الخميس، 18 مارس 2010

الزعامة

الزعامة الحقيقية
بقلم : مرعي حميد
سيسجل التاريخ يوم 14 ديسمبر 2009 إشهار زعيم عربي يمثل الأمة العربية إسلاماً وعزة وكرامة وشمماً وطموحاً لفجر صادق جديد باسم الثغر عالي الجبين موفور الكبرياء الوطني والقومي . إنه إسماعيل هنية رئيس وزراء فلسطين .. زعيم عربي وإسلامي أصيل غير مستورد زعيم صنعه معترك الصراع الأشرس ، لا دوائر المخابرات الغربية والشرقية ، زعيم يحبه بنو وطنه ويبهجون بطلته عليهم وكل عروبي ومعتز بإسلامه ، لا زعيم يدعوا عليه أبناء وطنه ويكنون له من الكراهية والبغض مالا يعلم حجمه إلا علام الغيوب ، زعيم يفديه بدمائهم بنو وطنه وعربه وأمته بحق وحقيقة لإشعارات جوفاء يغذيها إعلام أجوف هو أدرى بخساسة الزعيم المزيف ووضاعة سياسته الخارجة عن كل السياقات الوطنية و العروبية والإسلامية ، زعيم تفخر به الزعامة الحقيقية ، زعيم تتمنى لو أطال خطاباً صادقاً،حياً، محييا للهمم والعزائم ، لا زعيماً تتمنى لو انه سكت كونه زعيم يكذّب مقاله حاله و سياساته الجوفاء ، زعيم يبرر المزيد من الذل والاستخذاء للعدو التاريخي للأمة الإسلامية .
حشد مليوني حضر ليسمع من الزعيم الحمساوي الفذ المفدى بحق وحقيقة ، الزعيم الذي صمد في مقدمة إخوانه من المجاهدين الصادقين في وجه جبروت الدولة الصهيونية لأنه علم علم اليقين أنّ جبار الأرض والسماء هو الله لا ( اسرئيل ) كما يعتقد أدعياء الزعامة العربية والفلسطينية .
لقد خرج إسماعيل هنية على حشد الكتيبة الخضراء [ والاسم مأخوذ من الكتيبة الخضراء التي كان فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس المهاجرين والأنصار خلال فتح مكة وكان جنودها يلبسون الدروع ويلبسون الأقنعة، لا يرى منهم إلا العيون من أحداقها،وسميت خضراء لما يرى عليها من لون الحديد وخضرته وسواده، والخضرة عند العرب السواد] خرج هنية ظهيرة الاثنين الرابع عشر من ديسمبر 2009 خروجاً يحسده عليه أولئك الأدعياء الذين طلبوا الزعامة ويطلبونها بالانبطاح للحركة الصهيونية ونشر ثقافة الانبطاح البائسة ومحاربة الحركة الإسلامية الأصيلة والراشدة والخنوع للسياسة و الساسة الأمريكيين من لدن جيمي كارتر إلى باراك اوباما والحبل على الجرار .
لا بل إنّ إسماعيل هنية ، الذي جاءته الزعامة ولم يطلبها ، يقدم درساً بل ودروساً في الزعامة ؛ فالزعامة في مدرسة هنية تقدمها وتوفرها الآلام والمعاناة والصبر و المصابرة في سبيل المبدأ والحق ،الذي تقره كل الشرائع والعقول المنصفة ،لا التفريط فيه ولا الفنادق الفخمة والأجنحة الراقية والقصور القاصرة أن تقدم للمتكررين على عتباتها ولو رائحة الزعامة الحقة إنما هي الزعامة المدنسة بالتنازلات الخفية والخطاب المنهزم الزعامة التي تأكل بثدييها .
إنّ الزعامة من نوع زعامة إسماعيل هنية إنما يصنعها الانحياز القيادي المبصر الكامل والنهائي مع الشعب والى الشعب والتخندق ذوداً عن مصالح الشعب لا التنازل تلو التنازل بحجج واهية حتى يكون لطلاب الزعامة الزائفة ثمرة يقطفونها في حياتهم وتكون الثمرة ولكنها ثمرة المبادئ حين تتعفن في قلوب أصحابها ، إنّ التضحيات ترخص في سبيل الشعوب أما حينما تكون تضحيات بمصالح الشعوب من اجل مصلحة الزعيم الزائف المزيف وأسرته فان لعائن التاريخ والواقع والشعوب تطارد أولئك المسوخ المنفوشة بمجد زائف أجوف لا ينطلي على من له ذرة من عقل وضمير حي .إنّ زعامة إسماعيل هنية تعلمنا أنّ الزعامة عطاء لا أخذ ، تعب لا استمتاع ، شظف عيش من أجل المحرومين لا استئثار بالثروات وتقلب وترنح في الملذات ، روح حي محيي يأبى الخنوع ، لا روح ميت مميت ما لجرح به إيلام ، روح لا تؤمن بإمكانيات اللحظة فحسب بل و بإمكانيات تصنع في مستقبل يحفرها الرجال الميامين في الصخر الأصم ، لا روح تتستر بالواقعية السياسية لتحضى ولو بزعامة مغمسة بالخزي والعار والإجرام بحق الوطن وبنيه المتطلعين لمستقبل أفضل ، الباذلين عرقهم وكل جهدهم وجهادهم المبصر ومهجهم ودمائهم الطاهرة المطهرة لحال لا يسر طيبة طيعة بها نفوسهم في سبيل عزة بني وطنهم وكرامتهم وسؤدده .
كاتب وباحث من اليمن ـ Mra ham70@gmail com

هناك تعليق واحد: