يمن الإيمان والحكمة ، ورغم العلاقة المتينة غير المنفكة بين الشيخ والحركة ثم الشيخ والإصلاح إلا أنّ الخلاف في بعض وجهات النظر وارد ، ولكل مجتهد نصيب ، ولا يوجد احد في الإصلاح مهما علت مكانته وارتقت مكانته يعتبر رأيه الشخصي هو رأي الإصلاح ، فرأي الإصلاح هو الصادر عن هيئاته التنظيمية : المؤتمر العام ، مجلس الشورى ، الهيئة العليا ، الأمانة العامة ، المكاتب التنفيذية في المحافظات ، وما عدا ذلك هو رأي شخصي لا يلزم الإصلاح في شي ، قد يقترب ويتطابق مع رأي الإصلاح وقد يبتعد ، ومع هذا فان قيادات الإصلاح لا تتخذ موقفاً جزافاً إنما هو مبني على تجربة وممارسة ومعرفة واجتهاد سواء كان هذا الموقف جماعي أو فردي ، والفرق أنّ رأي الجماعة يُلزمها وهو الأصوب من رأي الفرد .
الخامسة : الإصلاح و (( القضية الجنوبية )) :
التجمع اليمني للإصلاح هو تنظيم سياسي يقف ضد الظلم والفساد من أي كان وعلى أي كان من فرد أو جماعة وضد فرد أو جماعة ، إنّ الإصلاح ضد الظلم دائماً وأبداً ..انه مع العدل والعدل فقط .. مع الرحمة والمرحمة ..انه دعوة خير وخيرية لا يقف مع ظالم في ظلمه ولامع ظلمة في ظلمهم ، انه حزب إسلامي يدور مع الإسلام حيث دار ويوجد في صفوفه العشرات من العلماء الثقات المتبحرين في علوم الشريعة والى جانبهم عشرات المتمكنين في الفقه السياسي النظري والميداني المدركين لإبعاد العملية السياسية المعقدة على المستوى المحلي والدولي وهذا من فضل الله على هذا التنظيم الرائد . ومن هذا المنطلق فان الإصلاح ضد الظلم أن يقع على فرد من أفراد المجتمع فكيف بكامل أبناء الوطن أو فئة منهم : جغرافية أو مهنية أو اجتماعية ، أما ان يعمل الإصلاح من اجل رفع ذلك الظلم ودفعه فهذا منهج الإصلاح العملي وبقدر ما يستطيع وحدائه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) ونصره ظالماً بان نبين له خطئه وندعوه لإقامة العدل والكف عن ظلمه وفساده ان كان فرداً ، أو ظلمهم وفسادهم ان كانوا جماعة .
إنّ التجمع اليمني للإصلاح لا يفرّق في تعامله ولا في دعواته لتحقيق التنمية ومحاربة الفساد والقضاء على الفقر والمرض والأمية بين شمال الوطن و جنوبه بل هما عند الإصلاح عينان في وجه ، و لم يتأخر الإصلاح عن بيان موقفه من مجريات وتطورات الأحداث وذلك منذ أوّل يوم بل يستبق الإصلاح الأحداث أحياناً برؤية مبصرة تستشرف المستقبل ، فقد جاء في مشروع الأهداف العامة للإصلاح (( يعمل التجمع اليمني للإصلاح على تحقيق الأهداف التالية ـ ومنها ـ (( العمل على تعميق وترسيخ الوحدة اليمنية وحمايتها وضمان استمرارها )) صحيفة الصحوة عدد 13 سبتمبر 1990 العدد 233
و في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام الأول ( الدورة الأولى ) سبتمبر 1994 جاء في البند رقم ستة من ( قرارات وتوصيات ) : (( إعطاء أولوية لنشاط الإصلاح في محافظات : عدن ، لحج ، أبين ، شبوة ، المهرة ، ودعم العاملين فيها وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك ))
وفي ذات البيان (قرارات وتوصيات ) وبرقم 14 جاء ما يلي : (( يدعو المؤتمر الحكومة لمعالجة آثار الحرب وإزالة مخلفاته وتعمير المناطق المتضررة ويدعو الجميع للإسهام في عملية البناء والنظرة إلى المستقبل بكل تفاؤل )) ونصت الفقرة التي قبلها مباشرة ـ وكأنها تنطق بلغة اليوم ـ على : ((يدين المؤتمر التآمر المستمر ، ...، على الوحدة اليمنية التي عُمدت بالدماء وتجاوزت الأطروحات المريضة ، التي تُعبّرُ عن الانفصام النكد الذي يعاني منه أصحابها الذين يحاولون بطريقة رخيصة وأسلوب مفضوح ألقاء ما يعانيه شعبنا من تخلّف على الوحدة )) لا بل جاءت الفقرة رقم ( 16 ) على : (( يدعو المؤتمر إلى الاهتمام بمحافظات : عدن ، لحج ، أبين ، شبوة ، حضرموت ، المهرة وإعطائها الأولوية في المشاريع والخدمات لتحسين أوضاعها .. كما يؤكد على أهمية حسن اختيار الكوادر التي تدير مرافق الدولة في تلك المحافظات وضرورة معالجة مخلفات الحكم الشمولي والثقافة الاشتراكية فيها )) وجاء في الفقرة التي تليها مباشرة (( يؤكد المؤتمر على ضرورة الإسراع في معالجة موضوع الأملاك المؤممة بما يكفل إعادة الحق إلى أهله بصورة عادلة بعيدة عن الكيد السياسي ))
وفي زمن احتدام الأزمة السياسية بين المؤتمر والاشتراكي عام 1993 جاء في افتتاحية صحيفة الصحوة لعدد 7 /10 / 1993 والافتتاحية يكتبها عادة الأستاذ محمد اليدومي ، و صحيفة الصحوة هي لسان حال الإصلاح : (( ان استشعار نعمة الله في توحيد اليمنيين توجب على الجميع الإصرار على المحافظة على وحدة الكلمة وتجاوز الخلافات والمنازعات بروح المسؤولية وتقديم مصلحة الوطن والشعب على المصالح الفردية و الأنانية ))
رموز الإصلاح وقياداته كان ترسيخ الوحدة وإزالة كل ما يسيء لها من اهتماماتهم ، كتب الأستاذ زيد الشامي في النشرة الداخلية للمؤتمر العام الأول ـ الدورة الثانية ـ العدد الأول 20 نوفمبر 19996 تحت عنوان [ الإصلاح والوحدة ] : (( ينظر التجمع اليمني للإصلاح إلى الوحدة كأصل من أصول الدين الإسلامي ، و واجب شرعي على الأمة ان تقوم به (( وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) ويعتبر ان الوحدة اليمنية خطوة ايجابية في طريق وحدة العرب والمسلمين، الذين أضعفهم الخلاف )) ثم يقول : (( وهكذا ثُبتت الوحدة و ترسخت بدماء الشهداء ، ولكنها اليوم تحتاج إلى حراسة ويقظة دائمة من أولئك الذين يمارسون أعمالاً تُسيء إلى الوحدة وتتنافى مع مضمونها و أهدافها ، فهؤلاء وأولئك لا ينبغي ان تتاح لهم الفرصة ، ولا يسمح لهم بإعادة بذور الخلاف والفتنة أو إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء )) .
في الرابع عشر من مايو 1998 كتبت الصحوة [ العدد 625 ] على صدر صفحتها الأولى : (( إنّ علينا أن ندرك أنّ محاصرة الدعوات والنزعات التي تضر بالوحدة الوطنية لن تتأتى إلا من خلال إشاعة العدل ، ومكافحة عناصر ومراكز الفساد ، وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع وبناء مؤسسات الحكم على أسس وطنية تتجاوز كل أشكال التعصب المقيت !. و أ ن تكون الكفاءة والنزاهة والأمانة هي المقياس في إسناد المسؤولية ، مع التخلّص من المركزية الإدارية العقيمة وإعطاء الصلاحيات الواسعة للسلطة المحلية .وأما الوسائل غير الحضارية فلن تكون ذات جدوى بل ستزيد الطين بلة وفي مجريات أحداث المكلا عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . إنّ السلطة ترتكب أخطاء مؤسفة عندما تختار موظفين ليسوا على مستوى تحمّل المسئولية فيتعاملون مع المواطنين بعقلية متسلطة متعجرفة ويرتكبون حماقات فردية تتحمل البلاد نتائجها الوخيمة على الوحدة الوطنية )) وقد جاء هذا في ظل تصاعد الجدل في مجلس النواب حول تقصي حقائق ما جرى في مظاهرة يوم 27 ابريل 1998 بالمكلا والتي قُتل فيها اثنين من المواطنين وجرح آخرين .
في التاسع من يوليو 1998 كتبت الصحوة على صدر صفحتها الأولى (( و يجدر بنا ، ...، ان نتذكر نعمة الوحدة التي انعم الله بها على شعبنا في زمن التشتت والفرقة ، وان نعمل على للحفاظ عليها من عوامل التآكل والفساد والخراب ، التي تهدد المجتمعات الإنسانية كلما غفل أبناؤها عن مواجهة الفساد والمفسدين والظالمين ، واعرضوا عن إنصاف المظلومين ، وإعانة الضعفاء ، وإقامة العدل ، وتحقيق المساواة ))
يقول الدكتور عبدالله القيه (( اختيار الإصلاح في انتخابات سبتمبر 2006 ومن خلال اللقاء المشترك مستقلاً من مواليد حضرموت كمرشح لرئاسة الجمهورية اليمنية وفي خطوة أكدت التوجهات الوطنية والوحدوية للإصلاح ونبذ التعصب الحزبي )) الصحوة 1066
السادسة : الإصلاح و الحزب الاشتراكي :
لازال البعض يستغرب وجود الإصلاح والحزب الاشتراكي في تكتل اللقاء المشترك ، والبعض يحاول ان يثير البلبلة حول هذا الالتقاء بين الحزبين ، و إمكانية أن يلتقي الإصلاح والاشتراكي هذا معناه من ناحية أخرى إمكانية أن يفترق الإصلاح والمؤتمر والبعض لازال لا يصدق هذا الافتراق ، إنّ الإصلاح يقترب من أي مكوّن سياسي في اليمن ويبتعد بقدر قرب وبعد ذلك المكون من هوية ومصلحة الوطن حرصاً على الحفاظ عليها وتنميتها لا تبديدها ،إنّ الإصلاح يدور مع هوية ومصلحة الوطن اليمني أينما دارت أدرك ذلك من أدرك وجهله وحاول تجاهله من جهل وحاول . كان الحزب الاشتراكي مؤمناً بالفكر الاشتراكي العلمي المناقض للأديان كلها فكيف الإسلام فكان الفراق بين التنظيمين حتماً لازماً، ولمّا اقر الاشتراكي تبديل منهجه الفكري ذاك بفكرة العدالة الاجتماعية في مؤتمره العام الرابع ( 1998 ) كان اقتراب التنظيمين من بعضهما من مقتضيات المصلحة الوطنية ، و زال سد كان يحول دون ذلك ، ولما وقف الحزب الاشتراكي ضد مصلحة الوطن في الوحدة والتوحد عام 1994 وقف الإصلاح ضده في خندق واحد مع المؤتمر الشعبي الذي وقف مع مصلحة الوطن في الوحدة والتوحد .
السابعة : الإصلاح وفتوى حرب 1994:
إنها اكبر فرية راجت ويحاول ان يجددها البعض ضد الإصلاح ، إنّ الفتوى التي صدرت حينها لم تُكفر أبناء الجنوب ولم تهدر دمائهم ولا ممتلكاتهم ولاشي من ذلك ، إنّ خلاصة تلك الفتوى التي استخدمت ولا تزال كحرب نفسية ضد أبناء شمال الوطن ، خلاصتها أنّ من يخرج على الحاكم في البلد المسلم ويتحصّن .. و يتترس بأبرياء فان من يُقتل منهم كأمر حتمي للوصول إلى الخارج واستئصال خروجه فهو شهيد ، هذه خلاصة الفتوى وهي مأخوذة من صميم الفقه الإسلامي وليست مجاملة لسلطة أو قياماً ضد فئة . هذا لمن أراد الحقيقة .
الثامنة : الإصلاح والمرأة :
يضع الإصلاح المرأة ـ فكراً وممارسة ـ في المكان الذي وضعها فيه الإسلام ، إنه غاية الاحترام والتشريف والصيانة والمروءة ، لقد نالت المرأة الإصلاحية ما لم تنله امرأة من تنظيمها المنضوية فيه ، إنّ المرأة الإصلاحية ليست ضيف على الإصلاح إنها لبنة من لبناته ، مدماك من مداميكه ، إنها شريكة في الإصلاح المشروع الإسلامي الوطني تماماً مثل شقيقها الرجل ، لها حقوقها وعليها واجباتها كعضوة مثلما هو للأعضاء .. لا فرق ، لها حلقاتها التربوية الخاصة وأنشطتها التنظيمية والعامة في الوسط النسوي مثلما للرجل وفي وسط الرجال وبما يتناغم وقيم وثقافة المجتمع اليمني ، عليها كشقيقها الرجل ان تبذل وسعها في سبيل التمكين لمشروع الإصلاح ألتغييري الذي يسعى إلى أن يصبح يوم اليمنيين خير من أمسهم وغدهم خير من يومهم ، وسواء كان ذلك من خلال العمل الدعوي أم التنظيمي أم الاجتماعي أم السياسي ، والإصلاح مشروع يستغرق من المرأة كالرجل كامل وقته وهمه واهتمامه ويستوعب كامل قدراته وإمكاناته وطاقاته ويطلب منهما فعل ذلك باستمرار طالما ارتضيا وجودهما في صفوف الإصلاح ، واهتمام الإصلاح بشريحة النساء في المجتمع اليمني لا يقل عن اهتمامه بشريحة الرجال إنّ الإصلاح ينشد للجميع الحياة السعيدة الآمنة المطمئنة الكريمة ويبذل كامل جهده في سبيل تحقيق هذه الغاية الكبرى ولا صحة إطلاقاً لما يحاول أن يروج له بعض قادة المؤتمر الشعبي ومنهم رئيسة في مناسبات مختلفة أنّ الإصلاح لا يهمه من المرأة إلا صوتها زمن الانتخابات ، ولو كان الإصلاح كذلك لاستراحت السلطة واستراح دعاة التبرج والسفور ونشر الفاحشة بين المسلمين ، و هذا الطرح يأتي لتخذيل النساء عن مؤازرة الإصلاح دائماً ، إنه يهدف إلى بث كراهية الإصلاح في الوسط النسوي الذي فشل المؤتمر في كسبه لمناصرته ، ولو نظر قادة المؤتمر قليلاً لا نفسهم ولحزبهم لأدركوا أنّ مسألة الصوت زمن الانتخابات ليس ما يهم المؤتمر من النساء ولكن ما يهم متنفذو المؤتمر كله من الوطن كله رجاله ونسائه .
التاسعة : الإصلاح ومحاولات التشويه :
تعرض الإصلاح ولا زال يتعرض لمحاولات تشويه سمعته الحسنة وسجله النظيف فكراً و ممارسة ممن يعتقدون أنّ بقاء صفحة الإصلاح بيضاء ناصعة نقية يهدد وجودهم في مراكزهم وأبراجهم العاجية كونهم لم يترددوا لحظة في ان يقترفوا الخطايا والسياسات والممارسات العقيمة من مواقعهم تجاه الشعب الذي يخشون سطوته زمن المواسم الانتخابية بشكل خاص ، وما يتعرض له الإصلاح من محاولات تشويه هو ثمن لمبدئيته واختياره الفكري ورفعه للمصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية ، الإصلاح ينظر إلى نفسه كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن وليس فوقه بل انه خادماً للوطن ، ويؤمن الإصلاح بأنّ مصلحة الوطن هي مصلحة الإصلاح ، كان بإمكان الإصلاح ان يتجنب حملات التشويه لو داهن وجامل وصمت على حساب مصلحة الشعب والوطن ولكن الإصلاح لم يفعل ذلك ، ورغم حملات التشويه التي تعرض لها الإصلاح ويتعرض لها كحزب بشكل عام وكرموز له وقيادات أو مواقف معينة إلا أنّ نقاء ملف الإصلاح النظري على صعيد الفكر والممارسة عصيان على التشويه ، قد يُصدّق البعض بعض ما يقال عن الإصلاح بسبب اطلاعهم المحدود وأحيانا المفقود أصلاً ، أو جهلهم بحقيقة الأمور، والمعرفة الجزئية المبتورة لا تحول دون وقوع صاحبها في مصيدة التشكيك في مصداقية الآخرين ومبدئيتهم ونقاء سلوكهم ، والشجرة المثمرة يرشقها الناس بالحجارة . وللأسف فان محاولات التشويه تلك لم تقتصر على الخصوم السياسيين بل تعدتهم لتشمل العديد من العاملين في حقل الدعوة الإسلامية ، وكان لسان حال الإصلاح وقياداته و رموزه وهي تسمع لمحاولات التشويه تلك : (( إذا لم يتقوا الله فينا فلنتقي الله نحن فيهم )) .
العاشرة : الإصلاح .. ماذا عمل ؟؟
يتساءل البعض : ماذا عمل الإصلاح نحو الغلاء وانهيار العملة و.. و.. و باختلاف مواسم الأزمات .
و إجابة عن هذا التساؤل نقول : إنّ التجمع اليمني للإصلاح يعارض ولا يحكم وذلك منذ مايو 1997 ، يعارض فقط ولا يستطيع التصرف في مجريات الأمور العامة الخاضعة للدولة ، فكل السلطات الثلاث بيد المؤتمر الشعبي العام [ السلطة التشريعية ( مجلس النواب ) والسلطة التنفيذية ( رئيس الدولة + الحكومة ) ، والسلطة القضائية ( المحاكم + النيابات ) ] فأي سلطة بقيت للإصلاح ليعمل من خلالها على إصلاح الأوضاع المتردية ؟ لا شي .
لقد أعطت أغلبية الشعب المؤتمر الشعبي الأغلبية والسلطات الثلاث في انتخابات شابها من التزوير واستخدام المال العام لصالح المؤتمر الشي الكثير فأصبحت كل السلطة وإمكانياتها في يد المؤتمر يُحسن إدارتها أو يُسيء ، وحرم التجمع اليمني للإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك منها في المواسم الانتخابية منذ ابريل 1997، وأن يفوز واحد و إلا عشرة و إلا مئة في مجلس النواب من المشترك لا يعني انه أصبح في السلطة ، وأن يفوز المشترك بأغلبية مجلس محلي لا يعني انه خلاص وصل إلى السلطة و القدرة على التغيير . إنّ المجالس المحلية سلطتها محدودة و أكثرها مركّزة في يد رئيس المجلس المحلي الذي هو كذلك على مستوى المديرية مدير عام المديرية وعلى مستوى المحافظة محافظ المحافظة والاثنين ، المدير العام والمحافظ ، معينان من قبل المؤتمر الشعبي، و المجالس المحلية جزء من كل ولا يصلح الجزء ما دام أنّ الكل غير صالح ، وبالتالي اللوم ، كل اللوم هو على المؤتمر الشعبي الذي بيده كل السلطات المركزية والمحلية ولا ذرة لوم للتجمع اليمني للإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك الذي ليس بيده حيلة إلا ان يتظاهر ويحتج ويرتج ويرفض ويعارض وفي الحقيقة المطلوب من المعارضة أن تعارض وأن توفر البديل للجماهير من حزب السلطة الحاكمة وهذا دورها بحيث تستطيع الجماهير انتخاب المعارضة لتصل إلى السلطة في حال قصّر الحزب الحاكم أو أساء التصرّف ولكن ديمقراطية العالم الثالث غالباً ديمقراطية منقوصة مهندسة بحيث يفوز الحزب الحاكم في كل المواسم الانتخابية ولو كان فاقد النزاهة والجماهيرية، إنّ الزعيم وحزبه في كل دول العالم يتحمّلان المسؤولية عن حسنات النظام وسيئاته ولا ينفك ذلك عنهما البتة ، والغريب ان البعض يحاول ان يزحزح المسؤولية عن كاهل الزعيم وحزبه إلى من هم دونه في سُلّم السلطة بل ويصل الجهل أحياناً والتجهيل ومحاولة تزييف الوعي بالبعض لإشراك أحزاب اللقاء المشترك في المسؤولية ويصدّق البعض ذلك ، إنّ هذا دليل ان الوعي العام لا زال بحاجة إلى عناية وتطوير، بل ان هذا النوع من التفكير هو عقبة في طريق التغيير المنشود لأنه يُخطئ ويتعمد الخطاء في تشخيص أسباب المرض الحقيقية وبالتالي يُخطئ في تحديد العلاج وهذا يعني استمرار الداء في الجسد بجهله أو تجهيله .
لقد رفع التجمع اليمني للإصلاح من أول يوم الآية الكريمة الواردة على لسان شعيب عليه السلام : (( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) شعاراً عملياً له ، ويقول الله تعالى بعد ذلك : ((وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )) فليس المطلوب من المسلم كفرد ومن الجماعة المسلمة سوى بذل ما تستطيع من جهود ، وهذا ما يقوم به التجمع اليمني للإصلاح طيلة العشرين عاماً التي خلت .

الحادية عشرة : الإصلاح و ( الإرهاب ):
حاول بعض المتنفذين في السلطة ـ بشكل خاص ـ إلصاق تهمة (الإرهاب) بالتجمع اليمني للإصلاح وبعض رموزه وذلك من اجل تشويه سمعة الإصلاح لدى الداخل ولدى الغربيين الذين انفتح عليهم الإصلاح في علاقاته العامة لتأثيرهم على القرار وصانعيه داخل اليمن ، وهدفت تلك المحاولات تحريض الغربيين وبالذات الولايات المتحدة ضد الإصلاح ورموزه في إطار مسعى السلطة ـ المترنح في بيدأ الفشل على كل الأصعدة ما خلا تنمية وتعزيز الفساد المالي والإداري ـ لإضعاف الإصلاح كحزب معارض له ثقله الكبير في الساحة الوطنية ، ولكن باءت كل تلك المحاولات بالفشل الذريع لافتقارها إلى الحجج التي تسندها فالإصلاح في كل ممارساته ومواقفه ينطلق من الوسطية الإسلامية التي ترفض لغة العنف مع المخالف في الفكر والتوجه إنما هو سلاح الإقناع والاقتناع والمحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن وقد أثبتت الأيام أنّ لغة الإرهاب غير المبرر والتعرض للأبرياء لم تجر على الإسلام والمسلمين سوى الأذى و الاستعداء والتشويه لولا رجال يُعلون الإسلام كدعوة للتسامح وللوسطية وللتعايش بين الشعوب والأمم وتبادل المصالح المشتركة وعدم الاعتداء وإزالة الضرر بما لا يضاعفه ولا يفاقمه ، رجال يُحكمون الشريعة لا الأهوى والأمزجة في الأشخاص والمواقف والهيئات .
الثانية عشرة : الإصلاح و ثقته الداخلية :
من مكامن القوة و مواطن التميّز في التجمع اليمني للإصلاح كتنظيم هو تلك الثقة الراسخة المتبادلة بين قيادات الإصلاح وقواعده ، وهي مصدر أساسي للحضور الدائم و للفاعلية والحيوية المستمرة التي يحضا بها الإصلاح على الساحة الحزبية في بلادنا ، ولما كان كل ذي نعمة محسود فقد حاولت العديد من القوى السياسية والتيارات الإسلامية النيل من تلك الثقة وهز ثقة الأعضاء في القيادة وهز ثقة قيادات الإصلاح في بعضها البعض وبمختلف الوسائل والأساليب وأبرزها الكتابات الصحفية والحديث الفردي والتأليف ممثلاً في كتاب( النصيحة ) لمؤلف باسم مستعار يدّعي الصدق والأمانة ، و بفضل الله عز وجل لم يحالف تلك المحاولات النجاح (( والله لا يصلح عمل المفسدين ))
الثالثة عشرة : الإصلاح و الإخوان المسلمين :
التجمع اليمني للإصلاح كما أسلفت هو قبس من أقباس مدرسة الإخوان المسلمين العالمية التي انطلقت من مصر على يد الإمام الشهيد حسن البنا وبتوفيق كبير من الله عز وجل الفتاح العليم وذلك عام 1928 ، و يحب الرئيس علي عبدالله صالح وصحف السلطة أن يسموا الإصلاح بغير اسمه فيطلقون عليه ( الإخوان المسلمين ) وكأن هذه التسمية البديلة سبة ومنقصة للإصلاح وهي في الواقع فخر للإصلاح أن تنطبق عليه .

إنّ منهج الإخوان المسلمين في الفكر والعمل اتسم بنظرته الشمولية للإسلام والأخذ به بشموله ، كما اتصف الإخوان المسلمين بالتنظيم الدقيق والأخذ بناصية المؤسساتية والتراتبية التنظيمية المحكمة التي هي من أسباب النجاح والتوفيق في سائر الأعمال والوظائف الجماعية ، ومما استفادة الإصلاح من مدرسة الإخوان التي هو وريثها على الساحة اليمنية تلك الميزتين : الأخذ بالإسلام بشموله فكراً و ممارسة والتنظيم والتكوين الدقيق ، ولذا نجد حضور الإصلاح القوي والفاعل على الساحات الدعوية والتعليمية والسياسية والخيرية وهذا فضل من الله و توفيق .
الرابعة عشرة : الإصلاح و مصادر التمويل
( تمويل الإصلاح ) يكشف سر من أسرار ريادة التجمع اليمني للإصلاح وحجم الثقة فيه والمحبة له و التعاطي مع متطلباته من قبل المئات من الموسرين بشكل خاص والمناصرين بشكل عام !! ، بل و يكشف الحجاب عن ربانية الإصلاح وانه مختلف تماماً عن كل الأحزاب السياسية على الساحة اليمنية ، مع احترامي لمن يستحق ذلك وتقديري ، ويزيح ( التمويل ) اللثام عن الجوهر الفذ والنقي للتجمع اليمني للإصلاح .
والتجمع اليمني للإصلاح يفخر بكوادره وشبابه الذين يرون سعادتهم في ان يكون الإصلاح كتنظيم دليلاً وعوناً لهم في ما يرفع مكانتهم و درجتهم عند ذي الجلال والإكرام .. اللهم استعملنا في طاعتك ...ونتيجة لوجود هؤلاء في صفوف الإصلاح فان أموالاً طائلة الإصلاح غني عن دفعها في الوقت الذي ينفق أضعافها الآخرون لكسب الأنصار والمناصرين أموال يضخونها للأفراد لكي يعملوا ويتحركوا خاصة في المواسم الانتخابية .
وحينما ندرك فهم الآلاف للإصلاح باعتباره تنظيم إسلامي وسطي يدعو إلى إقامة اكبر المعروف وهو تحكيم شرع الله في خلقه ، ويسعى بأبراره و أنقياءه و أتقياءه إلى تقديم الخير للمجتمع والعمل من اجل تغيير المجتمع بما يعود عليه بخير الدنيا والآخرة ، حينما ندرك ذلك يُصبح فهم طريقة تمويل أعمال الإصلاح سهلاً ميسوراً، فمع هذا الفهم يُصبح الإنفاق على أعمال الإصلاح وأنشطته يأتي في سياق الإنفاق في سبيل الله تمكيناً للدعوة والدعاة فالصدقة والزكاة مثلما تُخرج على الفقراء واليتامى والمساكين فإنها تُخرج أيضاً للعمل الإسلامي الذي يسعى بمختلف الوسائل المشروعة إلى تحكيم الشريعة الذي من شانه ان يحل كل المشاكل والمعضلات بما في ذلك حل جذري لقضايا الفقر والعوز والحاجة .
لذا لا نستغرب وجود الآلاف من الناس المستعدين للبذل للإصلاح من حر مالهم محتسبين الأجر والثواب من الله فعلى الأقل حتى الآن الإصلاح ليس في السلطة وبالتالي لا يرجو احد من الباذلين مصلحة من الإصلاح يقضيها له ، وهم وآخرين مستعدين لصرف ساعات من أوقاتهم من اجل العمل الإصلاحي ومنهم من يتحمّل الأذى الذي يلحق به بسبب انتمائهم للإصلاح و وقوفهم معه ومساندتهم له ـ وهم منه وهو منهم ـ لأنهم يدركون أنهم إنما يدفعون ثمن مبدأ آمنوا به وناصروه .
الأخ المشاكس تصدى للرد على تساءل تمويل الإصلاح وذهب يتحدث عن تجار آل الأحمر ودورهم في تمويل الإصلاح وأهداف ذلك و ما شاء الله كان المشاكس قد علم النيات و أحاط بها واكتشفها ولم يبق إلا أن يجازي عليها ويعاقب ، وهو في الواقع يهرف بما لا يعرف ، والغريب ان يتحدث عن ( تجار آل الأحمر ) والمعروف أنّ هناك تاجر وحيد من أبناء الشيخ عبدالله رحمه الله هو المناضل صلب المراس قوي الشكيمة الشيخ حميد فمن أين لك بـ ( تجار آل الأحمر ) وصراحة سأكون من اكبر السعداء لو أنّ إلى جانب حميد تجار آخرين من إخوته والإصلاحيين منهم على وجه التحديد لأنه (( نعم المال الصالح للرجل الصالح )) ، كما ورد في الحديث ـ وللعلم هناك فرق بين رجل يملك مالاً ورجل يتاجر في مال ، ادعوا الأخ المشاكس لتأمل قول الله تعالى : (( و الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ )) وبالمناسبة المشاكس ربما لا يعلم أنّ مؤسسة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان لها دور مبكر في تقديم المساعدات للمتضررين من سيول أكتوبر 2008 في حضرموت بالتعاون مع فرعي جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بالساحل وبالوادي و جمعية التراحم الخيرية ومن ذلك ترميم 48 بيت في الساحل وتقديم فرش وبطانيات و وجبات جاهزة و مواد غذائية في ساه وحصن فلوقه والجحيل ومشطه و القوز وبتكلفة إجمالية قدرها 40 مليون و 974000 ريال يمني ولمزيد من التفاصيل بالإمكان الرجوع إلى صحيفة الصحوة العدد 1190 27 أغسطس 2009 الصفحة 12 رحم الله الشيخ عبدالله وفق أنجاله إلى كل خير وبارك فيهم ولهم . والمشكلة ليست ان تغيب عنا حقائق بعض الأمور والأشخاص والهيئات و لكن ان نصر على عدم المعرفة والتعرف والبحث عن المعلومات والقراءة من مصادرها في الوقت الذي نريد ان نتحدث عن تلك الأمور و أولئك الأشخاص وتلك الهيئات .
ويُضاف إلى هذا فان الحرص على مال وممتلكات الإصلاح والتعامل الأمين معه ومعها يوفر الكثير من المال ويمنع بعزقتها وسؤ التصرف فيها بل انه يدفع إلى تنمية أموال الإصلاح وتعمير ممتلكاته ، والآلف من أنصار و كوادر الإصلاح لا يترددون في تسخير ممتلكاتهم و مركباتهم من اجل الإصلاح دون أي مقابل يستلمونه أو يتطلعون إليه وإنما ابتغاء الأجر والمثوبة من الله وتدعيماً للمشروع الإسلامي الوطني الرائد الذي يعمل الإصلاح من اجله .
وبالاستناد إلى ما سبق فان مصادر تمويل أعمال الإصلاح ، وأبرزها إيجار المقرات ورواتب العاملين بها في ذلك أعمال الحراسة والسكرتارية ، فهي :
1ـ اشتراكات أعضاء الإصلاح
2 ـ تبرعات أعضاء الإصلاح
3ـ تبرعات محبي الإصلاح ومناصريه من غير الأعضاء .
4 ـ الهبات غير المشروطة التي لا تتعارض مع أحكام قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية لعام 2004 في مادته رقم 17 الفقرة (د).
5ـ الإعانة السنوية المخصصة من الدولة للإصلاح وغيره من الأحزاب والتنظيمات السياسية بموجب المواد 17 و 18 و 19 و 20 و 21 من قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية لعام 2004 والمواد من 33 إلى 38 من لائحته الداخلية .
6 ـ هناك مخصص للمرشحين في الانتخابات الرئاسية خلال موسمها تدعيماً لخيار المواطن وتوفيراً لفرص كل مرشح ان يقدم نفسه للمواطن الذي يقوم بالاختيار لنفسه ولوطنه من بين المترشحين .
ويضاف إلى ذلك ما قد يكون للإصلاح من استثمارات تُدر عليه بعض المال ، و قد أجازت هذا الأمر الفقرة (ج ) من المادة رقم 17 من قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية ، والفقرة رقم (3) من المادة 33 من لائحته التنفيذية .

الخامسة عشرة : الإصلاح و المتخلفون عن المسير :
خلال السنوات العشرين من عمره حرص الإصلاح على التوسع الكمي والنوعي في صفوفه . وحرص الإصلاح ، وهو حريص ، على أن لا يفقد احد ممن ينتسب إليه ومع هذا تخلف عن ركب مسيرة الإصلاح البعض وهم قليل و من بين أسباب ذلك النفس الإستعجالية التي تعتقد ببطء مسيرة الإصلاح وكأن الإصلاح قد آن له قطاف ثمرة حان قطافها ولم يفعل ، ومن أسباب ذلك التخلف الحزازات الشخصية وهي واردة باستمرار وأن يستعصم العضو بما قاله احد المربين (( كدر الجماعة خير من صفو الفرد )) ، خير له في عاجل أمره و آجله، إنّ الصبر على ذلك الكدر خير له من الانسياق خلف العاطفة التي تحرمه الكثير من الأجور من الله تعالى خاصة ان العمل المتعدي أكثر أجراً من العمل غير المتعدي ما كانت النية الصالحة وافرة في الحالتين ، والعمل في صفوف الإصلاح هو عمل تعبدي يُرجى به مرضاة الله والفوز بموعوده لعباده الصالحين وذلك ما كانت النية سابقة لذلك العمل التعبدي و مواكبة و لاحقة ، وقليل من المتخلفين تخلفوا لأسباب مادية دنيوية أو فكرية ، وفي الوقت الذي يغادر القليل الإصلاح فان المئات يلتحقون بركب الإصلاح كل عام وتتواصل مسيرة التوسع الكمي والنوعي ، ومع ذلك فان الإصلاح يرحب بمن يود العودة و اللحاق بالقافلة ممن تخلف عنها .
إنّ سياسة حرق المراحل لم تُثبت الأيام والسنون إلا فشلها ولنا في تجربة جبهة الإنقاذ الجزائرية خير مثال ، فرغم فوزهم بالأغلبية في الانتخابات النيابية إلا أنّ الفترة الزمنية التي خاضت جبهة الإنقاذ فيها تجربتها في العمل الإسلامي لم تكن كافية لإنضاج الظروف اللازمة لنجاح تجربة خوض تلك الانتخابات بتلك الكثافة في ظل تلك الشعبية التي كانت تتمتع بها ، ولم تكن قيادة الجبهة حتى بالنضج السياسي المكافئ للشعبية الكبيرة للجبهة ، كما إنّ من شأن التأني دائماً بلوغ الأهداف والغايات ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يصبر ويصبر ألصحابه معه على أذى قريش وصلفها وغرورها طوال الفترة المكية ( 13 عاماً ) حتى أذن الله له بالانسحاب من مكة وليس مجابهة قريش ، ولما نضجت القاعدة المؤمنة بفعل سنوات الصبر و المصابرة والتربية كان للمسلمين بزعامة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين المستكبرين شان آخر ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، ولنا في التجربة التركية خير درس ومثال معاصر فهناك تم مراراً حل الحزب الإسلامي تماماً ومصادرة ممتلكاته في بعض الأحيان ولكن هذا لم يدفع بالإسلاميين إلى الشارع التركي وإنما إلى ضبط الأعصاب والتحلي برباطة الجأش وتأسيس حزب بديل وهكذا حتى نضجت الثمرة لقد أقر نظام التعددية الحزبية عام 1938 وتأخر تأسيس أول حزب إسلامي تركي إلى عام 1970 ليصل إلى المشاركة في الحكم أوقات غير طويلة بدءاً من عام 1974 حتى وصلها منفرداً 2002 وحافظ على هذا النجاح حتى الآن بل وبصورة يحقق فيها الإسلاميون نجاحات متتالية على كافة الأصعدة الدستورية والسياسية والاقتصادية وغيرها .

السادسة عشرة : الإصلاح ومصداقيته :
منذ أن تأسس الإصلاح وهو ثابت على مصداقيته و مبدئيته مع بني وطنه جميعاً ، وسواء كانوا في السلطة أو في المعارضة ، إنّ الإصلاح يؤمن أنّ العمل السياسي يسبقه في الأولوية الخلق النبيل والكريم ، إنّ الإصلاح يؤمن بانّ العمل السياسي الإسلامي لايجوز له ألبته التخلي عن الصدق في التعامل فلا غدر ولا تآمر ولا دسائس وسواء كان ذلك على المستوى الداخلي للتنظيم أو على مستوى التعامل مع الآخرين مادمنا في ساحات العمل السلمي فالصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور كما ورد في الحديث ، والصدق هنا صدق القول وصدق الإرادة والكذب كذب القول وكذب الإرادة ، قط لم يُظهر الإصلاح شيء و أبطن شيئاً آخر مخالف له ومناقض ، وهو عند وعوده وعهوده واتفاقاته وقد منحه هذا ثقة القوى السياسية التي تعامل معها سواء في السلطة أو في المعارضة ، انه وخلال مسيرته المباركة لم يعد بشي في وقت معين سينجزه وهو غير قادر على فعله ، لم يدغدغ عواطف الجماهير في المواسم الانتخابية ليحظى بثقتهم وثم يتنصل عن كل وعوده كما يفعل الآخرون ويحاولون التستر على ذلك بالادعاءات العريضة واللجان التي تُكلف بتنفيذ ما وعد به الآخرين ليحملوها وزر عدم الإيفاء بالوعود الهلامية الزائفة ، والإصلاح حزب منذ التأسيس يمضي ثابتاً على مبادئه وقيمه لا يتنازل عنها ولا يأكل بها ، جاهداً لتحقيق الأهداف التي تأسس لأجلها ، متوكلاً على الله ، مستمداً منه العون والتوفيق ، وكان نصيب الإصلاح من التوفيق كبيراً على الأصعدة السياسية والدعوية والخيرية والتنظيمية والتعليمية .
السابعة عشرة : الإصلاح وحصاده الانتخابي :
آمن الإصلاح بالتغيير السلمي والنضال السلمي منذ أن تأسس ، وفي مقدمة أشكال ذلك النضال المشاركة في الانتخابات بأنواعها والعمل من اجل تثبيت الخيار الديمقراطي وتطويره ، وقد خاض الإصلاح كل المواسم الانتخابية رغم ما اكتنفها من تزوير وتسخير الشقائق الخمس [ المال العام ، الإعلام الرسمي ، اللجنة العليا للانتخابات ، الوظيفة العامة ، الجيش والأمن ] لصالح المؤتمر الشعبي العام باستثناء الانتخابات النيابية الأولى التي كانت على قدر من النزاهة . وفي كل المواسم الانتخابية كان ما يحصل عليه الإصلاح من مقاعد في مجلس النواب أو المجالس المحلية لا يُعبر حقيقة عن شعبية الإصلاح وحضوره الميداني الواسع فرغم أنّ عدد المصوتين للإصلاح يتزايدون موسم بعد آخر إلا أنّ نصيبه من المقاعد في مجلس النواب يتناقص ، ففي أول انتخابات نيابية في ابريل 1997 حصل الإصلاح على 461,141 صوتاً وكانت مقاعده 66 مقعد بنسبة 21% [ من مجموع 301 ] ، وفي ثاني انتخابات نيابية في ابريل 1997 حصل على 809,530 صوت و 64 مقعد بزيادة 348,389 صوت عن عام 1993 وقد علق الشيخ عبدالله على هذه المقاعد التي حصل عليها الإصلاح بقوله الشهير (( انتزعناها من بين مخالب وحوش )) ، وفي ثالث موسم انتخابي نيابي في ابريل 2003 حصل الإصلاح على مليون و 372 ألف صوت بزيادة 850 ألف صوت عن عام 1997 إضافة إلى 350 ألف صوت للمرشحين المستقلين الذين دعمهم الإصلاح و من المقاعد حصل على 46 مقعد ، وفي الانتخابات المحلية الأولى في 21 فبراير 2001 حصل الإصلاح على 25% من مقاعد المجالس المحلية في المحافظات وعلى 30 % من مقاعد المجالس المحلية في المديريات ، والملاحظ أنّ شعبية الإصلاح تتضاعف ولكن مقاعده تتراجع لذا نجد الإصلاح اليوم في طليعة المنادين باعتماد نظام القائمة النسبية الذي يضمن عدم ضياع أصوات الناخبين إضافة إلى مزاياه العديدة الأخرى ، وفي ذات الوقت يُصر الإصلاح إلى جانب بقية أحزاب اللقاء المشترك على إدخال تعديلات على قانون الانتخابات العامة والاستفتاء تضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وقد تم تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في ابريل 2009 لاعتراض المشترك على إجرائها بدون تلك التعديلات مع حياد بقية الشقائق الخمس وبالتالي عزمه على المقاطعة ولازال متنفذو السلطة الحاكمة يتلكئون في قبول مطالب المشترك والتي أقرها المراقبون الدوليون بُعيد انتخابات 2006 الرئاسة ، ويقرها كل صاحب عقل سوي .
الثامنة عشرة : الإصلاح والوحدة :
الوحدة مبدأ إسلامي أصيل يقره ويسعى إليه صاحب كل عقل سليم ورؤية ناضجة ، فتلك ألمانيا استعادت وحدتها ، وهذه أوروبا تبني اتحاداً أوربياً متيناً ، والإصلاح كان واحد من ابرز نتاجات الوحدة المباركة فلولا الوحدة لما تأسس الإصلاح أو لتأخر تأسيسه أعوام غير قليلة ، وكان التيار العريض الذي أسس الإصلاح يسعى لأن يتوحد اليمن ويتمنى ذلك ولكن دون ان يعني ذلك تمدد سرطان الفكر الاشتراكي العلمي إلى باقي الجسد اليمني ، فالحفاظ على الهوية الإسلامية سابق لغيره من الغايات والأهداف والأمنيات ولذا اتسم موقف التيار الذي تمخض عنه الإصلاح بشيء من التردد قبيل إعلان الوحدة ، واتضح موقف ذلك التيار من الوحدة اليمنية حينما تعرضت للتآمر عام 1994وكان للإصلاح دور كبير جداً وفاعل في الحفاظ على الوحدة بالرغم من أنّ البعض أصبحت عندهم الوحدة التي زايدوا بها على الإصلاح فترة من الزمن وللأسف أصبح عندهم الحفاظ على الوحدة عام 1994 احتلالاً شمالياً للجنوب وهو كلام عار من الحقيقة دفعهم إليه خسارتهم المكانة السياسية التي كانوا ينعمون بها ويرفلون في حللها قبل حرب صيف ذلك العام ، أما معاناة أبناء الجنوب ان كانت تهم أولئك المنادون بالانفصال ، فإنها فعلاً تُهم كل صاحب ضمير وحدوي يمني حي ، ومن صنع ويصنع معاناة الجنوب هم فئة من المرتزقة الجدد ومصاصي دماء أبناء وطنهم لتنتفخ أوداجهم وتزيد أرصدتهم في بنوك الدم ، عفواً المال ، في الغرب .
التاسعة عشرة : الإصلاح والعلاقة مع الآخر :
إنّ الإصلاح يؤمن بالمصالح المشتركة والقواسم المشتركة والتحالف على أساسها مالم يكن على حساب مبدأ من مبادئ الإصلاح ومصلحة مؤكدة من مصالح الوطن ، إنّ الإصلاح يرحب بكل طرف في الداخل والخارج يشترك مع الإصلاح في مسعاه لتحقيق مصلحة أو مصالح من مصالح الشعب اليمني ، ومن هذا المنطلق جاء إسهام الإصلاح الفاعل في تأسيس اللقاء المشترك ـ القوة السياسية التي تعبر عن الوحدة الوطنية وتشكل الوريث الأمين لحركة التحرر والتطور الوطني اليمنية ، ومن هذا المنطلق كذلك فإنّ الإصلاح يرحب بالعلاقة مع الدول الأجنبية والمؤسسات والمنظمات الدولية على أساس تبادل المصالح الاقتصادية والتنموية على الصعيد السياسي والبناء الديمقراطي الناضج والسليم الذي يضمن تحقيق الإرادة الشعبية الحرة .
العشرون : الإصلاح وأجنحته المتخيلة :
توهم البعض ـ ولا يزال ـ الإصلاح أجنحة وتيارات متصارعة ، ويذهب البعض في تحليله وكتاباته عن الإصلاح هذا المذهب ، وهذا في الواقع أمنية لهم لم تُسعدهم الأيام بتحقيقها ، ولم تسعفهم القدرة المالية والفطنة السياسية التمزيقية والنفوذ العريض بانجازها لتخريب الإصلاح وتفجيره من داخله .
التجمع اليمني للإصلاح تيار واحد وموحد وهو عصي بفضل الله على التمزق و التشظي مهما ارجف المرجفون وحاول المتنفذون ، قد يختلف رجال الإصلاح ولكنه الخلاف المحتكم إلى الشريعة الغراء والعقل الراجح والحكمة اليمانية والرُشد البالغ ، قد يختلف رجال الإصلاح على الوسائل ولكنهم قط لم يختلفوا على الغايات ، وكان اختلاف رجال الإصلاح إن حصل هو من باب الحرص على التمام وبلوغ اكبر قدر ممكن من الكمال ، انه الخلاف الذي يبني ولا يهدم ، يُجمّع ولا يُشتت ولا يكوّن الجيوب التنظيمية ، اختلاف يسفر في الأخير عن نهوض جديد بالتنظيم ليبلغ به آفاق جديدة على صعيد العمل والدعوة ، وأمر الاختلاف أمر طبيعي قد يحدث على مستوى الأسرة الواحدة المتحابة المتوادة ، وهذه هي أسرة التجمع اليمني للإصلاح : محبة ومودة .
إنّ من أسباب التصارع والتناحر وتكوين التيارات المتجابهة داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية والفكرية على المستوى المحلي والخارجي هو الخلاف حول الزعامة والرياسة داخل الحزب أو التنظيم، ومن مزايا تنظيم الإخوان المسلمين ـ والإصلاح قبس من أقباسه ـ هو الانعدام التام لأي نوع من أنواع هذا الصراع ، بل أنهم يعتقدون الرياسة تكليف ثقيل وحمل شاق يُسر احدهم أن يكون متخففاً من أعبائه وأثقاله وتبعاته الجسام ، ولكن حين يختاره إخوانه وأحبابه لحمل هذا العبء فانه لا يتردد متوكلاً على الله مستمداً منه العون والتوفيق سائلاً أحبابه وإخوانه الدعاء والمعونة والمؤازرة والمناصحة ، وهذا المرشد العام السابق للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف يقرر ترك الرياسة بعد إتمام فترته الأولى في منصب الإرشاد العام بالرغم من انه يجوز له الترشح لفترة ثانية ضارباً مثلاً كبيراً على الزهد في الرياسة .
وختاماً ... مع مسيرة حافلة بالخيرات يحفها التوفيق ، محروسة بعين الله التي لا تنام ، لا يسع كل إصلاحي وكل إصلاحية وكل حريص على مصلحة اليمن إلا أن يقول : الحمد لله ، وان يسأل الله المزيد من التوفيق لهذه المسيرة الربانية الوطنية التي يصب كل خيرها وكل نتاجها الحسن لصالح هذا الوطن وبنيه الذين يستحقون أوضاعاً أفضل و أحولاً أهنأ وعيش أصفا ، معه يكون اليمن حقاً سعيداً .
الواحد والعشرون : الإصلاح و التحديات :
واجهت وتواجه التجمع اليمني للإصلاح خلال مسيرته المباركة التي انطلقت يوم الثالث عشر من سبتمبر 1990 العديد من التحديات نوجزها من خلال المجالات الآتية :
تحديات ترسيخ ونشر الممارسات الإسلامية :
1 ـ مساعي التيار العلماني التفسخي لنشر قيم التغريب والسفور والتبرج ومقاومة توجهات الإصلاح المعاكسة ، ساعده في ذلك تواجد عناصره في السلطة أو على مقربة منها مع اعتقاد السلطة ان ترسيخ ونشر الممارسات الإسلامية من شأنه في الأخير ان يصب لصالح الإصلاح .
2 ـ المنافسين في الحقل الإسلامي والمدعومين من السلطة في أحيان كثيرة الذين يخصصون جزء من جهدهم الدعوي لتشويه الإصلاح والتنفير والتحذير منه وتضييع فرص التربية على شمولية الإسلام للعديد من الأفراد .
3 ـ الإعلام المسف القادم من خارج الحدود عبر القنوات التلفزيونية العربية والغربية والانترنت الذي يفت في الهوية الإسلامية ويدعو إلى ما ينافيها من انحلال أخلاقي وتفلت من قيم العفة والصدق والوفاء والنزاهة وكل المعالم الأخلاقية التي تضعها الشريعة الإسلامية وهي الركيزة الأساسية للبناء المجتمعي الصحيح في الإسلام والأساس المكين للفرد الصالح كما تضع معالم شخصيته الشريعة السمحاء .
تحديات المساهمة في البناء الوطني :
1ـ الإصلاح السياسي هو مقدمة للإصلاح على كل الأصعدة الوطنية ، واستبداد السلطة المؤتمرية ومساعيها للاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن أدى إلى تفويت فرص الإصلاح السياسي عبر ضرب خيار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر الديمقراطية في مقتل أدى إلى تعطيل الإرادة الشعبية وبالتالي تأجيل الإصلاح السياسي واستمرار التدهور في كل المجالات بما فيها السياسي نفسه.
2ـ انتشار عقلية الفساد المالي والإداري في البلاد مما أدى إلى :
أ‌- فشل مشاريع الإصلاح المالي : وبالتالي استمرار هدر المال العام عبر عقلية ( الثلث والثلث قليل ) وتراجع الاقتصاد وتنفير الاستثمار المحلي والخارجي والعمل بنظام أذونات الخزانة
ب ـ فشل مشاريع الإصلاح الإداري : وهذا أورث مفاصل السلطة الحساسة لأشخاص لا يهمهم سوى أن يثروا ويثرى غيرهم عملاً بقاعدة (( عش وعيش )) ، وانسحب هذا إلى الجهاز القضائي الذي أصبح ينؤ بغير الأكفاء والمستعدين لأخذ الرشا وإصدار الأحكام غير العادلة أو المدفوعة الثمن وبالتالي نزع الثقة من القضاء واثر هذا سلباً على الاستثمار بدرجة أساسية .
ب‌- إنهاك وتآكل المقدرات الوطنية
ت‌- إيجاد فئة من الناس ترى مصالحها في استمرار السلطة الراهنة في الحكم التي توفر لها القدرة على الإثراء غير المشروع وبالتالي العمل بكل ما تستطيع لتدعيم السلطة وحزبها ومقاومة التغيير الذي يحمل مشعله التجمع اليمني للإصلاح .
3ـ فتح الخزانة العامة لصالح لمؤتمر الشعبي في المواسم الانتخابية مما يلغي عملية استقلال السلطة تجاه الأحزاب ويعطل ميزان القدرات لصالح طرف بعينه .
تحديات تعزيز الحضور التنظيمي والشعبي :
1. الإعلام المضاد من الحزب الحاكم وأطراف سياسية داخلية أخرى .
2. الأمية بنوعيها الأبجدية والثقافية .
3. انخفاض الإمكانيات المادية دون تلبية مطلب الانتشار الإعلامي الواسع عبر الصحف والمجلات و التلفزة .
4. المنافسين في الحقل الإسلامي والمدعومين من السلطة في أحيان كثيرة الذين يخصصون جزء من جهدهم الدعوي لتشويه الإصلاح والتنفير والتحذير منه وتضييع فرص التربية على شمولية الإسلام النظرية والعملية للعديد من أفراد المجتمع وتحويلهم إلى عمل في الاتجاه المعاكس .
الثانية والعشرين : تواريخ و أحداث في مسيرة ماضية :
o 13سبتمبر 1990 الإعلان عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح
o 12 مايو 1991 ـ 27 شوال 1411هـ المسيرة المليونية المطالبة بتعديل الدستور قبل الاستفتاء عليه
o قاطع الإصلاح الاستفتاء على الدستور والذي تم يومي 15 و 16 مايو 1991.

• 27 ـ 30 ديسمبر 1992 ـ 7 رجب 1413هـ انعقاد مؤتمر الوحدة والسلام في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء وبحضور مابين 7 و 10 مندوبين من كل مديرية إضافة إلى المختصين في شتى المجالات وكان من أهدافه الحفاظ على الوحدة اليمنية وصيانتها من التمزق والشتات والتصدي للفساد في شتى المجالات وجمع كلمة الشعب بكل فئاته تحت راية القران والسنة وتثبيتهما فوق الدستور والقانون
o في 27 ابريل 1993 خاض الإصلاح أول انتخابات نيابية وحصل فيها على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي وجاء ثالثاً الحزب الاشتراكي وقد حصل الإصلاح على 62 مقعداً و وفق نتائجها تم الإعلان عن أول حكومة يشارك فيها وزراء من التجمع اليمني للإصلاح .

o في أواخر 1993 تفاقمت الأزمة السياسية بين المؤتمر والحزب الاشتراكي وكان موقف الإصلاح بذل المحاولات تلو المحاولات للصلح بين الطرفين الأقوى في الائتلاف الحكومي الثلاثي المشارك فيه الإصلاح .
o خلال الفترة من 20 الى22 / 9/1994 انعقد المؤتمر العام الأول للإصلاح .
o في 11 أكتوبر 1994 انتخب مجلس النواب الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضواً في هيئة الرئاسة إلى جانب علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض و عبدالعزيز عبدالغني وسالم صالح محمد
o حين اندلعت الحرب على الوحدة في مايو 1994 وقف الإصلاح إلى جانب الرئيس ، والشعب معهما ، في خندق الدفاع عن الوحدة الحلم اليماني التليد وانتهت الحرب بالحسم لصالح حلم الشعب الوحدة .
o في 30 أكتوبر 1994 وقّع الإصلاح والمؤتمر وثيقة الائتلاف الحكومي الثنائي

• ـ خلال الفترة من 20 الى21 / 11/1996 انعقد المؤتمر العام الأول للإصلاح ـ الدورة الثانية .

• ـ في 27 ابريل 1997 خاض الإصلاح ثاني انتخابات نيابية وحصل فيها على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي وقاطعها الحزب الاشتراكي وقد حصل الإصلاح بنزاهته على 62 مقعداً فيما حصل المؤتمر بأساليبه غير النزيهة على 221 مقعداً وبهذه النتيجة وللسلبيات الكبيرة في تجربة المشاركة في الحكومة إلى جانب المؤتمر الشعبي قرر الإصلاح عدم خوض تجربة الائتلاف مع المؤتمر مرة ثانية وانفرد المؤتمر بالسلطة ولا يزال حتى اليوم . عن اختيار الإصلاح لكوادره في الحكومة يقول الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية (( ((اختيار الإصلاح للأكفاء والمشهود لهم لشغل المواقع في الدولة في أول حكومة ائتلافية شكلت بعد انتخابات 1993 وبطريقة أكدت على حرص الإصلاح على الوحدة الوطنية وعلى مصالح الشعب اليمني )) الصحوة 1066 ـ 22 / 2 /2007

o خلال الفترة من 6 الى8 / 10/1998 انعقد المؤتمر العام الثاني ـ الدورة الأولى.
o في 23 سبتمبر 1999 تم إجراء أوّل انتخابات رئاسية يمنية وتزامنت مع الاستفتاء على تعديلات دستورية وقد كان مرشح الإصلاح فيها الأخ علي عبدالله صالح وقد كانت خطوة هامة للحفاظ على التحالف بين الإصلاح والرئيس مما يعزز فرص الإصلاح في مواصلة برامجه الإصلاحية التغييرية ولان فوز الرئيس في تلك التجربة الأولى محسوماً ، ولتشجيع الرئيس لاجتراح ذلك الخيار الديمقراطي .
• في الثالث من يناير 2001 م انعقد المؤتمر العام الثاني ـ الدورة الاستثنائية .
• ـ في فبراير 2001 خاض الإصلاح أول انتخابات محلية وحصل على ثلث مقاعد المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات .
• ـ في 2001 و2002 تأسس اللقاء المشترك وكان الإصلاح ابرز وجوهه ، وقد تأسس من اجل تعزيز التجربة الديمقراطية في بلادنا وضمان إجراء الانتخابات بحرية ونزاهة لتتحقق الإرادة الشعبية في اختيار من تثق فيه في أي موسم انتخابي .
• ـ خلال الفترة من 28الى30 / 12/2002 انعقد المؤتمر العام الثالث ـ الدورة الأولى ـ دورة الشهيد جارالله عمر .
• ـ في 27 ابريل 2003 خاض الإصلاح ثالث انتخابات نيابية وحصل بنزاهته على المرتبة الثانية بعد المؤتمر الشعبي حيث حصل على 54 مقعداً

• ـ خلال الفترة 12 و 13 / 2 / 2005 انعقد المؤتمر العام الثالث ـ الدورة الثانية تحت شعار (( النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات ))
• ـ في عام 2006 خاض الإصلاح ضمن اللقاء المشترك الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد هو المهندس القدير المناضل فيصل بن شملان ـ رحمه الله ـ و وظف المؤتمر لصالح مرشحه ـ رئيسه علي عبدالله صالح ـ كل مقدرات الدولة وانتهت الانتخابات بمرشح المؤتمر رئيساً من جديد للجمهورية .
o ـ في أغسطس من عام 2005عرض الرئيس على الإصلاح ممثلاً في أمينه العام حينها الأستاذ محمد اليدومي المشاركة في ائتلاف ثنائي مع المؤتمر .
o خلال الفترة من 24 إلى 26 / 2 / 2007 انعقد المؤتمر العام الرابع ـ الدورة الأولى .
o في 29 ديسمبر 2007 توفي الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للإصلاح منذ تأسيسه .

o خلال الفترة 11 و 12 / 3 / 2009 انعقد المؤتمر العام الرابع الدورة الثانية [ دورة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ] .

الثالثة والعشرين : حين تحدثوا عن الإصلاح :
 الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) : الأخوة في الإصلاح يديرون شانهم السياسي المحلي مع الحكومة والقوى الحزبية الأخرى بروح ديمقراطية في ظل الحكمة اليمنية المعروفة .. وهذه ميزة مهمة لتجربة الإصلاح . إنّ تجربة الإصلاح متميّزة على مستوى الحركات الإسلامية في الانفتاح سواءً في العلاقات أو الفكر والسياسة وهي ايجابية وضرورية للعمل الحزبي السياسي بشكل عام وللعمل الإسلامي بشكل خاص . الإصلاح مهتم بترسيخ الأسلوب السلمي في العمل السياسي وهذه سمة مهمة خصوصاً أنها تأتي في ظل ما اتسمت به بعض التجارب الإسلامية وغير الإسلامية من ميل للعنف و إلى السلاح في حسم الخلافات السياسية والفكرية ، ...، كما أنّ الإصلاح قريب من هموم المواطن والوطن وهذه اعتقد أنها سمة ينبغي ان ينطلق منها كل حزب لان الأحزاب الحقيقية هي التي تعيش وسط شعبها وتتبنى همومه في برامجها ولا تعيش في أبراج عاجية واعتقد ان الإصلاح يعيش في قلب مصالح بلده وشعبه . صحيفة الصحوة العدد 851 / 26 ديسمبر 2002
 الشيخ والمفكر الإسلامي الكبير راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية :
والحقيقة أن كل متابع منصف لمسار الحركة الإسلامية "التجمع اليمني للإصلاح" لا يمكن له إلا أن يشهد أولا على اعتدال تصورها الإسلامي الوسطي الذي صان شبابها وهم بمئات الألوف، من التورط في محرقة العنف، ومحاصرته في أضيق نطاق ودفعه إلى هامش المجتمع، وهو ما يستحق من الشباب اليمني والمجتمع اليمني والدولة في اليمن كل تقدير للتجمع اليمني للإصلاح وللحركات الإسلامية الوسطية المماثلة في أرجاء العالم التي أسست في مجال الفكر والممارسة للالتزام بمنهج التغيير الديمقراطي المتدرج ورفض كل أساليب العنف فعلا أو رد فعل، وذلك بالرغم مما تعرضت له من استفزازات ومظالم تبلغ أحيانا درجة الاستهداف بالاستئصال كما حصل في عدة أقطار مثل تونس.
كما أن مسيرة قرابة نصف قرن من تاريخ الحركة الإسلامية اليمنية تشهد ثانيا على وطنية هذه الحركة، بما أسهمت به من تضحيات جسام ودماء غزيرة دفاعا عن هوية اليمن العربية الإسلامية وعن وحدته في مواجهة فتنة التشقق. وتشهد ثالثا على عمق المنزع العملي الواقعي للتجمع وعمق قراءته لطبيعة التركيب المجتمعي اليمني وحسن تفاعله معه، وذلك عبر تعامله مع التركيب القبلي والسعي إلى دفعه في اتجاه الديمقراطية بدل تفجير ما يتوفر عليه هذا التركيب من تناقضات قابلة للتفجير وضرب بعضه ببعض. وذلك على الضد من القراءات الحداثوية ونظرتها السلبية لهذا التركيب واستهدافه بالتفكيك على اعتبار أنه تكوين ماضوي متخلف لن تقوم الديمقراطية إلا على أنقاضه. بينما تشهد التجارب الحداثوية في العالم العربي حيث تم تفكيك البُنى القبلية أن الذي خلف الوضع القبلي هو حالة تفكك مجتمعي ووهن يكاد يكون كاملا في مواجهة دكتاتورية الزعيم المطلق والحزب الواحد أو شبه الواحد القائد، وذلك بسبب اختلال توازن القوة بين الدولة والمجتمع. ولا ديمقراطية كما هو معلوم من دون وجود قوى متوازنة وسلطة مجتمعية مضادة لسلطة الدولة. يقول أبو القاسم الشابي: "لا عدل إلا إذا تعادلت القوى". والحقيقة أن التقاء الحركة الإسلامية مع الوضع القبلي مثّل في اليمن حالة فريدة في الوطن العربي أعطى للتجربة اليمنية الديمقراطية خصوصيتها وحال دون تغوّل الدولة وانفرادها بالمجتمع، إذ الملك كما يقول علامتنا عبد الرحمن ابن خلدون أي ملك أو حكم يميل إلى الانفراد ما لم يعترضه مانع.
ولقد أمكن للقاء البديع المخصب في اليمن بين الحركة الإسلامية والوضع القبيلي أن يعيد إنتاج المعادلة التاريخية التي قامت عليها الدولة في تاريخ الإسلام التحالف بين القبيلة والدعوة، وهو لقاء يحسب له بعد الله الفضل على اليمن واستقراره وتجربته الديمقراطية المتميزة يحسب لحكمة كل من القيادتين قيادة الحركة الإسلامية ممثلة برموز كثيرين أبرزهم الشيخان ياسين عبد العزيز والشيخ الزنداني، ومن الطرف القبلي يحسب ذلك الفضل لأهم رمز قبلي الشيخ المبجل شيخ قبائل حاشد الشيخ عبد الله الأحمر حفظهم الله جميعا. عن الموقع الالكتروني للشيخ راشد الغنوشي .

 الدكتور عبدالله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء : الإصلاح يمثل رقماً صعباً في الحياة السياسية اليمنية وليس من السهل في الداخل أو الخارج تجاوزه . و وصف الفقيه الإصلاح بأنه (( بمثابة القوة التي يجد فيها اليمانيون باختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية عامل طمأنينة وباعث على الأمل في المستقبل وضمانة هامة للنظام الجمهوري ولخط الثورة اليمنية المباركة في ندوة بصنعاء مجلة النور العدد 190 3 و 4 2007
 الدكتور عيدروس النقيب رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب : الإصلاح قوة سياسية فاعلة في الحياة السياسية ومنذ قيامه عام 1990 اثبت حضوراً فاعلاً في جميع التفاعلات السياسية على الساحة اليمنية ، كما انه يتميز بديناميكية فريدة من حيث القدرة على التطور والتعامل بروح جديدة مع كل جديد ، وقد استطاع الإصلاح ان يدحض كثيراً من التصورات أو الافتراءات التي يحاول البعض تسويقها عنه ، ...، كما اثبت الإصلاح انه حزب يقبل بالآخر ، بل و يتعاطى ويتقاسم معه الهم الديمقراطي ، كما اثبت انه حزب يحترم حقوق المرأة )) مجلة النور العدد 196 9 و 10 2007
 الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء : ان التجمع اليمني للإصلاح غدا بمثابة الموازن السياسي ، و مدماك الحياة السياسية في اليمن ، والعمود الفقري للمعارضة )) النور العدد 208 9 / 2008
 الدكتور عبد الملك منصور : لقد كان التجمع اليمني للإصلاح منذ ولادته عملاقاً ، وتجربة الإصلاح في الحياة السياسية منذ ولادتها أثرت الحياة السياسية بعطاءات وسلوكيات جعلت الحياة السياسية اليمنية أكثر حراكاً وأعمق دلالة وأبرك عاقبة )) النور 89 سبتمبر 1998
 الأستاذ صالح عباد مقبل الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني : إننا ننظر بتقدير و إعجاب إلى التطورات السياسية والتنظيمية التي استطاع التجمع اليمني للإصلاح أن يحرزها في السنوات الأخيرة )) من كلمته أمام الدورة الثانية للمؤتمر العام الثاني للإصلاح ـ الصحوة 23 نوفمبر العدد 750
 الدكتور عبدالوهاب محمود أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي ـ قطر اليمن : نشعر بالفخر لتجربة إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح ، وهي تجربة سياسية اعتبرها من التجارب الناجحة والممتازة جداً )) النور 89 سبتمبر 1998
 الأستاذ نصر طه مصطفى : في الحقيقة فان (الإصلاح ) قد أنجز خطوات هامة وملموسة على صعيد بنائه المؤسسي ، فهو أكثر الأحزاب السياسية اليمنية انضباطاً في عمله المؤسسي وفي انعقاد الدورات الاعتيادية لهيئاته التنظيمية ( الهيئة العليا ـ مجلس الشورى ـ الأمانة العامة ) ، ...، وذلك ـ في حد ذاته ـ يُعد مكسباً للحياة السياسية وللديمقراطية وعاملاً مشجعاً لبقية الأحزاب لتحذو حذوه ، خاصة إذا أدركت أنّ المؤسسية هي عامل حفاظ على وحدة أي حزب ودليل على حسه الحضاري )) جريدة المستقلة اللندنية العدد 230 5 أكتوبر 1998
 الكاتب احمد صالح الفقيه : يتمتع التجمع اليمني للإصلاح بجماهيرية كبيرة وفاعلية تنظيمية عالية المستوى تشهد عليها مظاهر نشاطه المختلفة ، ولعل أشدها وضوحاً المهرجانات الكبرى للانتخابات الرئاسية الماضية )) الثوري العدد 1948 ـ 1/ 3 / 2007