الأربعاء، 28 يناير 2015

معشر الدعاة .. اعتزلوا السياسة يرحمكم الله

معشر الدعاة .. اعتزلوا السياسة يرحمكم الله بقلم : مرعي حميد ـ مفكر وباحث معشر الأحبة .. الدعاة الى الله من كل التيارات الاسلامية ( السلفيين والاخوان والمتصوفة والتبليغين ...) ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) ، ولأنني قد أحببت لنفسي وقررت لنفسي بعد طول تأمل أن اعتزل السياسة ورأيت أن الاجدى لكم و الأرضى لمولاكم الحي الأزلي القيوم السرمدي و الانفع للناس في مجتمعاتكم وخارجها أن تعتزلوا السياسة فكراً وممارسة ، أدعوكم لهذا الامر : أن تعتزلوا السياسة بكل ما فيها ، ليس لأنها مُنتنة ، ولكن لأنها قد جرفت سوادكم الاعظم بعيداً عن مهمة الدعوة الى الله تعالى ولم تتوفقوا في السياسة وكثير منكم قد كان مردود ونتاج توجهه السياسي النكبات على دعوته . لقد تبين لي عبر دراسة مطولة شاملة ، سأنشرها قريباً بإذن الله تعالى ـ انكم ـ ما عدا التبليغيين ـ إما كنتم صداميين مع الحكام فخسرت الدعوة وفشل مسعى الوصول الى الحكم ، او كنتم قد اخترتم المشاركة مع الحكام الظالمين في أمر السلطة عبر تسخير منابركم واقلامكم للدفاع عن باطلهم والتبرير لهم كما كففتم عن مناصحتهم في ظلمهم بالتي هي أحسن لأنكم رضيتم الظلم او وجدتموه يصب لمصلحة تياركم . معشر الدعاة : هذه دعوة محب لكم حريص على ما فيه مصلحتكم الشخصية ومصلحة الإسلام ومصلحة المسلمين ، دعوا السياسة لمن اختاروا ولمن يختارون ان يتخصصوا فيها من أبناء العرب والمسلمين . إنّ التعبد لله تعالى يستغرق كل اوقاتكم وطاقاتكم وقدراتكم العلمية والروحية و الوعظية فليكن شعار أحدكم (( أصلح نفسك و أدع غيرك )) ، ولكن بالمفهوم أعلاه . معشر الدعاة الاكارم : ان الدين الذي ارتضاه الله لنا ليس اسلام فحسب وليس ايمان فحسب بل هناك احسان ، فهل بلغتم مقام أن تعبدوا الله وكأنكم ترونه ، ان هذا ما ينبغي عليكم تجاه انفسكم كما هو واجب ان تدعوا الناس اليه وتبينوه لكم . ان الاشتغال بالسياسة ومعارضة الحكام و تأييدهم ليس مهمة الداعية ، انما هو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقدر ما يستطيع ويتيسر له ، لا أن ينازع الحكام كراسيهم ولا أن يدعمهم وهم الظالمين الناهبين للكثير والكثير من خيرات شعوبهم واوطانهم . معشر الدعاة : سخروا اوقاتكم وطاقاتكم امكانياتكم للعمل الدعوي : تواصي بالحق ، وتعليم للقرآن ، ونشر لعلوم الشريعة وفقهها . ليكن لكل منكم حوارييه من دون تعصب مع أو ضد ، ليكن لكل منكم درسه ووعظه و تعليمه ، ليكن لكل منكم على الاقل درس اسبوعي يتخير فيه الاسلوب الاحسن : (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )) . يهتم الجميع بالأمر الفرض المتعين وهو العمل لتحقيق التدين الثلاثي المقامات ( الاسلام والايمان والاحسان ) مبتدئين من انفسنا ومن ثم من ندعوهم من عامة الناس وخاصتهم ، و وذلك عبر حلقات منتظمة للعامة تنعقد مرة في الاسبوع وتتوسع لجميع الفئات وبمنهج يناسب مستوياتهم التعليمية والثقافية والعمرية ، مع الاستفادة من وسائل الاعلام ووسائل الايضاح الحديثة .. معشر الدعاة : لقد قلت ما أحببت قوله لكم مجملاً قاصداً الجميع وهذا بعض التفصيل : ليجوّد ويطور في تخصصه كل تيار منكم ، و لا يسمح لتخصصه ان يخرجه عن الفرض المتعين ويطوعه من اجله والذي تحدثت عنه اعلاه ( العمل والدعوة الى الاسلام بمقاماته الثلاثة ) . ويكون التخصص بحسب الاهتمامات الحالية ما عدا السياسة التي ينفض الجميع ايديهم منها ومن كل ما يتصل بها من قريب أو من بعيد : أولاً : السلفيين : العلوم الشرعية وتدريسها ثانياً : الاخوان : العلوم الشرعية كما كانت بدايتهم مع الدعوة الى شمولية الاسلام بدون صدام مع السلطة ولا تأسيس احزاب ثالثاً : أهل التصوّف : التربية الروحية الصافية من البدع والتفكير الخرافي + الفقه والتفقه في الدين رابعاً : التبليغ : نفس النهج الحالي وهو ذات نهج المؤسس و تضاف حلقات منتظمة للعامة تنعقد مرة في الاسبوع وتتوسع لجميع الفئات وبمنهج يناسب مستوياتهم التعليمية والثقافية والعمرية . و من المهم تخصص البعض في مجالات العمل الخيري والانساني لأهميته للناس ولفضله عند رب الناس . وختاماً .. عن نفسي : اعتزال ما تبقى لي من انشغال بالسياسة من اليوم الثلاثاء جملة وتفصيلاً [ 20 يناير 2015م ] ،واستمرار التفرغ للتأمل والفكر والبحث ، واتباع نهج الدعوة الى الله و تبسيط معالم الإسلام ، وذلك بصورة حرة ومفتوحة مع التركيز على الجانب التربوي الروحاني والدعوة الى اتباع هذا الاسلوب ، والاكتفاء من السياسة بما قد كتبت ، والتوقف عن الكتابة فيها نهائياً بما في ذلك تجارب الاسلاميين السياسية ... أما فكرة حزب التمدن الديمقراطي وفكر حركة التمدن الديمقراطي العربية والتي قد دعوت لها و أنشأت لأجلها مجموعة على الفيسبوك فإنني اتركها للجيل الشاب واتركها للتاريخ فلعل من يأخذ بها وهي قد اكتملت التنظير وسيرفدها كتاب في السياسة سيخرج الى المكتبات قريباً بإذن الله تعالى أعتبره خلاصة لفهمي ومداركي ومعارفي السياسية المتولدة عن القراءة المتعمقة والمتابعة المكثفة والعضوية النشطة في ( ايدلوجيتين سياسيتين وحزبيهما [ الاشتراكي والإصلاح ] ) الأولى بدءاً من عام 1984م والثانية بدءاً من عام 1991م والتي قد كانت كل منهما في وقتها عن اقتناع تام . لقد آن لي أن أتفرغ لنفسي و لمشاريع كتبي الاسلامية في مجالات : العقيدة و القرآنيات و السيرة ، مع اكمال وتكميل ما قد قطعت فيه الشوط الاكبر من المشاريع الكتابية .. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل .. فجر الثلاثاء ـ 20 يناير 2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق