الثورة تنتصر
بقلم : مرعي حميد
راوغ و يراوغ ، علي عبدالله صالح ليهزم الشعب الثائر!!! الثائر ثورته الشبابية السلمية الهادرة العبقرية المشاهد والقسمات . مكر ويمكر علي عبدالله صالح ليؤخر على الأقل إسقاط حكمه البغيض بهذه الملحمة الوطنية الزاحفة على فساده واستبداده ، وان المكر السيئ لعلي عبدالله صالح سيحيق به ، قال الله تعالى : ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا )) . ولعل الله تعالى لا يريد لهذا الصنم المتكلس إلا نهاية تليق به هو كمتغطرس متعجرف لا بالنهاية التي قد يختارها له الشعب اليمني المسكين وقد قيل (( الظلم مرتعه وخيم )).
إنّ مكر علي عبدالله صالح سيرتد في نحره وفي نحر طغمته وجلاوزته ،فتخويفه بأنه في حال سقوطه ستنقسم اليمن إلى أربعة أقسام يريد به تخويف أربعة أطراف : السعودية بـ (شمال الشمال ) كما قال ، وأمريكا والغرب عموماً بالقاعدة في الجنوب الذي سينفصل على حد زعمه ، والخائفين من عودة حكم الاشتراكي في الجنوب وخصوصاً من حل بهم الضرر زمن الحكم الاشتراكي للجنوب سابقاً، وأبناء الشمال والجنوب عموماً عدا حضرموت بانفصال حضرموت النفطية وهو بهذا يُطمع بعض من ممن قد ينخدعوا بتخويفه فهناك من يريد حضرموت دولة مُستقلة نفطية!!!، ولكن كل هذا سيرتد في نحره ، فالثورة وحدت الكل ماعدا علي و(( أياديه الآمنة))،وأمريكا تُدرك ألاعيبه مع القاعدة ومنه الهروب الكبير للمعتقلين من القاعدة في صنعاء ، لكن لم يكن لديها بديل قبل هذه الثورة البديعة والسعودية تدرك ألاعيبه بخصوص صعدة وحربها ولكنها كانت كذلك لا تملك بديلاً عن التعامل معه ـ بالمناسبة حاولت السعودية اغتياله عدة مرات زمان وفشلت فأصبح ((عدو ما من صداقته بد ))، بل في أحداث صعدة نجد القائد العسكري الأبرز المتمرس علي محسن الأحمر قد كسب تأييد السعودية لمشاركة قواته في حرب صعدة مثلما كسب خصومة الحوثي ولكن موقفه إلى جانب الثورة التي يؤيدها الحوثي كفيل بتغيير القناعات السابقة فـ ( عدو عدوي صديقي ) وهذه القاعدة امتدت لتشمل تعزيز علاقات أطراف عديدة متصارعة في اليمن : اللقاء المشترك والحراك الجنوبي والقاعدة إلى حد ما والقبائل المتنازعة بفتن علي عبدالله صالح بينها ،وهذا من شأنه الحفاظ على وحدة الشعب والأرض والقرار باستمرار ،والجنوب كان يعاني مساوئ عديدة بسبب تسلط واستبداد علي عبدالله صالح و طغمته وسيتعافى فور انقشاع هذا التسلط بسقوطه ونظامه البغيض وبامتياز . وبالمناسبة أنا شخصياً لم أكن اعلم بمكنون صفة (البغيض) التي كانت تُطلق على النظام الإمامي في الشمال إلا حينما جربت البغض منذ سنين حين بغضت علي عبدالله صالح و طغمته .
إنّ الواجب علينا كيمنيين ان نواصل الالتحام والتعاضد والاحتشاد والتثوير والتنويروالدعاء الضارع الخاشع لله القريب القدير المُجيب ،وان نُصاعد كل ذلك في خضم هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية حتى تُحقق كافة أهدافها ، إنه (( لابد للأمة من ميلاد ولابد للميلاد من مخاض ولابد للمخاض من آلام )) كما قال المفكر الإسلامي المصري العملاق سيد قطب ، وهذا ما شهدناه في تونس ومصر الجديدتين ، و كما قال سيد قطب كذلك أنّ (( ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة وأن تكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية وأن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة وأن الذين لا يخشون الفقر يرزقون الكفاية وأن الذين لا يرهبون الجاه والسلطان يرهبهم الجاه والسلطان )) وقد قال الشاعر التونسي الفذ أبو القاسم ألشابي :
وللأوطــان ِ فـي دم كل حر يــدٌ سـَلـَفـَتْ ودَينٌ مُستـَحـَقُ
ومَنْ يـَسقي ويشــربُ بالمنايا إذا الأحرارُ لم يُسقــَوا ويَسقـُوا؟
ولا يبــني الممالكَ كالضحايا ولا يـُدنِي الــحقوقَ ولا يُحِقُ
فــفي القتل ِ لأجيـالٍ حـَياة ٌ وفي الأسرى فدىً لهمو وعـِتقُ
وللـحُريِّةِ الـــحـَمـراءِ بابٌ بكـل ِ يَــدٍ مُضَــرَّجَـةٍ يُـدَقُ
إنّ على الشعب اليمني ان يدخل وبدون تردد في حالة عصيان مدني سريع وشامل وهناك من ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن ان ينتصر ويسعد فهل نبخل بمرتبات على أسوى الاحتمالات ، وعلى أصحاب التأثير ان يدعوا إلى العصيان وان يؤكدوا الدعوة باستمرار حتى تؤتي أكلها .
إنّ على اللقاء المشترك ان يدفع بقدر ما أوتي من تأثير لإفراده وقيادته إلى غمار الثورة في غير سيطرة وتسلط عليها فالثورة ثورة الشعب والمشترك تكتل سياسي هدفه سعادة الشعب بأي يد تحققت وتحصلّت ، ولكن على المشترك ان لا يقبل أي حوار مع علي عبدالله صالح لاعن نفسه ولاعن الثورة ، والثورة ليست خرساء بل هي هادرة مزمجرة فلتختر لها من يتحاور باسمها من شبابها ان رأت جدوى من ذلك،إنّ ورقة حوار اللقاء المشترك مع السلطة غير الشرعية يجب ان تُطوى والى الأبد ، انه لا جدوى مع الحوار مع المراوغين لكسب وقت يريدون استثماره في دمار الشعب . وفي المُقابل على اللقاء المشترك ان يبذل جهود مُضاعفة ومستمرة على الجبهة الخارجية لكسب تأييد الدول والمنظمات والشخصيات المؤثرة لصالح الثورة الشبابية الشعبية السلمية ،وتصعيد سعير مظاهرات المهاجرين اليمنيين في مهاجرهم المطالبة بإسقاط النظام المتعفن المرتزق المستبد .
إنّ على الثورة السلمية وكل القوى الوطنية ان تفترض أسوى الاحتمالات، وان تُعد لها العُدة قدر ما تستطيع فلا ننخدع بوعود علي عبدالله صالح بالتنازل السلمي فهو مغرور و عنجهي يمتلك من الصلف ما يمنع الجميع من الانخداع والوقوع في براثن الضن الحسن في هذه الحالة ، والوقت جزء من المعركة ولو كانت سلمية .
إنّ علي الثورة السلمية ان تستعد للدفاع عن نفسها ان اضطرت إلى ذلك ان أقدم الصنم المتكلس على تكرار تجربة الثورة الليبية التي تتصاعد انتصاراتها ،وعلى من أعلنوا انضمامهم للثورة من مدنيين وعسكريين ان لا يدخروا جُهداً في هذا السبيل . والله غالب على أمره .
يُقدم الشعب الليبي تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن ثورته السلمية وهي ثورة لإجل ستة ملايين نسمة فقط ومستقبلهم ألا ندفع نحن في اليمن ان اضطررنا مثلها على الأقل ونحن نناضل من اجل 24 مليون نسمة ومستقبلهم وليس 6 ملايين فحسب .
لو قارنا بين شخصية علي عبدالله صالح ومعمر القذافي قبل ابتدأ الثورتين لوجدنا القذافي يهتم بتحفيظ القران ويفخر بحفاظ القران في بلده ـ بلد المليون حافظ ـ كما فعل علي عبدالله صالح بتشجيع حفظ القرآن الكريم ، ولوجدنا ـ وكما قال مصدر ـ ان القذافي كان يبني بيوتاً لليبيين ويسكنهم فيها وعلي بناء قرية الظفير بتبرع الأمير السعودي الوليد بن طلال للمتضررين ولم يسكنهم فيها وهم متضررين من الانهيار الصخري ، و من ناحية أخرى فان إمكانيات القذافي في الاستعداد لتقلب الزمان كانت أوسع من إمكانيات علي عبدالله صالح فليبيا تُصدر من النفط مثل ما تصدره بلادنا ثلاث مرات تقريباً مع شعب قليل العدد وهاهو اليوم يتلقى الضربات من أبناء شعبه الأبطال الميامين الذين يندفع احدهم للقتال كما يندفع للعرس كما وصف ذلك الشيخ حافظ سلامة بطل المقاومة الشعبية في السويس وقد زار ليبيا مؤخراً لتقديم مساعدات إغاثية للشعب الليبي ، وقد قال ذلك في حديث مع الجزيرة مباشر. و التدخل الخارجي له تأثيره الايجابي الممتاز في ليبيا ولا يُستبعد تكراره في اليمن ـ ان ركب علي عبدالله صالح غروره حتى آخر قطرة دم على حد تعبير القذافي ـ بل نسخ النموذج الليبي في بلادنا هو أيسر، فالنموذج جاهز والقرار أسهل واليمن ابعد عن أوروبا والسعودية وسلطنة عمان لن تتدخلان مثلما هو الحال مع مصر وتونس والجزائر في التجربة الليبية .
ومن ناحية أخرى يُشاع أنّ الليبيين يميلون إلى الدعة والكسل فيما اليمنيين هم الأشهر بين العرب في الهمة والنشاط والعمل ، الليبيين لا يكادون يعرفون السلاح ولا استخدامه واليمنيون لايكاد احدهم غير متسلح وغير خبير باستخدام سلاحه ومن القبائل من تمتلك أسلحة ثقيلة وفي حال اضطرار الثورة السلمية للدفاع العسكري عن نفسها فكل ذلك لن يتأخر عن الاستجابة لداعي الوطن المُفدى بالأرواح والدماء ، كان الجيش الليبي مُهمش إلى ابعد الحدود في كل مجال : التسلح ، التدريب ، الاهتمام ، وتلك سياسية قذافية كان هدفها إبقاء القوة العسكرية بيد خميس و الساعدي وغيرهم من الطراطير ، ولكن في بلادنا سار علي على سياسة مشابهة لكن لازالت في بدايتها ولدينا ـ بحمد الله ـ قادة عسكريين بذلوا كل الجهود للتسليح ومواصلة التدريب بل تمتلك قطاعات الجيش خبرة قتالية ميدانية وليس مجرد مناورات ،فيما يفتقد الحرس الجمهوري و القوات الخاصة لكل ذلك أو معظمه، والسلاح الذي قد يكون أكثر تقدما بيدها يحتاج إلى صناديد يجيدون استخدامه ،فضلاً عن ان العديد من قوات الحرس الجمهوري أعلنت انضمامها للثورة بما تمتلكه من سلاح وعتاد وهذا يضيف خير وبركة إلى معسكر الثورة السلمية ،وحين تندلع أولى المعارك فان المزيد والمزيد من العسكريين ومعسكراتهم والمدنيين وقبائلهم ستنظم إلى الثورة ، فهناك العديدين من العقلاء كما أتوقع لم يعلنوا انظما مهم للثورة في مسعى للبقاء في صف الرئيس على أمل إقناعه بالتنازل ليتجنب الوطن الوقوع في غير المرغوب، وفي نفس الوقت فان ذهاب علي عبدالله صالح إلى هذا الخيار الدموي سيفضحه على رؤوس الأشهاد ولن يمتلك حُجة من نوع ( سكان البيوت المجاورة قناصين وضجوا و قتلوا مابين 37 إلى 45 ) كما قال في هذيانه لقناة العربية ،بل وأضاف أنّ (( ثمانية أو سبعة مجهولين)) وكأنهم في نظره في عداد غير البشر ماداموا أنهم غير معروفين في وقاحة جديدة من وقاحاته .
وستنصر الثورة الشبابية الشعبية السلمية وستُرّكع علي عبدالله صالح و طغمته مهما حاولوا الحيلولة دون ذلك ومهما مكروا و أوغلوا في الدماء والأشلاء والشهداء والخراب والدمار، سينتصر الشعب وسيصنع اليمن الجديد والمستقبل الأفضل مُستعيداً والى الأبد حقه في السلطة والثروة . الاثنين /28 مارس 2011م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق