تنوير وتثوير
بقلم : مرعي حميد
الشعب هو أداة التغيير وهدفه ،الشعب هو صاحب المصلحة في التغيير وهو في ذات الوقت وسيلة التغيير الحاسمة والتي لا يقف دونها والتغيير مانع إذا هبّت لتحقيق التغيير الذي تنشده وتتطلع إليه .
ولمّا أدر ك أهل الحكم هذا سلكوا مسلكين ليدوم لهم حكم الشعب، أما المسلك الأول فهو إرضاء الشعب بتحقيق التغيير الذي ينشده في مختلف جوانب الحياة وبذل أقصى الوسع وتسخير كل الموارد لتصب فعلاً وحقاً في ما يعود بالنفع العميم للشعب في الحاضر والمستقبل ، أما المسلك الثاني فهو الحيلولة بين الشعب وقدرته على تحقيق التغيير الذي ينشده وذلك من خلال إشغاله بلقمة عيشه والصراع بين مكونات المجتمع ، وبث الروح السلبية وتزييف وعيه : تخديره بالوعود المعسولة ، تضخيم أعمال السلطة المتواضعة والتقليل من شان الأخطاء والتقصير السلطوي ،تكريس ثقافة ليس بالإمكان تحقيق أحسن مما كان ، تشويه القوى المنافسة والتشكيك في قدرتها على تحقيق التغيير ، وفي المقابل تمجيد الحاكم حزباً كان أو فرداً بالنثر والشعر والصور و الأناشيد ( الوطنية )وتسخير إعلام الدولة وإمكانياتها المادية والمعنوية : المال ، الوظيفة العامة ، ...الخ ، والأقلام القابلة للإيجار ، لهذا الغرض ، والتحجج بواهي الحجج وتجديدها تبريراً لعدم حدوث التغيير المنشود والمستطاع اجتراحه بإمكانيات الوطن والمواطن المتاحة ومثلما أنّ من مسؤولية السلطة تسخير كل المقدرات المادية للمصلحة العامة فان تسخير الطاقات البشرية للمصلحة العامة مسؤولية أخرى كذلك و على قدم المساواة ومثلما تكون السلطة مقصرة وخاطئة حين تهدر المال العام أو تجمده فلا يستفيد منه الشعب فإنها مقصرة كذلك وخاطئة حين تهدر إمكانيات أبناء الوطن أو تجمدها أو تستبعدها من نطاق الفعل الأكثر تأثيراً تغييرياً لأسباب سياسية أو اجتماعية أو جغرافية أو اقتصادية ، وتجني السلطات حصاد سياساتها تلك بقاء على كرسي الحكم دون تحقيق التغيير الذي يستحقه الشعب وتؤهله له إمكانيات وطنه المادية والبشرية . .
إنّ قوى المجتمع الحية المناط بها قيادة الشعب للتغيير المنشود تستطيع أن تحقق تطلعات الشعب من خلال عاملين اثنين : أولهما تنوير الشعب بحقيقة الوضع وإمكانية تغييره بالتفافه حول قوى التغيير ، وثانيهما تثوير الشعب وتحشيده حتى يتم توفير المناخات المواتية لتحقيق التغيير المنشود والحفاظ عليها من أي هزات أو نكسات ارتدادية مضادة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق