رشفات سياسية يررتشفها معكم مرعي حميد
رشفات سياسية ـ 1
بقلم : مرعي حميد ـ كاتب وباحث من حضرموت
الأولى : مهرجان الأفاقين :
مهرجان مدينة الثورة الرياضية يوم 24 ابريل 2010 هو مهرجان مقيت بامتياز ‘ فهو في الظاهر مهرجان وطني بمناسبة تحقيق الوحدة ـ طبعاً مطبخ المؤتمر تقدمت ساعته هذه المرة بمقدار شهر ـ وبمناسبة يوم الديمقراطية 27 ابريل ولكن أيضاً بتقديم ثلاثة أيام ، والعجيب أن يحتفي المؤتمر بالديمقراطية وهو لا يؤمن بها أصلاً إلا كديكور ، لا بل ويسوم الديمقراطية خسفاً ومهانة بالنعال وأعقاب البنادق ، المهرجان لم يكن من اجل ذكرى الوحدة المشوهة ولا الديمقراطية المنتقاة ، إنما رداً على مهرجانات المشترك الذي أعلن ابريل شهراً للغضب استنكاراً لسلطة مصرة على غيها وغلوائها و عسفها لوطن كامل من اجل مصالحها الأنانية الضيقة في المال والسلطة المتسلطة . المهرجان التي حشدت له السلطة الطلبة والموظفين حاولت أن تخرجه في غير لبوس الحزبية لتبرر الحشد بالقوة و لتبثه وتنشر محتواه عبر وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة باعتباره مهرجان بمناسبتين وطنيتين ، تحدث فيه رئيس الوزراء بصفته وهو ليس له موقع تنظيمي بارز في المؤتمر ، ولكن خطابه مؤتمري ناب فيه عن قيادات المؤتمر المحنطة ، وطبعاً أي فعالية يحضرها رئيس الوزراء فلها الصدارة في وسائل الإعلام الرسمية مع فعاليات الرئيس و نائبه ومستشاره السياسي و رئيس مجلس النواب ومجلس النواب المعلن عنها ، مطبخ المؤتمر فضح الطبخة في ( بيان المهرجان ) ، ونشرته صحيفة الثورة ، حين ذكر الصفة الحزبية لرئيس الجمهورية ( رئيس المؤتمر الشعبي العام ) ومن ثم ذكر البيان (( وفي المقدمة تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام )) بالرغم انه مافيش مهرجان يصدر بيان لأنه لا يمكن مناقشة بيان في مهرجان محب فكيف بمهرجان كاره ، ولكن مطبخ المؤتمر عمل اللي ما يتعملش ـ البيان لم يستحي أن يتحدث عن (( تجار الحروب )) لماذا ؟ لان تجار السلطة هم تجار سلام إلا تحت جنح الظلام وهذا يجوز في شرعة المؤتمر ، وجميل أن أشار البيان ـ الخبطة ـ إلى البيانات (( المتخبطة والمتناقضة )) ولم ينس الأفاقين أن يتحدثوا عن (( العناصر المأجورة الخارجة عن القانون )) و البيان لم ينس أن يقول عن أحزاب اللقاء المشترك أنها (( تعلم جيداً أنّ هذا الشارع هو الذي رفضها وظل يرفضها في كل المواسم الانتخابية السابقة )) والدليل رفض بن شملان ،رجل الحكمة والإنصاف حتى من نفسه ، تهنئة رئيس المؤتمر عقب انتخابات 2006 الرئاسية وتقارير المراقبين الدوليين غير المستأجرين ، كاتب البيان يطارده شبح المشترك المطالب بانتخابات حرة ونزيهة وشبح السلطة المؤتمرية المستبدة الرافضة لتلك المطالب لأن الاستجابة لها معناها الهزيمة لها لأنها تدرك أن الشعب في الشمال قبل الجنوب يكرهها ، ولهذا تحدث البيان عن الديمقراطية قائلاً (( هاهي ذي تتجسد أمامنا شامخة كالطود رغم المعاناة من الفهم الخاطئ للبعض للديمقراطية ـ معليش استحملي بو يمن يا ديمقراطية ـ وحرية الصحافة والإعلام .. فالديمقراطية تضمن حق الرأي والتعبير وتجعله مكفولاً للجميع في إطار احترام الدستور والقوانين النافذة وعدم الإضرار بالمصلحة الوطنية )) والكلام صحيح ولكن من يحدد الإضرار بالمصلحة العامة خاصة أنّ السلطة لا تفهم إلا مصلحتها الخاصة، ومن يتحكم في كتابة الدستور والقانون أليس الحزب ذي الأغلبية الساحقة المزورة وثم نسي كاتب البيان أو الكتبة أنّ الانتخابات الحرة والنزيهة اكبر معلم ديمقراطي غائب في اليمن ، ونتسامح مع كاتب البيان في الصحف التي تنهب عناوينها وتصدر لحساب السلطة الغاشمة وبتمويل المال العام والممارسات القمعية للرأي حين يتجاوز خط السلطة اليمنية الأحمر ، طبعا (جارية القصر) صحيفة الثورة لم تنس أن تضّمن عدد المهرجان نص البيان في إطار حرصها أن لا تفوت شي مما يهم القصر إيراده .
الثانية : المؤتمر الورمي العام
في كل مرة يتكئ المؤتمر على عصاه وذهبه لحشد الناس لمهرجاناته ، نريد منه ولو مرة واحدة فقط يخرج للناس كحزب وليس كدولة محشورة لخدمة حزب واهن القوى خائر العزيمة إلا في ميدان الفساد المالي والإداري والسياسي .
المؤتمر في كل مرة يتكثرـ بتشديد الثاء ـ في مهرجاناته بحشد الموظفين وطلاب المدارس والجامعات لكي يظهر في وسائل الإعلام الرسمية منها على وجه الخصوصـ وأمام العالم ـ شعبياً .. سميناً ، وانه صاحب الجماهيرية العظمى وبالتالي فانه شي طبيعي ان بفوز بالأغلبية في أي انتخابات و هؤلاء هم ر مز لناخبيه ، و لكنه في الواقع ما هو إلا ورم لا شحم ، ورم يريد تسويقه ، ولكن هل يصدقه احد ؟ ، لا يفعل ذلك إلا مغفل ، فكيف يأتي ذلك الحشد الكبير طوعاً ومحبة وحكومات المؤتمر ومنذ 1997لا تُحسن سوى نهب المال العام والزعم أنّ اليمن فقير ، تنظيم الاحتكار واستلام الملايين والزعم أنّ الغلاء عالمي ، تعزيز مؤسسة الفساد الرسمية وتجذيره و تأسيس هيئات مكافحة الفساد والحديث عن محاربة الفساد ومحاصرته وإيقافه عند حده ، تتحدث عن نجاحها في تنفيذ خطط التنمية بالفم المليان وهي تتوارث الفشل وتنميه وتنمي كروش المتنفذين وأرصدتهم في الداخل والخارج . يتحدث عن التنمية التي لا يشعر بها إلا المتنفذون وأسرهم .
الثالثة : مجوّر حين يهذي
سكت مجور دهراً ونطق بهتاناً و زوراً ، وذلك أمام الحشد المغصوب في غالبه ـ كالوطن تماماًـ في ملعب مدينة الثورة الرياضية يوم السبت 24 ابريل.. مجور تحدث عن (( مشروعنا النهضوي الوحدوي الكبير )) وتكلم عن تغيير يعارضه من خارج الديمقراطية ، ومتى كنتم داخل الديمقراطية حتى تتكلمون عن داخل وخارج الديمقراطية ، إنكم لم ولن تعرفوا داخل الديمقراطية، إنكم لا تعرفون الديمقراطية إلا ديكور معاصر يغلف استبدادكم و يحفظ لكم البقاء جاثمين على صدر وطن يكرهكم لأنكم تكرهونه بكراهيتكم لمصلحته وعشقكم واستماتتكم لمصلحتكم الأنانية الضيقة ، إنكم لا تعرفون من الديمقراطية إلا قشورها ...إنكم لم ولن تكونوا يوماً ديمقراطيين ، إن أنتم إلا أدعيا على الديمقراطية ولو كنتم حقاً ديمقراطيين فلتستجيبوا لنصائح المراقبين الدوليين بشان معايير نزاهة الانتخابات ، نتحداكم تدخلوا معترك الديمقراطية مجردين من المال العام والوظيفة العامة والإعلام الرسمي ولجنة عليا للانتخابات في صفكم ، أما طريق الشيطان الذي أشار له مجور في خطاب الهذيان فهو و المتنفذين في حزبه أخبر به وهم الذين عاهدوا الشيطان على قلة الخير إلى أن يموتوا أو يموت ، أما الارتهان إلى الخارج فلا احد يسابقهم إلى ساكن البيت الأبيض و أوكار المخابرات الأمريكية في نيويورك و واشنطن وربما الصهيونية ومؤتمرات لندن والرياض و ابوظبي وغداً ألمانيا ثم يستلم ملايين الدولارات في حملته الانتخابية من الخارج إلا هم ، تكلم مجور بعد أن أعلن بلسانه قائلاً : (( نجدد العهد والوفاء والإخلاص لهذا الوطن )) تكلم ويا للعجب عن : التنكر للوطن ، أعمال إجرامية مشينة ، طريق الغدر والقتل ، مصالح ضيقة ، رجال الوطن المخلصين .
وقال (( الشعب انحاز إلى وطنه )) والسؤال : وهل انحزتم انتم إلى هذا الوطن حقاً وصدقاً أم زوراً وزيفاً وخداعاً لتحلبوه .. لتنهبوه وعلى عينك يا شعب يا مغفل .. لتمتصوا خيراته كما فعل المستعمر في كل مكان ، مجور لم ينسى في خطابه أن يكرر ما يكرره رئيس حزبه وكل الناعقين باسم السلطة عن (( الشعب الذي قرر ويقرر من هو جدير بمسؤولية الحكم في هذا البلد )) وهي محاولة تذكير أنّ السلطة الحاكمة اليوم شرعية ،( يكاد المريب يقول خذوني ) فلست شرعياً إنما محترف تزوير إنتخابي ، و تكلم عن (( صناديق الاقتراع )) المخلصة للقائد ومرشحيه أما الصناديق غير المخلصة فهي لا تستحق الذكر بل تستحق الحرق والشنق والتلاعب بأحشائها.
الرابعة : خونة الأوطان حين يعظون
صحيفة الثورة عدد اليوم التالي لمهرجان الأفاقين عنونت افتتاحيتها بـ (( افهموا درس الجماهير )) جماهير هي كالوطن تماماً مغصوبة على سلطة فاسدة أحسنت استخدام ممتلكات الوطن لتبقى متربعة على كرسي الثروة والسلطة ، ومشكلة الجماهير أنها تنسى وهذا نعمة بالنسبة للحكام الطغاة . وفي تلك الافتتاحية أسرفت ( الثورة ) في النواح على الوطن ، وبالغت في توزيع صكوك التقديس للسلطة الفاسدة والتدنيس لعصبة الوطن الطاهرة في اللقاء المشترك وحلفائه وتكلمت دون أدنى خجل عن (( اختزال هذا الوطن في شخوصها )) ومن يختزل الوطن في شخصه تجده أمامك في كل شارع وزقاق ومن خلفه ـ في الطبعة الأخيرة ـ علم وطن يدوسه حزبه ، وتكلمت( الثورة ) الصحيفة التي تخون الثورة الحقة ، تحدثت عن (( الممارسات الطائشة والنهج التدميري الخاطئ )) ومن يدمر الوطن منذ عام 1997 غير سلطة الفساد والاستبداد وهي التي صنعت الحوثي الذي تلعنه في الصبح والمساء وهي خلقت النعرة الانفصالية في الجنوب وهي الساكتة على مادح السلطان احمد المنصور وهو يهجّر أهل الجعاشن الطيبين الذين تُخلي عنهم ليمارس عليهم شاعر السلطان غريزة الاستبداد ، وتكلمت الثورة في افتتاحيتها التي تبث عبر الإذاعات الرسمية والتلفاز الرسمي الذي هو محذوف عندي بكل قنواته عن (( العار )) وعن (( استلهام معطيات التجربة الديمقراطية التعددية واستشراف تقاليدها والتطبع مع قواعد ممارستها )) يا بختك يا ديمقراطية بلادي بسلطة تتفلسف فيك وتتغزل في جمالك في النفس وتهين كرامتك لما يجي وقت الصدق ، وتكلمت( الثورة ) ـ يا حسف الاسم ـ عن عناصر تلطخت أياديها بدماء أبناء هذا الشعب وسجلها مثخن بالتآمر على الوطن وتاريخها حافل بالفضائع و البشاعات )) ولست ادري هل تقصد الثورة في وصفها من أعلن فتى النزال وفارس الميدان حميد الأحمر من على شاشة الجزيرة ـ برنامج الملف ـ أنهم يهربون السلاح من الحرس الجمهوري إلى الحوثيين لتصفية نخبة علي محسن الأحمر الرافض لتوريث احمد علي ، أم هل تقصد من تدور حولهم شبه اغتيال محمد خميس و محمد إسماعيل واحمد احمد فرج ورفاقهم و يحيى المتوكل و مجاهد أبو شوارب و علي سالم العامري مدير امن حضرموت ورفاقه الأربعة في صحراء العبر ، وهل تقصد من قتل المتظاهرين المحتجين على الجرع في صنعاء أم المحتجين على السياسة الخاطئة في الجنوب بدءاً من ابريل 1997 في المكلا وغيرها من مدن الجنوب المظلوم المنهوب أم تراها تقصد من يغدرون بأبناء القوات المسلحة والأمن من الخلف وهم يواجهون الحوثيين أيام الحروب السبع أو الست التي مضت ، أم تقصد من دبروا اغتيال جار الله عمر في المؤتمر العام للتجمع اليمني الإصلاح ، أم من دبروا محاولة الاغتيال الفاشلة في دكار العاصمة السنغالية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صاحب تعبير النفق المظلم الذي ينتشر اليوم كالنار في الهشيم ، أم من حاولوا مرتين اغتيال حجة الإيمان في هذا الزمان الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني ـ وكالعادة وهو راكب سيارته ـ وحفظه الله وخابت ظنونهم ثم سعوا إليه يركضون لعلمهم بصدره الواسع وصبره الجميل ، أم هي تقصد أبرياء المعجلة المساكين ، أين سيفر رموز السلطة من تلك الدماء يوم يعرضون على الله ، وتكلمت الثورة فقالت (( هاهي تلك القوى السياسية تتجرع اليوم اندفاعاتها غير المحسوبة والتي ظنت أنها ستوفر لها فرصة اكبر للإستقواء على الوطن ، .... ، دون أن تضع في حسبانها أنً النتيجة ستأتي على غير ما خططت له وأنّ الأمر سيعود عليها بالنقمة الشعبية وسيزيدها عزلة على عزلتها )) وهذه محاولة بائسة لإسقاط شعور السلطة الحاكمة اليوم على الآخرين ، فمن اندفع ودعم الحوثيين وسكت على تحصّنهم وعنده من أجهزة المخابرات ما يُعرف وما لا يُعرف ، ومن اندفع في الجنوب يستولي على أراضيه البكر ويدير المناصب المالية فيه دون أن يحسب أنّ للناس غضبتهم ونقمتهم التي قد تتأخر ولكنها تأتي مزمجرة في عنفوان ، ومن اندفع يغازل القاعدة ويهرّب قادتها من الحبوس ويلعب معها (( كوك و إلا عاده )) ـ لعبة الغميضة كما يسميها البعض ، بضم غين غميضةـ ، ومن اندفع ينهب خيرات الوطن يؤممها لأصحابه وشركائه علناً تارة وعبر المؤسسة الاقتصادية تارة أخرى وهاهو الوطن في أزمة اقتصادية خانقة بسبب ذلك لا غير، فالقرش الأبيض الذي ينفع في اليوم الأسود هربوه إلى حساباتهم و فللهم واستثماراتهم في جنوب شرق آسيا وفي أوروبا ، بل ولولا اندفاعاتهم الحمقى لما حل اليوم الأسود الذي يزداد سواداً، ومن اندفع يستورد لنا انتخابات لا حرة ولا نزيهة في كل المواسم الانتخابية وهو فاشل في إدارة الشأن العام إلا إذا كان يعد اللصوصية وخلق الأزمات ومحاولة ترويج وهم التنمية والديمقراطية إدارة ناجحة ، ومن اندفع يزيد معاناة البسطاء عبر الجرعات ولا يبالي ثم يرقص على معاناتهم عبر مشاريع مؤسسة الصالح ، من اندفع ينهب ويتلاعب بمليارات تعويضات أضرار السيول في حضرموت ويستقبل المهم منها في مطار الريان ومطار سيؤن ويحولها إلى جهات غير معلومة ، أما العزلة التي ذكرت فتاة القصرـ وما أدراك ما هي ـ فليس أدل عليها محاولة اغتيال المناضل الكبير الدكتور عبدالوهاب محمود رئيس اللقاء المشترك الذي رفض ذهب المعز وانحاز إلى الوطن الكبير بانحيازه إلى اللقاء المشترك ، وهذا اللقاء ـ الذي حاولت السلطة تفكيكه باغتيال جار الله عمر حينا وبذهب المعز وسيفه أحياناً أخرى دون جدوى ـ إنما يتعزز بمرور الأيام ، هذا اللقاء الوطني الرائع وضع بامتياز ولا يزال المؤتمر ( الشعبي ) في عزلة يعاني منها الأمرين . وتكلمت الجارية عن (( الدفع بالوطن إلى أزمات مفتعلة )) وهي محاولة للتقليل من الأزمات التي تعصف بالوطن ومحاولة في الوقت نفسه للتبري من مسؤولية صناعتها ، وتكلمت الجارية في افتتاحيتها ـ و يا للخزي ـ عن (( تعميم الفوضى )) و (( المسار التدميري )) و (( القفز إلى السلطة )) ـ عندنا في حضرموت حشائش تدعى (( علي قفز )) معروفة بالتصاقها الشديد بلباس الفرد أوّل ما تقترب منها ـ وهذه حقيقة أسئلوا عنها كبار السن ، ونحن لا نعلم هل هو علي مجور الذي قفز أم علي الشاطر أم علي الآنسي أم علي ناجي الرعوي أم علي آخر أم جميعهم ـ بالمناسبة لا يوجد من قيادات أحزاب المشترك الصف الأول كاملاً من اسمه علي ، وتكلمت الجارية عن (( التربع على كرسي الحكم حتى ولو كان الثمن لذلك هو إحراق اليمن بمن فيها ـ يا ساتر استر)) وعن (( تصحيح سياساتها الرعناء والتحلي بقدر من المسؤولية والرشد وممارسة عملها السياسي والحزبي وفق ما تقتضيه محددات العملية الديمقراطية التعددية والمشروعية الدستورية وبعيداً عن أساليب المراوغة )) ... إيييييييييييه يانااااااااااااااس .. يا عااااااااااااااالم المعارضة الحاكمة في اليمن تراوغ السلطة المعارضة في اليمن ... ، لا مش ذا وبس في افتتاحية جارية القصر فهناك تقرأ ، وهي تقصد أحزاب اللقاء المشترك : (( إنها من ستجني على نفسها والأحزاب التي تمارس وصايتها عليها وستندم على كل ما فعلت وما اقترفته بحق هذا الوطن في يوم لا تنفع فيه الحسرة والندامة )) طبعاً الجارية اللعوب لا تقصد باليوم الذي لا ينفع فيه الندم يوم القيامة ، فهي عنه لاهية غافلة ولا تريد احد يذكرها به ، وإنما تقصد اليوم الذي يعلن مولاها الحرب على أحزاب المشترك ـ حين ذكرت الجارية الناعمة (( الأحزاب التي تمارس وصايتها عليها )) هنا خرج النص من الممكن إسقاطه من بلاوي المؤتمر على المشترك من غير الممكن فالمشترك لا يمارس وصاية على أي حزب كما يمارسها المؤتمر على أحزاب (( قضاء الحاجة )) ـ اعز الله مقامكم ـ إلا إذا كان المقصود بالأحزاب حزب التجمع اليمني الوحدوي وهو في الواقع حزب لا أحزاب ـ والذي أعيب علي التجمع الوحدوي ـ الحزب العصامي الذي أسس نفسه بنفسه والعصي على الوصاية و العصي أن يكون حزب قضاء حاجة كما ترضى شلة الأنس ـ عدم إعلان انضمامه الرسمي للمشترك وارجوا أن لا يكون سبب ذلك تشاطر إعلامي حتى يحتفظ الحزب باسمه إلى جوار أحزاب اللقاء المشترك التي تغيب تسميتها في التسمية الواحدة (( اللقاء المشترك )) ـ وتكلمت المحضية لا عن إثارة الغرائز كما تفعل في صفحات الفن ـ في نفس العدد ـ كمثال ـ صـ 21 ـ صورة [شذى حسون ] البادي أعلى صدرها و[نانسي] البادي كتفها وإبطها ـ بل عن (( إثارة النعرات )) ومن يثير النعرات غير السلطة المغرمة بقاعدة ـ فرق تسد ـ عبر منابر عديدة ومنها منبر إعلام الشعب ومنه هذا البوق المسمى (( صحيفة الثورة ))، وافتتاحية الثورة تلك عموماً تصلح لتكون ( إنجيل ) دولة المرتزقة المستبدين .
الخامسة : ثلاث جرائم في حق فلسطين في أسبوع واحد للسلطات المصرية
الأولى : تهنئة الرئيس حسني مبارك لأكبر من كاد وتآمر ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة شمعون باريس بمناسبة ( يا للهول...) استقلال ( دولة إسرائيل ) ما اكبر خيبة مصر في رئيسها ، إنها خيانة تفوق اتفاقية كامب ديفيد وفي زمن بلغ فيه الصلف الصهيوني مداه ، لقد ماتت المشاعر الوطنية لدى السلطة المصرية وكل من يدافع عنها في جريمتها هو خائن مثلها.
الثانية : إصدار حكم السجن مابين المؤبد و15 سنة على أفراد ( خلية حزب الله ) الأبطال المغاوير ، إنّ النظام المصري لا يريد أن يرى على ارض مصر رجال يذكرونه برجولته المفقودة إلا إن كانوا داخل سجونه .
ثالثة الأثافي وطامة الطوام : قيام سلطاته بقتل بارد لأربعة من أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين مصرياً وصهيونياً في غزة الصامدة ولحساب من القتل ، لحساب بني صهيون ليعرفوا أنّ خيانة النظام المصري للقضية الفلسطينية ،أس القضايا العربية، ليست بالكلام فقط ولكن بالأفعال وكله الوطن الشرف الإسلام الوطنية تهون لسواد عيون جمال ، ومعظم جرائم الحكام في التاريخ القديم والحديث والمعاصر لها علاقة بالتوريث ، حاكم فرد مستبد عاكف في ملذات السلطة يعتقد أنّ الوطن مزرعة بكر له تسكنها الخراف ومن حقه أن يورثها لابنه وان يعمل ما يحل وما لا يحل من اجل ذلك. وألف تحية لقناة الجزيرة التي تفضح سلطة الخيانة في مصر .
((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) )) صدق الله العظيم .
السادسة : المهم عراق مقاوم
سباق مارثوني بين إياد علاوي و نوري المالكي على تشكيل الحكومة القادمة في العراق المحتل ، والذي يتضح أنّ أمريكا وأذيالها في المنطقة يؤيدون تنصيب إياد علاوي الشيعي العلماني وإبعاد نوري المالكي الشيعي الموالي لإيران ، وموقف أمريكا ومن ورائها تلك الأذيال ليس في حسابه مصلحة الشعب العراقي وإنما إبعاد العراق من التحالف مع إيران وعقارب الساعة تقترب أكثر لفرض عقوبات على إيران بسبب رجولة حكامها ومبدئيتهم وتصديهم للصهيونية وأذنابها وتمسكهم بحق بلادهم في امتلاك الطاقة النووية ، وقد يفضي الحصار إلى حرب ضد إيران ومشروع المقاومة والممانعة ، والمطلوب صهيونياً وأمريكيا والمنهزمين العرب هو تحييد العراق على الأقل في المعركة القادمة .
السابعة : الدعاة في حاجة إلى الفقه السياسي
صعد خطيب الجمعة يوم 30 ابريل وأمطر المصلين بسباب بعض علماء الشيعة للصحابة ولرب العزة وقال (( الشيعة هم مصدر كل شر )) وليتني اشعر ماذا أبقى للصهاينة وماذا أبقى للأمريكان وماذا أبقى لأعداء الإسلام من كل نحلة ولون ، بل وماذا أبقى للحكام الظلمة المستبدين المفسدين ؟؟؟ لم يبق شي . وهل جاءت تلك الكلمة مصادفة كراهية للشيعة أم أنّ الكلمة مقصود بها أيضاً تبرئة تلك القائمة من شرورها و أنّ الأمة في خير عميم لولاء الشيعة ، ذهبت الخطبة التي قرأها الخطيب إلى كتب علماء الشيعة واستخرجت جملة من ترهاتهم ، وبلغ به ان كفر الشيعة ولم يستثني أحداً منهم كبيراً كان أم صغيراً ، إيرانياً كان أم لبنانياً أم سعودياً أم يمنياً زيدياً ـ يا للهول ـ و وصمهم بكل الشرور وأصبح الصهاينة بالمقارنة معهم حمل وديع ، وهذا بالضبط ما تريده دولة العدو الصهيوني ومعها أمريكا ومصر والسعودية وبعض أعداء الإسلام المقاوم من العلمانيين الإباحيين ، أليست كتب علماء الشيعة تلك مكتوبة منذ عشرات ومئات السنين ؟ فلماذا الآن بالذات يذهب إليها الخطباء والدعاة في اليمن وفي غير اليمن ؟ لماذا الآن والولايات المتحدة الأمريكية على وشك استصدار قرار من مجلس الأمن الأمريكي ، عفواً الدولي ، بتشديد الحصار على إيران الداعم الرسمي الأكبر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية السنية قبل الشيعية ؟ بل مصر الرسمية السنية والغة حتى آذانها في دماء أبناء غزة تحديداً ، لماذا نقف في خندق واحد مع أمريكا وحلفائها وصنائعها ضد اكبر خطر يهدد وجود ( إسرائيل ) اكبر خطر احتل فلسطين ويهدد حاضرنا كعرب ومستقبلنا ؟ لماذا الآن ؟ لماذا ثم لماذا ثم لماذا ؟ ألا يكون عندنا من الفقه السياسي والوعي بالواقع و الوقائع ما يمكننا من ان نقف في المكان الصحيح ، وإلا أمريكا بالأمس حثت حكامنا على مواجهة الاتحاد السوفيتي على الجبهة الأفغانية فاستجابوا واستجبنا لهم ولداعي الجهاد الذي كان حقاً وصدقاً حينها ، واليوم تدعو أمريكا حكامنا لحرب إيران فاستجابوا ونستجيب ، متى نستفيق من تسليم عقولنا لذوي السلطة والسلطان الذين هم من اكبر بلايا الأمة ورزاياها ونكباتها في الوقت المعاصر ، حكام يعبدون الكراسي كما قال فضيلة الشيخ الأكبر الإمام الداعية السياسي الموفق يوسف القرضاوي ، ابسط القواعد تقول عدو عدوي صديقي أم أنّ إيران ليست عدو أمريكا والغرب والصهيونية وتلك كذبة أمريكية معربة ضحك ولا يزال يضحك بها على السذج والمغفلين ، أليست الحملة على التشيع في إطار الحملة الأمريكية أصلاً ضد إيران ، الم تقصف ( إسرائيل) معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت عام 2006 ، ألا تهدد أمريكا سوريا لتسليحها حزب الله أم ان التهديدات كاذبة و( إسرائيل) مطمئنة لحزب الله ، ولماذا هذه الحملة ضد إنتاج إيران للطاقة النووية ، ويبدو ان البعض لن يصدقوا عداوة إيران للأمريكان إلا حين تحاصر إيران و ربما البعض لا يصدق وينتظر نشوب الحرب ولا يصدق فلعلها تمثيلية أمريكية إيرانية ، وصحيح ما قاله الناظم :
لكل داء دواءً يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
ونعود إلى كلام بعض علماء الشيعة والى تكفير الشيعة ، لو كان ذلك صحيحاً فان اكبر خطاء في تاريخ الإسلام هو فتح بلاد فارس ما دام انه لم يسلم من الفرس احد ، وبالتأكيد هناك من اسلم وهناك ملايين المسلمين ، ولكن ومثلما فعل عبدالله بن أبي سلول عبدالله ابن سباء العربيين أعلنوا الإسلام وأبطنوا الكفر ، لماذا لا يكون من الفرس من فعل ذلك و لبس عباءة الإسلام لخرابه حقداً على الإسلام الذي أزال دولة الفرس ، ان التعميم وعدم التمحيص مشكلة كبيرة وعاقبتها وبيلة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (( مجموع الفتاوى )) الجزء الأول : (( وَالْغُلُوُّ فِي الْأُمَّةِ وَقَعَ فِي طَائِفَتَيْنِ : طَائِفَةٍ مِنْ ضُلَّالِ الشِّيعَةِ الَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الإلوهية )) فهو يعني ان ليس كل الشيعة ضلال ، بل ويقول صراحة في الجزء الثالث : ((وَأَمَّا السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ فَلَمْ يَتَنَازَعُوا فِي عَدَمِ تَكْفِيرِ " الْمُرْجِئَةِ " وَ " الشِّيعَةِ " الْمُفَضِّلَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَلَمْ تَخْتَلِفْ نُصُوصُ أَحْمَدَ فِي أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ هَؤُلَاءِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ حَكَى فِي تَكْفِيرِ جَمِيعِ أَهْلِ الْبِدَعِ - مِنْ هَؤُلَاءِ وَغَيْرِهِمْ - خلافاً عنه أَوْ فِي مَذْهَبِهِ حَتَّى أَطْلَقَ بَعْضُهُمْ تَخْلِيدَ هَؤُلَاءِ وَغَيْرِهِمْ وَهَذَا غَلَطٌ عَلَى مَذْهَبِهِ وَعَلَى الشَّرِيعَةِ . وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ أَحَدًا مِنْ هَؤُلَاءِ إلْحَاقًا لِأَهْلِ الْبِدَعِ بِأَهْلِ الْمَعَاصِي قَالُوا : فَكَمَا أَنَّ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا بِذَنْبِ فَكَذَلِكَ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا بِبِدْعَةِ .)) ، فماذا بعد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية إلا الهوى ومسايرة السلطان ، والإسلام من ذلك براء .
الثامنة : الخنوع = قبول ما لا يقبل
العرب يرفضون في البداية ويثيرون عاصفة إعلامية عنوانها الرفض ، ولكن بعد فترة يتبدل الموقف ويقبل ما لا يقبل تارة تحت شعار الواقعية أحياناً ، وفي سبيل تدعيم مشروع التوريث أحياناً أخرى ، ولا كرامة للأوطان ، وفي سبيل
الحفاظ على الخط الساخن مع واشنطن ، لا تفاوض وتفاوضوا ، لا صلح وتصالحوا واعترفوا بالكيان الغاصب ، لا بل أصبح يعظنا خداما للكيان الصهيوني وخونة لوطنهم .
التاسعة : صعدة .. طبول حرب جديدة
يتحسس أعداد من أبناء الجيش ـ كان الله في عونهم ـ رؤؤسهم كل صباح فلعله يكون ضحية جديدة لحرب قادمة هي في كل جولاتها نتاج لحماقة السلطة التي تلعب بالنار والشعب يدفع التضحيات وتأتي لتخطب فيه وتقول (( قدمنا )) ، السلطة التي أعلن رئيسها انه كان يدفع لزعيم الحوثيين المؤسس 400 ألف ريال شهرياً ولو كان احد المشترك فعل ذلك لحوكم بالخيانة العظمى .
العاشرة : السلطة زعلانة
بسبب تمسك المشترك بشروطه لبدء الحوار مع السلطة المؤتمرية يتصاعد مؤشر الزعل والحنق لديها فتارة تتهم المشترك بالوقوف مع الحوثيين الذين تمدهم هي بالسلاح تحت جنح الظلام ، وتارة بإطلاق النار على سيارة رئيس المشترك المناضل الدكتور عبدالوهاب محمود في ظل عدم وجوده وتارة بكيل الاتهامات للمشترك عبر الخطابات المتشنجة ، والسؤال : لماذا الزعل ؟ لماذا لا تسكت وتجري الانتخابات منفردة مثلما هدد وتوعد رئيسها من قبل في خطاب الندم على اتفاق فبراير وهو الان يدعو الى التفاهم عليه ، تناقضات رهيبة ، ودخول الشيخ صادق الأحمر على الخط بتصريحه ان ما تعرض له أفراد من أسرة الدكتور محمود و الأستاذ زيد الشامي هو عمل سياسي ، هذا الدخول جيد لصالح تعزيز اوراق المشترك الذي يريد إعادة السلطة والثروة إلى الشعب صاحب المصلحة الحقيقية فيهما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق