بقلم : مرعي حميد
لو صدق علي عبدالله صالح للمجاميع للمجاميع في ميدان السبعين لقال :
أيتها المجاميع المحتشدة للزلط اسمعوني جيداً وأنا المرة هذه با أتكلم معكم بصراحة وحبوب حبوب لا تغب ما حدش يزعل من الثاني ..
إنّ من أفضل ما أنجزته خلال حكمي أنني أفقرتكم ، والله لو ما أفقرتكم ما جيتم إلى هذه الساحة ولكنتم عند المشترك ، صحيح فيه فقراء عند المشترك مثلكم ولكن فقراء الساحات والميادين عندهم كرامة وعقل مش كله زلط في زلط زيكم ، فقراء المشترك أحسن من فقرائي، انتم مثلي ترضون ببيع الوطن بأي مبلغ لكن فقراء المشترك مثله ما يرضون ببيع الوطن بل يضحون بالدم حق صدق مش شعارات زيكم وزيي وجلسين في اماكنهم مش زيكم ساعة زمان وهت الزلط ياعلي وإلا هتفنا ضدك ،لما تطلق عصاباتي وبلاطجتي عليهم الرصاص والله ما كنت متوقع أنهم عايصمدوا بعد ما قتلت منهم مقتلة الجمعة لكنهم والله رجال حق صدق مش زيي ولا زيكم ،أنا اعرف أنني انكشفت للعالم أني سفاح وعيالي زيي انكشفوا لكن إيش تبغونا اعمل، كنت أقول لنفسي وعيالي تصرفوا وارعبوا أماتهم وأهلهم وعيالهم وقتلوا وبعدين عيفحطوا بايهربون ونحل المشكلة ونعملهم في سجل الشهداء ونديهم رواتب و سدوها بعودي ،لكن المصيبة كانت كبيرة أنهم مستعدين يفدون الوطن بالدم حق صدق مش زيكم ولا زيي ومش مستعدين يرحلوا من أماكنهم إلا بعد رحيلي والخبره يقولوا لي صلب لكن صبري منتهي انا لا استطيع الصبر على كرامتي تنداس اكثر والافضل لي ان ارحل لاتمكنونني شعارات قدني طفشان منها، و هي قدها مكشوفة لكن المصيبة لي ما توقعناها لما كنا نخطط فضحونحنا القناصين بعضهم وقعوا في أيدي المعتصمين وحققوا معهم وصوروهم فيديو وقد العالم داري حتى انتم داريين ولو ما أفقرتكم وأنكم بلا كرامة ما انتم قدامي هنا في السبعين ، ياجماعة والله عذبناهم عذاب مابعده ،ماشي فايده حتى قنابل الأعصاب الغازية لي استلمناها من أمريكا على شان نحارب الإرهاب حق القاعدة على قولتنا استخدمناها ضدهم ماشي فايده ، مش هذا وبس أعداد المعتصمين في الساحات يزيدون كلما اذيناهم وقتلنا منهم وسال الدم بينهم ، حتى صوركم اللي دبلجناها انكشفت أنها مزورة والعالم كله عرف بهذا وبعدين نعطيكم زلط وتروحون تقولون لوسائل الإعلام وفضحتوا بنا وخليتم ذكرنا على كل لسان .. أمريكا وبريطانيا والخليج والكل عارفين انكم جيتم هنا بالفلوس حتى واحد يمني في الصين قال ان من يجي السبعين ندي له سبعين ، الصراحة كل شي مكشوف ، حتى العدي المزورة اللي نوزعها عليكم هنا كل جمعة انكشفت أنها مزورة وايش باقي معي هددتهم بالحرب الاهلية و وزعت بنادق وزلط لكن البعض استلم وانظم للثورة ضدي ، جربت كل الحيل معاد حد صدقنا حتى السعوديو وامريكا والخارج و الاعتصامات تزيد في كل يوم وهذا اسواء شي لو أنها تنقص بانصبر عليهم لما يخلصوا الآن بالعكس يزيدون ، وبدل ما كانوا يطالبون برحيلي وبس الآن يريدون محاكمتي على شان يشنقونني واحمد وخالد زي صدام وعياله الاثنين لما خيوطهم الأمريكان بالرصاص ،معه اثنين عدي وقصي ومعي اثنين احمد وخالد لكن صدام انهزم أمام العدو وأنا انهزمت أمام شعبي، فضحوا بي ولاخلو شي .
أنا ربما ارحل لكن أنصحكم قبل الرحيل إذا قد أنا رحلت ان تكونوا واقعيين في أحلامكم فانا حلمت أنني سأبقى على الكرسي إلى ان أموت و يجي بعدي احمد وعملت الحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي ضمان لذلك وكنت أتحدى المشترك وأقول لهم الكرسي ابعد عليكم من عين الشمس لكن ما كنت احسب حساب ان الثورة الشبابية الشعبية هذه باتحدث ولولا أنها ضدي لكنت افخر بها ان شعبي ثار هذه الثورة السلمية العجيبة ، حتى السلاح حقهم نسيوه وكانحنا في حلم مش في واقع
المهم معاد باطول عليكم جمعة مباركة وأنا يمكن امشي زي مايقولون والصراحة أنا متأكد انه انتم قبل المعتصمين سد الجامعة الجديدة باتقولون ليش ما رحلت من زمان لماتشوفون خيرات بلادكم اللي العب بها أنا والشلة الفاسدين والمقربين والمنتفعين اصحاب الجيوب الواسعة ، وان بكره لناظرها قريبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الخميس، 14 أبريل 2011
لو صدق علي صالح لقال..
بقلم : مرعي حميد
لو صدق علي عبدالله صالح للمجاميع للمجاميع في ميدان السبعين لقال :
أيتها المجاميع المحتشدة للزلط اسمعوني جيداً وأنا المرة هذه با أتكلم معكم بصراحة وحبوب حبوب لا تغب ما حدش يزعل من الثاني ..
إنّ من أفضل ما أنجزته خلال حكمي أنني أفقرتكم ، والله لو ما أفقرتكم ما جيتم إلى هذه الساحة ولكنتم عند المشترك ، صحيح فيه فقراء عند المشترك مثلكم ولكن فقراء الساحات والميادين عندهم كرامة وعقل مش كله زلط في زلط زيكم ، فقراء المشترك أحسن من فقرائي، انتم مثلي ترضون ببيع الوطن بأي مبلغ لكن فقراء المشترك مثله ما يرضون ببيع الوطن بل يضحون بالدم حق صدق مش شعارات زيكم وزيي وجلسين في اماكنهم مش زيكم ساعة زمان وهت الزلط ياعلي وإلا هتفنا ضدك ،لما تطلق عصاباتي وبلاطجتي عليهم الرصاص والله ما كنت متوقع أنهم عايصمدوا بعد ما قتلت منهم مقتلة الجمعة لكنهم والله رجال حق صدق مش زيي ولا زيكم ،أنا اعرف أنني انكشفت للعالم أني سفاح وعيالي زيي انكشفوا لكن إيش تبغونا اعمل، كنت أقول لنفسي وعيالي تصرفوا وارعبوا أماتهم وأهلهم وعيالهم وقتلوا وبعدين عيفحطوا بايهربون ونحل المشكلة ونعملهم في سجل الشهداء ونديهم رواتب و سدوها بعودي ،لكن المصيبة كانت كبيرة أنهم مستعدين يفدون الوطن بالدم حق صدق مش زيكم ولا زيي ومش مستعدين يرحلوا من أماكنهم إلا بعد رحيلي والخبره يقولوا لي صلب لكن صبري منتهي انا لا استطيع الصبر على كرامتي تنداس اكثر والافضل لي ان ارحل لاتمكنونني شعارات قدني طفشان منها، و هي قدها مكشوفة لكن المصيبة لي ما توقعناها لما كنا نخطط فضحونحنا القناصين بعضهم وقعوا في أيدي المعتصمين وحققوا معهم وصوروهم فيديو وقد العالم داري حتى انتم داريين ولو ما أفقرتكم وأنكم بلا كرامة ما انتم قدامي هنا في السبعين ، ياجماعة والله عذبناهم عذاب مابعده ،ماشي فايده حتى قنابل الأعصاب الغازية لي استلمناها من أمريكا على شان نحارب الإرهاب حق القاعدة على قولتنا استخدمناها ضدهم ماشي فايده ، مش هذا وبس أعداد المعتصمين في الساحات يزيدون كلما اذيناهم وقتلنا منهم وسال الدم بينهم ، حتى صوركم اللي دبلجناها انكشفت أنها مزورة والعالم كله عرف بهذا وبعدين نعطيكم زلط وتروحون تقولون لوسائل الإعلام وفضحتوا بنا وخليتم ذكرنا على كل لسان .. أمريكا وبريطانيا والخليج والكل عارفين انكم جيتم هنا بالفلوس حتى واحد يمني في الصين قال ان من يجي السبعين ندي له سبعين ، الصراحة كل شي مكشوف ، حتى العدي المزورة اللي نوزعها عليكم هنا كل جمعة انكشفت أنها مزورة وايش باقي معي هددتهم بالحرب الاهلية و وزعت بنادق وزلط لكن البعض استلم وانظم للثورة ضدي ، جربت كل الحيل معاد حد صدقنا حتى السعوديو وامريكا والخارج و الاعتصامات تزيد في كل يوم وهذا اسواء شي لو أنها تنقص بانصبر عليهم لما يخلصوا الآن بالعكس يزيدون ، وبدل ما كانوا يطالبون برحيلي وبس الآن يريدون محاكمتي على شان يشنقونني واحمد وخالد زي صدام وعياله الاثنين لما خيوطهم الأمريكان بالرصاص ،معه اثنين عدي وقصي ومعي اثنين احمد وخالد لكن صدام انهزم أمام العدو وأنا انهزمت أمام شعبي، فضحوا بي ولاخلو شي .
أنا ربما ارحل لكن أنصحكم قبل الرحيل إذا قد أنا رحلت ان تكونوا واقعيين في أحلامكم فانا حلمت أنني سأبقى على الكرسي إلى ان أموت و يجي بعدي احمد وعملت الحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي ضمان لذلك وكنت أتحدى المشترك وأقول لهم الكرسي ابعد عليكم من عين الشمس لكن ما كنت احسب حساب ان الثورة الشبابية الشعبية هذه باتحدث ولولا أنها ضدي لكنت افخر بها ان شعبي ثار هذه الثورة السلمية العجيبة ، حتى السلاح حقهم نسيوه وكانحنا في حلم مش في واقع
المهم معاد باطول عليكم جمعة مباركة وأنا يمكن امشي زي مايقولون والصراحة أنا متأكد انه انتم قبل المعتصمين سد الجامعة الجديدة باتقولون ليش ما رحلت من زمان لماتشوفون خيرات بلادكم اللي العب بها أنا والشلة الفاسدين والمقربين والمنتفعين اصحاب الجيوب الواسعة ، وان بكره لناظرها قريبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لو صدق علي عبدالله صالح للمجاميع للمجاميع في ميدان السبعين لقال :
أيتها المجاميع المحتشدة للزلط اسمعوني جيداً وأنا المرة هذه با أتكلم معكم بصراحة وحبوب حبوب لا تغب ما حدش يزعل من الثاني ..
إنّ من أفضل ما أنجزته خلال حكمي أنني أفقرتكم ، والله لو ما أفقرتكم ما جيتم إلى هذه الساحة ولكنتم عند المشترك ، صحيح فيه فقراء عند المشترك مثلكم ولكن فقراء الساحات والميادين عندهم كرامة وعقل مش كله زلط في زلط زيكم ، فقراء المشترك أحسن من فقرائي، انتم مثلي ترضون ببيع الوطن بأي مبلغ لكن فقراء المشترك مثله ما يرضون ببيع الوطن بل يضحون بالدم حق صدق مش شعارات زيكم وزيي وجلسين في اماكنهم مش زيكم ساعة زمان وهت الزلط ياعلي وإلا هتفنا ضدك ،لما تطلق عصاباتي وبلاطجتي عليهم الرصاص والله ما كنت متوقع أنهم عايصمدوا بعد ما قتلت منهم مقتلة الجمعة لكنهم والله رجال حق صدق مش زيي ولا زيكم ،أنا اعرف أنني انكشفت للعالم أني سفاح وعيالي زيي انكشفوا لكن إيش تبغونا اعمل، كنت أقول لنفسي وعيالي تصرفوا وارعبوا أماتهم وأهلهم وعيالهم وقتلوا وبعدين عيفحطوا بايهربون ونحل المشكلة ونعملهم في سجل الشهداء ونديهم رواتب و سدوها بعودي ،لكن المصيبة كانت كبيرة أنهم مستعدين يفدون الوطن بالدم حق صدق مش زيكم ولا زيي ومش مستعدين يرحلوا من أماكنهم إلا بعد رحيلي والخبره يقولوا لي صلب لكن صبري منتهي انا لا استطيع الصبر على كرامتي تنداس اكثر والافضل لي ان ارحل لاتمكنونني شعارات قدني طفشان منها، و هي قدها مكشوفة لكن المصيبة لي ما توقعناها لما كنا نخطط فضحونحنا القناصين بعضهم وقعوا في أيدي المعتصمين وحققوا معهم وصوروهم فيديو وقد العالم داري حتى انتم داريين ولو ما أفقرتكم وأنكم بلا كرامة ما انتم قدامي هنا في السبعين ، ياجماعة والله عذبناهم عذاب مابعده ،ماشي فايده حتى قنابل الأعصاب الغازية لي استلمناها من أمريكا على شان نحارب الإرهاب حق القاعدة على قولتنا استخدمناها ضدهم ماشي فايده ، مش هذا وبس أعداد المعتصمين في الساحات يزيدون كلما اذيناهم وقتلنا منهم وسال الدم بينهم ، حتى صوركم اللي دبلجناها انكشفت أنها مزورة والعالم كله عرف بهذا وبعدين نعطيكم زلط وتروحون تقولون لوسائل الإعلام وفضحتوا بنا وخليتم ذكرنا على كل لسان .. أمريكا وبريطانيا والخليج والكل عارفين انكم جيتم هنا بالفلوس حتى واحد يمني في الصين قال ان من يجي السبعين ندي له سبعين ، الصراحة كل شي مكشوف ، حتى العدي المزورة اللي نوزعها عليكم هنا كل جمعة انكشفت أنها مزورة وايش باقي معي هددتهم بالحرب الاهلية و وزعت بنادق وزلط لكن البعض استلم وانظم للثورة ضدي ، جربت كل الحيل معاد حد صدقنا حتى السعوديو وامريكا والخارج و الاعتصامات تزيد في كل يوم وهذا اسواء شي لو أنها تنقص بانصبر عليهم لما يخلصوا الآن بالعكس يزيدون ، وبدل ما كانوا يطالبون برحيلي وبس الآن يريدون محاكمتي على شان يشنقونني واحمد وخالد زي صدام وعياله الاثنين لما خيوطهم الأمريكان بالرصاص ،معه اثنين عدي وقصي ومعي اثنين احمد وخالد لكن صدام انهزم أمام العدو وأنا انهزمت أمام شعبي، فضحوا بي ولاخلو شي .
أنا ربما ارحل لكن أنصحكم قبل الرحيل إذا قد أنا رحلت ان تكونوا واقعيين في أحلامكم فانا حلمت أنني سأبقى على الكرسي إلى ان أموت و يجي بعدي احمد وعملت الحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي ضمان لذلك وكنت أتحدى المشترك وأقول لهم الكرسي ابعد عليكم من عين الشمس لكن ما كنت احسب حساب ان الثورة الشبابية الشعبية هذه باتحدث ولولا أنها ضدي لكنت افخر بها ان شعبي ثار هذه الثورة السلمية العجيبة ، حتى السلاح حقهم نسيوه وكانحنا في حلم مش في واقع
المهم معاد باطول عليكم جمعة مباركة وأنا يمكن امشي زي مايقولون والصراحة أنا متأكد انه انتم قبل المعتصمين سد الجامعة الجديدة باتقولون ليش ما رحلت من زمان لماتشوفون خيرات بلادكم اللي العب بها أنا والشلة الفاسدين والمقربين والمنتفعين اصحاب الجيوب الواسعة ، وان بكره لناظرها قريبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كرامة تأبى الانتقاص
بقلم : مرعي حميد
لقد كرم الله عز وجل الإنسان و أخبر بذلك في قوله تعالى : ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ )) ، وقد كرم الله عز وجل الإنسان بان نفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته ورزقه نعمة العقل وبعث له الأنبياء والرسل وخلق كل هذه الأرض وهيأها تماماً لهذا الإنسان ليعمرها وليعش فيها بكرامته.
و إنّ الحفاظ على هذه الكرامة هو في مقدمة ما ينشده الإنسان وان اضطر أحياناً ليُقدم ثمناً باهظاً في سبيل ذلك ، الكرامة قيمة أساسية للإنسان السوي لا تُقدر بثمن ، وهي مصدر للعزة والفخار ، هي حاجة أساسية للإنسان ،أكثر قيمة عنده من الماء والغذاء ـ حاجة أساسية يحتد من اجلها و يتحول إلى أسد هصور من اجل ذلك ، وقد يدفع حياته ثمناً لكرامته ، فلا يرضى حياة بدون كرامة ، إنها مرادف للعزة ، عزة النفس والضمير ، و إذا كانت هناك كرامة للإنسان كفرد فهناك كذلك كرامة جمعية ، للمجتمع ، للأمة ، للطائفة ، وهي في العقل الجمعي تستحق الفداء والبذل لتحقيقها وللحفاظ عليها من قُطاع الطرق ، وفي حال تتعرض للسلب والانتهاك فان القط الوديع الناعم الملمس الكامن في صميم وجدان الإنسان يتحول إلى قط مُكشر عن أظفاره وأنيابه لاستردادها كقيمة لا غنى له عنها ، وهو مستعد لدفع الضريبة اللازمة والكافية لاستردادها غير نادم ولا متأسف .
تلك الكرامة لطالما دبج فيها الشعراء شعرهم وسطر لأجلها الأدباء والبلغاء أحرف من نار ونور :
قال الشريف الرضي :
فأوسعني قبل العطاء كرامة وَلا مَرْحَباً بالمَالِ إنْ لَمْ أُكَرَّمِ
وإني إذا ما قلت في غير ماجد مديحاً كأنّي لائك طعم علقم
فالكرامة عنده أولى وارفع من المال وكرامته تأبى عليه ان يمتدح من لا يستحق المدح
وهذا الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري يقول مصوراً حال بعض الكرامة :
وهَوَت كرامةٌ تولَّت أمرها خِططٌ ، تولَّى امَرها إحكام
فكرامةٌ يُهزَى بها ، وكرامةٌ يُرثى لها ، وكرامةٌ تُستام
ومن الشعر العامي يقول الحميدي الثقفي مصوراً مكانة الكرامة :
كرامة النفس عندي فوق في القمة
وتثور من دونها .. ناري ، ودخاني
و نختم من ـــ ديوان العرب ـــ بالقول المشهور لعنترة بن شداد العبسي :
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل
إنّ للإنسان كرامة ولدت بمولده ،و هناك كرامات مُضافة من بعد ميلاد : كرامة تدينه وتنسكه لله خالقه ومولاه ، وكرامة يكسوها عليه مجد أمته وشرفها ، وهو يكتسب من كرامة أمته كرامة ، ولعل كرامة امرؤ أفاضت على مجتمعه وأمته شرفاً وكرامة ، وما كرامة الأمة إلا كرامة أفرادها ودينها وتاريخها مجتمعه . والكرامة تنتقل من البشر إلى ما كرمه رب البشر ، والى ما اكتسب في التجربة الإنسانية نوع كرامة وعزة ، فهو كريماً يستحق الذود بالمهج والفداء بالأرواح .
ويميل الإنسان إلى كل ما يعزز شعوره بالكرامة فيؤيده أنى وسعته القدرة والحيل ، ويفرح لانجازاته و تنغص حياته المتاعب ان واجهها ، و يعطي الإنسان ولاءه لما يزيد نصيبه من الشعور بالكرامة والتمتع بمزيد دلالاتها ومضامينها والعكس صحيح .
و تبقى مع هذا قلة من الناس باعت كرامتها وشرفها وعزتها ورضيت لكل ذلك بالدنس والتدنيس مقابل متاع من الدنيا حقير و زائف وزائل وهذا انتكاس في الفطرة قد تصحى منه وتعود إلى كرامتها المُهدرة ترممها وتعززها وتُعيد لها مجدها ، وقد تستمسك بهوانها وخستها ودناءتها وتمضي بهذا كله إلى القبر المادي بعد ان قبرت نفسها معنوياً وهي تدب بمهانتها و وضاعتها على الأرض.
ويضرب لنا مثلاً في الاستماتة الفردية من اجل الكرامة الشاب الشهير التونسي محمد البوعزيزي الذي حوّل جسده إلى صاعق ، وهو لم يدر بخلده أن يكون كذلك ، صاعق لقنبلة الغضب التونسي المحبوس في قمقمه ، و موقف الشرع الحكيم من هكذا عمل وتصرف معلوم ، ولكن علينا كأمة عربية إسلامية مؤمنة أن تدعي لهذا الشاب بالرحمة المغفرة وان تتصدق عنه ،وقد وجدنا في هذا الشاب الجامعي ، بائع الخضار على عربته ، الذي تعرضت له شرطية بالضرب على وجهه ـ شُلت يديها ورجليها ولا أراها الله سرورا في حياتها ما عاشت وجزاها ما تستحق على دناءتها وخستها ـ محترقاً احتجاجاً منه على فعل ووضع مزرٍ لم تحتمل كرامته معهما عيش ، علينا نحن العرب الذين وجدناه صاعقاً فجر قنبلة الغضب الشعبي العارم في تونس الأبية لتضرب لنا أروع نموذج معاصر نحن أحوج ما نكون إليه في الثورة والتثوير الذي يعصف بالجبابرة المعتقدين في ذواتهم البقاء متسلطين جاثمين على أعناق شعوبهم ، لا بل ويورثون استبدادهم وتسلطهم لإقربائهم ، علينا كأمة عربية إسلامية أن لا ننسى أن نبتهل إلى الله عز وجل في صلاتنا سجوداً خصوصاً ، وفي غيرها ان ندعو لمحمد البوعزيزي بالرحمة والمغفرة وان يصفح الله عنه ويتجاوز عنه ونتوسل إليه جل جلاله الرحيم الودود من اجل ذلك ، وهذا اكبر عرفان ممكن نقدمه للشاب التونسي عزيز النفس محمد البوعزيزي ، وليكفل الموسرين في العالم العربي أسرته المكلومة أو لتفعلها الحكومة التونسية ، وفي المقابل فانه شرعاً لايجوز ولا ينبغي لإي عربي أن يقدم من بعده على فعل كفعله فهو كان بجسده الصاعق لقنبلة الشعب التونسي و كفى بها وحدها صاعقاً يفجّر كل الشعوب العربية الواقعة تحت عسف الطغاة وأذنابها ، ومثال شعوبنا وتونس و البوعزيزي من دنيا العلوم قنبلة هيدروجينية صاعقها قنبلة نووية وصاعقها فتيل بداخلها ، البوعزيزي صيّر جسده الفتيل والشعب التونسي القنبلة النووية ولنكن نحن الشعوب العربية القنبلة الهيدروجينية . لقد غدا البوعزيزي رمز للكرامة التي تأبى الانتقاص .
لقد كرم الله عز وجل الإنسان و أخبر بذلك في قوله تعالى : ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ )) ، وقد كرم الله عز وجل الإنسان بان نفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته ورزقه نعمة العقل وبعث له الأنبياء والرسل وخلق كل هذه الأرض وهيأها تماماً لهذا الإنسان ليعمرها وليعش فيها بكرامته.
و إنّ الحفاظ على هذه الكرامة هو في مقدمة ما ينشده الإنسان وان اضطر أحياناً ليُقدم ثمناً باهظاً في سبيل ذلك ، الكرامة قيمة أساسية للإنسان السوي لا تُقدر بثمن ، وهي مصدر للعزة والفخار ، هي حاجة أساسية للإنسان ،أكثر قيمة عنده من الماء والغذاء ـ حاجة أساسية يحتد من اجلها و يتحول إلى أسد هصور من اجل ذلك ، وقد يدفع حياته ثمناً لكرامته ، فلا يرضى حياة بدون كرامة ، إنها مرادف للعزة ، عزة النفس والضمير ، و إذا كانت هناك كرامة للإنسان كفرد فهناك كذلك كرامة جمعية ، للمجتمع ، للأمة ، للطائفة ، وهي في العقل الجمعي تستحق الفداء والبذل لتحقيقها وللحفاظ عليها من قُطاع الطرق ، وفي حال تتعرض للسلب والانتهاك فان القط الوديع الناعم الملمس الكامن في صميم وجدان الإنسان يتحول إلى قط مُكشر عن أظفاره وأنيابه لاستردادها كقيمة لا غنى له عنها ، وهو مستعد لدفع الضريبة اللازمة والكافية لاستردادها غير نادم ولا متأسف .
تلك الكرامة لطالما دبج فيها الشعراء شعرهم وسطر لأجلها الأدباء والبلغاء أحرف من نار ونور :
قال الشريف الرضي :
فأوسعني قبل العطاء كرامة وَلا مَرْحَباً بالمَالِ إنْ لَمْ أُكَرَّمِ
وإني إذا ما قلت في غير ماجد مديحاً كأنّي لائك طعم علقم
فالكرامة عنده أولى وارفع من المال وكرامته تأبى عليه ان يمتدح من لا يستحق المدح
وهذا الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري يقول مصوراً حال بعض الكرامة :
وهَوَت كرامةٌ تولَّت أمرها خِططٌ ، تولَّى امَرها إحكام
فكرامةٌ يُهزَى بها ، وكرامةٌ يُرثى لها ، وكرامةٌ تُستام
ومن الشعر العامي يقول الحميدي الثقفي مصوراً مكانة الكرامة :
كرامة النفس عندي فوق في القمة
وتثور من دونها .. ناري ، ودخاني
و نختم من ـــ ديوان العرب ـــ بالقول المشهور لعنترة بن شداد العبسي :
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل
إنّ للإنسان كرامة ولدت بمولده ،و هناك كرامات مُضافة من بعد ميلاد : كرامة تدينه وتنسكه لله خالقه ومولاه ، وكرامة يكسوها عليه مجد أمته وشرفها ، وهو يكتسب من كرامة أمته كرامة ، ولعل كرامة امرؤ أفاضت على مجتمعه وأمته شرفاً وكرامة ، وما كرامة الأمة إلا كرامة أفرادها ودينها وتاريخها مجتمعه . والكرامة تنتقل من البشر إلى ما كرمه رب البشر ، والى ما اكتسب في التجربة الإنسانية نوع كرامة وعزة ، فهو كريماً يستحق الذود بالمهج والفداء بالأرواح .
ويميل الإنسان إلى كل ما يعزز شعوره بالكرامة فيؤيده أنى وسعته القدرة والحيل ، ويفرح لانجازاته و تنغص حياته المتاعب ان واجهها ، و يعطي الإنسان ولاءه لما يزيد نصيبه من الشعور بالكرامة والتمتع بمزيد دلالاتها ومضامينها والعكس صحيح .
و تبقى مع هذا قلة من الناس باعت كرامتها وشرفها وعزتها ورضيت لكل ذلك بالدنس والتدنيس مقابل متاع من الدنيا حقير و زائف وزائل وهذا انتكاس في الفطرة قد تصحى منه وتعود إلى كرامتها المُهدرة ترممها وتعززها وتُعيد لها مجدها ، وقد تستمسك بهوانها وخستها ودناءتها وتمضي بهذا كله إلى القبر المادي بعد ان قبرت نفسها معنوياً وهي تدب بمهانتها و وضاعتها على الأرض.
ويضرب لنا مثلاً في الاستماتة الفردية من اجل الكرامة الشاب الشهير التونسي محمد البوعزيزي الذي حوّل جسده إلى صاعق ، وهو لم يدر بخلده أن يكون كذلك ، صاعق لقنبلة الغضب التونسي المحبوس في قمقمه ، و موقف الشرع الحكيم من هكذا عمل وتصرف معلوم ، ولكن علينا كأمة عربية إسلامية مؤمنة أن تدعي لهذا الشاب بالرحمة المغفرة وان تتصدق عنه ،وقد وجدنا في هذا الشاب الجامعي ، بائع الخضار على عربته ، الذي تعرضت له شرطية بالضرب على وجهه ـ شُلت يديها ورجليها ولا أراها الله سرورا في حياتها ما عاشت وجزاها ما تستحق على دناءتها وخستها ـ محترقاً احتجاجاً منه على فعل ووضع مزرٍ لم تحتمل كرامته معهما عيش ، علينا نحن العرب الذين وجدناه صاعقاً فجر قنبلة الغضب الشعبي العارم في تونس الأبية لتضرب لنا أروع نموذج معاصر نحن أحوج ما نكون إليه في الثورة والتثوير الذي يعصف بالجبابرة المعتقدين في ذواتهم البقاء متسلطين جاثمين على أعناق شعوبهم ، لا بل ويورثون استبدادهم وتسلطهم لإقربائهم ، علينا كأمة عربية إسلامية أن لا ننسى أن نبتهل إلى الله عز وجل في صلاتنا سجوداً خصوصاً ، وفي غيرها ان ندعو لمحمد البوعزيزي بالرحمة والمغفرة وان يصفح الله عنه ويتجاوز عنه ونتوسل إليه جل جلاله الرحيم الودود من اجل ذلك ، وهذا اكبر عرفان ممكن نقدمه للشاب التونسي عزيز النفس محمد البوعزيزي ، وليكفل الموسرين في العالم العربي أسرته المكلومة أو لتفعلها الحكومة التونسية ، وفي المقابل فانه شرعاً لايجوز ولا ينبغي لإي عربي أن يقدم من بعده على فعل كفعله فهو كان بجسده الصاعق لقنبلة الشعب التونسي و كفى بها وحدها صاعقاً يفجّر كل الشعوب العربية الواقعة تحت عسف الطغاة وأذنابها ، ومثال شعوبنا وتونس و البوعزيزي من دنيا العلوم قنبلة هيدروجينية صاعقها قنبلة نووية وصاعقها فتيل بداخلها ، البوعزيزي صيّر جسده الفتيل والشعب التونسي القنبلة النووية ولنكن نحن الشعوب العربية القنبلة الهيدروجينية . لقد غدا البوعزيزي رمز للكرامة التي تأبى الانتقاص .
فقه الثورة وفلسفتها
بقلم : مرعي حميد
الثورة فيض شعور بظلم ، بعسف ، بطغيان ، بقهر، بحرمان ، يُخرج المظلومين عن صمتهم ، عن غضبهم المكبوت ، إلى أن ينزاح الظلم والظُلام ، العسف والطغيان ، القهر والحرمان . الثورة فجر تغيير منشود ، إطلالة أمل باسم الثغر طلق المُحيّا ، ربيع حلم مآسي آن لها الانتهاء و دموع آن لها أن تتكفكف وغشاوة آن لها أن تنقشع ، و أحزان آن لها أن تندثر، الثورة قيام الروح من سباتها ، عودة العقل الجمعي من غيابه و تغييبه في ظل نضوج وعي بها وبحتميتها . هي تسريع حل لطلاسم طالما اجتهد صانعوها في حبكها وإحباط فكها و عملوا على صيانتها وتمتين نسجها ، هي خطوات الشعب العجلى إلى التغيير الميئوس منه والبعيد مناله ومتناوله لولاها .
الثورة هي إنزال آمال الشعب من على مشانق المستبدين إلى ارض الواقع الملموس المحسوس تتحقق و تتدفق فيها الحياة ، هي قرار الشعب النهائي أن يكون وأن يدحر عنه ليل التسلط وديجوره ، تسلط الفرد والعصابة الحاكمة ، وإن زعم الزعيم ، أو زعموا ، أنهم قد زهدوا السلطة والتسلط والحكم والتحكم ، أو أرغى وأزبد أو أرغوا و أزبدوا أنّ الشعب يحبهم و يحبونه ويفتديهم و يفتدونه ، و يحرص على الوفاء لهم ويحرصون على مصالحه العليا . و إن روجوا أنّ الأمهات قد عقمن أن يجُدن بمثلهم .
الثورة قومة شعبية لإعادة الحق إلى نصابه ، لإنقاذ الوطن من ذابحيه ، لاسترداد الوطن من خاطفيه ، هي إعادة للحق العام والحق الخاص إلى نصابه .. الحق العام للشعب في الثروة والسلطة ، والخاص لأفراده في ما هو حصاد شقاء عمر وضنى دهر، و مستحق بشر كرمهم باريهم .
الثورة هي إصرار على الحياة مدفوع الثمن من غير من و لا أذى ولا تردد ولا شعور بالبخس ، هي الشهادة تقرع الأبواب فيفتح لها عشاقها لتأخذهم إلى عالمها الفريد ، إلى حياتها السرمدية و رزقها غير الممنون و فرحها الخالص و بشارتها اللاهبة لشعور من لم ينالوا شرفها .
الثورة هي التضحية بالعرق والدم والوقت والمال ، هي استعداد تام للصبر والسهر والتعب والإيثار والألم ، هي بذل المعروف و الكرم والسخاء ، عطاء من الفرد والأفراد ، مع استمرار في استعداد حتى انجاز النصر المؤزر ، و تسييجه ، والحفاظ عليه من قطاع الطرق ، هي بذر من الشرفاء الأوفياء لامتهم و وطنهم ليحصد المجموع : كرامة وحرية وأمن وعدل و تمتع جمعي بثروات المجموع وفق قانون يبرموه ويطبقوه و يحموا حماه ، لينال المجموع بناء وتنمية وبهجة لهم وللأجيال الآتية من بعد ، والمتعاقبة في قادم الأزمان .
الثورة هي ملحمة شعبية لاستنقاذ الوطن : الإنسان ، الأرض ، الثروة ، السلطة ، من أيدي مغتصبيها وإن ادعوا أنهم إنما نالوها عبر انتخابات أو شرعية ثورية ، أو توريث من لا يملك من لا يستحق . هي قرار الشعب النهائي أن يحكم نفسه بنفسه مستنداً إلى قيمه ومعتقداته وثقافته الأصيلة لا التي صنعها الاستبداد على عينه ليطول به مُقام . الثورة هي إرادة الشعب ان يكون هو، لا أن يكون ـ على عاتقيه ـ الطغاة ، قرار الشعب أن يعيش في شمم ، أن يحيا في عزة وكرامة و سؤدد و إبا ، مرفوع الهامة ، موفور السعادة ، مرهوب الجانب من حاكميه ومن تسول له نفسه النيل منه ومن مكتسبات ثورته ونضاله .
الثورة إنسانية سئمت المسخ والخسف والطمس والامتهان والإذلال والمصادرة لحقيقتها وجوهرها الفذ ، مشاعر آن لها ان تستعيد تقديرها و بريقها ولمعانها وإشراقها . نفق مظلم حشر الوطن والمواطن فيه سياسات حمقاء لساسة لا يهمهم سوى نزواتهم المادية والمعنوية و ذواتهم المتضخمة ، نفق حُق للجماهير و وجب أن تضع وتصنع له مُنتهى مهما كلفها ثمن فهو لن يكون أثقل من أثمان باهظة تدفعها باستمرارها في ذاك النفق بائسة خانعة يائسة من خلاص وتخليص .
الثورة هي صيحة الشعب المدوية في وجه الاستبداد والمستبدين : متى استعبدتمونا وقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ، متى مُلّكتم الوطن وثروات الوطن وقد وجد ذلك وانتم ومن خلفوكم لازلتم بظهر الغيب ، الأرض لنا وما فيها لنا وهي بنا ولنا ، نحن لسنا قصّراً ، إننا نتحمل المسؤولية كاملة فنضع نحن أمانة القيادة و تبعة المسئولية بين يدي من نختار نحن لا سوانا وبمحض إرادتنا وحريتنا ونسترجعها منه متى أردنا نحن بزمن محدد ينقضي أو خروج منه عن جادة الصواب يطرأ ، قد سئمنا من يتجبر ويطغى و يزعم نحن هو وهو نحن .
الثورة زلزال عات صاعق ناسف لبنيان الطغيان من أسه وأساسه ، ومؤسسة الفساد والاستبداد من جذورها ، بركان هادر مزمجر جارف كاسح لا يقف في وجهه ودون إنسياحه إلى منتهاه ، إلى مبتغاه ، واقفٌ مهما أوتي من قوة وسطوة ، جُند وحرس ، أشاوس وعُسس دهاء ومكر و أدوات و مال مُدنس بآهات الجماهير وتعاستها وحرمانها وحسراتها ودموعها ودمائها ، وهي في المقابل نهر مضطرد هادئ لين سموح حامل وضامن لأمنيات المحرومين أن يهل زمن اخضرارها وتفتحها ونضجها ليقطفوا من مروجها الباذخة جناها الحلو وثمرها المُستطاب ... وينعموا بمرآها وبمذاقها و إمتاعها و إشباعها ، ويستريحوا على أريكة المحاسن والمباهج في أمن ورخاء وعزة قعساء .
الثورة الهتاف العبقري السحري للسواد الأعظم ، للغالبية المتحدة المتآزرة المستيقظة : الشعب يُريد إسقاط النظام .
الثورة فيض شعور بظلم ، بعسف ، بطغيان ، بقهر، بحرمان ، يُخرج المظلومين عن صمتهم ، عن غضبهم المكبوت ، إلى أن ينزاح الظلم والظُلام ، العسف والطغيان ، القهر والحرمان . الثورة فجر تغيير منشود ، إطلالة أمل باسم الثغر طلق المُحيّا ، ربيع حلم مآسي آن لها الانتهاء و دموع آن لها أن تتكفكف وغشاوة آن لها أن تنقشع ، و أحزان آن لها أن تندثر، الثورة قيام الروح من سباتها ، عودة العقل الجمعي من غيابه و تغييبه في ظل نضوج وعي بها وبحتميتها . هي تسريع حل لطلاسم طالما اجتهد صانعوها في حبكها وإحباط فكها و عملوا على صيانتها وتمتين نسجها ، هي خطوات الشعب العجلى إلى التغيير الميئوس منه والبعيد مناله ومتناوله لولاها .
الثورة هي إنزال آمال الشعب من على مشانق المستبدين إلى ارض الواقع الملموس المحسوس تتحقق و تتدفق فيها الحياة ، هي قرار الشعب النهائي أن يكون وأن يدحر عنه ليل التسلط وديجوره ، تسلط الفرد والعصابة الحاكمة ، وإن زعم الزعيم ، أو زعموا ، أنهم قد زهدوا السلطة والتسلط والحكم والتحكم ، أو أرغى وأزبد أو أرغوا و أزبدوا أنّ الشعب يحبهم و يحبونه ويفتديهم و يفتدونه ، و يحرص على الوفاء لهم ويحرصون على مصالحه العليا . و إن روجوا أنّ الأمهات قد عقمن أن يجُدن بمثلهم .
الثورة قومة شعبية لإعادة الحق إلى نصابه ، لإنقاذ الوطن من ذابحيه ، لاسترداد الوطن من خاطفيه ، هي إعادة للحق العام والحق الخاص إلى نصابه .. الحق العام للشعب في الثروة والسلطة ، والخاص لأفراده في ما هو حصاد شقاء عمر وضنى دهر، و مستحق بشر كرمهم باريهم .
الثورة هي إصرار على الحياة مدفوع الثمن من غير من و لا أذى ولا تردد ولا شعور بالبخس ، هي الشهادة تقرع الأبواب فيفتح لها عشاقها لتأخذهم إلى عالمها الفريد ، إلى حياتها السرمدية و رزقها غير الممنون و فرحها الخالص و بشارتها اللاهبة لشعور من لم ينالوا شرفها .
الثورة هي التضحية بالعرق والدم والوقت والمال ، هي استعداد تام للصبر والسهر والتعب والإيثار والألم ، هي بذل المعروف و الكرم والسخاء ، عطاء من الفرد والأفراد ، مع استمرار في استعداد حتى انجاز النصر المؤزر ، و تسييجه ، والحفاظ عليه من قطاع الطرق ، هي بذر من الشرفاء الأوفياء لامتهم و وطنهم ليحصد المجموع : كرامة وحرية وأمن وعدل و تمتع جمعي بثروات المجموع وفق قانون يبرموه ويطبقوه و يحموا حماه ، لينال المجموع بناء وتنمية وبهجة لهم وللأجيال الآتية من بعد ، والمتعاقبة في قادم الأزمان .
الثورة هي ملحمة شعبية لاستنقاذ الوطن : الإنسان ، الأرض ، الثروة ، السلطة ، من أيدي مغتصبيها وإن ادعوا أنهم إنما نالوها عبر انتخابات أو شرعية ثورية ، أو توريث من لا يملك من لا يستحق . هي قرار الشعب النهائي أن يحكم نفسه بنفسه مستنداً إلى قيمه ومعتقداته وثقافته الأصيلة لا التي صنعها الاستبداد على عينه ليطول به مُقام . الثورة هي إرادة الشعب ان يكون هو، لا أن يكون ـ على عاتقيه ـ الطغاة ، قرار الشعب أن يعيش في شمم ، أن يحيا في عزة وكرامة و سؤدد و إبا ، مرفوع الهامة ، موفور السعادة ، مرهوب الجانب من حاكميه ومن تسول له نفسه النيل منه ومن مكتسبات ثورته ونضاله .
الثورة إنسانية سئمت المسخ والخسف والطمس والامتهان والإذلال والمصادرة لحقيقتها وجوهرها الفذ ، مشاعر آن لها ان تستعيد تقديرها و بريقها ولمعانها وإشراقها . نفق مظلم حشر الوطن والمواطن فيه سياسات حمقاء لساسة لا يهمهم سوى نزواتهم المادية والمعنوية و ذواتهم المتضخمة ، نفق حُق للجماهير و وجب أن تضع وتصنع له مُنتهى مهما كلفها ثمن فهو لن يكون أثقل من أثمان باهظة تدفعها باستمرارها في ذاك النفق بائسة خانعة يائسة من خلاص وتخليص .
الثورة هي صيحة الشعب المدوية في وجه الاستبداد والمستبدين : متى استعبدتمونا وقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ، متى مُلّكتم الوطن وثروات الوطن وقد وجد ذلك وانتم ومن خلفوكم لازلتم بظهر الغيب ، الأرض لنا وما فيها لنا وهي بنا ولنا ، نحن لسنا قصّراً ، إننا نتحمل المسؤولية كاملة فنضع نحن أمانة القيادة و تبعة المسئولية بين يدي من نختار نحن لا سوانا وبمحض إرادتنا وحريتنا ونسترجعها منه متى أردنا نحن بزمن محدد ينقضي أو خروج منه عن جادة الصواب يطرأ ، قد سئمنا من يتجبر ويطغى و يزعم نحن هو وهو نحن .
الثورة زلزال عات صاعق ناسف لبنيان الطغيان من أسه وأساسه ، ومؤسسة الفساد والاستبداد من جذورها ، بركان هادر مزمجر جارف كاسح لا يقف في وجهه ودون إنسياحه إلى منتهاه ، إلى مبتغاه ، واقفٌ مهما أوتي من قوة وسطوة ، جُند وحرس ، أشاوس وعُسس دهاء ومكر و أدوات و مال مُدنس بآهات الجماهير وتعاستها وحرمانها وحسراتها ودموعها ودمائها ، وهي في المقابل نهر مضطرد هادئ لين سموح حامل وضامن لأمنيات المحرومين أن يهل زمن اخضرارها وتفتحها ونضجها ليقطفوا من مروجها الباذخة جناها الحلو وثمرها المُستطاب ... وينعموا بمرآها وبمذاقها و إمتاعها و إشباعها ، ويستريحوا على أريكة المحاسن والمباهج في أمن ورخاء وعزة قعساء .
الثورة الهتاف العبقري السحري للسواد الأعظم ، للغالبية المتحدة المتآزرة المستيقظة : الشعب يُريد إسقاط النظام .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)