الثلاثاء، 3 فبراير 2015
الدفاع عن الباطل
الدفاع عن الباطل
مرعي حميد/ مفكر وباحث
الباطل هو كل قضية عملية او فكرية متجاوزة للحق متعدية على المنطق والقانون والدستور تكون انتهاك لحق او لحقيقة ، والدفاع عن الباطل مهنة يحترفها كل أفاك أثيم مُستكبر ، كل معربد في الارض و يهوى للعربدة أن يزداد فعلها وتتسع رقعتها ... و هو صورة من صور المشاركة في صنع الباطل ومفاقمته و تكبير مساحته وتعميق أثره وتأثيره . ويعتقد البطولة في دفاعه عن الباطل .
يدافع عن الباطل احد ثلاثة :
1) صاحب الباطل : وهو من ارتكب الباطل مستنداً الى قوة ذاتية من مال و سلاح ومنعة متعددة الصور ، أو مُستنداً لقوة مُخطوفة كجيش الشعب و سلاحه و القوات والوسائل المُعدة لحفظ امن الشعب واستقرار الوطن .
2) المُبطل الآخر : وهو من يقترف الباطل عادة ، فهو لا يُنكر الباطل الذي يرتكبه سواه فهو يوفر لنفسه المريضة قدر من المشروعية بمنطق ( ليس وحدي من يفعل فيظلم ويعربد ) ، كما يمنحه قدر من والاستئناس وتبادل المنافع .
3) من يخدمه الباطل بصورة ( آلية ) أوتوماتيكية ممن لا خلاق له ممن هو متربص بالواقع في حقه الباطل فيحل في منصبه أو يشفي غليل نفسه لتفوق من وقع عليه الظلم أو لاعتقاده ان بإمكانه أن يحل مكانه ويرث مكانته أو أنه يشكل خطر مستقبلي عليه .
4) صاحب هوى يجد الباطل يلبي رغباته ويشبع غرائزه و يريح نفسه
5) صاحب المصلحة المبتغاة من خلال الدفاع : مال ، منصب ، شهرة ..
و يكون دفاع هؤلاء بواحد او أكثر مما يأتي :
1) التبرير للباطل الذي وقع على سين بما قد يكون من باطل صدر عنه ( تبرير الخطاء بالخطاء )
2) البحث عن أدلة زائفة تدين المظلوم
3) افتراض اوهام تبرر للمبطل ما قام به
4) وضع توصيف خاطئ عن ما حدث
5) تلفيق الاتهامات وترويجها
6) تقديم الدعم المادي لصاحب الباطل
7) مُضايقة صاحب الحق وخلق مزيد المتاعب له
8) الاسهام في الحيلولة بين صاحب الحق وحقه في التعبير عن مظلوميته ودفع تخرصات الباطل ضده
9) اتهام صاحب الباطل انه متراخي في تعامله مع من وقع عليه الظلم
10) حث الآخرين على الدفاع عن الظلم وتأسيس واتاحة المنابر الاعلامية لهم مثل قناة العربية التي تأبى أن تغادر العفونة التي ألفتها .
إنّ الدفاع عن الباطل عمل لا يقوم به الأسوياء من الناس ، بل هو صنعة من مرضت وتفحمت ضمائرهم ، وكبرت وتضخمت لديهم الأنانية والنرجسية لدرجة انها اعمت بصائرهم وعطلت بصائرهم . هو عمل يقوم به الأقزام و الأوغاد والسفلة واراذل الناس في الحقيقة وان تسنموا أرفع المناصب و أعلى الرتب .. انه ديدن القصّر وعادة السفهاء ، يتصّنع المجد من يفعله ويقدم عليه و هو في الواقع كائن حقير بمقدار حقارة الباطل الذي يدافع عنه .
متى ينتصر الباطل :
قد ينتصر الباطل على الحق ويسحقه وذلك في أحد الحالات الآتية :
1) اذا تفوقت قوة الباطل المادية أو البشرية أو الإدراكية على قوة الحق او انعدمت أو ضعفت أو قلت لدى الحق القوة والحِنكة والفِطنة
2) اذا وجد المُبطل غباء وجهل وسذاجة من صاحب الحق
3) اذا فشل صاحب الحق في تقدير الموقف واللحظة لغياب المعلومات لديه أو لغرور واهم لا يستند الى أرضية صُلبة او لإصرار يدفع به للتهلكة من أجل الحق الذي هو في لحظته تلك قضية خاسرة لتفوق الباطل في العدد والعُدة والفرصة
4) اذا فشل صاحب الحق في الحصول على الادلة التي تقف لصالحه أو فشل في دحض تخرصات وتلفيقات صاحب الباطل
5) اذا انحازت قوة مُضافة وسلطة مُبطلة لصاحب الباطل فاكتسب قوة من قوتها وفرصة غير مُتاحة لصاحب الحق .
إنّ الحق في غالب الأحيان لا ينتصر بالأمنيات الفارغة ولا النوايا الطيبة التي لا تسندها قوة مادية مضمونة أو بشرية واعية ، وليس الحق ينتصر باستعداد لتضحية لا قيمة لها ولا جدوى ولا معنى لها إلا الوهم والفكر الخاطئ والتفكير الحالم .
مرعي حميد ـــ 2فبراير 2015م
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق