السبت، 30 يوليو 2022

التراحم .. إنسانية تسمو وتسعد

بقلم : مرعي حميد الرحمة أحد أصدق مشاعر الإنسان وعواطفه النبيلة وتكون لأخيه الإنسان أولاً ثم للبهائم وما استئنس من حيوان وما لم يستأنس، إنها أصدق تجلي لإنسانية الإنسان ويستحق المزيد من الوصف بالإنسانية كلما زاد وأزاد نصيبه منها، فيما أنه كلّما تجرّد منها إنسان وفارقت سلوكه في الحياة فقد معنى الإنسانية. حينما يرحم الإنسان سواه من الناس فإنه يمتنع عن إلحاق الضرر به وإحزاثه من أي نوع ما لم يكن قد استحقه عقوبة على جريمة ارتكبها بحق سواه أو مُخالفة مقصوده و مُتعمّدة. ومن أولى الناس بالرحمة لسواهم من البشر الحكام و أعوانهم و ذوي النفوذ في الحكم ثم أرباب الأموال والصناعات والمنتوجات الذين يحتاج الناس لما يقومون بانتاجه فلا يغالون في قيمته وأسعاره لا في زمن حرب ولا في زمن سلم، لا في زمن سِعة ولا في زمن ضيق ومسغبة.. إنّ أولئك هم الأقدر والأجدر بالرحمة والمرحمة لسواهم والأقدر على فعلها والقيام بها والاتصاف بها بما يُوفّر للآخرين فرصة في حياة شعيدة آمنة مطمئنة. ثم إن كل إنسان بمقدوره أن يكون من أهل الرحمة برحمته لأولاده وأفراد عائلته من أب وأم و زوجة وأخوة وأخوات و جد وجدة ورحمته لأقاربه وبخاصة بالعطف على صغارهم ثم عموماً لسائر الأبناء والبنات في جيرته ومجتمعه ومن يجدهم في دروب حياته قربوا في الجغرافيا أم بعدوا. وإنّ للحيوانات رحمة مستحقة في أعناق من يمتلكونها أو يتصلون بها في حياتهم من قريب أو بعيد ككلب في طريق وقط يزور بيت و ماشية تلم بمزرعة . ومن رحمة الإنسان بأخيه الإنسان أن يحرص على أن يوصل له ما ينفعه من وعي وإدراك سليم وعمل مفيد و أن يحفظ له حال السلامة الجسدية والنفسية، المادية والمعنوية، الظاهرة والباطنة قدر ما يستطيع وكلما كان من أخيه الإنسان أقدر على ذلك أو على نقيضه وبما لا يتعارض مع واجب وظيفي أو واجب اجتماعي يكون في التغاضي عنه وصول الضرر المادي أو المعنوي للآخرين. ومن الضرورة الإنسانية بمكان أن لا يكون الإنسان سبب مباشر أو غير مباشر في إضلال سواه عن سبيل السلامة في الحاضر والمستقبل منتأياً بنفسه والآخرين عن أسباب الشقاء وعوامل الحرمان. الرحمة في الناس وبينهم مسالة قِيم و أصول و وعي وإدراك أولاً ثم مسألة حرص حقيقي على مصلحة الذات والآخر في المستقبل القريب والبعيد الدنيوي والآخروي. أهل الرحمة والمرحمة هم أهل القلوب الكبيرة والعقول النيّرة والنفوس السموحة والسلوك السوي النبيل الرفيع الذي يرضاه ويرتضيه الأسوياء من الناس وقبلهم الله رب العالمين خالق الخلق ومالك أمرهم والعليم بهم وبما يصدر عنهم وهو الرحمن عظيم الرحمة و قد جعل عاطفة الرحمة في قلوب الناس ليعودوا بالحدب والشفقة على الآخرين ويرحمهم مزيد رحمة لما رحموا وتراحموا وتعاونوا على المرحمة وتنادوا لها ولدربها العامر بالمسرات. #مرعي-حميد صباح الخميس الباكر 4نوفمبر2021م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق