السبت، 17 مايو 2014
الإخلاص.. المضمون والفاعلية
بقلم : مرعي حميد / مفكر وباحث
الإخلاص هو واحدية وتوحيد جهة القصد في العمل فيكون العمل خالص متخلّص نقي مصفى من قصد الغيرية الغرضية والإنجازية المخالفة لظاهر العمل ولجوهره وحقيقته وما ينبغي له من غرض عقلاً ومنطقاً وخلقاً سوياً ،وسلامة من التناقض ،الإخلاص إرادة قلبية لازمة لصحة العمل والخلق تمنحهما الروحية الحقة، لا مجرد المراوحة عند تخومهما أمنية جافة لا حياة في أوصالها ولا ري يسقيها .وهو باعث وجداني وعرفاني نتاجه الحيوية والإندفاع ،أساسه الغالب الفهم الصحيح والرؤية الثاقبة والإصرار على الدأب في القصد والمسعى مع تعهد لذلك الباعث على الدوام ،وهو شعور دافع للذات للمثابرة الدائمة والفعالية العالية في سبيل تحصيل المرغوب والسلامة من المرهوب.
كلما توفر للعمل الصالح الإخلاص كان أحرى بصاحبه النجاح فيه والتفوق في أدائه، فالإخلاص حامل على الإتيان بالعمل كأفضل ما يمكن وأفضل مما كان وظهر من قبل لدى صاحبه ولدى الآخرين ،إنه دافعية للإبداع ومولّد لسكب التجارب والمعارف والخبرات والبحث عن مزيدها في مشهدية إنجازية جديدة متجددة متقدمة ترنو إلى الأفضل ،هو حامل على استفراغ الطاقة .إنّه يقفز بالعمل من كونه مهمة ثقيلة يجب القيام بها إلى رغبة جارفة وتوحد معها بحيث تصبح حاجة للفرد وجزء من كينونته وهنا تكمن خطورة الاخلاص وقيمته ،إنه الارتباط العضوي مع العمل ومع الآخر والتضحية من اجله ومن أجله فقط لا لمصالح ضيقة إلا إن كانت شرعة الإخلاص هنا تحتملها وتقتضيها لمزيد إخلاص ولمزيد عمل بالإخلاص وإخلاص في العمل.
ما خالط الإخلاص عمل إلا كان حرياً بالتلهف لمعرفته ومعرفة مضمونه والتعرف على صاحبه المخلص ،وما اتصف به إمرؤ في عمل او في جانب من حياته او كل حياته إلا كان مستحقاً للإهتمام بمعرفته ومعرفة طبيعة عمله وإنجازه فيه .هو منهج حياة وبصمة تميّز بل هو مصدر التميز وباعثه.
يُحمد الإخلاص حين يكون خلاصة للرغبة الصادقة والفهم الصحيح للعمل الصالح ،انه تشمير عن ساعد الجد واطراح للكسل والمن والتسويف .وقد يقدم الانسان على عمل ويخلص فيه وربما كان به وفيه قدوة في الإخلاص وفي الإخلاص قدوة مع أنّ هذا العمل غير صحيح وغير صالح وضار مضر بالذات وبالآخر وربما بالمبدأ ذاته الباعث عليه ،إما من وجهة نظر غيره وقد يكونون كثر او معظم الخلق ،او من وجهة نظر الدين او العقيدة او القانون او الفكر والايدلوجيا التي يصدر عنها وينطلق منها وينتسب لها ،أو مجموع ذلك ،وهذا ناتج عن الفهم السطحي مع الرغبة الجامحة التي قد لا تسمح للمرء في احيان ان يقف ويتأمل مدى صحة عمله وخلوه من الخطاء والتناقض مع منطلقه الفكري والعملي .وعمل من دون فهم صحيح له يسير اخلاص صاحبه بتعثر بمجاهيل سبيله.
حاجة الانسان للإخلاص تنبع من جهتين جهة ذاته فيخلص في عمله ليتحقق له الرضاء عن عمله و يشعر بكينونته ووجوده في الاعمال او العمل الذي نذر حياته ويشعر بها من خلاله ،ويخلص ليتمكن من اتقان العمل وتحقيق الإبداع ،ويؤدي العبادة مخلصاً فيها متقناً لها من اجل الله الذي لا يرضاها ولا يتقبلها الا ان كان قد أداها خالصة له من دون قصد رضا احد سواه ولا مثوبته ولا جائزته.
لا يدرك غير العاقل حقيقة الاخلاص في قلب المرء ،ولكنه شعور يجده العامل من نفسه ،وأثر يبدو في عمله وكسبه وإقدامه وإحجامه ونشاطه وكسله وحماسه وفتوره ورغبته وقناعته وطمعه وزهده ،اثر يراه ويشعر به المحيطين حوله ولربما فاض عن دائرته القريبة حتى عرفه الابعدين في المكان والابعدين في الزمان .
الإخلاص في العبادة المحضة :
اخلاص العبد العابد لمولاه ان يقصد رضاه ومحبته دون ان يشرك معه احد غيره في الرغبة وذلك في كل عمل يبعثه التعبد المحض عليه ويباشره من منطلق تعبدي ،يؤدي عمله التعبدي لا ليعرف ذلك عنه الناس ولا ليكسب محبتهم ولا مكرمتهم ولا تقديمهم له والسلامة من تأخيرهم له ،انه عمل لله تعالى وحده لا شريك له في رغبته وقصده ،بل ان قصد رغبة احد سواه تتنافى مع قصده سبحانه فلا يحتمل عمل تعبدي إشراك ففي الحديث الذي رواه الامام مسلم : ((قال الله تبارك وتعالى : أنبأنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري ؛ تركته وشركه))ان العمل حين يخالطه اشراك فانه يفوّت على صاحبه حضه الاعظم منه بل ويعود عليه بالخسارة والوبال كما ورد في حديث الثلاثة الذين تُسعر بهم النار ،فهو في الواقع فرط في العمل التعبدي لان شرطه ان يكون خالص لله وان يكون صحيحاً موافقاً لما شرع الله تعالى ،كما انه وبدلاً من ان ينال رضى الله ومحبته لإخلاصه فانه ينال سخطه وغضبه ومقته .انه بدلاً من ان يستحق المثوبة يصبح مستحق العقوبة لتفريطه ولسوء أدبه ،ان الله تعالى في غنى عن اعمال العباد ولكن هم مستفيدين من عملهم ان قصدوا به وجه الله اما ان اظهروا للناس الاخلاص والسلامة وابطنوا لعليم السرائر غير قصد رضاه والتعبد له بما جعله شعيرة لعبادته فانهم على خطر عظيم .يقول الامام حسن البنّا : ((و أريد بالإخلاص :أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله , وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر , وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة , لا جندي غرض و منفعة , (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162) , و بذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا)...)).
قد يتعب المؤمن والمؤمنة نفسيهما من اجل القيام بالعمل الصالح ثم لا يجتهدا في ان يخفيا عملهما هذا عن الناس او عن بعض الناس بداعي الرياء والفخر وحصول مدحهم واعجابهم وثنائهم ،كصيام او انفاق مال او قيام ليل او حفظ للقرآن الكريم ثم يظهرا ذلك للناس بداعي الرياء والسمعة.
إنّ الأولى بالمؤمن ان يكتفي بعلم الله بعمله فلا يتطلع من بعد الى علم المخلوقين وماذا يساوي علمهم عند علم الله وماذا يساوي رضاهم عند رضاء الله ،هل يساوي هباءة ،بل لا يساويها ،يقول الله تعالى ((وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) .
و الأولى بالمؤمن على الدوام ان يجتهد في العمل الصالح ويحمد الله تعالى ان وفقه إليه وأقامه فيه ،ثم ينسى ذلك ويتناساه حتى عن نفسه كي لا يدخله العجب ،ويمنّ ويدل على الله تعالى به ،خاصة ان خشي ذلك من نفسه .وان اظهار العمل الصالح والتوفيق الالهي في حال تقديم القدوة والمثل للناس او لبعض الناس ليشمروا ويفعلوا ذات الفعل او اكثر منه وافضل ان هذا مما لابأس به بل هو يحسن ان ضمن المؤمن من نفسه عدم الوقوع في براثن الرياء ،ومثل هذا الاعمال الخيرية ،ومنازلة درجات القرب من الله تعالى ،قال الله تعالى (( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) ،وقد يدخل الشيطان او يحاول الدخول الى قلب المؤمن عبر تخويفه من ان يكون مرائياً في طاعة ما وإن الافضل له ليدفع عنه كيد الشيطان ان يذكر نفسه انه انما يعمل الأولى به كمؤمن وطامع في الله وما عنده من الاجر والثواب الذي يدخره لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويسارعون فيها ويتنافسون إرضاء لله ،وقد قال الإمام ابو حامد الغزّالي في الإحياء ((فلا ينبغي أن يترك العمل عند خوف الآفة والرياء فإن ذلك منتهى بغية الشيطان منه إذ المقصود أن لا يفوت الإخلاص ومهما ترك العمل فقد ضيع العمل والإخلاص جميعا)).
ان المسلم يستعد بعمله الصالح على القدوم الحسن على الله فلا يفسد ما اعدده لنفسه عبر المرآة به ،إنّ عليه ان يحرص قدر ما يستطيع على كتمان عمله الصالح ،حتى انه يخفي عن يده اليسرى ما تنفق اليمنى وفي هذا القدر من الخفاء مزيد فضل من الله تعالى فمن العشرة الاصناف من الناس الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة ،يوم لا ظل الا ظله (( و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))والحديث رواه البخاري ومسلم وصححه الامام الالباني.
وعباد الله المخلصين هم الذين اصطفاهم الله فاخلصهم واولئك تحديداً لا سلطان للشيطان عليهم فهو عاجز عن اغوائهم واضلالهم . قال سيد قطب في ظلال القرآن في تفسير قول الله تعالى حكاية من قول الشيطان :((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)) قال سيد رحمه الله : ((والله يستخلص لنفسه من عباده من يخلص نفسه لله ، ويجردها له وحده ، ويعبده كأنه يراه . وهؤلاء ليس للشيطان عليهم من سلطان .هذا الشرط الذي قرره إبليس اللعين قرره وهو يدرك أن لا سبيل إلى سواه ، لأنه سنة الله . . أن يستخلص لنفسه من يخلص له نفسه ، وأن يحميه ويرعاه )).
الاخلاص للوطن :
يسعد الوطن بإخلاص بنيه له ،ويكون منهم الإسهام الايجابي والمثابرة الخلاقة في المجال الذي يعملون فيه ،وكلما ارتقى المرء في سلم المسؤولية كان لوجود اخلاصه لوطنه تأثير جميل اعمق وأثر ايجابي أوسع ،والعكس صحيح فكلما افتقر من اخلاص لوطنه ترك وجوده في موضع المسؤولية الاثر السلبي والتأثير الذي يسر العدو المتربص ،انه كلما توفر للوطن عدد اكبر من المخلصين من ابنائه حتى اصبح الاخلاص له صفة لغالبيتهم على الاقل فانه حينذاك يزدهر ويترقى ويتقدم ،وان اعترضته تحديات او عراقيل تخطاها وكنسها من طريقه الهادر بفعل ابنائه الخُلص الذين يعلون مصلحته فوق مصالحهم وقضيته كوطن فوق قضاياهم .وما اتعس الاوطان حين تبتلئ برجال في اعلى هرم السلطة ،بخاصة ،لا يملكون من الاخلاص الا إخلاص لأنفسهم ومقربيهم على حساب الاخلاص للوطن فيبنون ويهدمون ويظلمون ويضيئون ويفرشون ويطوون ،فيبنون ممالكهم ويهدمون مملكة الوطن ،يظلمون دروب الوطن ودروب بنيه بتجهيلهم والحفاظ على جهلهم وينيرون بصائر ابنائهم ومقربيهم في اسس الانانية وظلم الوطن بطريقة ناعمة ،يفرشون دروبهم بخيرات الوطن ويطوون عن الوطن درب العزة والمجد والتقدم والفخار والازدهار. يصف ول ديورانت في (قصة الحضارة)البندقية في عهدها الزاهر ((كانت البندقية تنتعش انتعاشا سريعاً بفضل تعاون جميع طبقاتها تعاوناً منظماً قائماً على الإخلاص للمصلحة العامة في سبيل إعادة التجارة والرخاء المادي))وقال في دعامة في قيام الدولة : ((لقد قامت الحضارة اليونانية القديمة على الإخلاص لدولة المدينة والتفاني في حبها)) .
الإخلاص في العمل :
مدني كان ام عسكري عام أم خاص ،الاخلاص مفتاح للنجاح فيه ،كما هي الرغبة فيه مفتاح ثان لا ثالث له وقد تعوض عنه الحاجة اللازمة له ،ولكن شتان بين روح الرغبة وروح الحاجة ،غنية روح الرغبة وفقيرة روح الحاجة ،والاخلاص في العمل يتضمن تمام الحرص على الاتقان فيه وتحسين الأداء وتجويده على الدوام سواء تم تقدير العامل من صاحب العمل ورئيسه ام لا ،وهذا يتطلب من جانب صاحب العمل ورئيسه التحبيب والترغيب في العمل المعني وبيان اثره الايجابي في المجتمع كما يتطلب منه التلطف مع العاملين وتجنب القسوة معهم الا عند الحاجة الماسة وبالقدر المناسب ،ان يكون بشوش متواضع في غير تبذل ولا ترخص يسقط الهيبة .
الإخلاص للمبدأ :
فيتفانى في سبيل خدمته واظهاره ونشره وكسب المعتنقين والمناصرين له ،انه يعني العيش من اجله وفي سبيله طالما هو مقتنع به ،ولا يمنع هذا ان يسعى ليزداد به اقتناعاً وايماناً ليزيد من مضمون اعتناقه له ،بل ان من صحة الايمان بالمبدأ السعي لتعميق الايمان به وتحصيل الاطمئنان القلبي به حتى يزداد تمسكاً به عن علم ومزيد علم .يقول الامام حسن البنّا : ((إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها ))
التربية على الإخلاص :
إنّ المرء يحتاج ان ينمي في نفسه وروحه الإرادة المخلصة ،كما ان عليه ان يبادر اي حشائش ضارة بشجرته ودوحته قد تنمو في روحه ،يجب ان لا يسمح ببذرتها ولا بنبتتها ان تظهر بل يجتثها بسيف الإرادة المخلصة ،انها ان تواجدت ووجدت لها فرصة الانبات والظهور تصبح عصية على القلع بل لا ينكرها صاحبها وتكون مرحب بها ومقبولة ويتكيف معها فتسيطر عليه وتوجهه شر توجيه ويتبدل به الحال من محسن الى مسيئ ومن حسن الى سيئ ومن محق الى مبطل ومن عادل الى ظالم ،انها تخرب لديه جهاز المناعة الذي يحول بينه وبين الردي والضار من الاعمال بل و الإجرام والصلف والعربدة ،بحسب المتاح لديه من امكانية على ذلك ونقيضها .
ومن المهم تعهد شجرة الاخلاص في قلوب الناشئة وعقولهم حتى لا تغتالها وتجتثها وتحل محلها شجرة النفاق والمجاملة والمداهنة والتملق فتفعل بهم وبسواهم فعلها القبيح ونتاجها الشائن .وان من تعهدها عدم السماح لشجيرات المصلحية الضيقة والغائية التشاركية في العمل التعبدي بالنمو ،مطلوب مننا ان نكافئهم ونشجعهم بالكلمة الحسنة والإيمائة الطيبة ولكن ان لا يصبح هدف الصغير من تعبده ان يحصل على هذا منا ولكن لنواصل تذكيره كما تكريمه بان هذا العمل هو لله ويجب ان يكون كذلك وما هذا الذي يجد منا الا (عاجل بشرى المؤمن)،اما الكبير فينا اذا مدح فانه اكبر من ان يغتال نيته في كسبه البديع مديحنا ولكن لا يكون هذا ديدن لنا ولنتعرف على من نمدح قبل ان نمدحه ،ولا نكثر من هذا فنقطع عنقه ونكسر صلبه ،وفي الحديث المتفق عليه((عن أبي بكرة قال : أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ويلك قطعت عنق أخيك " ثلاثا " من كان منكم مادحا لا محالة فليقل : أحسب فلانا والله حسيبه إن كان يرى أنه كذلك ولا يزكي على الله أحدا " .
وختاماً ...
يمنحنا الاخلاص السعادة وتحقيق التناغم الداخلي بين المبدأ والممارسة ،وبين الممارسة والحرص على الاتقان والإحسان فيها .
منهج الرشد كما ترسمه سورة الكهف
بقلم : مرعي حميد/ مفكر وباحث
اشتهرت سور القرآن الكريم بتسمياتها :البقرة،آل عمران،النساء،الشمس،الليل،الضحى... وفي الغالب لا توجد علاقة بين اسم السورة وموضوعها ،و لكل سورة من سور القرآن الكريم موضوعها الذي تدور حوله وتتحدث عنه وتتطرق وتشير اليه في مضمونها العام ذلك مما وفقني الله لاستنباطه ،وقد تختص اكثر من سورة بذات الموضوع مع اختلاف في طريقة العرض وتنوع واختلاف بين اسهاب وايجاز .
و تنبع اهمية هذا الادراك لموضوعية سور القرآن الكريم من انها تقدم لمن يقف عليها ويستوعبها قدر كبير من المعارف كما تمنح القارئ لكتاب الله وسيلة جذب وتشويق للتلاوة والانصات كما تمنحه قدره اكبر وحافز على استحضار الذهن والتركيز التام والتفاعل العجيب مع موضوع السورة وفكرتها وسبر اغوارها والخروج بفوائد جليلة تنعكس ايجاباً على حياة التالي ،كما ان هذا الادراك سيكون عامل مساعد على حفظ السورة فهو يمنح الحافظ فرصة افضل ليعيش جو السورة ويدرك المضمون العام لآياتها ،كما ان هذه المعرفة تساعد صاحبها على التعرف على اسم السورة وموضوعها من خلال استماع بعض آياتها من تاليها اماماً كان او خلافه وبالتالي قدرة اكبر على الانصات والخشوع .
وتدل هذه (الموضوعية الواحدة المتسقة)على الاعجاز الموضوعي في القرآن الكريم ،فكل سورة من السور الطوال ،تحديداً،غالباً لم تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في وقت واحد ولكن نزلت مفرقة ،وتجد معظم آيات السورة نزلت لاسباب ووقائع متعددة ،ومع هذا فان كل السورة تذهب الى موضوع واحد وتصب في معنى اجمالي عام .وكما ان الكاتب يحرص ان يكون مقاله او (موضوعه) متحدثاً عن موضوع واحد ،فان لله المثل الأعلى ،و كما تجد في آيات السورة الآية منها وربما الاثنتين معاً والثلاث تعطي فكرة واحدة فان في مقال الكاتب تجد فقرة او اكثر تدل على فكرة واحدة و تصلح لإبرازها بمفردها او جعلها من روائع القول مع انها اخذت من مقال (موضوع)واحد متكامل .
سورة الكهف التي يحرص المسلمون على تلاوتها يوم الجمعة موضوعها هو الرشد ،وربما هذا هو سر اختيارها للتلاوة كل اسبوع من بين سور القرآن الكريم،والرشد هو التصرف السليم والسلوك القويم في مختلف المواقف كما انه يعني النضج النظري والعملي ،الفكري و الواقعي . والرشد نقيض الغي ((لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)) ((وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً )) .والرشد ،كما الغي،ليس على مستوى واحد بل هو متفاوت وهو قابل للزيادة كما هو معرض للنقصان ولذا فان السوي من الناس الاولى به ان يزداد رشدا (( وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ))
جاء في التحرير والتنوير للشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسير سورة الكهف ((والرَّشد بفتحتين : الخير وإصابة الحق والنفع والصلاح )) وفي تفسير سورة البقرة قال : ((والرشد بضم فسكون ، وبفتح ففتح الهُدى وسداد الرأي ، ويقابله الغيّ والسفه )) وبينهما تماثل وتقارب وتطابق ...
ونتناول هذا الامر ونفصله تحت العناوين ادناه ونترك ترتيب الورود الى ترتيب الآيات في السورة نفسها لسهولة التعرف عليها:
منهجية الرشد :
يسعى الانسان السوي الى ان يكون من الراشدين في حياتهم بل ويسعى الى ان يرشد غيره الى سبيل الرشد ،ما هو السبيل للوصول الى منهج الرشد ،تجيب عن السؤال سورة الكهف كما يلي :
1. العلم والصدق :
العلم والصدق مخالفة لصفة اهل الغي
(( مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا
2. السلطان البيّن :
(( لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ))
3. الشهادة والحضور
(( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا
4. اجتناب الجدل :
(( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً
5. لا مادية الاعتقاد والتفكير :
(( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً
6. تجنب موانع الرشد والفقه والتخلص منها :
(( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
7. تقديم الدليل المادي ان وجد والحرص عليه :
(( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً (58)وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا
8. الحرص على تحصيل الرشد
(( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا )) ((وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ))
9. الحرص على ادراك رحمة الله : عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
10. العلم اللدني : عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
11. التعلم ممن يعلم :
(( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
والآية تدل على ان المقصود الحق بالعلم هو الرشد
12. مداولة الآراء ونقدها في احترام وتوقير: ((قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا))
13. الصبر في طلب العلم : ((ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ))
منهجية الغي :
للغي منهجية قد يسلكها المرء بعلم او بجهل ويسحب خطاها الى حياضها حتى يغرق في بحر الغي وظلماته :
1. دفع الحق بالباطل :
(( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ))
2. رفض الآيات والدلائل الواضحات :
(( وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا))
3. امتلاك موانع الرشد والفقه :
(( إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا))
4. عدم الاستجابة لصوت الهداية والتعقل:
(( وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا))
5. أي لن يأخذوا اشارات هداية الدلالة مأخذ الجد فهم معرضون ولن يستجيبوا فيعملوا بما يكون سبب في هدايتهم والا فالهداية تبقى هي هداية الله
6. القول والعمل والمحاججة من دون العلم اللازم لها ((مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ ))
7. الفساد والافساد في الارض : ((إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ))
8. اظلال الله تعالى : (( ومن
مصادر الرشد :
الوحي والايمان به وبالكتاب : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا )) ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ))
الدعاء و اللجوء الى الله تعالى : (( فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ))
الهداية الإلاهية وزيادتها : (( مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا )) ))(( وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )) ))(( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ))
صفات الراشدين :
1 . الايمان بالله وعبادته و عمل الصالحات(( الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ )) ((فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))
(( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً))
2 الهداية ))وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ))
3 الحرص على رشد الاخرين : (( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ))
4 عدم ادعاء الكمال : (( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ))
5 التلطف في السلوك والرفق في التصرف : (( وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ))
6 اليقين بوعد الله : ((كَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ))
7 الايمان باليوم الآخر : (( وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا ))
8 ترك المماراة (( فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ))
9 ارجاع المشيئة لله (( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ))
10 ذكر الله تعالى : (( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ))
11 سؤال الله الهداية لمزيد الرشد : ((وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ))
12 الصبر : (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ))
13 عدم ايثار الدنيا وزينتها : (( وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))
14 الامتناع عن طاعة من اتبع هواه : ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))
15 قول الحق : ((وَقُلِ الْحَقُّ ))
16 عدم الاشراك بالله : (( وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ))
17 الايمان : (( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً))
18 الاستغفار : (( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً))
19 الحذر من النسيان : (( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا))
20 تحمل التعب من اجل تحصيل الرشد ومزيده : ((قَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا))
21 الحذر من مكائد الشيطان : (( وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ))
22 التراجع الفوري المُبصرعن الخطاء وفي حال النسيان: (( فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا))
23 الحرص على رحمة الله : (( عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا )) فهي اساس الرشد ولذا كانت البسملة في مطلع التلاوة وهي محفوفة بالرحمانية وطلبها
24 طلب العلم وتحصيل مزيده : ((قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا))
25 الصبر في طلب الرشد ودروبه والتخلق بأخلاق طلبه : ((قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا )) (( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ))
26 تعليم العلم لمن يقوم بشروطه : ((قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ))
27 البعد عن الجناية بحق الآخرين كبيرة كانت ام صغيرة في حد ذاته وفي عواقبها : ((فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )) وقد كان قول موسى في ظاهره وجيهاً لكن كان فعل الخضر في باطنه وجيهاً فانما كان فعله (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا)) ،ويتكرر التجني بل الاجرام للوهلة الاولى ((أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ )) ولكن الجواب والسر الدفين العجيب ((وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ))
28 بذل النصيحة وان بلغت المعاتبة : ((حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ))
29 الاعتذار للمعلم والاعتراف بالخطاء واعذاره فيما يتخذ من عوقبه في حال تكرار الخطاء من المتعلم ((قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)) (( قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا ))
30 اجتناب المؤاخذة خاصة من المعلم لتلميذه طالما كان الخطأ او التقصير عن نسيان ومن دون ارادته : (( قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا))
31 انكار المنكر ((قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا))
32 طرح الآراء وتقديم الافكار دون تردد فلعل رأياً او فكرة توافق صواباً: ((فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ))
33 الحرص على تقديم النفع خاصة لأهل الرشد ((فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)) وقد كان السبب ((وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ))
34 الصراحة والوضوح : ((قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ))
35 الحرص على الافادة : ((سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا))
36 ارتكاب اخف الضررين في حال الاضطرار الى احدهما ((أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
37 الحرص على العمل الشريف ومؤازرة اهله : (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
38 الرحمة بالضعفاء والمساكين : ((أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
39 الحرص على المعلومات الصحيحة (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
40 بناء القرار الملائم والمناسب بناء على المعلومة الصحيحة (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
41 تنفيذ القرار كما هو من دون زيادة ولا نقصان ((فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا)) ((خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا))ولم يكن ما احدثه من خرق الا بما يعيب السفينة ولا يعرضها للغرق ولكن في طبع موسى عليه السلام حدة معروفة ((وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ))
42 عدم اتخاذ المضلين عضدا : ((وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ))
43 اتخاذ الاسباب : (( فَأَتْبَعَ سَبَبًا ))
44 العدل : ((وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ))
45 الاعتماد على الله و رجاء توفيقه وتمكينه بعد الاخذ بالأسباب : ((قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ))
46 تفضيل العمل الجماعي والدفع بالمشاركة الجماعية وتجنب الفردانية والتفرد في صنع الانجاز وتحقيق الهدف وبلوغ الغاية ((فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )) وتلاحظ هنا المفردات : اعينوني،آتوني،انفخوا ..آتوني مرة ثانية ..
47 الاستفادة من الطاقات وعدم إبخاس الناس حقهم في المشاركة بحسب طاقاتهم وعدم تكليفهم باكثر مما يحسنون مع خلق روح الايجابية لديهم ((فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ))
48 الإتقان في العمل والإخلاص فيه : ((فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )) والمعيار ((فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ))
49 الاعتراف لله بالفضل والمنة ،والبعد عن الغرور بالصنيع الحسن والتشبّع به: ((قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ))
50 اغتنام الفرص في تذكير الخلق بخالقهم وقدرته واحسانه :((قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي )) ((قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ))
51 عدم طلب التحول من المكان والحال الحسن والمكانة الطيبة : ((لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ))
ماذا للراشدين :
• دخول الجنة والخلود فيها : (( لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا )) ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ))
• التوفيق والنجاح وادراك لطف الله وعونه في الدنيا : ((وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ))
• التمكين في الأرض : ((إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ ))
• التزويد بأسباب القوة والنجاح : (( وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ))
صفات غير الراشدين :
كما انه من المهم معرفة صفات الراشدين فانه من المهم كذلك معرفة صفات غيرهم،حتى يدرك الانسان ،والغافل خاصة،من أي الفريقين هو،والى أي حد هو متصف بصفات احدهما،كما ان الضد يُظهر حسنه الضد،وفي التعرف على صفات غير الراشدين توقي من الاتصاف بها ،و قد تناولت السورة الكريمة هذه الصفات اجمالاً لها وتفصيلاً :
1 الرجم بالغيب والقول من غير علم : (( راَجْمًا بِالْغَيْبِ )) ومنه القول على الله : ((قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا))
2 الغفلة عن ذكر الله ومنه القيام بطاعته (( مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ))
3 اتباع الهوى (( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ))
4 التفريط واضاعة ما حقه ان يحافظ عليه ويُقام به : ((وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ))
5 النظرة المادية والاستكثار بعرض الدنيا : (( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا ))
6 ظلم النفس : ((وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ))
7 الظن السيئ و طول الامل : (( قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ))
8 عدم الايمان بالساعة : وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً)) (( الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ))
9 الامنية الحسنة بغير عمل يوافقها : ((وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا )) (( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
10 مخالفة امر الله : (( فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ))
11 اتخاذ الشيطان ولياً مُطاعاً من دون الله : (( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ))
12 الزعم في ما يتصل بالاعتقاد : (( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا))
13 الاشراك بالله : (( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ))
14 الجدل : (( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً )) (( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا))
15 الاستهزاء بآيات الله وانذاره (( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا )) ((ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ))
16 الاعراض عن آيات الله : ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ))
17 نسيان الخطايا والآثام )):وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))
18 إمتلاك موانع الرشد والفقه : ((إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا))
19 أخذ ما ليس بالحق واغتصابه : (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
20 الاستخدام السيئ للقوة والقدرة والمكانة : (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
21 التجرد من الرحمة والاتصاف بالقسوة والفضاضة والغلظة : (( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا))
22 اتخاذ الشيطان ولياً : (( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً))
23 محدودية الفقه : (( قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ))
24 الكفر بالله : (( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا
25 الإعراض عن ذكر الله : (( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ))
جزاء غير الراشدين :
• دخول النار (( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا))
• حرمان التوفيق في الدنيا وحلول النقم : ((وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا ))
• إحباط العمل (( فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ))
• الحرمان من لقاء الله و النظر الى وجهه الكريم في الجنة : (( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))
نماذج للفريقين :
وكما تضمنت السورة جزاء الراشدين وعاقبة سواهم تضمنت السورة نماذج للفريقين : فضربت للراشدين نماذج :أصحاب الكهف ،صاحب ذي الجنتين ،موسى عليه السلام ،الخضر عليه السلام، ذي القرنين الملك العادل، و لغير الراشدين : صاحب الجنتين،الملك الظالم، ابليس، قوم ياجوج وماجوج .
كما تضمنت السورة آيات دالة على كمال الله وبالغ حكمته،وتضمن آيات هي قواعد مهمة للمسترشدين والراشدين ...
تجربتي الروحية
بقلم : مرعي حميد/مفكر وباحث ـ اليمن
هل عرفت أروع ما في الحياة ،أروع و أبهج ما في الدنيا ،جنة الدنيا؟؟؟؟
قف معي و إقرأ الى النهاية تعرف اروع ما في الدنيا
ليكن هذا المقال هديتي إليك بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2014م
كان آخر ما يخطر ببالي أن أنشر هذا (المقال) الذي اعددت جميع مادته لتنشر كملحق بكتاب جديد من تأليفي هو في الطريق اليكم بإذن الله تعالى .وفي مطلع المقدمة أحب ان اقول : إنّ ما تطالعونه لي من كتابات روحية ايمانية على صفحتي على الفيسبوك او مجموعتي (الإيمانيات والروحانيات ..مرعي حميد) او مجموعتي (الاحسان مرعي كرامه حميد) على الفيسبوك او في مدونتي الايمانية ،او في مقالي شبه الشهري التربوي بمجلة النور الصادرة من صنعاء،او في غيرها ...كل هذا عندي هو في سياق واحد متصل هو سياق ونتاج تجربتي الروحية التي مضى عليها 23عاماً من بدايتها ،وهو سياق قد يستغرب له البعض بسبب ما عُرف عني من اهتمام بالسياسة كاتباً ومحاضراً ،و أود هنا ان اقول إنّ أمر السلوك الروحي غير مرهون بسن ولا بشكل ولا هيئة ولا ملبس ولا نسب ،ولا تخصص أكاديمي ،ولا حتى كتابة وتحدث للناس ،فكل هؤلاء قد يكونون لهم تجارب روحية وسلوك روحي تصوفي نقي مستمر متصاعد.
بطبيعة الحال فانه يهمني جداً أن اتعرف على تجارب غيري الروحية واجتهد وابحث عبر الكتب والمجلات ،ولم اعثر على تجربة مكتوبة حتى الان انما نتف متفرقة لا تقدم صورة لتجربة روحية، كانت آخرها تجربة الدكتور المغربي طه عبدالرحمن ،و لا أعني انه لا يوجد أصحاب تجارب روحية عميقة ولكن ربما لم يكتبوا مع ما في هذا النوع من الكتابة من خطر ،وما يصحبها عادة من زهد كبير جداً في التحدث عنها ،وربما لم اعثر بعد على بغيتي في تنقيبي ،هذه المرة جربت ،ربما من جديد ،وكتبت على قوقل (تجربتي الروحية) فكانت النتيجة ان عثرت على ما اسماها صاحبها تجربة روحية و تبين لي سريعاً انه انما كان متأثر بصوفية الخرافة و انتبه منها وتاب ،وهذا في الواقع ليس تجربة روحية ،فالتجربة الروحية الحقيقية لا يتوب منها صاحبها ،انها ترقي الى الله وقرب روحي منه فليس بمعصية حتى يُتاب منه ،على العكس ،قمة سامية يتمناها كل من عرف معنى ومضمون الترقي الروحي ويبذل من أجلها الغالي والنفيس ،و قد وجدت احتفاء بصاحب هذه (التجربة) يصب في خانة التشويه التام لكل التصوف ،ومن هنا وتسريعاً لما هو آت باذن الله تعالى ،رأيت أنه من المناسب التعجيل بنشر هذا (المقال) ،وسيجد فيه كل طامح في الترقي الروحي والايماني والتصوفي السُني ،مثال معاصر ،حافل بالدروس ،وكل تجربة روحية مكتملة من بداية السلوك حتى قمته العالية ،هي طريقة مستقلة ،ومن هنا جاءت تسمية (الطرق الصوفية) .
إنّ الكتابة في (التجربة الروحية) امر أشبه بالمخاطرة ،خاصة الاختلاف الكبير الموجود في تعريف مصطلحاتها ومصطلحات أحوالها ،هو بحر صعب ،ولكن ثقتي في تجربتي وتعمقي في هذا المجال وثقتي في ان ما تم لي انما هو فضل من الله تعالى مع اهمية وجود تجربة معاصرة في هذا المجال تُثبت انه ليس تاريخ روحي مجيد فحسب ،ويحسن هنا ان أضع تعريفاتي للمفاهيم الواردة بعدها ضمن هذا المقال، وهي هنا تعاريف عملية تتناسب وطبيعة هذا المقال ،كما انها تحتوي على إشارات مهمة ومضامين لا غنى عنها لمن أراد أن يسلك هذا الدرب الرباني النوراني العرفاني الجليل ،وهي وجهة نظر عبد ضعيف سلك وعرف:
1) التصوف : طريقة وميل ونزوع فردي عقلي وعلمي وعملي لتزكية النفس وتهذيب الروح تحلياً بالفضائل وتخلياً عن الرذائل وترقياً في درجات التديّن و سلوكاً في مدارج العبودية لله وصولاً إلى مقام الشهود الروحي ومنزلة العيش مع الله وكأن السالك يراه وثباتاً في هذا المقام وعلى هذه المنزلة حتى يلقاه. والتصوف كمكون ليس هو التدين في مضامينه ومراميه ولكنه طريقة لا يُكاد يستغنى عنه للتدين في تكامله وبلوغ كمالاته والثبات عليها حتى لقاء الله . ولم يعرف حقيقة التصوف من يناصبه العداء ،وان كل منتسب الى التصوف مدعي له مخالف لقيم التصوف السامية فانه ليس بصوفي في الحقيقة وكل حديث من هذين الصنفين من الناس عن جوهر التصوف وحقيقته ما لم يكن منقولاً، فهو مردود لأنهما لم يعرفا حقيقة التصوف فكيف يعرفا الآخرين به تحبيباً او تنفيراً، وفاقد الشي لا يعطيه ،ان تعريف التصوف يحتاج من صاحبه الى معرفة سلوكية وخبرة تذوقية، وكم من شبهات اثيرت حول التصوف بسبب هؤلاء المدعين للتصوف و المتقولين وتعريفاتهم المدعاة ، و تعريف اهل التصوف الحقيقيين في بعض الاحيان يركز فقط على جانب فقط من جوانب التصوف . واحيانا يعممون حالة من الحالات ويعتبرونها هي كل التصوف .و للتصوف اسماء مثل : السلوك ،التزكية، التربية الروحية ،العرفان ،وللمتصوفة الحقيقيين اسماء ابرزها: العبّاد ، السلوك ،السالكين ،العارفين، اهل الارادة ، ارباب السلوك .
2) الحياة الروحية : هي هبة الهية في حالة قلبية روحية شائقة جليلة القدر رفيعة المنزلة يعيش فيها المؤمن مع الله تعالى يشهده بروحه حصيلة للتطهر من الذنوب والمعاصي و للمعرفة القلبية بالله وطاعته ومجاهدة النفس في سبيله .
حالة يعيش صاحبها في رحاب الله يستروح نسمات القرب العليلة على روحه ،يتفيأ ظلال الود الالهي الندية ،ويرتشف من معين الصفاء مع الله ومسارته وحلو مناجاته، هي اروع حالة يمكن للإنسان عيشها في هذا الوجود وهي حصيلة المعرفة بعظمة الله وتذكر نعمه عليه ويقين العابد واستشعاره لحقيقة قربه تعالى منه بعلمه وسمعه وقدرته وهدايته ومن كل خلقه وان لم يستشعروا هذه الحقيقة الساطعة المشرقة على قلب العابد وروحه ..وتتأتى هذه الحال للعابد وهو يعيش في رحاب الله بطاعته والمسارعة اليه بأنواع القربات والاقبال عليه بشتى صنوف ذكره مُستشعراً لتلك الحقائق :صلاة مكتوبة كانت ام نافلة وذكر لله وتلاوة لكتابه الكريم ودعائه وسؤاله والتذلل لعظمته ،ولذا نجد الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم ينادي بلال رضي الله عنه ارحنا بها يا بلال لأنها تأخذه كلياً وجمعياً الى رحاب الله والانس به تعالى كأروع حالة ممكن للإنسان عيشها ،فكيف ان كان الانسان رسول الله ،وفي الصلاة تجد ملاقاة الله ومناجاته وتلاوة كتابه وذكره
3) السالكين: هم مجموع السائرين بقلوبهم وأجسادهم و أرواحهم نحو الله تعالى عبر الايمان العميق والاكثر عمقاً والاعمال الصالحة (الاوراد)
4) الأوراد : هي مجموع الاعمال الصالحة التي تتمخض عنها الواردات فالأحوال والمقامات ، ومن الأوراد تحديداً وتخصيصاً : الصلاة ،قراءة القرآن ،الذكر المطلق ،الدعاء ،التفكر في الكون و المخلوقات ،القراءة في كتب اسماء الله الحسنى والعقيدة المؤثرة ،الصيام نفل و فرض ،قيام الليل ،التوبة ،الاستغفار ،الاعتكاف في المسجد والمكوث فيه ،اناشيد ايمانية روحية ...
5) الوارد :هو العبير الروحي والنسيم الإيماني الذي يهب على الروح فينعشها ويُمتعها ويزيدها صفاء ونقاء وهو مدخل الى (الحال) .
6) الروح : الروح تكوين معنوي واعي يشكل مع تكوين المادة المادي حقيقة الانسان ،و الروح تكوين يتسع ويضيق يكبر ويصغر ينعم ويشقى لدى صاحبه بحسب اهتمامه به تماماً كما التكوين المادي ،له غذائه كما للجسد غذائه ، قابل للصحة كما هو قابل للمرض ،وبين التكونين المادي(الجسدي)و المعنوي(الروحي) للإنسان الواحد ارتباط واتصال وتواصل ،و النفس هي الانسان بروحه وجسده .
7) الشهود الروحي : الشهود الروحي هو حال ومقام تشهد فيه الروح المؤمنة الوجود وواجب الوجود ،الله تعالى، بعين البصيرة وفي وقت واحد تحقيقاً لشهادة التوحيد ،و عبارة (كأنك تراه) في حديث جبريل ،(( أن تعبد الله كأنك تراه)) ،وهو التجلي الأسمى لمقام الاحسان .حياة روحية عرفانية تعقلية تستغرق الشعور والاحساس والمدركات تستحضر في تكثيف معرفتها الروحية العميقة بالله وبالموجودات بالدنيا والآخرة ،وتبلغ الذروة في حال العبادة الصرفة وبها تغدو جنة الدنيا والروح المُعجلة. هي التجلي الروحي لشهود المعبود الحق وصفاته واسمائه وخلقه ومعبوداته و تدبيره للأمر من فوق سماواته وعرشه .ويتبعها شهود روحي للرسول الكريم محمد بن عبداللاه صلى الله عليه وسلم رسول موحى اليه من ربه المعبود ذي الجلال وينطق العابد بالمشاهدة الروحية للمصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يسلم عليه في تشهده سلام الحاضر ((السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته )) .
8) الترقي :الصعود الروحي الإيماني عبر السلوك الواعي الصادق المتخذ للأسباب : الفرائض ،النوافل ،ومعها :الصدق والاخلاص والتوكل والمحبة لله والانتهاء عن المعاصي والذنوب والاجتهاد في الطاعة والفرار من الإثم .
9) الرؤية الروحية: المشاهدة بعين الروح ، مشاهدة روحية تتم بالروح وقدرته الشهودية فوق البصرية المعلومة مستوعبة وهاضمة للمعرفة العقلية .
10) المشهد الكامل للوجود :الصورة الذهنية الروحية الشاملة من دون تفصيل التي تشمل الارض والسماوات السبع و فوقها الحي القيوم الذي لا تدركه الابصار ولا تدركه العقول .ولكن يسع الروح ما لا يسع سواها عبر الرياضة الروحية بتوفيق الله تعالى .
11) الذوق : هو منازلة الفرد بلحمه ودمه ووعيه للمعاني الروحية ووجده لإشراقاتها على روحه
12) الحال :هو المقام في اول وجوده ،فيكون حالاً معرض للتحول والذهاب لعودة قادمة له او لا عودة
13) المقام : هو المنزل الروحاني الذي يستقر فيه السالك ويبقى فيه لا يغادره ،ويكون في اوله حال مؤقت مُلهم ثم يثبت بتوفيق الله ثم بالممارسة الروحية و التعرف عليه من مضانه الصحيحة .وحين يرتقي السالك مقام أعلى فانه انما يضيفه الى ما سبقت له من مقامات كمن يصعد أدوار في عمارة عالية .
14) سلوك : توجه روحي الى الله لتحقيق القرب المعنوي والتصوري الإيقاني العميق منه جل جلاله .
من كمال حديث المهتمين بالتجربة الروحية ومن لهم تجربة سلوكية روحية أن يعرضوا تجاربهم الخاصة ،ومنهم من يفعل ومنهم من لا يفعل ،ولذا رأيت وانا بصدد مؤلفي هذا ان اعرض مراحل الترقي في تجربتي الروحية التي وفقني الله اليها حتى لا يكون مؤلفي مجرد نقل وسماع واعجاب وتجميع على غير أساس ذوقي ،وحتى لا يظن ضان ان بلوغ مقامات الروحانية العالية انما كان لمن مضوا ولا يمكن ان يتأتى لاحد من بعدهم ،وحتى يكون لما كتبت ما ارجوه من الأثر بتوفيق الله ...
لقد مررت في ترقيي الروحي بالمقامات والاحوال التالية و بترتيبها الموجودة عليه أدناه ،ولم أكن اتطلع الى أي منها تحديداً ولكنه توفيق الله وفضله ،وسأورد هذه المراحل بأكبر قدر من الاختصار ،مع انني اعذر من لم يفهم قولي ،فهذا مجال نادر ان يطالع فيه معظم أهل هذا الزمان ،كما ان مفاهيمه غامضة على كل من لم يجربه ويتذوقه ،واذا ذهبوا الى مصادر هذه المعرفة المفترضة وجدوا اختلافاً وتبايناً ولذا حرصت على ان اضع ،اعلاه ،بين يدي مقالي تعاريفي المبنية على تجربتي المؤكدة لما كان قد اطلعت عليه من قبل ولا أزال بفضل الله الذي استمد منه التوفيق والدوام ...........
منذ 23 عاماً كانت بداية البداية ،كنت قبلها معتنقاً للفكر الاشتراكي وبإيمان به وحماسة شديدة .....
1. شخصي الضعيف من مواليد اكتوبر 1970م ،منّ الله علي بالهداية في مطلع شهر رمضان عام 1989م ومن دون سبب إلا فضل الله تعالى فقد جذبني إلى رحابه ،كانت نعمة من الله عظيمة ومنّة جليلة .عملت إمام وخطيب لمسجد قرية حصن الحمضان (من قبيلة نهد) وهو قريب من منطقتي العنين وسط وادي حضرموت ،مكثت به ثمانية اشهر من عام 1991م وكنت امكث فيه من بعد صلاة العصر الى صلاة العشاء منفرداً في معظم الوقت وفيه تعرفت على كتاب تهذيب مدارج السالكين (تهذيب عبدالمنعم صالح العلي العزي وهو الاسم الحقيقي للداعية والمربي الاسلامي العراقي محمد الراشد) و الكتاب مختصر بديع لكتاب ابن قيم الجوزية (مدارج السالكين الى منازل اياك نعبد واياك نستعين)،وقد وجدت الكتاب السفر النفيس ضمن مكتبة المسجد المحدودة . كان هذا التأسيس والتمهيد المهم والمحوري .
2. في احد أماسي شهر رمضان من عام 1991م وتحديدا أثناء صلاة التراويح في مسجد جامع عمر بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وكنت حينها طالباً في المستوى الأول بكلية العلوم والآداب والتربية بالمكلا ـ تخصص تاريخ ....وجدت نفسي اسمع كلام الله بطريقة مختلفة تماما عن ذي قبل ..اسمع كلام الله مع شعور كامل ان الله تعالى هو المخاطب بهذا الذكر المجيد لعباده من الإنس والجن ومنهم العبد الفقير مرعي حميد وهو حال قد قرأت سيد قطب يتحدث عنه في السفر النفيس ( في ظلال القران ) ولكن لم افهم ذلك الحال ولم اعش ذلك الشعور إلا ذلك المساء في صلاة التراويح وكان الإمام الحافظ أشرف عبدالكريم باحسين ..كانت طريقة الاستماع وحال الاستماع لذيذة ..ممتعة ..مدهشة ..مذهلة ..تفوق الوصف ..وكنت حينها أعاني من حالة مرضية ،علم بها كل المحيطين بي في المكلا والقطن بعد ذلك، بدأت الحالة المرضية جسدية بالتهاب في اللوزتين شخّصه الدكتور المثابر علوي صالح لحمدي ،ثم تحولت إلى حالة نفسية ذهنية ، ثم عافاني الله في أقل من شهر ..ما وجدته في تلك الليلة الرمضانية المباركة من حال استماع مختلف والتذاذ ذهب حينا من الزمن ..واستقر في شعوري انه إحساس مر مرورا عابرا وانتهى وذهب بلا رجعة ولم تبق إلا ذكراه و علويته ..ولكن ..مثلما ما من الله علي به أوّل مرة بفضل منه وتكرم ..أعاده علي مرة ومرات حتى غدا بحمد الله وتوفيقه مقاماً وملكة دائمة أجدها كلما قرأت كتاب الله أو استمعت له بحضور قلب وقالب، بل امتدت على نحو اشمل وأرحب وأوسع وكأني بها مقدمة لما بعدها : إلى كل مناجاة للعلي الأعلى وذكر له بقلب حاضر وسمع محصور على حديث القلب ومشهد كامل لهذا الكون ..وهي نعمة من الله أنّى لي ان أوفي شكرها ..ولا معشار الإيفاء ..رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي ..رب لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ..و لك الحمد بعد الرضاء ..سبحانك ..لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .
3. وقد ارتبط بذلك توجه في حياتي إلى التفكر في الكون الرحيب من خلال القراءة في الكتب العلمية الطبيعية والمجلات العلمية كالإعجاز العلمي ومجلة العلوم الامريكية المترجمة للعربية ،وقد أقبلت على شراء هذا النوع من الكتب والمجلات لهذا الغرض ولا أزال وكانت الثمرة بفضل الله أحلى .. أروع .. أمتع ما في هذه الحياة، اسأل الله الثبات ، وأضفت لها أمهات كتب التصوف ،غير البدعي المُطلق ،اسأل الله أن ينفعني بها والمسلمين ،وهي كتب لا تجد الخرافة اليها سبيل غالباً ،كما أن المرء بفهمه لا تنطلي عليه الخرافات ولا التهويمات ولا خوارق العادات.
4. رؤية روحية للموجودات وموجدها من محدود لحد يقرب من انتفاء وجود الانسان الرائي وذلك في مقام وخلال المناجاة والصلاة .
5. ثبات اندراج كل الوجود في المشاهدة في حال تلاوة القرآن او الصلاة او الدعاء او الذكر المطلق في حال حضور القلب وقد تعرفت في هذا الى مشاهد الخطاب في القرآن الكريم وهي تزيد عن خمسين مشهداً ستكون محور لكتاب قادم عن تدبر كتاب الله المجيد بإذن المولى تعالى .
6. رؤية للذات مع رؤية وجود هائل فوقه ويحيط به ثم ذي الجلال بدون نعت ولا صفة تجسيمية (يقين هائل به تعالى)
7. شك مزلزل كان مدخله من باب التفكر في الكون وقد منّ الله تعالى بكشف كربته و زوال غُمته ،وقد جلست خلاله الى حُجة الايمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني في بيته بجامعة الايمان بصنعاء .
8. يقين ثابت تام بالله تعالى واجباً للوجود ،الهاً واحداً لا شريك له ،مالك كل الموجودات وموجد مزيدها بمشيئته وقدرته المطلقة وفوق هذا مالك الملك ذي الجلال .
9. شهود روحي خلال الصلاة الخاشعة
10. عيش الشهود الروحي بصورة دائمة و الذوبان في بوتقته ،يزداد في حال الصلاة وذكر الله تعالى .
11. عيش العبودية حقيقة العبودية للمعبود الحي القيوم وكان هذا من نفحات الحج والاعتكاف في بيت الله الحرام قبيل ايام الحج عام 1432هـ
12. عيش روحي لحقيقة الدنيا وحقارتها جنب الآخرة كان كذلك من نفحات الحج والاعتكاف في بيت الله الحرام قبيل ايام الحج عام 1432هـ
13. لسان حالي : كما تريد فانت مولاي
14. يقين مهيمن بشمول لفظ الجلالة (الله) لكل الاسماء والصفات
15. يقين مهيمن باسم الله العظيم في كل صفاة الله تعالى واسمائه فهو العظيم في علمه وحكمته ورحمته وعذابه ....الخ
16. عيش مع الله في قربه وعلمه ويقين محسوس ان هذا اقصى قرب ممكن للحي القيوم الذي لا تسعه اقطار السماوات مصداقاً لقول الله تعالى ((وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )).
17. استشعار عيش (اعظم نعيم ) مع الله تعالى لا فرق بينه في الدنيا عن الجنة الا رؤية الله تعالى بعين الجسد الفاني وهي غير ممكنة في الدنيا مصداقاً لقول الله تعالى ((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي))
18. عيش حقيقة الطمأنينة بذكر الله
19. ربط العقيدة الشاملة بالعمل ،تصور اضف له الممارسة
20. محاولة تنقص من الشيطان (تشويه للترقي الروحي والتقليل من شأنه وتصويره انه مجرد وهم )
21. الاستيقاظ والانتباه الدائم على مكر الشيطان
22. الاستيقاظ والانتباه الروحي على واجب الوجود والموجودات
23. الاهتداء الى مسمى الشهود الروحي ونحته من واقع التجربة والحال . (وقد ظننت ان ليس بعد هذا ترقي فكان رقم 24 وربما يكون الأخير و ليس لي تطلع ولا تعلق بغير هذه الادراكات الروحية.)
24. العيش والشهود الروحي لحقيقة (( يدبر الأمر))....
وهي تجتمع وتتكثف في تكوينها للمشاهد السبعة التالية ،بالإضافة الى التأسيس لها في مرحلة تحقيق الايمان :
1) مشهد الوحدانية
2) مشهد الفناء
3) مشهد البقاء
4) مشهد الوجود
5) مشهد الالوهية
6) مشهد القرب
7) مشهد التدبير
إنني اعتقد جازماً ان توفيق الله تعالى اولاً هو الأساس لهذا الطريق والسلوك إليه تعالى وصولاً الى مقام الشهود الروحي ،ولا يشترط لصاحبه ان يكون له شيخاً روحانياً سالكاً مترقياً في المقامات الروحية، يجلس إليه ويعرّفه طريقه ،وتحل الكتب الموثوق بها محل الشيخ واهمها تهذيب مدارج السالكين والحكم ابن عطاء الله السكندري وشروحها ،ان السلوك الروحي في حقيقته وجوهره ليس علماً يُعلم ولا درساً يُلقى انما هو ذوق و وجد لكل سالك واصل على حده ،من المفيد القراءة في هذا المجال ،ومن المفيد الاستماع الى الشيوخ اصحاب السلوك الروحي العرفاني أمثال محمد سعيد رمضان البوطي ومحمد حسين يعقوب ،ولكن كل هذا لا يضمن بلوغ مقام الشهود الروحي .وان هذا الاستماع وذاك الجلوس وتلك القراءة اكثر من أي شيء هو وهي وسيلة لتبين صوابية السير وصحة الخُطى نحو مقام الشهود الروحي ومن ثم التأكد والتثبت من بلوغ هذا المقام .
ومع هذا ....
ومع هذا الشهود والترقي الروحي فانه تمر بي في حياتي الروحية فترات ،قد تكون لأسباب قاهرة ،ولكن نعمة الله تعالى عليّ سابغة ،فلم ينقص من مقامي الشهودي شيء ،وهذا محض فضل من الله تعالى .كما لا يعني هذا انني بلا أخطاء ولا ذنوب و لا تقصير في جنب الله ،وهو صاحب الفضل والإنعام ،وهو التواب الرحيم ،دعانا لنستغفر ونتوب ((الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ )) وقال تعالى : ((وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ))
نشاط الدماغ المشابه :
إنّ أهمية المشاهد الروحية تتصل بمردودها على التعبد لا بان تجعل العابد شريك للمعبود في تدبير خلقه او شريك له في ذاته وكل ما قيل يخالف هذا مما عرف بـ (الابدال والاقطاب ووحدة الوجود) هو وهم ودعاوى وحالات دماغية لا علاقة لها بالروح ولا بالمشاهد الروحية المتحصلة بتوفيق الله ثم بالتعبد لله عبر مقامات الدين الثلاثة .
لمّا فقدت الشهود :
تزلزل كياني واضطرب حالي وتكدر خاطري ،وشعرت انني اخسر اروع ما في حياتي ولا يقدر بكنوز الدنيا ،العيش مع الله وشهود الوجود و وواجب الوجود جل جلاله ،حدث ذلك مرتين ومر سريعاً ،الأولى كنت في منطقة مجاورة لمنطقة سكني وكنت في مسجدها وانشغلت حينها بكتاب مدارج السالكين الكامل غير المهذب ،ثم كانت المرة الثانية ونحن نستعد للانطلاق من منى الى عرفة في الصباح الباكر من يوم عرفه 1432هـ ،وقد زاد بسبب الفقدين شعوري بعظم النعمة وشأن المنة.
الخطوة التالية :
أحضر حالياً لفتح مركز متخصص في هذا المجال يقدم لكل المتطلعين والشغوفين ببلوغ أعلى مقامات الاسلام الممكن الذي يحقق لهم بتوفيق الله ما يطمحون ووفق منهج يلتزم كتاب الله وسنة رسوله وعلى فهم أهل السنة والجماعة ....
اليمن ـ حضرموت في ا محرم 1435هـ الموافق 4نوفمبر 2012م
من هو مرعي حميد ؟؟؟
ولد المفكر والباحث اليمني مرعي كرامه سعيد حميد بوادي حضرموت في أكتوبر من عام 1970م.. وفي حياته تعددت اهتماماته وتنوعت محطاته .
كانت البداية اهتمامه السياسي ، ثم تبعه الفكري ، ثم الروحي ، ثم الإعلامي ، وتفرّع اهتمامه بالاقتصاد و العسكرة من انغماسه السياسي الذي قاده لدراسة التاريخ في المرحلة الجامعية ، فيما تفرّع اهتمامه بالعلوم الطبيعية من فيزياء و أحياء و فلك من انغماسه الروحي ، وتفرّع اهتمامه بالأدب والكتابة من انغماسه الإعلامي المتولد بالأصالة من الانغماسين الفكري والسياسي .
منفتح على كل الأفكار ، من الشرق أو من الغرب ، يبحث عن ما قد يكون حسن أو رائع فيها ويحاول سبر غورها والتعرف على جوهرها وإن كان بعيد عن النفاسة .
وقد نمت مكتبته الشخصية الريفية بموجب هذه المتوالية ، وهي في نموها مستمرة ، ما يميزها في هذه المرحلة أنها تحوي جانب أثير متميّز بالنسبة إليه هو جانب مؤلفاته الشخصية .
منذ 30 عاماً بدأ انغماسه في المجال المغناطيسي للسياسة ، وهي لم تقدم له حتى اليوم الكثير ، وما كان طامعاً ، وليس طامعاً ، في شيء ، إنما هو الانبعاث القيمي والفكري ، 1984 كان عام انضمامه إلى منظمة اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني ، بعد 3 سنوات حضانة في فرقة منظمة الطلائع اليمنية بمدرسته .
قضى خمس سنوات من تعليمه الأساسي والثانوي معتنقاً لفكر الاشتراكية العلمية الماركسي اللينيني منضوياً في صفوف العضوية المرشحة للحزب الاشتراكي شاغلاً منصب سكرتير ثاني اتحاد شبيبة فتاح بثانوية القطن ، ثم تحول عنه باقتناع وهو في أواخر دراسته بالمرحلة الثانوية ليعتنق الفكر الإسلامي الحركي ، وينظم إلى حزبه في اليمن التجمع اليمني للإصلاح عند افتتاح فرعه بمديرية القطن مايو1991م ، ونشط في صفوفه حتى مطلع عام 2014م حيث اتجه الى تأسيس حزب سياسي وطني جديد ، عمل المؤلف عام1991م إماماً وخطيباً في مسجد احد القرى ثمانية أشهر ، انتقل بعدها لدراسة التاريخ الذي كان يستهويه كونه يصب في إطار المعرفة السياسية الشغوف بها وذلك بالتحاقه بكلية العلوم والآداب والتربية بمدينة المكلا عاصمة حضرموت الساحلية ، وخلال دراسته الجامعية كان المسؤول الإعلامي بالمجلس الطلابي ، ثم عضواً في اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر التأسيسي للحركة الطلابية اليمنية ومقرها صنعاء العاصمة .
في أغسطس1996 بدأ عمله الوظيفي بإدارة المعاهد العلمية شاغلاً مدير إدارة الأنشطة بمكتبها بحضرموت حتى انتقاله إلى منطقته العنين بوادي حضرموت حيث تقيم عائلته , وتنقل بين معاهد ومدارس وادي حضرموت ليتفرغ منذ يناير عام 2013م شبه كلياً للكتابة والبحث والعمل السياسي المستقل ،وله كتاباته المستمرة في المواقع والمجلات والصحف .
منذ بداية دراسته الجامعية اندمج في تجربه صوفية سُنية سنية مستمرة تعمقها القراءة المتعمقة والمكثفة وقد تحدث عنها في (مقال) بعنوان : (تجربتي الروحية ) منشور على مواقع الكترونية .
يعيش المتابعة الدؤوبة للشأن العام ، وقد اتخذ لنفسه قراراً شخصياً أن يحيا حياة التأمل الشامل الانعزالي منذ منتصف عام 2012م وينكب على التأليف و البحث في مجالات اهتماماته كافة .
رسالته في الحياة الإسهام المتميّز الفكري والروحي الخلّاق المتصل في أن يتحقق لكل إنسان سعادته في الحاضر والمستقبل ، التي لا تكتمل ولا تكون إلا بأن يبذل وسعه وحرصه في سبيل سعادة الآخرين و عن أن يكون مصدر تعاسة لهم من أي نوع وبأي مقدار .
السبت، 10 مايو 2014
الإخوان المسلمون .. رؤية للتجديد والتطوير
الأحد، 4 مايو 2014
بيان حركة التمدّن الديمقراطي العربية
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)