الأربعاء، 28 يناير 2015

الدعاة الذين أدعوه إلى اعتزال السياسة .. من هم ؟؟

الدعاة الذين أدعوه إلى اعتزال السياسة .. من هم ؟؟ بقلم : مرعي حميد / مفكر وباحث العنوان هو إعادة صياغة لسؤال من أحد الأخوة كتبه تعقيباً على مقالي ( معشر الدعاة ..اعتزلوا السياسة يرحمكم الله ) .. والجواب الشافي ، واستكمالاً توضيحياً ، أن الدعاة المقصودين باعتزال السياسة ، هم : الدعاة الأصلاء الحقيقيين الذين نذروا حياتهم وتخصصوا في الدعوة الى الله وعظاً للناس وتذكيراً لهم و تعليم العلوم الشرعية : العلماء و الفقهاء والوعاظ و المعلمون المنتظمون للقرآن الكريم و قادة الاعمال الدعوية ، ويستوي في ذلك كل من انتسب منهم لأحد ( الجماعات الإسلامية ) الآتية : السلفيين ، الإخوان ، المتصوفة ، التبليغيين . أدعو كل المنظمين والمنتسبين للجماعات الاسلامية اعلاه ما داموا كذلك اي منظمين او منتسبين وليس العلماء والفقهاء والوعاظ فقط .... أدعوهم الى اعتزال السياسية .. و يدخل ضمن من أدعوهم كل من هو عالم أو فقيه شرعي ... وكل هؤلاء الدعاة الأصلاء الحقيقيين أدعوهم إلى اعتزال أي عمل سياسي يمارسونه واعتزال الخوض في السياسة ( كل ما يتعلق بالسلطة السياسية وتأييدها او معارضتها و العمل من أجل بلوغها والمشاركة في انتخاباتها إن وجدت )، كل هؤلاء ادعوهم لاعتزال السياسة بالمعاني والمضامين المذكورة آنفاً او اعتزال الدعوة و التخصص في السياسة ، و أدعو لاعتزال السياسة كل المنظمين والمنتسبين للجماعات الاسلامية اعلاه ما داموا كذلك اي منظمين او منتسبين وليس العلماء والفقهاء والوعاظ فقط .... فهم ما داموا كذلك محسوبين على ( الجماعات ) الاسلامية .. .. وقد سبق أن تحدثت في هذا المعنى في مقال ( الإسلام ..من المسؤول عنه ؟ ) ومقال ( الأحزاب الإسلامية .. رؤية مغايرة ) . ويبرز إشكال واقعي أول هو انضمام من ليسوا دعاة أصلاً و اكتسابهم عضوية الجماعات المحسوبة على أن عملها ووظيفتها الدعوة الى الله تعالى ، ولكن هذه الجماعات اتخذت لنفسها طابع شمولي وهي تُنسّب في صفوفها كل من هو مقتنع بها ولو لم يكن داعية اصلاً ولا يمارس أعمال دعوية باستثناء أعماله الداخلية في اطار ( الجماعة ) التي انتسب اليها واقتنع بفكرها ومنهجها الذي يتحاوز الدعوة الصرفة إلى الله إلى السياسة اشتغالاً بها وعملاً في ميادينها ، و هؤلاء ادعو ( الجماعات ) الى منحهم الاستقلالية في اعمال تناسب تخصصاتهم و يبقى الدعاة فحسب في اطار ( الجماعات ) الدعوية لتكون حقاً وصدقاً جماعات دعوية ، توجه جهدها وطاقتها الى الدعوة الى الله من دون أن يزاحمها انشغال بسواها . و يبرز اشكال واقعي ثاني فحواه : كيف وكل مسلم هو داعية الى الله في الأصل ، أتدعوه لترك السياسة ؟ فمن أين نأتي بسياسيين في بلاد العرب والمسلمين ؟؟ والجواب : كل مسلم يدعو الى الله هو أحد أمرين : إما انه يدعو بصورة منفردة ( دعوة فردية ) فلا علاقة له مع ( الجماعات المنظمة ) ، و إما أنه عضو فيها ، فان كان عضواً ترك لسواه أن يتخصص ويبدع في المجال السياسي ، و إما إن كان منفرداً فلن يقود إلى ضرر قد يلحق الجماعة الدعوية ، وان ترك الدعوة لن يؤثر على العمل الدعوي المطلوب كفريضة شرعية وضرورة بشرية .. كل داعية الاصل ان لا يكون سياسي أي له آراء و نشاط سياسي منظم او غير منظم ،لأنه حينها يخسر نصف المدعوين او أكثر ممن لا يوافقونه توجهه السياسي ، أما حكاية السياسة الشرعية التي يعقب بها البعض ، فلا توجد سياسية شرعية ، ولكن اجتهادات لعلماء ومفكرين اسلاميين معظمها في زمن قد مضى ولا تناسب زمننا الحاضر ، فكتاب ( السياسة الشرعية ) تحدث فيه الإمام ابن تيمية عن قضايا محددة قد حدثت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومعظم الكتاب عن الاموال والحدود ، و قد عاش ابن تيمية في غير عصرنا واجتهد له ، فالسياسة الشرعية التي تضمنها كتابه لا يستطيع احد الاستفادة منها اليوم ، و معظم ما أؤلف اليوم عن السياسة الشرعية أكثره محاولة إحياء للسياسة القديمة ...حديث عن شروط الخليفة وواجبات الخليفة ومعظمه تركيز على دوره نحو نشر الاسلام .....، وللأسف فانه في القديم والحديث والزمن المعاصر أساء الكثير من العلماء للأمة الاسلامية عبر التكفير وإجازة قتل الغرماء والمنافسين وذلك لركونهم للذين ظلموا من الحكام أمثال الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ المعاصر محمد الطيب شيخ الازهر والشيخ علي جمعة والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وهؤلاء هم مشائخ وعلماء ، إنني أنظر من منظار شمولي لكل العلماء من كل توجه ( سلفيين ، إخوان ، متصوفة ) إنّ كلامي ودعوتي عامة بأن يعتزل كل العلماء والفقهاء والوعاظ السياسية وكذلك الجماعات الدعوية التي أصبحت أحزاب سياسية و ضيعت الدعوة وخسرت المدعوين المستهدفين المفترضين ، و في ذات الوقت حتى العالم والفقيه هو لا يعرف السياسية فاين احترام التخصصات ؟؟ واذا افتى افتى عن غير إدراك حقيقي بالواقع السياسي ، وفتواه في الأخير تعتبر تدخل في غير مجاله ، فالإسلام قد وضع قيم عامة منها قيم للعمل السياسي ولكن لا تفصيل فحتى من يحكم المسلمين من بعده لم يتحدث عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن العلماء والفقهاء في الماضي والحاضر ـ إلا من رحم الله ـ يبحثون عن الطرف السياسي الذي ينتمون إليه عن أدلة يفتون وفقها بما يُرضيه ، بل وحتى تفسير الآيات والاحاديث ومن ذلك موضوع الشورى فلم يقل معظم العلماء القدماء والمعاصرين ان من الامور الداخلة فيها اختيار الحاكم وقصروها على مشاورته ( فقط ) لأهل الحل والعقد واختلفوا في مسألة فرعية وهي هل هي ملزمة أم معلمة ، ، وفتوى العالم والفقيه في الشأن السياسي قد تخدم طرف من المسلمين ( المقصودين جميعاً بدعوته كما هو الأصل ) ضد طرف ثاني ، وفتواه السياسية تؤثر بصورة غير عادلة في ميزان القوى السياسية و يشعر البعض بانهم قد ظلموا بهذا السبب وبالتالي يشنون الحرب الضروس ضد ( الجماعات الدعوية ) و ضد العلماء ويسعون في تشويههم وتنفير الناس منهم عبر وسائل الاعلام وبالتالي يدخل العلماء في متاهات هم في عن عنها و يخسرون منابر دعوية ( مساجد ، قنوات ، مجلات ، صحف ، وغيرها ) ومصر السيسي خير مثال ، و كما هو من المهم فقه الواقع على حقيقته فمن المهم استيعاب هذه المعرفة ,,, وفي الأخير أدرك أن الكثير من المحسوبين على العلم الشرعي لن يكونون إلا متعصبين للسياسة والاشتغال بها ، ومن دون حجة حقيقية إلا دافع التقليد لمن سبق ، و كل من قوله ويترك حتى ( علماؤنا قديما ) و قد ينسى البعض ان سبيل الفقه في الدين ليس فحسب الدراسة في الجامعات او عند المشائخ (( من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) حديث صحيح قد يبحث البعض له عن تأويل يخرجه من معناه ، و قال تعالى (( واتقوا الله ويعلمكم الله )) وقال عن العبد المؤمن في سورة الكهف : (( عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا )) واعرف ان تعصب ( المتعلمين الرسميين ) يحملهم على انكار كل هذا المنطق ... هداه الله الجميع الى ما فيه الخير والنفع والنور ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق