الثلاثاء، 3 مارس 2015

الخلوة التعبدية

الخلوة التعبدية بقلم : مرعي حميد / مفكر وباحث اولاً : تعريفها : الخلوة هي اختلاء السالك الى الله بنفسه متعبداً متفكراً بعيداً عن الصوارف الحسية والمعنوية بغية التعبد والتفكر التعبدي من اجل الوصول الى مقام الشهود الروحي والتعبد لله تعالى مع ما يتبعه من اجر وجائزة من المعبود جل جلالة. ثانياً : الشروط العامة لها : 1. الصدق مع الله 2. الرغبة 3. ادراك طبيعتها 4. معرفة الغاية منها 5. الالتزام بالعبادات قبلها وخلالها وهناك شروط خاصة لكل نوع من نوعيها. ثالثاً : نوعا الخلوة : ان الخلوة تهدف إما خلق اليقين الشهودي على الكون وبالتالي زيادة المعرفة الايمانية مع السعي الحثيث لتطويرها من معرفة عقلية الى كونها معرفة روحية ،وإما تهدف الى التفرغ لطاعة الله والعيش المباشر في حضرته سبحانه وتعالى جل جلاله والترقي في مقامات التعبد الروحية،والاكثار من الحسنات ومغفرة السيئات والظفر باستغفار الملائكة ونحوها من الجوائز السنية . وبالتالي فان للخلوة نوعين نوردهما هنا مع ما يلزم كل منهما على حده : النوع الأول : الخلوة التفكرية التعبدية : يركز فيها السالك ويعتكف على التفكر والتأمل • شروطها الخاصة : 1. ان لا يأتيها جائعاً ولا ان يستمر بها حتى يدركه الجوع ويستمر كذلك 2. ان لا يأتيها عطشاناً ولا أن يستمر بها حتى يدركه العطش ويستمر فيها 3. استصحاب ما يلزمها مما سيأتي ذكره 4. تفريغ الذهن من الشواغل 5. العزم على التركيز التام 6. ان لا يقل زمنها عن ساعة • بماذا ينشغل صاحبها : ينشغل صاحبها بواحد او أكثر مما يأتي على ان يخصص ساعة للواحد منها ان اراد الجمع بين امرين او اكثر : 1. الصلاة المتمهلة ويحتاج لها للوضوء 2. تدبر القرآن ويحتاج له للوضوء 3. الذكر المطلق المتمهل الذي قد يكرر الكلمة او العبارة فيه اكثر من مرة 4. التبصر في الموجودات من حوله 5. قراءة في كتاب يتحدث عن صفات الله واسمائه الحسنى 6. قراءة في كتاب عن خلق الله 7. مشاهدة لفيلم وثائقي علمي عن شيء من المخلوقات 8. الانصات لتلاوة خاشعة 9. التفكر في امر من الامور وحكمة الله فيه وتدبيره • اشارات ولطائف: الإرتياض التفكري يؤدي بتكرار التجربة مع مرور الوقت الى اختصار الزمن للتوصل الى المعرفة الجديدة التي بمرور الوقت قد تحصل لصاحبها وترد عليه من دون استعداد منه انما تفاجئه من غير أدنى توقع وكأن الامر اصبح بالنسبة له سليقة ،غير انه في ذات الوقت حتى بوصوله الى هذا المستوى لا يمنع هذا ولا يتنافى مع تعرضه للنفخات المعرفية الايمانية عبر انتظامه في الخلوة من جديد مرة تلو أخرى .. كلما كان الانسان في منأى عن الناس مبتعداً عنهم في المكان معزلاً كان العائد به من الخلوة الفكرية افضل واغزر واعمق . حري بصاحب الخلوة ان يكون لديه ورق وقلم يدون به الخواطر العرفانية التي تتكشف له وتتجرد وقت الخلوة ،فانه قد ينساها او تتشوه معالمها لديه فتفوته الفائدة الروحية المتوقعة منها . النوع الثاني : الخلوة التعبدية المطلقة : و يكون فيها المتعبد متفرغ للعبادات المطلقة منصرفاً لها مقبلاً على الله عز وجل • شروطها الخاصة : 1. الوضوء 2. تفريغ الذهن من الشواغل 3. ان لا يقل زمنها عن نصف ساعة 4. ان يستعد بمصحف او تسجيل 5. لزوم المسجد خلالها قدر الامكان بما ينشغل صاحبها : 1. الصلاة 2. قراءة وتدبر القرآن 3. الذكر المطلق لله ومنه اذكار الصباح واذكار المساء 4. التلاوة مما يحفظ من كتاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق