الأحد، 30 نوفمبر 2014

كفاية قيادة اخوانية مصرية

كفاية قيادة اخوانية مصرية بقلم : مرعي حميد يجب على قيادة إخوان مصر خارج مصر وداخلها وبما في ذلك محمد مرسي اعتزال السياسة وترك الشعب ـ بما في ذلك افراد جماعة الاخوان ـ يبحث له عن قيادة لثورته الثانية ، ويؤسفني ان اصل الى هذا الحكم الجازم المبني على الانصاف والحرص على اخوان مصر وعلى مصر البلد العربي الهام والحبيب ، إنّ أفراد قيادة اخوان مصر ببساطة لا يتقنون ولا يفهمون السياسة و ولا يُحسنون تدبير شؤون الحكم و التجربة خير برهان ، ومما يزيد الطين بله عشقهم للتسلط ولو بالتعاون مع اسرائيل ، الم يطلق محمد مرسي صفة صديقي على الصهيوني المعتق شمعون بيريس ... انه من العيب الفاحش ان يأتي مزارع ليهندس سفينة أو غواصة نووية ... تكفي تجربة الشعب المصري معهم ...كفاية قيادة اخوانية وكثر الله خيرهم فليذهبوا ـ كقيادة اخوانية ـ إلى ما يتقنون ويُحسنون ولا يضيعون وقتهم ولا وقت شعب مصر في ما لا طائل من وراءه بل تكمن خلفه النكبة تلو النكبة والقهر تلو القهر وضياع الجهود والتضحيات خاصة والشعب المصري بصدد القيام بثورة ثانية ضد الطغمة العسكرية الجاثمة على صدر مصر وبدعم سخي من حلفائها في المنطقة والعالم ... إن التصدر لقيادة الشعوب أمر خاطئ ومقدمة لمُصيبة أو كارثة حينما يفعل ذلك من لا يدركون أعماق السياسة ومن هم غير راغبين في التزود بالفكر السياسي و دراسة الفكر السياسي والاطلاع على تجارب السياسيين وخاصة في الغرب واليابان الذين اكتسبوا من خلال التجارب والممارسة الطويلة معرفة عميقة و فكر سياسي لا غنى عنه لمن أراد ادراك فن الحكم . إن أكبر مشكلة تواجه العقل المسلم وهو يرغب في تحصيل المعرفة السياسية عقدة رفض الغرب وما جاء من الغرب جملة وتفصيلاً ، وهذا لعمر الحق تفريط هائل لن يسد مسده شيء ، إننا نعيش سياسة مختلفة عن السياسة التي انتهجها حكام المسلمين بدءاً من الخلفاء الراشدين وحتى نهاية العصر العباسي الثاني ، إن من يعتقد أن معرفته بسياستهم تلك للحكم كافية لكي يتصدر ويُدير دفة الحكم في زمن مختلف فهو مخطئ جداً جداً وهو مُدعي للإدراك والمعرفة السياسية وهو بعيد عنهما ، ولله سُنن في الكون يجب الأخذ بها ومنها سُنة العلم والمعرفة المتواكبة مع الزمن الذي تعيشه وهذه المعرفة ملمح من ملامح قصة اصحاب الكهف الواردة في كتاب الله المجيد . انه لا بد من معرفة الفكر الغربي في مجال السياسة والفكر السياسي وفي مجال إدارة شئون الدولة والعلاقات الخارجية وذلك من خلال : 1) القراءة المكثفة والمعمقة في الفكر السياسي والممارسة السياسية والساسة الغربيين وبخاصة قراءة مذكرات الساسة الغربيين مهما اختلفنا معهم مثل مذكرات هنري كيسنجر و شارل ديجول و ونستون تشرشل 2) مشاهدة الافلام الوثائقية عن الساسة والسياسة في الغرب واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية وماليزيا 3) الكتابة في هذا المجال فعملية الكتابة عملية تفكير كذلك كما القراءة ، ومن الكتابة اعداد البحوث السياسية وتأليف الكتب . 4) تعلّم لعبة الشطرنج وممارستها باحتراف ولو مع الكمبيوتر فهي لعبة الملوك كما يقولون وفيها شحذ للعقل وادراك لكيفية كسب المعركة السياسية وتجنب اخطائها ولا اقول العسكرية فنحن في غنى عن معارك عسكرية وثقافة عسكرية كوننا بصدد ادارة الحكم والحكم الرشيد لا خوض حروب ، ومن اهم دروس هذه اللعبة الإدراك التام والكامل للواقع الذي تتحرك فيه فتدرك ماذا تريد وماذا يريد خصمك وكيف تصل الى ما تُريد تفشل خطط خصمك وتُبطل مساعيه للنيل منك ومن مساحتك في اللعبة ( وطنك ) . إنّ هذه المعرفة لن تتحصل في يوم وليلة ، ولكنها بحاجة الى وقت طويل و جهد ودأب وعشق لها وشغف بها وولع ليس حباً في التسلط و هوساً به ولكن سعياً صادقاً لخدمة شعوبنا في هذا المجال وهذا العلم الذي تحتاج من يدركه ويسبر غوره من المخلصين البررة وهو مفتاح أي تقدم ممكن في كافة مجالات الحياة . و هي معرفة لن تتحصل بالكبر والغرور والاستنكاف عن اقتنا الحكمة واستلهامها ممن لا نتفق معهم في التوجه العقائدي ، ولكنها بحاجة الى افراد يعيشون حقيقة (( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ))