الثلاثاء، 20 يناير 2015
الاعتراف بالخطاء
الاعتراف بالخطاء
بقلم : مرعي حميد / مفكر وباحث
الخطاء هو التصرف المؤدي إلى النتيجة غير المرغوب فيها من قبل صاحب التصرف ، وسواء كان مقصود التصرف أو غير مقصود ، و لا تكاد تخلو الحياة من الخطاء ، ومن يعملون فيه فانهم معرضون للخطاء .
و الاعتراف بالخطاء مهم جداً ، ويجب أن يحدث تواً حينما تكون النتيجة السلبية ، وأفظع سلوك هو سلوك المكابرة و عدم الاعتراف بالخطاء ، فهذا يعني ببساطة عدم علاج الخطاء والاستمرار فيه و عليه ، وبالتالي مفاقمة نتائجه السلبية ، و عدم الاعتراف بالخطاء الواحد يقود إلى الخطاء الثاني و الثالث و عاصفة الاخطاء التي يؤدي واحدها و تؤدي مجتمعة إلى اهدار الفرصة و الجهد والامكانيات و الإحباط ، بل وحدوث الكوارث ...
يحتاج العاملون في الناس إلى قيمية وعقلية و أخلاقية الاعتراف بالخطاء . من أفضل ما يجيده الأنسان هو تخطئة الآخرين وأسواء ما يفشل فيه هو عدم اعترافه بالخطاء الذي يقترفه هو بنفسه .
أنواع الخطاء :
للخطاء أنواع ، نحاول أن نجملها هنا :
1 ـ طبيعته : كبير ، صغير .
2 ـ جهة صدوره : فردي ، جماعي .
3 ـ بحسب موضع كينونته فهو يكون في : التخطيط ، التنفيذ ، السلوك الفردي ، الممارسة السياسية الصادرة عن القيادة وأهمها إصدار القرار ، وهي حصاد لخطأ آخر يكون في : الرأي ، التقييم ، التقدير ، و يؤدي إليه التسرع أو قلة المعلومات أو خطأ المعلومات أو المجاملة أو المحسوبية والانتقائية وفق مقياس لا يلبي حاجة العمل السياسي إنما مصلحة أنانية نرجسية .
4 ـ خطاء إداري : إدارة الاجتماع ، وإدارة العملية الانتخابية بمستوياته : مركزي ، محلي ، وخطاء اختيار المرشح ، وخطاء شعار الحملة ، إدارة نشاط : دورة ، ندوة ، لقاء عام ، رحلة ، لتقصير في الإعداد أو الاحتياط الأمني أو قصور في التجهيزات ، في اختيار المكان او الزمان ، الإبلاغ .
5 ـ خطأ الخطاب : فكرته المجملة ، توقيته ، طريقته : كلمة ـ بيان ـ تصريح ـ مقابلة ، أسلوبه : غاضب ـ هادئ (بارد / مثلج) ، مراوغ ، متردد ، سريع ، بطي الوقع ، فكرة ، تعبير ، لفظي ، معلوماتي ، التوقيت ، المكان .
6 ـ خطأ في التعامل مع : القيادة ، الأفراد ، الآخرين ، الأحداث ، المواقف ، المعلومات ، الأخبار ، مصادر: معلومات ، تمويل .
7 ـ تجاوز : الأطر التنظيمية للعمل ، الحقائق ، الحاجات ، القرارات ..
8 ـ موضعه : يكون في : الرأي ، القرار، التقييم ، التقدير ، التوقع ، الحكم ، الشعور .
9 ـ في حق : فرد ، مؤسسة ، امكانيات ، موارد ، شعب ، وظيفة ، فئة ، محافظة أو ولاية ، بلدة ، أسرة .
10ـ الأثر : واسع ، محدود ، مستمر ، مؤقت .
علامات الخطاء :
المردود الضعيف ، ضعف : التأثير ، الحضور ، الاهتمام , الصدى . ضيق الوقت ، ارتفاع التكاليف : بشرية ، مالية ، إمكانيات . تدني الفهم ، البلبلة ، فرح الخصوم أو غيضهم وحقدهم ، ضيق الأنصار و الموالين ،الانتقادات.
ومن المهم الحرص على اكتشاف الخطأ عبر جس النبض ، ويكون أثناء العمل وبعده ، الاستبيانات ،الإحصاء العددي ، التقدير الموضوعي ، عدد المصوتين ...
أسباب الأخطاء :
ضعف الشعور بالمسؤولية ، الخطاء في ترتيب الأولويات ، الأنانية ، عدم التخصص ، قلة الخبرة ، سوء التقدير ،الإهمال ، الطمع ، سوء الطوية ، غياب المعلومات ، التساهل ،والتراخي ، تجاهل عواقب الفشل ، عدم التخصص، عدم الدراية ، غياب الأمانة ،
عدم الإنصاف ، التكبر والغطرسة ، ضعف التحضير ، الإهمال ، عدم المبادرة ،
الفجاجة ، ضعف الشعور بالآخر ، التجاهل ،
الاستهانة ، عدم استيعاب الطاقات والممكنات والمتاحات ، الغرور ،التردد ، الخوف ، اليأس ، الإحباط .
عواقب الأخطاء :
تؤدي الاخطاء إلى : عدم تحقيق الهدف ، الخسائر المادية، إضاعة الوقت، تمزيق الصف
، تدهور سمعة ، تراجع مكانة و شعبية ، ضياع الفرصة ، تدهور التنظيم ، الإحباط ، اليأس ، الخسائر البشرية ، الفشل المبرم .
التعامل مع الخطاء :
يزيد الخطاء فداحة التعامل الخاطئ معه ، قد يُغتفر الخطاء ، ولكن لا يُغتفر التعامل الخاطئ معه ، و قد يفقد التعصب و الغرور حاسية الشعور بالخطاء وتبلدها أو استمراءها و انتهاج السلوك التبريري ، وقد يعمد صاحب الخطاء إلى إنكار وجود الأخطاء حين يواجه بها و أمام الجمهور ، و كل هذه أساليب خاطئة في التعامل ، و الصحيح هو الاعتراف بالخطأ و التعامل الصحيح معه ، كما يلي :
1) الاعتراف بالخطاء : و قد يكون ذاتي بين الأنسان وضميره ، أو داخل المؤسسة أو الإطار القيادي ، أو مع المعني الذي حدث الخطاء في حقه ، علني أمام المعنيين الذين وقع بحقهم الخطاء .
2) استيعاب درسه : ويقود إلى تجنب الأسباب التي أدت اليه وعدم تكراره ، وأحياناً اكتشاف ما قد ينطوي عليه الخطاء من ايجابية مكتشفه ، مع ما قاد إليه من نتيجة أو نتائج سلبية .
3) الاعتذار وطلب العفو: الاعتذار عند وقوع الخطاء وطلب العفو والصفح و المسامحة فضيلة ، ولكن لا يكون الخطاء معه عادة ، وقد يكون الاعتذار داخل المؤسسة أو الإطار القيادي ، أو علني أمام المعنيين الذين وقع بحقهم الخطاء ومنهم .
4) تصحيح الخطاء : هناك أخطاء تحدث ويكون بمقدورنا على أن نصححها حين نكتشفها مثل التعيين الخاطئ أو الخطة التي تظهر معلومات تدل على الخطاء الواقع فيها لبنائها على معلومات سابقة خاطئة ، وحينما يحدث الخطاء من العاملين فواجب القيادة في البداية تنبيههم لها ونصحهم بلطف وحرص ، ومن المهم تجنب تصيد الأخطاء وتحميل الآخرين مسؤولية خطاء هم غير مسؤولين عنه ، ويحسن بالمسؤول أن يثني على الإنجاز قبل أن يتحدث عن الخطاء وينتقده ، ومهم كذلك تجنب سلوك التعميم الغريزي ، ولكن تُقدر الأمور بقدرها .
5) تعديل السلوك الخاطئ و التوقف عنه .
6) التعويض : ويكون بحسب نوع الخطاء ، ومنه المادي ومنه المعنوي .
7) الاستدراك ببذل الجهد لاستدراك ما فات ووقع من خطاء...
8) الاستقالة أو الإقالة : هناك أخطاء يكون أفضل تعامل معها ممن صدرت عنه أو حدثت في ظل مسؤوليته ، الاستقالة عن المنصب الذي هو فيه ، كرئيس حزب أو رئيس وزاره أو وزير . وفي أحيان يكون مطلوب من القيادة إقالة المسؤول عن الخطاء من منصبه .
أخطاء الآخرين :
من المهم التعامل الصحيح مع أخطاء الآخرين فنستوعب درسها ، و إذا كانت بحقنا فعلينا أن نحسن التصرف إما بالعفو والمسامحة أو طلب التعويض . وهناك فرق بين الخطاء الذي هو غير المقصود وبين السلوك المتعمد المهدف الذي يتم في حق الآخر طعناً فيه أو انتقاداً وتحاملاً عليه أو سعي لإلحاق الخسارة به .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق