السبت، 30 يوليو 2022

الكذب صِنعة المُبطلين

بقلم : #مرعي_حميد لماذا قد يكذب الإنسان العاقل المُميّز ?! ومتى ?? الكذب طريق التفافي للخروج من مأزق و للنجاة والسلامة من عقاب أو لوم مُستحق و للوصول إلى غاية غير مُستحقة أو للانتصار للرأي الخاطئ و للتصوّر السقيم و الموقف المُبطل و المُجاملة في الذات والموضوع . و أقبح من يذهب للكذب أهل الرغبات الأثيمة و الأطماع الخسيسة و السلوك المرذول ... و قد يلجأ للكذب إنسان ضعفت نفسه في موقف ما أو ناشئ لم يُدرك بعد رذيلة الكذب . الكذب منهج مُكتمل الأركان يتخذه البعض سُلّماً لتحقيق مآربهم و أهدافهم الأنانية الضيّقة و مصالحهم المقيتة في الحاضر الماثل و المُستقبل القريب أو البعيد ، فهو بالنسبة لهم عادة مألوفة يمارسونها كلما احتاجوا إليها ربما يومياً بل يُصبحون في مذهبهم و توجههم مُجرّد كذبة مرذولة تمشي على رجلين أو تتقوقع في مبنى عليه يافطة الزور والبُهتان فتغدو صديق يستحق الدفاع عنه أو هيئة يُبالغ في الذود عنها . ومن احتراف الكذب يُردده من دون أن يطرُف له جفن أو يخفق له قلب فهو طبعه والأصل فيه ومنه . ويرفض الكذب ويأباه كل ذي مرؤة و فضيلة وشهامة فهو يقول الصدق من نفسه وعن ما يعلم بغض النظر عن ما قد يؤدي إليه صدقه أو يحدث بسببه ويكون عاقبة له إلا لحقٍ في موقف حرب وساعة نِزال فالكذب حينها فقط حيلة مقبولة وسلاح في وجه العدو المُفتقد للمعلومة الصحيحة . يكذب الكاذب و لا يعبأ بما قد يؤدي إليه كذبه من ضرر على سواه أو من ضرر على شخص أو عمل أو جهة أو هيئة أو مؤسسة ذات شخصية اعتبارية بل ربما ضرر يلحق بوطن و شعب و أمّة ، لقد مات لدى الكاذب الحياء وتفحّم عنده الضمير و أصيب في خلْقه فهو مُلطخ بندوب المهانة ودمامل الرذيلة . وقد يلجأ إنسان للصمت الأليم وربما الكذب إن لم تسعه التورية في مواجهة الباطل بعد أن أعجزه وهو يريد كوامن الحق ليُحاربه و ينزل بأهله الأذى ويُحاصره و يسعى في القضاء عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق