الأربعاء، 19 يناير 2011

رشفات سياسية 6

رشفات سياسية 6
بقلم : مرعي حميد
الأولى : حصاد رياضي لفشل سياسي
لا ينفصل الحصاد المرير للكرة اليمنية في خليجي عشرين عن كونه واحد من تجليات فشل السلطة وحزبها الحاكم على جميع الأصعدة ، وهو عموماً ليس أول فشل رياضي بل نحن اليمنيون متعودون على هكذا فشل كروي ولكنه جاء هذه المرة اشد مرارة وسط الجماهير اليمنية المتحمسة لمنتخبها ، وأقسى عاقبة للفساد المالي والإداري ، نتاج لمسئولين يهمهم فقط جيوبهم ديدنهم ان يطبلوا ويزمروا للرئيس ليبقيهم في المواقع التي تمكنهم من مواصلة مشوار النهب والفساد الإداري وإلا قولوا لي بالله عليكم مدرب أجنبي راتبه 35 مليون ريال يمني في الشهر الواحد ولمدة سنة ونصف حتى الآن و شبه المؤكد أنّ الرجل قبل ما لا يقبله الآخرين، نص بنص : لك نصف الراتب ولنا نصفه ، وهذا يدل على نقص شديد وعيب بيّن في شخصية المدرب و كفاءته ، وقد وصف وزير الشباب والرياضة حمود عباد من يطالبه بالاستقالة بقوله انه (( معتوه ويكشف الخلل الأخلاقي في نفسه وسلوكه )) في الوقت الذي قال فيه احمد العيسى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم لصحيفة الاتحاد الإماراتية : ((المنتخب خذل الجميع واستقالتي جاهزة ان كانت ستحل المشكلة )) ويُظهر كلا التصريحين عقلانية العيسى ونزق وتهور وطيش عباد و إصراره على الخطاء و مكابرته الفجة و استماتته في المنصب الذي يبيض ذهباً ولؤلؤاً و زبرجداً و محاولته رمي عيوبه على الآخرين .
والإصلاح السياسي يبقى المدخل اللازم والكافي لأي إصلاح آخر بما في ذلك الإصلاح الرياضي . وليس من سبيل للإصلاح السياسي إلا بانتخابات حرة ونزيهة .
الثانية : المؤتمر يُشهر إفلاسه
حاول المؤتمر أن يداري و أن يُخفي رفضه القاطع للديمقراطية عملياً منذ إعلانها في 22 مايو 1990 ولكن إصرار المشترك ، منذ نهاية الانتخابات الرئاسية ، على الديمقراطية العملية حمله على أن يشهر إفلاسه ديمقراطياً على رؤوس الأشهاد وذلك صباح الأحد 30 أكتوبر المنصرم 2010م وهو لم يتجرءا على الخروج لوحده بل جرجر معه صنائعه الذي يجمعهم به ما يسمى ( التحالف الوطني الديمقراطي ) وخرجت صحيفة الثورة في أعداد متتالية لتبرر ما أقدم عليه المؤتمر فذهبت تتحدث عن الفرض والوسيلة وكأن الفرض ممكن إتمامه بدون وسيلته ، لقد كان إعلان المؤتمر كذلك إعلام للقاصي والداني ان الوطن اليمني هو عند البعض وطن صادروه منذ سنوات لصالحهم وهم لا يريدوا التنازل عن هذا المكسب الثمين والصيد السمين انه وطن بنفطه وغازه وأسماكه وقاعدته و حوثيه وكلها تُدر دخولاً هائلة لا ينبغي التفريط فيها ولا يجوز و طز في الثورات والثوار و الشعب والقيم ، والمهم هو الحصان الجموح و سائسيه المبجلين بل ناهبي كل تبجيل للوطن والمواطن لصالح ذواتهم المتضخمة و حصانهم العاثر المتعثر . وإفلاس المؤتمر يمتد إلى الإفلاس التنظيمي حيث ان ما حدث دل بما لايدع مجالاً للشك ان المؤتمر هو الرئيس والرئيس هو المؤتمر وإلا قولوا لي ما هو المؤتمر ، والبقية تروس في دولاب وكيزان في طاقة وموظفين ليس لهم من الأمر من شي ، مجرد أجراء ، أجرة احدهم ما يحصل عليه من مرتبات مغرية و مصالح نافذة وحظوة مُنسية لقيم الشرف والنبل والوطنية الحقة ، وانه لحريٌ بكل منتسب إليه ان يُعيد النظر في انتسابه وان يدرك انه قد آن له ان يغادر هذا الكائن الهلامي المسمى ( حزب حاكم ) ، وما هو بحزب وما هو بحاكم ، انه اقرب شي إلى الانتعال و الاستخذاء و الصنائعية و التوظيفية . والمؤتمر لم يخسر لوحده الرهان الديمقراطي بل جرجر كذلك معه صحيفة الثورة الرسمية ـ كعادته ـ وحولها إلى بوق يسبح له ويبجل ويصب اللعنات على اللقاء المشترك في محاولة يائسة لشفط دهون المؤتمر وترقيق حواجبه وتلميع مخازيه ، و في ذات الوقت ترمي بكل قاذورات المؤتمر على المشترك ، بئس الصحيفة صحيفة الثورة الرسمية اليمنية التي أممها المؤتمر الاستبدادي الانتهازي أو لنقل كذلك المؤتمر المفلس العام ، وأمم كتبتها وحولهم إلى قوام جوقته المطبلين ، رب عجل بثورة تنقذ الشعب من شر الطواغيت والفراعنة الجدد .
الثالثة : السودان و نحن
البعض بكل بساطة يقول ما دام أنّ أهل السودان اتفقوا على إجراء استفتاء يحسم مسألة الوحدة والانفصال فلماذا لا نجري نحن استفتاء مثله ، إنه لا مقارنة على الإطلاق بين المشهدين اليمني والسوداني ،إنّ استفتاء السودان القائم هو بموجب اتفاق نيفاشا الذي اقر مبدأ تقرير الجنوب لمصيره عبر الاستفتاء ، وفي بلادنا أقرت اتفاقية الوحدة الموقعة في عدن بتاريخ 30 نوفمبر 1989 إجراء استفتاء على دستور الوحدة وتم ذلك الاستفتاء بعد تأجيل وكانت النتيجة لصالح الدستور الجديد للدولة الوليدة ، أي أنّ هذا الأمر سبق حسمه على الساحة اليمنية . أضف إلى ذلك أن استفتاء جنوب السودان في أمري الوحدة أو الانفصال هو نتاج لنحو عشرين عاماً من الحرب بين الشطرين أكلت الأخضر واليابس وبدون حسم وبالتالي قبلت حكومة الإنقاذ اتفاقاً من هذا النوع فإما وحدة بالرضاء والاختيار وإما انفصال يحقن الدماء ويوفر المدخرات المالية للبناء والتنمية وهذا قمة الحكمة ، والغرب اليوم يريد و بإلحاح تحقيق الانفصال و في ذات الوقت عودة الحرب التي تخدم أهدافه في إضعاف حكومة الإنقاذ و لتستمر حلقات التآمر ضد السودان بحكومته الإسلامية ، و الغرب يريد دارفور منفصلة كذلك بعد أن يحقق حلمه القديم بفصل الجنوب الذي منه يستطيع خنق أي نظام إسلامي قد يصل إلى السلطة في مصر باستخدام ورقة مياه النيل و كذلك إبقاء الجنوب المنفصل كرباج يستخدمه الغرب لإرغام النظام المصري الراهن على الاستجابة لمطالب الحركة الصهيونية المتجددة و مضايقة المقاومة الإسلامية الفلسطينية والإخوان المسلمين في مصر ومآرب أخرى عديدة .
و إنّ من الحكمة ان يستجيب الرئيس السوداني و حكومته لرغبة جنوب السودان ان كانت في الانفصال وان كانت في الوحدة نزولاً عند الاتفاقيات والمعاهدات والوعود المستمرة من الرئيس السوداني بذلك ، ولاستحالة حسم المعركة لصالح الوحدة قبل الاتفاقيات والمعاهدات .
الرابعة : ترسانة الأكاذيب الانفصالية
لم يُبقي الإعلام المؤيد لانفصال الجنوب اليمني مجال لتصديقه بسبب أكاذيبه الفاقعة المتتالية فهذا موقع ( حضرموت العربية ) يكذب ليحول عمل مطلبي إلى عمل انفصالي بالرغم أنه ليست له أي علاقة بهذه النزعة البائسة وذلك حينما زعم أنّ طالباً سماه (عوض بلحامض ) قد قام بوضع (علم الجنوب) محل علم الجمهورية على مدرسة 14 أكتوبر بمنطقة العنين بمديرية القطن والتي ادرّس فيها مما أدى إلى إغلاق المدرسة . والحقيقة أنه لم يحدث من ذلك أي شي على الإطلاق ، ليس هذا فحسب بل ولا يوجد طالب بهذا الاسم في المدرسة على الإطلاق ، ماذا نسمي هذا ؟؟ إن أسميناه كذباً فلعل الكذب يخرج علينا محتداً مغاضباً متظاهراً مردداً أقسى عبارات المسكنة ورفع المظلمة !!!.
وهذا انفصالي أو أكثر يكتب أو يكتبون خبر مشحون بالكذب ، مسربلاً بالزيف من رأسه إلى أخمص قدميه لان رغبة انفصالية فشلت في تحقيق مراميها فهم يريدون إنجاحها على صفحات الانترنت وهم يحسبون أنّ كذبهم سيمر وسيصدقه من هم خارج منطقة الحدث على الأقل ، و قاموا بإرسال خبرهم الكذوب من مديرية القطن كذلك إلى موقع المكلا اليوم ونُشر دون أي تمحيص ، والثقة لا تُعطى إلا لأهلها و السعي للسبق الإعلامي دون تمحيص خطيئة لا تتردد العديد من المنابر الإعلامية من الوقوع فيها ، وهذه الخطيئة تهز الثقة و تنزعها من تلك المنابر .
لقد نشر ذلك الخبر الزائف المسموم و فرّخ في موقع المكلا نت رغم إرسال تعليقات ممن يثقون بهم ان الخبر عارعن الصحة و نشر الخبر كذلك موقع دمون نت الذي لا يقبل أي تعليقات و رغم اتصال احد الشباب على مسئول الموقع إلا أنّ الخبر الكاذب واصل ثباته على صفحة الموقع مما يشي بالميول الانفصالية للموقع ، وهذا ليس بغريب على موقع رابطي يتبنى رؤية حزب الرابطة ويروج لها ، والرابطة هو أول تنظيم يمني يرفع تسمية ( الجنوب العربي ) زمن الاستعمار البريطاني ويصر ابرز مؤسسيه الأمين العام الأسبق شيخان الحبشي على ذلك فيقول : ((إن الرابطة تؤيد فكرة توحيد القطرين الجنوب العربي واليمن ،لا على أساس أن الجنوب تابع وخاضع لليمن أو بعض منه ،أو أن عرب الجنوب ينتسبون إلى العرق اليمني ، بل على أساس قطرين عربيين متجاورين ، بل لا تقر الرابطة نظريا المبداء القائل بأنه يجب على الجنوب أن يتوحد مع اليمن أولا وقبل كل شيء مهما كان النظام القائم في اليمن ))
، وقد وجدنا الرئيس الدائم للحزب منذ زمن إلغاءه في دولة الجنوب اليمني عبدالرحمن الجفري نائباً لرئيس الدولة الانفصالية عام 1994 م . وانصح كل من يبحث عن الحقيقة ان لا يتجه لأي مصدر انفصالي فهي لا تتردد في ان تكذب كذباً مزرياً رقيعاً يأنف الكذب أن يُنسب إليه ، وقديماً قيل : (( من تغدى بكذبة ما تعشى بها ))، إنّ الأكاذيب والزيف ونشر الأوهام لا يُغني شيئاً ، و أقبح الناس عند الناس الكذوب وعليها فقس . وهنا نضع السؤال عن مدى قناعة حزب الرابطة بالحوار الوطني الذي يقوده المشترك ورجائي ان يكون الحضور صادقاً لا لخدمة سلطة الداخل والخارج .
بعد أن فرغت من كتابة هذه الرشفات وقبل أن أرسلها للنشر اتصل بي احد شباب القطن مغرب يوم الزينة ( الثلاثاء 16 نوفمبر ) يسألني عن خبر مكتوب على شريط قناة عدن الانفصالية يتحدث عن مظاهرة قام بها أهالي حي العنين ـ الذي أسكنه ـ مؤيدة للانفصال وكانوا خلالها يحملون علم الانفصال وصور البيض ، لم استغرب كثيراً حيث توقعت ذلك بعد ان تناهى إلى مسمعي قيام اثنين من مؤيدي الانفصال بالتسلل إلى صفوف عدة اللا لعاب الشعبية (الشبواني ) التي تحافظ على تقليدها بعد كل صلاة زينة منذ عشرات السنين بان تجوب شوارع البلدة داخلة مزيد فرح وبهجة وسط جموع الناس الذين يسيرون مسارها ، المتسللين يحمل احدهما علم الانفصال والآخر صورة ابيض اسود للبيض ولما لم يجدا تجاوباً من الناس لشعارهما الانفصالي أبديا تبرمهما و انسحبا بعد نحو عشر دقائق ، و استمرت عدة الشبواني في طريقها الذي تسلكه كل زينة ، هذا كل ما حصل فلا مظاهرة ، ولا ناس ، ولا حشود ، المسألة عنصرين فقط ولمدة عشر دقائق ، ولكن الإعلام الانفصالي يبحث عن الحبة ليصنع منها جبلاً وخبر وعلم ، والغريق يتمسك بقشة ومن تغذى بكذبة ما تعشى بها ولدى الانفصاليين ترسانة أكاذيب يحاولون الضحك بها على البسطاء ومن هم خارج نطاق الحدث ويريدوا ان يقولوا ويصوروا للخارج أنّ الشارع الجنوبي معهم .
الخامسة : اتحاد عربي بمن اقتنع
لم تصل قمة سرت العربية إلى نتيجة ايجابية تؤدي إلى تشكيل اتحاد عربي أو التسريع في ذلك ومرجع هذا اعتراض بعض الحكام (أو المحكومين ) العرب و في الطليعة حاكم مصر المتحجج ـ المزوّر الأكبر ـ بان هذا سابق لأوانه ، ولا ندري متى يحين أوانه من وجهة نظره ، وأنا في اعتقادي ان هذا الأوان عند ذلك (الزعيم ) لن يأتي أبداً إنما مُراده ان لا يتم تشكيل أي اتحاد عربي يخرج العرب من دوامة جامعة عقيمة إلى عمل عربي مثمر ، وإنما هي الذريعة ، وأدعو إلى تشكيل اتحاد عربي بمن اقتنع من الدول العربية على ان تبقى هذه الدول في إطار جامعة الدول العربية وتكون هذه الدول هي المؤسسة للاتحاد ونواته وتفتح المجال بعد التأسيس مباشرة لمن اقتنع من الدول الانضمام إلى الاتحاد ، فلا نبقى ننتظر موافقة الكل فهي من الصعوبة بمكان ولنا كعرب في تجربة الاتحاد الأوروبي خير مثال فقد بدأ بسبع دول فقط وهو اليوم يضم 27 دولة .
ان بعض السلطات العربية في سلوكها من الاتحاد العربي تشبه الشيطان في سلوكه نحو المسلم المؤمن بربه المؤدي لصلاته في المسجد فهو لا يريد منه الذهاب إلى المسجد على الإطلاق ولكن ان أصر على الذهاب ، وفشل شيطانه في إقناعه بالعدول عن الذهاب أو إشغاله بغيره أو تسويف ذلك الأمر ، نجد شيطانه يتبعه إلى المسجد الذي كان لا يريد منه الذهاب إليه ، لماذا ؟ هو مبدئياً ضد المسجد ولكنه يمضي إليه ليس محبة فيه وإنما ليوسوس لذلك المصلي فيضيع عليه صلاته ان لم يفطن لمقصد الشيطان هذا وتدرجه في الإقعاد عن الخير وتفويته عليه ، كيف لا وهذا من صميم رسالته في الحياة ، و السلطة المصرية وسواها لا تريد تشكيل الاتحاد العربي ولكن ان شُكل بمن اقتنع فهي لن تتأخر في إعلان الاقتناع لتتبع إلى الاتحاد بأمر من الآمرين ولتنفيذ مآربهم ولتفسد الاتحاد من داخله كما تفعل مع جامعة الدول العربية التي لم ينتج عنها منذ تأسيسها شي يُذكر لصالح الأمة العربية والأقطار العربية .
السادسة : .. و ( أمسى) للعراق حكومة
بعد نحو سبعة أشهر من الشد والجذب أمسى للعراق يوم الخميس 10 نوفمبر أول حكومة وطنية يختارها العراقيون بمحض إرادتهم في ظل الاحتلال الأمريكي وتجاذب إقليمي على نفوذ ما في العراق من خلال حاكميه وجاء الاتفاق العراقي بعد اقل من أسبوع من دعوة أطلقها الملك السعودي للأطراف العراقية بالحضور إلى بلاده للتباحث والاتفاق بالرغم من وجود مبادرة مسعود البرازاني التي لم تأخذ بعد مفاعيلها ولم يعلن فشلها بل كانت المؤشرات تدل على ذهابها باتجاه النجاح مما أثار الشكوك في دعوة الملك عبدالله و السؤال عن مدى علاقة تلك الدعوة بالأفكار المصرية الرسمية التي ربما وجدت أنّ رئاسة الحكومة في العراق تتجه إلى نوري المالكي الذي لا تريد له مصر ولا السعودية كذلك ان يشغل هذا المنصب وهو الرجل المعروف بارتباطه الوثيق بإيران ، و وجدت في هذه المعركة السياسية إياد علاوي الشيعي الليبرالي يأخذ السنة ليقف معهم خارج تشكيلة السلطة ، فهل كان علاوي طرف في مؤامرة ظاهرها الكياسة السياسية و باطنها العذاب فحواها إبعاد السلطة تماماً عن السنة في (تحالف ) العراقية ، وقد يبقى موقع علاوي هذا محفوظاً في ( مجلس السياسات الإستراتيجية ) . لقد كان المتبقين ذلك المساء الاستثنائي في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد جسورين ولكنهم واثقين من أغلبيتهم و كفايتهم لإتمام ما تم الاتفاق عليه رغم انسحاب نواب العراقية التي تميل في ولائها لحكومات الاعتدال العربية الممالئة للولايات المتحدة الأمريكية و الكيان الصهيوني وبدأت العراقية رافضة لمبدأ الديمقراطية لأسباب غير وجيهة .
وحين نقارن بين المشهد السياسي اليمني والمشهد العراقي لنا أن نقول : اختلف أهل الحكمة واتفق أهل الشقاق .
السابعة : الإستبداد النقدي
إذا سمعت بمنحة أمريكية لدولة ما فلربما كانت من إلـ 600 مليار دولار التي طبعتها الحكومة الأمريكية طبع وتلزم العالم بالتعامل معها وتشير الأخبار إلى عزم الإدارة الأمريكية إصدار مثلها حيث يبدو أنّ العملية أعجبت اوباما المترنح في بيدا الفشل في الداخل والخارج ، إنه الاستبداد من طراز جديد .. الاستبداد النقدي ، ويقول البعض أنّ ذلك الأمر مهم جداً حتى تبقى أمريكا قوية لان انهيارها سيهدد اقتصاديات العالم ، وأقول أن معظم هذا الطرح الذي يروج له أمثال بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي زمن الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر ، قد يأتي من باب إثارة المخاوف وخلق المبررات غير الوجيهة ، و هناك دول عديدة تمر بأزمات اقتصادية لا تنهار ولكن يتراجع اقتصادها ، وليكن ، ليتراجع الاقتصاد الأمريكي ، ولتتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن مكانتها السياسية ، وليتراجع نفوذها ولتتأدب أمريكا جزاء طغيانها و تأييدها للطغاة وللنظام الصهيوني ، ليكن ذلك كله وأهلاً به و مرحى ولكن ان نسمح لأمريكا بالبقاء بعنجهيتها وتسلطها وعجرفتها من خلال السماح لها بطبع عملتها بمزاجها والتعامل معها كأن طبعاً جنونياً لم يتم فلا و ألف لا ، والصين بالمرصاد !!!
الثامنة : إخوان مصر .. مشاركة جسورة
حقق الإخوان المسلمين في مصر هدفهم الأساسي من المشاركة في انتخابات مجلس الشعب بنسبة مئة في المائة بل وأكثر من ذلك ، لقد كان الهدف الأساسي حرمان النظام المصري المتعفن من التبجح بالديمقراطية والمشروعية ، وفي المقابل غدا الإخوان يمثلون إلى حد كبير إرادة الشارع المصري فيما يفتقد الحزب ( الوطني الديمقراطي !!!) أي تمثيل لإرادة الشعب المصري إنما هم حُثالة من اللصوص و الحرامية والبلطجية بل و غدا الأمن المصري في الواقع الجناح العسكري للحزب الوطني الحاكم بالزور والبهتان وأصبح الميل للخيار غير السلمي للوصول إلى السلطة حق وطني للإخوان ولغيرهم في ظل استقوا الحزب الحاكم بالدولة و افتقاده الشرعية والمشروعية و رفضه العملي لمبدأ التداول السلمي للسلطة ويقر بذلك الرئيس حسني مبارك لمسئول غربي نقلت الشهادة عنه مجلة نيوزويك الأمريكية عدد 25 ديسمبر 2001 ويحكي الحكاية فريد زكريا وكريستوفر ديكي ومفاد الشهادة ان حسني مبارك يقول للمسئول الغربي انه لو أجريت انتخابات حرة ونزيهة لأصبح الإخوان المسلمين في السلطة ثاني يوم ، وكلام حسني يدل على ان لا شعبية لحزبه وكل الشعبية للإخوان المسلمين وبالتالي فانه لا مشروعية له في السلطة ولا لحزبه الخائب إلا في التزوير ، وكل المشروعية للإخوان المسلمين . كما أنّ كلامه يدل على حجم التزوير الهائل والجنوني للانتخابات فبدلاً أن تأتي الانتخابات بالإخوان إلى السلطة بحسب كلام زعيم المزورين تأتي الانتخابات بنتيجة لا يفوز فيها أي احد من مرشحي الإخوان ، فتخيلوا معي حجم تزوير يأتي بنتيجة كهذه !!!
لقد كانت المشاركة الانتخابية للإخوان المصريين مشاركة جسورة رغم وقع اعتقالات الإخوان المتزامن مع وقع الانتخابات البرلمانية ، و تقديم العشرات منهم للمحاكمة بتهم تلصيق (شعارات انتخابية ) إلا أنّ الإخوان شاركوا في الانتخابات بدون مشروطية الإفراج عن المعتقلين كما حدث ويحدث في بلادنا من اشتراطات اللقاء المشترك على السلطة بل و لمعتقلين من خارج اللقاء المشترك في معظم الأحيان ومن أشخاص منتمين إلى تيار لا يقيم أي احترام للمشترك ويجند أبواقه للنيل من المشترك وأحزابه ، تيار لا يُقدر الجميل ، ولا يشكر الصنيع حتى لو كان هو المستفيد منه . ومنطق الإخوان المصريين وهم يشاركون أنّ مقاطعتهم للانتخابات معناها انتخابات نزيهة وبالتالي فوز مستحق للحزب الوطني ولمن يتفضل عليهم من المستقلين ومرشحي أحزاب قضاء الحاجة لديه ( كما هي لدى المؤتمر عندنا ) ، أما مشاركتهم فمعناها تزوير واعتقالات وممارسات لا ديمقراطية كلها تشوه النتيجة وتحرم الحزب (الوطني ) من الادعاء بتمثيله الصحيح للشارع المصري و تمنعه من التبجح بديمقراطية حقيقية ، فضلاً عن أنّ الإخوان من خلال الانتخابات يعملون لمزيد تعريف بهم وبفكرهم و يوجدون نوع من النشاط والفاعلية الداخلية ، والإخوان المصريين نافسوا فقط على 130من مقاعد مجلس الشعب (508 مقعد ) و هم يشاركون رغم إلغاء نظام الإشراف القضائي على الانتخابات هذه المرة ، و رفض الحزب (الوطني ) أي مراقبين دوليين بحجة ان وجودهم هو نوع من التدخل الخارجي ، غريب من نظام واقع من طوله تحت أقدام الحركة الصهيونية و الإدارة الأمريكية ، أي تدخل خارجي يمنعه هذا النظام برفض الرقابة الخارجية ، إنها ادعاءات شرف قد ارتحل من زمااااان ، وطبعاً أمريكا صامته لان هذا يخدمها و صنيعتها ( إسرائيل ) في وقت نجدها تنتقد انتخابات (عسكر) بورما ( ميانمار) وعلى لسان الرئيس الأمريكي و المتعجرفة وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ، وما قيل عن رقابة منظمات المجتمع المدني المحلية هي كذبة فجة كبرى فلم يسمحوا لأحد بالمراقبة بل ولم يسمحوا حتى لمندوبي المرشحين من غير (الحزب الوطي ) بدخول اللجان من بداية الاقتراع إلى نهاية الفرز ومش هذا فحسب بل و وصلت الوقاحة بالحزب الوطي إلى منع الناخبين من دخول اللجان للاقتراع إلا لمن يحسن فيهم الظن . و قد حذر الإخوان وهم يشاركون في انتخابات مجلس الشعب السلطات من مغبة التزوير وذلك على لسان المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع .
لقد نجح الحزب (الوطي ) في مشروعه ألتزويري البلطجي ولكنه خرج عارياً من أي مشروعية شعبية فحتى نسبة المشاركة الانتخابية جاءت متدنية جدا حتى بالإحصاءات الرسمية (25% ) فهذا ربع عدد المسجلين فقط والبقية هم في الغالب غير مقتنعين بالحزب الوطني ولو كانوا مقتنعين لاقترعوا ولكنهم رافضين له ولعناصره وسياساته ، وهم واثقين انه حتى لو جاءوا وشاركوا فان النتيجة معلومة سلفاً ولدى الحزب ألوطي قائمة مسبقة بمن يريد ان يسمح لهم بالدخول وبالتالي أحجم عن المشاركة هذا العدد الضخم : ثلاثة أرباع المسجلين ، وبناء على هذه النتائج فان المجلس القادم فاقد للشرعية وكل ما يترتب عليه من حكومة وقرارات و قوانين وانتخابات رئاسية العام القادم 2011م .
و قد كان هدف السلطات المصرية وهي تواصل اعتقالاتها وعرقلتها للدعاية الانتخابية للإخوان دفع الإخوان للانسحاب وبالتالي إجراء انتخابات من غير تزوير و من بعد إفشال الدعاية وعد تحقيقها للنجاح والهدف الفكري الذي تتوخاه وبالتالي تقليل حظوظ الإخوان في النجاح وإفساح المجال أمام مرشحي الحزب (ألوطي )
الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت حرصها على رقابة الانتخابات المصرية الراهنة بالرغم انه لا يوجد في الشارع المصري إلا الإخوان المسلمين أولاً ثم الحزب الوطني بعد الإخوان بمسافة شاسعة ، فهل هو حرصاً أمريكيا على ان لا يحول تغوّل الحزب الوطني على نجاح الإخوان الانتخابي ؟ ، الجواب البدهي: كلا ، وبالتالي فان الحديث الأمريكي جاء إما دفعاً للعتب وإما لتتعرف ـ ويتعرف من خلفها الصهاينة ـ على الحجم الحقيقي للقوى السياسية المصرية وخاصة الإخوان المسلمين والحزب الوطني ، فإذا كان حضور الإخوان مخيفاً اجتهدت أمريكا في وضع أسس للتعامل مع هذا ( الخطر ) و أمر من يحكم مصر مهم جداً لأمريكا ومن خلفها الحركة الصهيونية وإصرار السلطة المصرية على رفض الرقابة الخارجية بحجة ان تلك الرقابة تمثل تدخلاً في الشؤون الخارجية يؤكد ان الغرض من الرقابة الخارجية التي تريدها أمريكا هو للوقوف على ميزان القوى في الشارع المصري .
ومن هذا المنطلق استطيع ان أقول ان الرقابة الخارجية على مجريات العمليات الانتخابية في شتى الدول يأتي في ما يأتي من اجله هو للتعرف على حقيقة موازين القوى في الدولة المعنية بالمراقبة أو على الأقل الحصول على مؤشرات هامة على هذا الصعيد و وفق هذه المعرفة تستطيع الدول القائمة بالرقابة وضع استراتيجياتها السياسية المتصلة بالدولة المعنية . وليس أي رقابة هدفها ضمان النزاهة والحرية الانتخابية أو منع التزوير وسلامة الإرادة الشعبية من التزوير

البعض يقول أنّ النظام يتخذ من الإخوان فزاعة وهذا قاد الإخوان للفوز ب 88 مقعد في انتخابات 2005م ، والسؤال هل زور النظام لصالح الإخوان ليفوز هذا العدد أم انه القدر الشعبي للإخوان الذي سمح له النظام بالمرور وكان بالإمكان تحقيق أكثر من هذا بكثييييييييييييير الإخوان هم أصلا كبار وهم يخوفون النظام الحاكم بصدق ومن خلفه الأمريكان وكل المتحالفين مع الحركة الصهيونية ، أو ممكن القول ان النظام قلص التزوير بما يسمح بفوز الـ 88 نائب من الإخوان
كانت للانتخابات لجنة انتخابية عليا من القضاة ولكنها معزولة عمليا عن مجريات العملية الانتخابية إنما هي مجرد ديكور و تدير الانتخابات في الواقع وزارة الداخلية أحكام قضائية لصالح مرشحي الإخوان لا يتم العمل بها وترفضها وزارة الداخلية . والحديث عن الانتخابات المصرية يحتاج إلى مقال مستقل .

التاسعة : اليمن و أفغانستان .. تشابهت الأسباب ، فهل تتشابه النتائج ؟
يبدو أنّ اليمن من وجهة النظر الأمريكية أصبح (( ملاذاً آمناً )) للقاعدة ، و هاهي الأخبار تتحدث عن انتقال قيادات القاعدة في شرق إيران إلى اليمن ، وجاء الطردين ليزيدا الهواجس الأمريكية ، كان غزو أمريكا لأفغانستان بذريعة توفير حكومة طالبان لملاذ آمن للقاعدة فهل تسعى أمريكا لغزو اليمن بنفس هذه الذريعة ، بالرغم ان أمريكا وحلفائها تلقوا ولا زالوا يتلقون دروساً قاسية على الأراضي الأفغانية ، و قصة الطرود تكشف إلى حد ما اختراق الأجهزة الأمنية السعودية للقاعدة في اليمن فحكاية جابر بن جبران بن علي الفيفي ( أبو جعفر الأنصاري ) و(تسليم) نفسه للسلطات السعودية لا تصمد أمام العقل والمنطق ، و إن صحت رواية مصدرية الفيفي لمعلومات السلطات السعودية عن الطرود فان الفيفي كان مخترقاً للقاعدة في اليمن وليس عنصراً أصيلاً فيها . و لدى السلطات السعودية من المعرفة بطبيعة السلطة اليمنية ما يكفيها ان لا تطمئن لإخبار هذه السلطات بالمعلومات التي حصلت عليها ولا حتى إشراكها فيها مع الولايات المتحدة .
العاشرة : فن في خدمة السياسة
جاء مسلسل ( الجماعة ) ليعري وحيد حامد من إمكانياته كمخرج فني ولتضعه وبامتياز ضمن تنابلة السلطان المحنط ، ومثل المسلسل الذي كان موضوعه جماعة الإخوان المسلمين خير مثال لتحالف المؤلف والمخرج مع المخابرات وانسياقه لتنفيذ أهدافها ، فهذا احد (الممثلين) يتحدث في الحلقة السابعة والعشرين يقول عن جماعة الإخوان : (( وجودها يهدد الأمن )) ويقول الملك فاروق بعد اغتيال النقراشي في حديثه مع إبراهيم عبد الهادي ، رئيس الوزراء القادم ، : (( ما حد يربي ذيب داخل بيته )) ويقول (( الناس تخاف من المستخبا )) ويقول إبراهيم عبدالهادي آمراً : (( أنا عايز مصر من غير إخوان )) هذا فضلاً عن محاولات متعددة لتشويه سمعة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإمام الشهيد حسن البنا أستاذ الجيل .
، وقد بثت هذه الحلقة (27 ) في موعدها الأصلي أي بثت مساء 27 رمضان وأعيدت صباح 28رمضان وبثت مرة أخرى ( في زمن البث الأصلي )مساء 28 رمضان وكان متوقع بث الحلقة 28 وأعيدت الحلقة 27 صباح 29 رمضان على قنوات نيل دراما وأوقات أخرى لم يتسنى لي متابعتها ، والمسلسل لسه في جزئه الأول فلدى وحيد حامد قدرة هائلة وخارقة على التعري والسقوط !!!
والمعلوم أنّ السلطات المصرية لا تعادي شي في الدنيا كما تعادي فكر الإخوان المسلمين ودعوتهم . وهي تدرك ـ كما تحدث حسني مبارك لمسئول غربي ـ أنّ انتخابات نزيهة معناها وصول الإخوان للسلطة ثاني يوم .
الحادية عشرة : أفعال الصهاينة و أقول ( السلطة )
بكل أسف و مرارة ، وفي ظل تواطؤ أمريكي سافر، يواصل المجرمون الصهاينة بناء المستوطنات في الضفة الغربية بل وفي القدس المحتلة ، وتسمعنا سلطة رام الله كل يوم تنديدها و وعيدها والصهاينة يبنون ويواصلون البناء . السلطة وبعض العرب يتحدثون عن اللجوء لمجلس الأمن أو للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأمريكا تعد ( إسرائيل ) باستخدام حق النقض (الفيتو ) في مجلس الأمن ، أما الجمعية العامة فان أمريكا وحلفائها كفيلين بإبطال أي تحرك ايجابي لها ، إنّ على الحكومات العربية وسلطة رام الله ان كانوا جادين في الدفاع عن آخر ما تبقى لنا من فلسطين ان يوقفوا أي تواصل مع أمريكا وان يطردوا سفراء المغتصبين وان يضعوا برنامج تصعيدي يضغط على الولايات المتحدة ليوقف الصهاينة صلفهم ويتوقف مسلسل المفاوضات الممل و اللا منتهي ، فان كانت دويلة العدو جادة في حديثها عن دولة فلسطينية عليها ان تعلنها على الفور بناءً على نتائج المفاوضات السابقة ، أما ان يستمر فقط الصهاينة في هذا المسلسل الممل وفي ذات الوقت يواصلون نهب الأراضي وتجريف الزيتون وحصار غزة ونصدقهم في نواياهم فهذا قمة الانهزامية العربية والفلسطينية المتبنية لخيار التفاوض ، ولحماس تعظيم سلام والأخبار تتحدث عن صناعتها لصواريخ تبلغ ( تل أبيب ) وليتحدث أبو مازن و صائب عريقات وغيرهما ـ نادبين فشل خطة دايتون / دحلان ـ عن ( انقلاب ) حماس ، وليردد خلفهم ذلك حكام دول (الاعتدال) العربية . ومن يتحدث عن أن (( لا سلطة في فلسطين للفلسطينيين فكيف يتنازعون عليها )) أقول له أنّ هناك سلطة دون سلطة ، وحماس لم تقدم على حسم أمر قطاع غزة سذاجة واستقوى ولكن لأمر رأته حماس يفرض عليها ما صنعت ، ونعم ما صنعت !!!
الثانية عشرة : موقع ويكليكس والمصداقية
يواصل موقع و يكليكس نشر( إسرار ) الإدارة الأمريكية ، ولكن التساؤلات تتصاعد حول مدى مصداقية الموقع ، و عدم وقوعه في براثن انتقائية النشر و كذالك عدم وقوعه ضحية لمخادعات الدوائر الأمريكية ، ومدى استقلاليته عن الدوائر الرسمية في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، وقد وجدت نفسي غير مستسيغاً للوثيقة التي تتحدث عن رفض الرئيس المصري وحركة فتح تأييد الهجوم على غزة بالرغم من مواقفهم المفضوحة ضد حماس و تحميلهم حماس مسؤولية الهجوم وتحريضهم المستمر ضد حماس بل وتهديدات مسئولين إسرائيليين محمود عباس بأنهم سيقومون بنشر تسجيلات له تبين تأييده للهجوم على غزة . فهل تلك وثيقة حقيقية ، وهل ما جاء فيها صحيحاً وهل تمت ترجمته إلينا ترجمة صحيحة ؟؟ و التهديدات الأمريكية بملاحقة القائمين على الموقع لا تحمل أي مؤشر تجاه مصداقية أو عدم مصداقية الموقع او استقلاليته عن الدوائر الأمريكية، والمستقبل كفيل ببيان طبيعة ومصداقية الموقع .
الثالثة عشرة : صيد و تعليق
(( وصل العدالة إلى الحكم بسبب وعوده بحل مشكلة الحجاب )) هذا ما ذكرته أخبار قناة بي بي سي العربية الساعة 12 مساء الثلاثاء 5 أكتوبر الماضي 2010م .
هكذا تبسط قناة إلـ( بي بي سي) العربية فوز العدالة والتنمية فلا فساد في الحكومات السابقة ولا ثقة كبيرة في حزب خبر الشعب رموزه في مجالس البلديات ولا توجه إسلامي عام وجد حزب العدالة والتنمية التركي خير منقذ له من أوضاعه المتدهورة ، إنها البي بي سي التي لا يتردد محرروها في اجتزاء الحقائق وتشويهها و مصادرتها في أحيان لصالح توجهها الليبرالي المناقض للتوجهات الوطنية والإسلامية الوسطية . وبالمناسبة تجربة حزب العدالة والتنمية التركي الرائعة هي خير دليل على جدوى تشكيل الأحزاب بصفة عامة والأحزاب الإسلامية بصفة عامة ، وتجربة تركيا لم تصل إلى هذا المستوى دفعة واحدة بل مرت بمراحل طويلة ومعقدة وقاسية وهاهو الشعب التركي يجني الثمرة حين صبر وصابر وناضل ولم ييئس .
نوفمبر 2010 ــــــــــــــ mraham70@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق