الأحد، 7 مارس 2010

(( اليمن في جيوبنا ))
بقلم / مرعي حميد
((اليمن في قلوبنا )) ،شعار ملون لمّاع على ورق مصقول تجده أمامك هذه الأيام أينما التفت ، لوحات.. صحف ..مجلات .. في إطار حملة رسمية لغرس الروح الوطنية التي (أفاقت) السلطة لتجدها معدومة أو شبه معدومة في قلوب الغالبية من المواطنين ، دون أن تكلف نفسها التفتيش عن تلك الروح في قلبها إن كان لها قلب ، ولو فتشت عنها يا ترى هل ستجدها ؟ ..هل ستعثر عليها .. ؟ نترك الجواب لأهل السلطة ، ولكن كل المؤشرات تدل على أنّ أفقر ما يكون رموز تلك السلطة هو لمزعة وطنية .. لذرة وطنية ، وتلك السلطة وهي فاقدة لروح الوطنية فإنها لن تجدي حملتها المصقولة الملونة نفعاً فالوطنية مزية لا يغرسها إلا أهلها وليس من يدعونها، ويعلم القاصي والداني أنهم هم أحوج الناس إليها ، وفاقد الشي لا يعطيه ، إنّ اكبر مصيبة تحل بالروح الوطنية حين يتلفت الشعب يميناً ويساراً فيجد من أنيطت بهم المسؤولية هم في طليعة من يفتقدون لتلك الروح يدلهم على ذلك نهب أهل المسؤولية للمال العام وتسخيرهم لمقدّرات الوطن لتلبية غريزة التسلط لديهم والحفاظ على كرسي يوفر لهم ذلك ضاربين عرض الحائط بإرادة الشعب الذي يسخرون منه وهم يعلنون مبدءا التداول السلمي للسلطة... وهم يدّعونه ويدعون القوى الوطنية للاحتكام إلى صندوق انتخابات غير حرة وغير نزيهة تسّخر فيها كل إمكانيات الدولة وتُحشد بقضها وقضيضها لا نجاح مرشحي الحزب الحاكم ، إنّ هذه لعمري اكبر طعنة في روح الوطنية والوطن ، إنها مصادرة للوطن وخطف ليس لخدمته ولكن لاستخدامه مطية تقضى بها غرائز السيطرة والتحكم والاستبداد والإثراء ثم الإثراء ثم الإثراء ولا شبع من مقدرات الشعب المنغصة حياته ، إنّ هؤلاء لا يصلحون لدعوة لوطنية ، إنهم فقراء منها ، بل هم دعاة بالليل والنهار إلى نقيضها بسلوكهم ، بل وبأقوالهم في أحيان وإلا ماذا يعني أن يقول رئيس الوزراء منهم إنّ الفساد زيت التنمية وانه من لم يغتني في العهد الصالحي الميمون لن يغتني في عهد سواه ، أليس هذا تبرير لفساده وفساد حزبه ، أوليست هذه دعوة لمزيد من الارتزاق على حساب الشعب ، قال اليمن في قلوبنا قال ، إنّ لسان حال هؤلاء الذين تشقى بهم الأوطان متى حكموا هو ( الوطن في جيوبنا ) ، إن المال وأسبابه هي كل شي في حياتهم هو كل شي في قلوبهم ، لها يركضون ومن اجلها يعملون وفي سبيلها يضحون بجمل الوطن بما حمل ويبقى الحصان مطية معنوية صالحة للفرار من محكمة الشعب والضمير حينما يأتي موسم انتخابي جديد . كيف نهض الغرب ؟ .. إنه لم ينهض إلا بالتنافس بين أحزابه على خدمة أوطانهم لا استخدامها ، وحين يصل احدها إلى السلطة فانه يعمل المستحيل لخدمة شعبه حتى يفوز مرة ثانية وثالثة في إنتخابات لن تكون إلا حرة ونزيهة ، إنتخابات لا تعرف التزوير ولا استخدام مقدرات البلاد لصالح طرف من الأطراف ، انتخابات لا تعرف مسرحيات تمطيط فترات الحكم ولا توريثه ، وما لم تكن الانتخابات في أوطاننا بهذا القدر من الشفافية فان التداول السلمي للسلطة يبقى نكته بايخة .. سمجة .. مأساوية ، و شر البلية ما يضحك . ولكنه ضحك كالبكاء، وتبقى الروح الوطنية من الغالبية من الناس التي هي على دين ملوكها غائبة .. مغيبة ، وما دام أهل الحكم الذين لا يعملون من اجل وطنهم يستميتون في الاستمساك بالسلطة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة فان الوطن سيبقى يتردى في الحضيض ، حتى يتعلم الشعب كيف يكره حكامه ويسومهم نيران حقده فيقصيهم عن كاهله ليمضي في دروب الحياة الآمنة الكريمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق